تلتقط الكاتبة -الألمانية الأصل، الإنجليزية المولد والنشأة- من رحلتها إلى منطقة هوكايدو في اليابان، مناظر عشوائية من هنا وهناك، ضمنتّها كراستها (مذكرات من هوكايدو اليابان)، والتي جاءت أشبه بألبوم غير مرتب لا ترتبط صوره سوى بالمنطقة الجغرافية التي التقطت فيها! لقد جاء حديثها في عشوائيته أشبه بكلمات مفتاحية، تتناول: لغة، طعام، جبل، خط، شعر، بيت، مطر، شجر، بشر …، وقد جاءت مفردة “امرأة تجلب المطر معها حيثما تذهب” عرضاً عندما كانت تصف طرق خاصة للشعراء اليابانيين في قراءة المناظر الطبيعية وكتابتها .. ومنها اقتبس الكتاب عنوانه!!. غير أن الكاتبة تحدثت قليلاً، لكن لم يزل حديث ليس ذو أهمية .. عن مضيفيها الزوجان اليابانيان العجوزان، وكلبتهما، وشخير الزوج، وطاعة الزوجة .. كما جاءت على ذكر رسام أو خطاط جامد الملامح وابنته التي كانت تحاول التحدّث بالإنجليزية فلم تقوَ سوى على نطق ثلاث كلمات من قاموس أكسفورد!

لا شيء مميز .. كل شيء بدى مفككاً .. حتى توالت الأسئلة: من تكون الكاتبة التي عُرف عنها إتقانها لليابانية؟ وكيف بدأت رحلتها؟ وكيف انتهت؟ تلك الرحلة التي بدت خانقة، من ناحية المنطقة الجبلية والمعزولة والباردة والمطيرة .. ومن ناحية الناس الواجمين، لا سيما مضيفيها وجارتهما وحماة جارتهما التي لم تغادر منزلها منذ أربعين عاماً .. ومن ناحية الجيل الشاب المتطفل على السياح وقد اتخذ من تسلق الجبل هواية استحدثها مؤخراً. أما السؤال المحيّر بحق: وعلام فاز الكتاب بجائزة؟

لم ينل كتاب (Woman Who Brings the Rain: A memoir of Hokkaido, Japan – By: Eluned Gramich) أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي، وقد تدرجت محتوياته في (الجبل، الدرب، كويو، الزيارة، الختم، شكر وتقدير). غير أن لفت انتباهي اقتباس أنقله بنص أزرق كزرقة الغلاف (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) وهو يتحدث عن الأمل في الحياة .. والكائن البشري الذي بمقدوره أن يتغير كلياً، طالما أنه ينتمي إلى الطبيعة التي من قوانينها التغير: “العالم يتطور باستمرار، ورغم أن هناك أشخاصاً ينسحبون إلى داخل ذواتهم خجلين وخائفين من الحياة. ربما يكون هذا جزءاً ضرورياً من النمو، مثل نبات ينسحب إلى داخل التربة في الشتاء كي يحمي نفسه من البرد”.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (10) في شهر يناير، وضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024 والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه! وقد حصلت عليه من متجر (بيت الكتب) الإلكتروني للكتب العربية في ديسمبر العام الماضي، ضمن أكثر من (120) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.

وعلى رف (أدب الرحلة) في مكتبتي، تصطف مجموعة جيدة من الكتب .. أذكر منها: (اللهم إني سائح) – تأليف: أنيس منصور / (مغامرة في الصحراء) – تأليف: د. مصطفى محمود / (حول العالم في ثمانين يوم) – تأليف: جول فيرن / (رحلة إيطالية) – تأليف: جوته / (مشاهدات بريطاني عن العراق) – تأليف: جون جاكسون / (سائح في دنيا الله: حول العالم في 30 عاماً) – تأليف: عبدالوهاب مطاوع / (رحلة أفوقاي الأندلسي) – تأليف: أحمد بن قاسم الحجري / (داغستان بلدي) – تأليف: رسول حمزاتوف / (رحلاتي في العالم) – تأليف: د. نوال السعداوي / (الفتى المتيم والمعلم) – تأليف: / أليف شافاك

من فعاليات الشهر: ومع الأمنيات التي حمّلتها العام الجديد مع انقضاء العام الفائت .. فلقد افتتحت في أول يوم قناة لطيفة على موقع يوتيوب، والتي سأخصصها لنشر مراجعات الكتب صوتياً.

ولا زلت أترقّب شحنة الكتب التي طلبتها من متجر نيل وفرات للكتب، والتي ستحمل لي أكثر من ستين كتاب. كم يبدو العام مثمراً بالخير مع تباشيره!.

تسلسل الكتاب على المدونة: 460