مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
ديوان اقتنيته ضمن ما اقتنيت من إصدارات نزار قباني بعدما تجاوزت العشرين بقليل .. قرأته آنذاك وعدت له اليوم، ولا يزال رأيي كما هو لا يحيد: لنزار قول عذب وآخر سفيه وآخر عاشق حد الجنون وآخر فاجر لعوب!
أما هذا الديوان، فقد جاء ينافس ما قبله من النزاريات في تسع وعشرين مقطع إباحي فج ورخيص! ولقد كان من الصرامة أن يختتم بعدد من الأبيات تصفع تلك الإماء وهن في حرملك عبوديتهن، يتغنين في خنوع وسرور، وقد حظي الديوان بالكاد بنجمتين من رصيد أنجمي الخماسي. والمقاطع هي:
ومن الديوان الفجّ في مجمله، أقتبس في نص صارخ ما راق لي منه، وما لم يرق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
ما راق لي:
جسد المرأة بيانو
وأكثر الرجال
يجهلون مبادئ الموسيقى
***
الجسد الأنثوي لغة
وأكثر الرجال
لم يقرأوا في حياتهم كتاباً
ما لم يرق لي:
ليس صحيحاً
أن المرأة تريد أن تقتل الرجل
فهي بدونه
ملكة لا تحكم
وعمارة لا مهندس لها
ونص مسرحي
يبحث عمن يخرجه
وبيانو
لا يجد من يعزف عليه
ما راق و ما لم يرق لي .. وكأنه شر لا بد منه:
المرأة التي تقول
إن بقاءها مع رجل يسلخ جلدها كل يوم
هو قسمة ونصيب
لا فرق بينها وبين النعجة
ولأنني خصصت الأسابيع القادمة للاسترخاء في واحة شعرية، وقد نقلت كل ما حظيت بها مكتبتي من دواوين الشاعر إلى الزاوية التي أنزوي فيها متى قررت القراءة .. فها أنا أنتقل بعد قراءة الديوان الخامس (الأوراق السرية لعاشق قرمطي) ومن قبله ديوان (لا غالب إلا الحب) وديوان (أنت لي) وديوان (سيبقى الحب سيدي) وديوان (حبيبتي) .. إلى ديوان (يوميات امرأة لا مبالية) .. بينما بقية الدواوين على قائمة الانتظار. كما يلي: أشعار مجنونة / قصائد مغضوب عليها / دمشق نزار قباني / إلى بيروت الأنثى مع حبي / قصيدة بلقيس
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الديوان (88) في قائمة احتوت (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو ثامن ما قرأت في شهر أكتوبر من بين أحد عشرة كتاب! وقد حصلت عليه ضمن مجموعة من دواوين الشاعر من أحد معارض الكتاب، وكنت حينها قد تجاوزت العشرين بقليل!.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الديوان، فقد قرأته في شهر (اكتوبر)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“مفعم بأطياف الشعر .. لكن! هل عادت الحياة فعلاً؟ بين بين، فلا تزال أنفاس الحجر الصحي تعبق في الجو“.
تسلسل الديوان على المدونة: 266
تاريخ النشر: يونيو 30, 2022
عدد القراءات:310 قراءة
التعليقات