كتاب لا يحمل أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي، إذ توقفت عن قراءته بمجرد أن وصلت إلى منتصفه!.

لقد شدّني الحماس نحو قراءة هذا الكتاب تحديداً، حين وجدته يجمع بين إجلالي للسيد المسيح عيسى عليه السلام، وبين إعجابي بعبقرية الكاتب العقّاد، إلا أنه خيّب توقعاتي، إذ لم يزد عن مجرد سرد بعض الأحداث التاريخية المتفرقة وغير المترابطة من ناحية، وإلقاء الضوء على حقيقة تداخلها مع السياسة من ناحية أخرى، لا سيما مع اليهود والظروف الاقتصادية والمعتقدات الدينية السائدة آنذاك.

ورغم قراءتي لأكثر من نصف الكتاب، لم أتمكن من استشفاف هدف الكاتب في كتابه! أهو كتاب في الأديان؟ أهو سيرة ذاتية؟ أهو توثيق تاريخي؟ لقد ظننت -وكما يقال بأن الكتاب يقرأ من عنوانه- بأنني سأقرأ عن قصة السيد المسيح مع تحليل فريد من نوعه لشخصه الكريم بعبقرية العقاد النافذة .. لكنه لم يكن كذلك!.

وبالإضافة إلى المعلومات المتفرقة والمقتبسة من الكتاب المقدس، جاء أسلوب الكاتب جاف وأقرب ما يكون إلى توثيق معلومات تاريخية، فضلاً عن اللغة العربية المقعرة التي يكتب بها عادة كما هو معروف عنه .. فلم أجد لا الرأي العلمي ولا الأسلوب الأدبي يدفعانني للاستمرار، فمضى الوقت مملاً وبطيئاً، وأتى القرار الصعب بالتوقف، إذ لا جدوى من إضاعة الوقت في قراءة كتاب لا يحمل الفائدة المرجوة.

وبعيداً عمّا سبق، يوضّح الكتاب معنى اسم المسيح، أورده نصّاً (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):  “ثم أطلقت كلمة (المسيح) مجازاً على كل مختار ومنذور فسّمي كورش الفارسي (مسيحياً) كما جاء في الإصحاح الخامس والأربعين من سفر أشعيا، لأن الله أخذ بيده لإهلاك أعداء الإسرائيليين وإقامة بناء الهيكل من جديد، وسّمي الشعب كله مسيحياً كما جاء في المزامير وكتاب النبي حبقوق ومنه (خرجت لخلاص شعبك: خلاص مسيحك) بمعنى الشعب المختار”.

يعز عليّ أن أقول ما سأقول .. لكنني أرى أن العقاد لم يوفق في كتابه هذا! رغم هذا، فإنني أثق بمكتبتي الجوداء التي تحمل خمسين كتاباً للعقاد، التي لا بد وستعوّض خيبة هذا الكتاب، وقد قرأت مسبقاً كتبه في العبقريات.

ها هي المجموعة الآن على قائمة الانتظار!.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (6) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما، وهو سادس كتاب اقرأه في شهر يناير من بين ستة كتب. أما عن اقتنائه، فقد كان ضمن مكتبة العائلة العريقة التي استحوذتُ عليها كاملة، بما تضم من كتب قديمة قد لا تتوفر حالياً في المكتبات.

تسلسل الكتاب على المدونة: 44