الكتاب
محاكم التفتيش: في اسبانيا والبرتغال وغيرها
المؤلف
دار النشر
المكتبة العلمية
عدد الصفحات
151
النوع
إلكتروني
تاريخ القراءة
04/24/2016
التصنيف
الموضوع
فتق الجرح الأندلسي .. علّ الألم يستحضر العبرة
درجة التقييم

محاكم التفتيش: في اسبانيا والبرتغال وغيرها

ولا غالب إلا الله!

يتحدث الكتاب عن محاكم التفتيش التي تم تنصيبها في أسبانيا والبرتغال بعد سقوط مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس عام 1492م  – 897هـ، لتطهيرها من المسلمين أو (الكفرة) كما نص المرسوم الملكي آنذاك!.

يقسّم الفهرس الكتاب إلى قسمين رئيسيين، يعرضان العلاقة التاريخية التي ربطت المسلمين بشبه الجزيرة الأيبيرية في القرون الماضية .. في سراءها وضراءها!. فبينما يتحدث القسم الأول عن بداية العلاقة (من الفتح الإسلامي إلى سقوط غرناطة)، يتعرض القسم الثاني إلى (مطاردة ديوان التفتيش للمسلمين واليهود). يندرج تحت كل قسم عدد من المواضيع ذات الصلة، يطغى فيها الأسى الذي لا يزال مستمراً على العز الذي كان!.

من تلك الحقبتين المتغايرتين والتي استنفد بهما الكتاب رصيد أنجمي الخماسي كاملاً، أعرض بعض ما علق في ذهني بعد القراءة، واقتبس استشهاداً في نص دموي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، كما يلي:

ملاحظة: عادة، يعتمد أسلوبي في التدوين على التعبير بـقلمي عن محتوى الكتاب ككل بعد قراءته، مع القليل من الاقتباسات بما يخدم عرض محتواه بشكل جيد. رغم هذا، أستثني الكتب التي تجمع بين موضوعية الرأي وبديع الأسلوب في قالب واحد، بحيث يصبح نقل النص كما ورد هو الخيار الأمثل، بدلاً من التعبير عنه وفق أسلوب آخر. لذا، تدفعني بعض الكتب لاقتباسات أكثر مما اعتدت عليه، وهذا قلّما يحدث في مراجعاتي! جاء هذا الكتاب ضمن هذا الاستثناء، لذا وجب التنويه.

ملاحظة أخرى: ترد بعض التعليقات في نص أزرق .. لا تعبّر سوى عن رأيي الشخصي.

  • تبدأ دولة الإسلام في الأندلس بالانهيار التدريجي على مدى قرون، يظهر ابتداءً من تفككها إلى دويلات يحكمها عشرون والياً، في: “اشبيلية، جيان، سرقسطة، الثغر، طليطلة، غرناطة، قرمونة، الجزيرة الخضراء، مرسية، بلنسية، دانية، طرطوشة، لارده، باجة، ألمرية، مالقا، بطليوس، الأشبونة، جزر البليار، قرطبة”. فمع هذا الانقسام والركون إلى حياة الدعة، ضعف لدى القوم الحمية الدينية التي كانت سبب عزهم، تبعه ضعف القومية العربية، الأمر الذي آل في النهاية إلى طردهم من الفردوس .. “بلاد الأندلس الخصيبة”.
  • وفد إلى الأندلس فترة حكم أبو عبد الله محمد الخامس (الغني بالله) لمملكة غرناطة، عالم الاجتماع البارز ابن خلدون، الذي استعمله في “السفارات بينه وبين ملك الأسبان بأشبيلية”. تلك المهام التي نجح فيها ابن خلدون، وقد “أقام في خدمة الغني ثلاثة أعوام، واستقال من عمله خشية السعايات والوشايات، وترك الأندلس إلى المغرب ثم مصر أيام الظاهر برقوق”.
  • تعرض صور التعذيب التي تفنن بها الصليبيون، من دموية وبربرية ووحشية، ما لا يخطر على قلب إبليس! وقد طال تعذيبهم كل من لم يكن على الكاثوليكية من أهل الأندلس، سواء من مسلمين أو يهود أو نصارى. من بعض صورها: حبال تُستخدم لشد الأجساد حتى تنضح دماً، وسلاسل وسحابات ذات مسامير صدئة حادة تمزقها تمزيقا، مع أسواط تلتحم بها قطع من حديد، وقدور من حديد لغلي الرصاص وصبه على المعذبين، وآلات لسلّ اللسان وأخرى لتكسير الأسنان، وأخرى لسمل العيون، وأخرى لسحب الأظافر، وأخرى لتهشيم الجماجم، وأخرى لطي الإنسان وتكسير العظام، وأخرى لسحب أثداء النساء، مع مطارق ثقيلة لسحق الرؤوس، وأحذية حديدية حامية يرتديها السجناء، والجحش الخشبي، والتابوت ذو الحراب الست الذي ما أن يُقفل بابه تخترق العينان والجمجمة والقلب والمعدة، وتابوت السيدة الجميلة، ومشانق تشنق نصف شنقة، وتقنية ملء البطن بالماء، والنخس بالدبابيس، وتمزيق الأعضاء، والدفن على قيد الحياة، والحرق حتى الموت … وغيرها الكثير!. ومع كل هذا، كان “يحظر على المعذب إبداء أي حركة أو صراخ أو أنين” … لقد كانت كتابة هذه الأسطر كفيلة لعصر قلبي عصراً! 
  • وفي موضوع (سجون التفتيش في البرتغال)، يظهر وصف لأحد السجون وقد “خصصت الطبقة الوسطى من تلك السجون للنساء اللواتي كان رجال ديوان التفتيش يترددون عليهن من حين لآخر. وكثيراً ما كان يتم ذلك للعبث بعفافهن في تلك الدار الموحشة”. أما عن بعض النساء المعاندات اللواتي كن لا يتورعن عن شتم رجال تلك المحاكم، فقد نالوا نصيباً مختلفاً من التعذيب “وذلك بتعرية المرأة إلا ما ستر عورتها، وكانوا يأخذونها إلى مقبرة مهجورة ويجلسونها على قبر من القبور ويضعون رأسها بين ركبتيها ويشدون وثاقها وهي على هذه الحالة السيئة ولا يمكنها الحراك. وكانوا يربطونها إلى القبر بسلاسل حديدية ويرخون شعرها فيجللها وتظهر لمن يراها عن كثب كأنما هي جنيّة سيما إذا ما أرخى الليل سدوله. وتُترك المسكينة على هذا الحال إلى أن تجن أو تموت جوعاً ورعبا. وكان رجال التفتيش يعتقدون أن الروح الشريرة هي التي تتكلم في المرأة، وهم يعتقدون أن القبور مسكن لذوي الجنة والشياطين” … يعرض الكتاب في آخره صور توثيقية عديدة لتلك الجرائم، غير أنها لم تكن واضحة بالشكل الكافي. يستطيع القارئ المهتم البحث على شبكة المعلومات عنها، وقد فعلت سابقاً … ويا ليتني ما رأيت ولا حتى عرفت!.
  • لقد نافس أجداد الأسبان الشيطان في عمله، “ومع أن ذلك الديوان وتلك المحاكم كانت معروفة في فرنسا وإيطاليا وفي بلاد أخرى من أوروبا، إلا أنها لم تعمل بها مثلما عملت بأسبانيا والبرتغال، ولم تمارس من الفظائع والأعمال البربرية الوحشية مثل ما مارست بجزيرة أيبريا، حتى قدّر بعضهم عدد ضحايا التفتيش بما لا يقل عن تسعة آلاف ألف من الناس أثناء المدة المحصورة بين سنة 1333 وسنة 1835، حيث ألغي من أسبانيا بعد أن لطخ كل أرجائها بالدم المسفوك في سبيل نصرة الكثلكة والقضاء على مخالفيها”. ولقد ورد عن عرّابة تلك المحاكم الشيطانية (إيزابيلا) قولها: “إن حب المسيح والعذراء جعلني أميل لارتكاب الأعمال المؤدية للبؤس والشقاء وخراب البلاد والملك”. ومع سخرية القدر أسخر لأقول: (ومن الحب ما قتل)، في حين يعقّب المؤلف على قيء تلك الشيطانة بقوله: “لا شك أن مسيح إيزابيلا الذي دعاها حبه إلى هذا الخراب ليس هو بالمسيح الذي جاء يدعو للسلام”. وقد اشتهر من شياطين ديوان التفتيش -ممن تلبّست بهم إيزابيلا- وممن انتشروا على مقاطعات أسبانيا السبعة يصدرون تلك الأحكام الشيطانية: “توركويمادا، ديزا، سيزنيروس، فلويرنسيو، مانريكي، تاليو، لوابيزا” … وها هي أسمائهم تخلّد في سود صفحات التاريخ الإنساني، وفي جهنم الأخروية وبئس المصير.
  • أما موضوع (موكب الحريق)، فيعرض مراسم حرق من حقّ عليه قول رجال الديوان في ساحة عامة، حيث يقيد المحكوم من رقبته بضع مرّات حتى يشتد الخناق عليه وهو مربوط إلى جذع شجرة مرتفع، تلتهمه النيران وهو حي. وقبل اضرام النار بقليل “يصعد كاهن وفي يده صليب من العاج يعرضه على المسكين ليقبّله قبل حرقه”. وبينما يصلي الكهنة بعد اضرام النار “يبحث جواسيسهم في وجوه الشعب ويستمعون لما يقال، فمن تأفف أو أظهر عطفاً على المحروقين أو أبدى أي إشارة اشمئزاز ألقي عليه القبض في الحال، وكثيراً ما كان يُضم إليهم في التو والساعة”. 
  • تتضاعف صور التعذيب تلك دموية حين كانت تجري في حضور طبيب! إذ يقوم بتنبيه من يمارس التعذيب بالتوقف إذا شعر بأن المعذّب قد أشرف على الموت، فيتم التوقف “وإنعاش المسكين بشراب ما ليتحمّل العذاب” حتى يسترد شيء من روحه، ثم يتم استئناف التعذيب مرة أخرى .. وهكذا دواليك!. وقد قُدّر عدد المعذبين من المسلمين آنذاك زهاء ثلاثة ملايين، ما بين رجال ونساء، ممن تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشر والسبعين .. أزهقت جميعها طغياناً وظلماً.
  • تمضي أربعة قرون على سقوط الأندلس وعلى استهلال محاكم التفتيش، حين وجه نابليون بونابرت حملته الشهيرة نحو أسبانيا، وإصداره للمرسوم الشهير بإلغاء دواوين التفتيش فيها عام 1808!. يعرض الكتاب شهادة نارية لأحد ضباط الحملة الفرنسية على أسبانيا (الكولونيل ليمونسكي)، في موضوع (تقرير عن الديوان بمجريط)، وذلك عن سجون محاكم التفتيش السرية التي تم اكتشافها صدفة، والتي انتهت بقتل القساوسة بنفس أدوات التعذيب التي أباحوها في إزهاق أرواح المؤمنين. يتم بعد ذلك إطلاق سراح الأحياء من المعذبين بعد فتح أبواب السجون، واستقبال ذويهم للضباط بقبلات الشكر والعرفان. هنا اقتبس نصاً ما ورد في الكتاب عن هذه الشهادة التي جاءت مطولة:

“كنت في سنة (1809م توافق سنة 1224هـ) ملحقاً بالجيش الفرنسي الذي كان يقاتل في إسبانيا، وكنت مع فرقتي من الجيش الذي احتل مدريد العاصمة، وكان الإمبراطور نابليون أصدر مرسوماً سنة 1808 (سنة 1223هـ) بإلغاء دواوين التفتيش في المملكة الإسبانية، ولكن هذا الأمر أهمل ولم يُعمل به بسبب الحالة الحربية والاضطرابات السياسية التي كانت سائدة أيامئذ. وعلى ذلك صمم رهبان الجزويت أصحاب ذلك الديوان على أن يقتلوا أو يعذبوا كل فرنسي يقع في أيديهم انتقاماً من ذلك القرار، وذلك لإلقاء الرعب في قلوب الفرنسيين بطريقة تضطرهم إلى إخلاء البلاد ليخلوا لهم الجو. وبينما أنا أسير في إحدى الليالي بين الساعة العاشرة والحادية عشرة في شارع من شوارع مدريد إذ باثنين مسلحين قد هجما عليّ يريدان قتلي، فدافعت عن نفسي دفاعاً كبيراً ولم ينجني منهم إلا سرية فرنسية قادمة كانت تقوم بطوافها في المدينة، وكانت السرية من الخيالة تطوف البلد طول الليل بالمصابيح لحفظ النظام. ولما شاهد القاتلان ذلك لاذا بالهرب. وتبين لنا أن هذين الرجلين من جنود ديوان التفتيش، عرفنا هذا من ملابسهما. فأسرعت إلى الماريشال سولت، حاكم مدريد العسكري، أيامئذ وأطلعته على ما حدث. فغضب الماريشال وقال أنا لا أشك بأن من قتل ويقتل من الجنود كل ليلة إنما يكون بأيدي أولئك الأشرار، ولا بد لنا من معاقبتهم وتنفيذ قرار الإمبراطور. والآن لك أن تأخذ معك ألف جندي وأربعة مدافع وتهاجم دير ديوان التفتيش وتقبض على أولئك الرهبان الأبالسة، هذا إذا رأيت أن ما ينسب إليهم من الفظائع حقيقي، ولنقتص منهم بمحاكمتهم أمام مجلس عسكري. وعند الساعة الرابعة صباحاً ركبت على رأس تلك الحملة وقصدنا دير ديوان التفتيش وكان يبعد خمسة أميال عن مدينة مدريد. فلم يدر الرهبان إلا والجنود تحيط بديرهم والمدافع منصوبة عليه. وكان هذا الدير عبارة عن بناء ضخم أشبه بالقلاع، وله أسوار عالية جداً تحرسها فرقة من جند اليسوعيين. فتقدمت من باب الدير وخاطبت الحارس الذي كان واقفاً على السور فوق الباب وأمرته باسم الامبراطور نابليون أن يفتح الباب. وظهر لي أن هذا الحارس قد التفت إلى الداخل وأخذ يكلم أشخاصاً لا نراهم، ولما انتهى من حديثه عاد وأخذ بندقيته وأطلق علينا الرصاص. ثم انهال علينا الرصاص من كل جهة، فقتل بعض رجالي وجرح البعض. عندئذ أمرت الجنود أن يهاجموا الدير ويقتحموه عنوة لأن إطلاق الرصاص من الجزويت كان كعلامة رفض، وانهم لا يفتحون الباب إلا بالقوة. وانهال الرصاص على الباب فأخذنا بإطلاق المدافع على أسوار الدير وعلى الباب، وجاء الجنود بأخشاب سميكة اتخذوها كمتاريس لهم تقيهم رصاص جنود التفتيش الذي انهمر كالمطر الغزير. وبعد أن دامت المعركة نصف ساعة فتحت ثغرة واسعة في الحائط دخل منها الجيش وامتلك الدير. وكنت أنا وبعض الضباط الآخرين أول الداخلين. فأسرع رهبان اليسوعيين للقائنا مرحبين بنا بوجوه باشّة، مستفهمين عن سبب قدومنا على هذه الحال، كأن لم يكن من شيء بيننا، ولم تكن موقعة، ولم يكن قتال بين جنودنا وجنودهم، ثم انهالوا على جنودهم تعنيفاً وتأنيباً لمقاومتهم لنا. وقالوا لهم: أن الفرنسيين أصدقاء لناء فمرحباً بهم. فما أغرب ذلك النفاق والخبث الماكر!! ولكن لم تنطل حيلتهم عليّ، بل أمرت الجنود بالقبض على أولئك القساوسة المنافقين وعلى جنودهم كلهم لتقديمهم لمجلس عسكري. وأخذنا نبحث عن قاعات العذاب المشهورة، حيث كان بها من صنوف التعذيب ما تقشعر من ذكره الأبدان، وتتألم منه النفوس الإنسانية الرحيمة. وطفنا بغرف الدير فرأينا ما بها من أثاث فاخر ثمين ورياش وكراسي هزازة وسجاجيد فارسية فاخرة وصور ثمينة نادرة ومكاتب كبيرة. وقد صنعت أرض تلك الغرف من خشب المغنى المصقول المدهون بالشمع بكيفية عجيبة، وكان شذا العطور يعبق في أرجاء تلك الغرف، فهي أشبه بأبهاء القصور الفخمة الكبيرة التي لا تكون إلا لملوك قصروا حياتهم على الترف واللهو. وعلمنا أن تلك الروائح العطرية كانت تنبعث من شمع موقد دائماً أمام صور رجال تلك العصابة اليسوعية، ويظهر أن الشمع قد خلط به ماء الورد. بعد أن فحصنا كل غرف الدير وممراته وأقبيته ولم نجد شيئاً يدل عليها فعزمنا على الخروج من الدير، وكدنا نقنع بتقرير أولئك اليسوعيين أمام المجلس العسكري وكانوا يقسمون ويؤكدون أن وجود ما يشاع عنهم من أمور في ديرهم المسيحي ليس إلا تهمة كاذبة باطلة، وأنها حديث خرافة، ولكنهم يحتملون ذلك في سبيل الله. وصار زعيمهم يؤكد لنا ما يقول بصوت خافت وهو خاشع الرأس وعيناه مغرورقتان بالدمع الهتون من دموع التماسيح. وكادوا يخدعوننا، فأعطيت الجنود الأوامر بالاستعداد لمغادرة الدير، فاستمهلني الليفتنانت دي ليل، وقال: أتسمح لي يا حضرة الكولونيل أن أقول لك إن مهمتنا لم تنته حتى الآن؟ فقلت له: ألم نفتش كل الدير ولم نعثر على شيء ففيم ترغب؟ قال: أجل قد فتشنا، ولكني أرغب في فحص أرض هذه الغرف، وأدقق في فحصها وامتحانها فإن قلبي يحدثني بأن السر هو في الأرض، وأن هذه الغرف الفخمة تستر تحتها ما جئنا نبحث عنه، وعندها نظر الرهبان بعضهم إلى بعض نظرات ذات معنى. وأذنت للضابط بالبحث، فأمر الجنود عندئذ برفع الأبسطة والسجاجيد عن الأرض فرفعت، ثم أمرهم بأن يصبوا ماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة ففعلوا، وكنا نرقب الماء فإذا بالأرض تبتلعه في إحدى الغرف وإذا به يتسرب إلى أسفل. فصفق الضابط دي ليل من شدة الفرح وقال: ها هو ذا الباب انظروا، فنظرنا وإذا بالباب قد ظهر وهو قطع من أرض الغرفة يفتح بطريقة شيطانية بواسطة حلقة صغيرة وضعت إلى جوارها رجل مكتب الرئيس. وأخذ الجند في تكسير ذلك الباب العجيب بقحوف بنادقهم، وأحاطت فرقة من الجند بعصابة اليسوعيين وقد اصفرت وجوههم وعلتها غبرة وخارت قواهم من الفزع والهلع. وفتح الباب فظهرت لنا سلم تؤدي إلى باطن الأرض، فأسرعت وأخذت شمعة كبيرة أطول من متر ارتفاعاً أنيرت أمام صورة أحد أولئك الرؤساء لمحاكم التفتيش ورؤساء الديوان المقدس، ولما هممت بالنزول وضع أحد اليسوعيين يده على كتفي متلطفاً وقال لي: أرجوك يا بني أن لا تحمل هذه الشمعة بيدك الملوثة بدم القتال لأنها شمعة مقدسة!!! فقلت له: هذا حق يا هذا. فانه لا يليق بيدي أن تتنجس بلمس شمعتكم الملوثة بدم الأبرياء، وسنرى الآن من هو النجس منا، ومن منا القاتل السفاك! وهبطت على السلم يتبعني بقية الضباط والجند شاهري سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا بنا في غرفة كبيرة مربعة كانت تسمى عندهم بقاعة المحكمة وفي وسطها عمود من الرخام به حلقة حديدة ضخمة ربطت بها سلاسل، كانوا يقيّدون فيها فرائسهم التي تكون رهن المحاكمة، وأمام ذلك العمود (عرش الدينونة) كما كانوا يسمونه هم وكان عبارة عن (دكة) عالية يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش، وإلى جانبي ذلك المقعد المرتفع أماكن لجلوس جماعة القضاة وكانت أوطأ بقليل من المقعد. ثم توجهنا لغرف آلات التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية، وقد امتدت كل تلك الغرف إلى مسافات كبيرة، وكانت كلها تحت الأرض، وقد رأينا بها ما يستفز النفس ويدعوها إلى أن تتقزز ما حييت. رأينا غرفا صغيرة في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي فيبقى سجين العمودية به واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يقضى عليه، ويبقى ويسقط اللحم عن العظم. ولتصريف الرائحة الكريهة المنبعثة من الأجداث البالية فتحت فتحة (كوة) صغيرة إلى الخارج. وقد عثرنا على عدة هياكل بشرية لا تزال في أغلالها سجينة مقيّدة. أما وقد تيسر لنا فكاك بعض السجناء الأحياء من أغلالهم وهم على آخر رمق من الحياة. وقد جنّ بعضهم خوفا وهلعاً ولكثرة ما لاقوا من عذاب. وكان السجناء عرايا زيادة في النكاية بهم في التعذيب، وقد اضطر الجنود أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها النساء السجينات. وأخذ السجناء إلى النور تدريجياً لئلا تؤثر مفاجأة النور على أبصارهم. وقد أخد السجناء يبكون فرحاً وأخذوا يقبلون أيدي الجنود وأرجلهم لأنهم أنقذوهم وأعادوهم إلى الحياة بعد الموت المحقق والعذاب الأليم. ولما انتهينا من ذلك توجّهنا إلى غرف آلات التعذيب فرأينا هناك ما تقشعر لهوله الأبدان. فقد عثرنا على آلات لتكسير العظام وسحق الجسم، وكان يبدأ بسحق عظام الأرجل ثم عظام الصدر والرأس واليدين، كل ذلك على سبيل التدريج حتى تأتي الآلة على كل الجسد فيخرج من الجانب الآخر لها كتلة واحدة. وعثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً توضع فيه الرأس المعذبة بعد أن تربط أيدي وأرجل وجسم صاحبها بالسلاسل فلا يقوى بعد ذلك على الحراك، وتقطر على رأسه من ثقب في أعلى الصندوق نقط الماء البارد، فتقع على رأسه بانتظام في كل دقيقة نقطة، وقد جنّ الكثيرون من ذلك اللون من العذاب قبل الاعتراف، ويبقى المعذب على حاله هذا حتى يموت. وعثرنا على آلة ثالثة للتعذيب تسمى بالسيدة الجميلة، وهي عبارة عن تابوت تنام فيه صورة امرأة جميلة، الصورة مصنوعة وهي على هيئة الاستعداد لعناق من ينام معها وقد برزت من جوانبها عدة سكاكين حادة، وكانوا يطرحون المعذب الشاب فوق هذه الصورة ويطبقون عليهما باب التابوت بسكاكينه وخناجره بعنف فتمزق السكاكين جسم الشاب وتقطعه إرباً إربا. كما أنا عثرنا على عدة آلات لسل اللسان، ولتمزيق أثداء النساء وسحبها من الصدور بواسطة كلاليب فضيعة، ومجالد من الحديد الشائك لجلد المعذبين وهم عرايا حتى يتناثر اللحم من العظام. وصل خبر الهجوم على دير ديوان التفتيش إلى مجريط، فهب ألوف من الناس ليروا ما حدث وخيل إلينا أنه يوم القيامة. ولما شاهد الناس صنوف التعذيب وآلاته الجهنمية ورأوها رأي العين، جنّ جنونهم واشتعلوا بنار الغيظ. كانوا كمن مسّه الجن فأمسكوا برئيس أولئك اليسوعيين ووضعوه في آلة تكسير العظام فلم تشفق عليه ودقت عظامه دقاً وسحقتها سحقاً. وأمسكوا كاتم سره وزفوه إلى السيدة الجميلة وأطبقوا عليه الأبواب فمزقته السكاكين تمزيقاً. ثم أخرجوا الجثتين وفعلوا بباقي طغمة اليسوعيين وبقية الرهبان ما فعلوه أولاً. ولم يمض نصف ساعة حتى قضى الشعب على ثلاثة عشر راهباً من تلك العصابة الآثمة. ثم أخذ الشعب ينهب ما بالدير وقد عثرنا على أسماء ألوف من الأغنياء في سجلات الديوان السرية، وهم السراة الذين قضوا عليهم لابتزاز أموالهم، وكانوا يضطرونهم إلى كتابة إقرارات تحوّل بموجبها أموالهم لليسوعيين. فإذاً ويمكنني أن أقول بأن ذلك اليوم كان أعظم يوم تاريخي شهده العالم بعد العذاب، وقبّلت النساء بناتهن اللواتي قضي على عفافهن في تلك المطابق اغتصاباً، وانهال التقبيل على أيدي وأقدام الجند خصوصاً من النساء اللواتي انتهكت طغمة الديوان المنجس عفافهن واغتصبوهن في تلك المطابق اغتصاباً. والحق أقول إن القلم واللسان ليعجزان عن وصف ما رأيناه في ذلك الدير من الفظاعة والبربرية التي لا تخطر على عقل بشر سوى الشياطين الذين قد يعجزون هم أيضاً عن الإتيان بمثل هذه الأعمال”.    (انتهى)

  • أصدر النصارى من القوانين المتعصبة ما لا يمكن تصوره، فقد تم اعتبار كل من تنصّر من المسلمين مرتداً إلى الدين الإسلامي إذا: نادى بعبادة إله واحد، أو مدح دين محمد، أو اعتبر أن المسيح نبياً وليس إلهاً، أو إذا أقسم بآيات القرآن، أو إذا أكل اللحم في يوم الجمعة، أو ارتدى ثياباً أنظف فيه، أو خضّب يده، أو قيّد أرجل الحيوان قبل ذبحه، أو انتهى عن أكله إذا لم يُذبح، أو رفض أكل الخنزير أو شرب النبيذ، أو نهض الفجر وتوضأ، أو لوحظ أنه لم يأكل حتى مغيب الشمس لا سيما في شهر رمضان، أو تصدق خلاله، أو تسحّر في ليله، أو وجّه وجهه نحو الشرق مصلّياً، أو ختن أولاده، أو اختار لهم أسماء عربية، أو مسح بيده على رؤوسهم، أو أنشد أغان عربية، أو حاز كتب عربية، أو غسّل الموتى وكفنّهم ودفنهم على الطريقة الإسلامية وغطى قبورهم بأغصان خضراء، او إذا قال: “بأن الكعبة هي أول بيت من بيوت الله، أو إذا قال بأنه لم يتنصّر وهو يؤمن بالدين المقدس (المسيحية)، أو قال بأن آباءه وأجداده قد فازوا برضا الله وقد ماتوا على الإسلام” … وغيرها من وسائل تفتيش تخترق الصدور لتكشف عمّا قد يعتمل فيها من إيمان!. “ونصت تلك الأوامر بأنه يجب على المسيحيين أن يبلّغوا ما عرفوه عن المتنصرين إذا هم هاجروا إلى أفريقيا أو غيرها من البلاد ليرجعوا إلى دينهم القديم، وأنهم ارتدوا عن كثلكتهم”.
  • لقد امتد تعصب وجهل ووحشية قساوسة الكنيسة ليشمل كل من خالف تعاليمها بصرف النظر عن عقيدته!. أمثال الفلكي (جوردانو بروتو) الذي أعدم حرقاً، والفلكي الفيلسوف (دولت) الذي تم شنقه وحرق جثته، والفيلسوف الآخر (فيانني) الذي قطع لسانه وأحرق حياً، والمفكر الحر (دميان دي كيز) الذي زج به في السجن حتى فتك القمل بجسده وأرداه قتيلا، والفيلسوفة المتنورة (هيباتيا) التي قُطّع جسدها إلى أربعة أجزاء رميت للكلاب بعد أن ضُربت حتى الموت، وأخيراً الفلكي (جاليليو) الذي عذًب بالحذاء المحمي والجحش الخشبي حتى أجبر على التخلي عن آرائه …..! كل هذا فضلاً عن مصادرة ما جادت به عقول المفكرين والعلماء لسنوات طوال من مؤلفات علمية وأدبية، إما بحرقها أو رميها في البحار والأنهار، لتفقد الإنسانية ببذلك كنزاً غزيراً ثمناً لجهالة أهل الكنائس وضلالاتهم في عصور الظلام.
  • عمد المسلمون ممن هرب إلى بلاد المغرب بتعمير الديار، وذلك حين نقلوا علومهم وفنونهم وصنائعهم، بينما حمل لقب (الموريسكيون) وتعني “المغاربة السود” من بقى منهم في بلاد الاسبان والبرتغال. ثم “اشتد الديوان في تتبع المتنصرين واضطهادهم. فمن تكلم العربية، واستحم، أو حجب النساء، أو لبس الأزياء الإسلامية، كان كأنه أقام الدليل على ردته وكفره، والويل له من التعذيب”. ثم يشتد ديوان التفتيش أكثر فأكثر، بحيث تم “أخذ صغار الأولاد والبنات من آبائهم المتنصرين، وعهد بهم إلى المدارس والكنائس، ليشّبوا فيها وهم لا يعلمون شيئاً عن العربية ولا الإسلام”.
  • يتطرق الكتاب قليلاً إلى مرحلة الضعف التي انتابت بلاد الأندلس، حيث وصم ابن حزم عصر ملوك الطوائف “بفضيحة لم يأت الدهر بمثلها”، إذ تولى أمر المسلمين في آن واحد أربع من الملوك كل منهم تلقب بـ “أمير المؤمنين”. كما أن هذا العصر لم يخل من المؤامرات والخيانات التي يندى لها جبين الشرف العربي.
  • يتطرق كذلك إلى محاولات السلطان العثماني ووالي مصر نجدة المسلمين في أسبانيا، والتي أخذت في النهاية شكل خطابات استعطاف أُرسلت لملوك النصارى تسترحمهم بعدم إرهاق المسلمين!. غير أنه يتجلى غدر النصارى فيما بعد من خلال عدم الالتزام بالشروط التي تم عليها تسليم أبو عبدالله -آخر الملوك- مفاتيح مملكة غرناطة لإيزابيلا، التي نصّت على سبعة وستين شرطاً “أمنو فيها أهلها على أنفسهم ودينهم وأموالهم وأعراضهم وأملاكهم وحريتهم، وإقامة شريعتهم، واحترام مساجدهم ومعابدهم وشعائرهم، وفك أسراهم، وإجازة من يريد الهجرة منهم إلى بر العدوة، وإعفائهم من الضرائب والمغارم سنين معلومة، وغير ذلك من الشروط التي لم يُنفذ منها ولا شرط واحد عقب الاستيلاء على غرناطة مباشرة، لتمادي الأسبان في التعصب المذموم، وأتوا ما أتوا باسم السيد المسيح الذي جاء بالمحبة والسلام” … ولا غرابة! إن هذا ديدنهم.

ختاماً .. ومع زفرة مكتومة كزفرة محمد الصغير عند الصخرة (التي أصبحت معلماً سياحياً) مودعاً أرض الأندلس، لا بد للقارئ نهايةً أن يخصّ شهداء الأندلس بدعاء الرحمة والمغفرة، وبالويل والثبور وبوابل من لعنات على ايزابيلا وفيرناندو ومن والاهما، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. آمين!.

“وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” .. لنا عودة .. ولا غالب إلا الله. 

 

المقالة على صحيفة المشرق العراقية 27 يوليو 2022 – صفحة (10) جزء1

المقالة على صحيفة المشرق العراقية 28 يوليو 2022 – صفحة (10) جزء2

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (25) كما دوّنت ضمن قائمة من كتب قرأتهم في عام 2016، غير أن ذاكرتي لا تسعفني، ولا حتى مفكرتي القديمة بما تحويه من ملاحظات، ولا مسودات التدوين في حينها، من تعيين إجمالي عدد الكتب التي قرأتها في هذا العام بالتحديد! ملاحظة: أجد بخط يدي على هامش مفكرة العام عبارة: (36 كتاب) .. لا أعتقد أنها ملاحظة دقيقة.

لكنني لا زلت أذكر تماماً الأعوام الثلاث التي قضيتها في تحصيل دراساتي العليا في المملكة المتحدة، والأعوام التي تلتها وأنا منهمكة بجد في عملي المهني الذي لا يمتّ بصلة لهواية القراءة لا من قريب ولا من بعيد .. الدراسة التي استحوذت على حياتي حينها، والعمل الذي كان يستنفد القدر الأكبر من وقتي وطاقتي، بحيث لا يتبقى للقراءة في نهاية اليوم سوى القليل من الوقت والتركيز .. ولله الحمد دائماً وأبداً.

لقد قرأت الكتاب في ربيع 2016 وتحديداً بعد عودتي من رحلة قضيتها في إقليم الأندلس، والذي ما لبث الحنين أن شدني لزيارته من جديد في شتاء نفس العام، في رحلة طفت فيها أسبانيا بأكملها. وكذكرى عالقة، لا زلت استرجع تلك اللحظات التي خلت من كل السائحين في الكنيسة الملكية في غرناطة، وتحديداً أمام قبري الملعونين ايزابيلا وفيرناندو المدفونين في قبو منتن، لأجد نفسي قبالتهما وكأنني استفردت بهما وحدي، لأصب عليهما من اللعنات ما شاء لي الله وقد رجوته عز وجل أن يكشف الحجب فيصلهما.

تسلسل الكتاب على المدونة: 52

 

ملاحظة فضائحية: وبعيداً عن محاكم التفتيش، ومحاكم بلادنا التي تنظر أيضاً في حقوق الملكية الفكرية إذا انتُهكت، أترك ملاحظة تخص لصوص الفكر وقد استولى حساب في الفيس بوك عل مراجعتي الأولى للكتاب (نصاً وبالفواصل وحركات التشكيل) وقد كنت نشرتها على موقع (جودريدز Goodreads) عام 2016 كعادتي بعد قراءة كل كتاب، في الوقت الذي لم افتتح فيه بعد مدونتي هذه!. ومن المضحكات المبكيات أن يدّعي القائمين على ذلك الحساب حب الأندلس (يقتطفون) منه .. غير أنهم (يقتطفون) حرفياً جهد الغير، كالطفيليات .. ليشتروا به ثمناً قليلا!.

أنشر أدناه نصاً مراجعتي الأولى، بحيث يستطيع القارئ استخدام الكلمات المفتاحية الواردة فيها للبحث على شبكة المعلومات والتعرف على الحساب المعني وأصحابه اللصوص ومهارة القص واللصق الاحترافية! اقترح البحث بعبارة: “يعرض الكتاب شهادة الكولونيل ليمونسكي المطولة والعجيبة” .. وللقارئ أن يستشف الأجزاء التي كتبها اللصوص بأقلامهم الركيكة، وأسلوبي المختلف في الجزء المسروق!

لا أقول لهؤلاء المرتزقة سوى: عار عليكم .. ولكم أن تنسخوا قولي هذا في حسابكم إن شئتم!

النص:

  • يعرض الكتاب شهادة الكولونيل ليمونسكي المطولة والعجيبة -وهو أحد ضباط الحملة الفرنسية في اسبانيا- عن جرائم محاكم التفتيش والتي تم اكتشافها صدفة، والانتهاء باستخدام الضباط لأدوات التعذيب في قتل القساوسة المجرمين، ثم إطلاق سراح المعذبين بعد فتح أبواب السجون لهم، حيث أمطروهم وذويهم بقبلات الشكر والعرفان.
  • أصدر النصارى من القوانين المتعصبة ما لا يمكن استيعابه، فقد تم اعتبار كل من تحول إلى الدين المسيحي من المسلمين مرتداً إلى الدين الإسلامي إذا: مدح دين محمد -عليه الصلاة والسلام- أو اعتبر أن المسيح نبياً وليس إلهاً أو إذا أكل اللحم في يوم الجمعة أو ارتدى ثياباً أنظف فيه أو قيد أرجل الحيوان قبل ذبحه أو نهض الفجر وتوضأ أو وجه وجهه نحو الشرق أو لم يأكل حتى مغيب الشمس أو ختن أولاده أو أنشد أغان عربية أو غسل الموتى أو ….الخ
  • عمر من هرب إلى بلاد المغرب الديار عندما نقلوا علومهم و فنونهم وصنائعهم، وحمل لقب (الموريسكيون) من بقى في بلاد الاسبان والبرتغال.
  • يتطرق الكتاب قليلاً إلى مرحلة الضعف التي انتابتها بلاد الأندلس حيث وصم ابن حزم عصر ملوك الطوائف “بفضيحة لم يأت الدهر بمثلها”، إذ تولى أمر المسلمين في آن واحد أربع من الملوك كل منهم تلقب بـ (أمير المؤمنين)!. كما أن هذا العصر لم يخلو من المؤامرات والخيانات التي يندى لها الجبين.
  • محاولات السلطان العثماني ووالي مصر نجدة المسلمين في اسبانيا والتي انتهت بإرسال خطابات استعطاف للنصارى بعدم ارهاق المسلمين.
  • غدر النصارى فيما بعد والذي تمثل في عدم تنفيذ الشروط التي تم عليها تسليم أبو عبدالله مملكة غرناطة.
  • لا بد لمن ختم الكتاب -ممن كان له قلب- أن يمطر شهداء الأندلس بدعاء الرحمات والفوز بأعالي الجنان، وأن يصب جام غضبه على ايزابيلا وفيرناندو ومن والاهما بوابل من اللعنات، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. آمين!.
  • “وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” .. لنا عودة يا ايزابيلا ويا فيرناندو .. ولا غالب إلا الله.

 

تاريخ النشر: مايو 28, 2021

عدد القراءات:1321 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *