كتاب يستعرّ فيه وطيس الكاتب -يحسبه القارئ نسوياً بامتياز- في عرض طائفة من آرائه التي جمعت بين الاطلاع والملاحظة والتدقيق والتحليل والنقد وعرض الحجج .. حول النظرة التي لا تزال دونية تجاه المرأة في كثير من المجتمعات الشرقية، والتي تتشدق في ذات الوقت بالحضارة والمدنية بل وبتمكين المرأة بين جنباته، إضافة إلى ما قد تسبغ عليها الأديان من غطاء ديني ثقيل يثقل كاهل المرأة من جهة، ويشوّه مكانة الرجل من جهة أخرى، ويجعل من الاثنين مجرد ضحية، تدفع المرأة بموجبه الثمن الأكبر من نصيبها في الحياة!.

وعلى الرغم من أن الكاتب قد أصاب بقدر معقول في بحثه الفكري وهو يسوق الأدلة من مختلف الجوانب، دينية، اجتماعية، اقتصادية، ثقافية، فلسفية ….، ومن خلال مراجع عليمة وأدبية موثوقة، فقد جانبه الصواب في بعض آرائه، كما يظهر في موقفه من المثلية الجنسية باعتبارها مسلك أو ميل طبيعي كما في العلاقة الطبيعية بين الذكر والأنثى، بحيث لا يجوز الاعتراض عليها سواء بسواء مع العلاقة الطبيعية .. وهذا رأي يفتقر إلى المنطق من وجهة نظر إنسانية صرفة!.

يعرض فهرس الكتاب قائمة من المواضيع ذات الصلة، يصف عنوان كل منها المحتوى الساخن الذي ينطوي عليها، وهي لا تخلو من سخرية في طرحها تظهر من خلال بعض المفردات اللاذعة، رغم لغة الكتاب الواضحة في العموم. والمواضيع هي:

• ما هو لغز الأنوثة؟
• لعنة الجمال
• تربية الأنثى أو إنتاج شخصيات عصابية
• تدمير المرأة
• المومس
• الجيغولو أو البغي الذكر
• لما النساء تكره العاهرات؟
• الخيانة ودور الضحية
• الذل كشرط في الحب
• المتأخرات زواجياً: لعنة اختيار أم حظ عاثر؟
• الطفل والعلاقات الغير شرعية
• الفضيحة ودوافع الفاضحين
• التعري .. احتجاج أم دعوة جنسية؟
• خرافة الانحراف الجنسي
• البيدوفيلي أو المتحرش جنسياً بالأطفال
• علاقة الجنس والاقتصاد
• الحيض بين الطب والدين
• ختام: بعقدة الأميرة النائمة

ومن موضوع (علاقة الجنس والاقتصاد) أقتبس في نص ساخن (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) ما أورده الكاتب عن مؤسس النظرية الماركسية الألماني (فريدريك إنجلز) في رأيه عن دور التفكير في تصحيح العلاقات الإنسانية-الجنسية، وما يترتب عليه من نتائج .. وقد أصاب الكتاب ثلاثة من رصيد أنجمي الخماسي: “نرى هذا في قوله: (عندما ينمو الجيل الجديد، أي جيل من رجال لن يتأتى لهم أبداً في الحياة أن يشتروا المرأة بالمال أو بوسائل اجتماعية أخرى من وسائل السلطة، وجيل من نساء لن يتأتى لهن أبداً في الحياة أن يستسلمن لرجل بدوافع غير دافع الحب الحقيقي، وأن يمتنعن عن معاشرة الرجل المحبوب، خوفاً من العواقب الاقتصادية. وحين يظهر هؤلاء الناس، فإنهم لن يأبهوا أبداً لما ينبغي عليهم أن يفعلوا حسب الاعتبارات الحالية، فإنهم سيعرفون بأنفسهم ما ينبغي عليهم أن يفعلوه، وسيرسمون وفقاً لذلك رأيهم العام في سلوك كل فرد بمفرده، وهذا كل ما في الأمر). نعم، هذا كل ما في الأمر، غير أنه من الصعب أن تحرّر السذج من الأغلال التي يبجلونها .. كما يقول فولتير“.

ختاماً، لا بد وأن يُصنف هذا الكتاب ضمن الكتب (المثيرة للجدل)، طالما أنه قد مسّ أحد أكبر التابوهات في المجتمع الشرقي .. المرأة!

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (24) في قائمة طويلة من إصدارات فكرية خصصتها لعام 2023 والذي رجوت مع بدايته أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه .. وهو ثالث ما قرأت خلال شهر نوفمبر، وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض. لقد ضحيت بالوقت المخصص للقراءة من أجل أمور طارئة! لم يعد الأمر كذلك، والأشهر المتبقية لي من العام ستكون استثنائية في جودة الكتب .. كما رجوت!

لقد قرأت للكاتب من قبل كتاب (لماذا تكره النساء بائعات الهوى؟)، إضافة إلى كتاب آخر له أسعى لقراءته قريباً، هو (نساء رفضن عبادة الرجل).

وعلى رف (جندرية وجنسانية) في مكتبتي، عدد من الإصدارات .. أذكر منها: (الرجل والجنس) تأليف: د. نوال السعداوي / (الرجولة المتخيلة: الهوية الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط الحديث) تأليف: مي غصوب وإيما ويب / (كذب الرجال ولو صدقوا) تأليف: فاتن حمّود / (لماذا يحب الرجال العاهرات؟) تأليف: شيري أرجوف / (مبغى المعبد: شريعة المرأة والرجل) تأليف: عبدالرزاق جبران / (جسد العاهرة: دراسة في نصوص العورة المباحة) تأليف: ابراهيم محمود / (الجنس في العالم العربي) تأليف: سمير خلف / (للرجال فقط: ما تحتاج لمعرفته عن بواطن النساء) تأليف: شونتي وجيف فيلدهان / (الرجل والمرأة: أسرار لم تنشر بعد) تأليف: ألين ويلر / (أصول الدافع الجنسي) تأليف: كولن ويلسون / (ماذا الآن يا آدم؟ كتاب عن الرجال) تأليف: أوشو / (الهيمنة الذكورية) تأليف: بيار بورديو

من فعاليات الشهر: لا يزال جدولي اليومي مزدحماً .. ولا زلت أصارع الوقت لاستقطاع ما أمكنني منه للقراءة.

تسلسل الكتاب على المدونة: 424