الكتاب
الروح والجسد
المؤلف
دار النشر
دار العودة
الطبعة
(1) 1988
عدد الصفحات
95
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
11/14/2022
التصنيف
الموضوع
وكأنه كلام عن الروح والجسد
درجة التقييم

الروح والجسد

كتاب لا بأس به وهو يتفرّق بين معلومات من هنا وهناك فيما صنّفه المؤلف تحت ثنائية (الروح والجسد)، على ما يبدو .. مستعيناً بتفسيرات منطقية ومستشهداً بآيات قرآنية وبأمثلة أخرى من الواقع!.

لذا، يحمّل المؤلف كتابه القصير بمباحث قصيرة يعرضها الفهرس في عناوين كما يلي، وهو بالكاد نال نجمة من رصيد أنجمي الخماسي:

  • الصمت
  • ‎الصراخ
  • ‎عن الروح والجسد
  • ‎جهنم
  • ‎الجنة
  • ‎السائل السحري
  • ‎عالم الأسرار
  • ‎الأصنام
  • ‎الحب والعداوة
  • ‎ساخطون بلا مناقشة
  • ‎شق في الحائط
  • ‎الصدق والكذب

ومنها، أقتبس في نص وجداني متفرّقات (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • في (عالم الأسرار)، تظهر النفس كأعجب ما يحمله الإنسان بداخله! فهو يحمل من النار (الجوع والشهوة)، ومن النور (الحلم والتسامح)، ومن الطين (العجز والتثاقل)، ومن الروح (الحرية والإبداع) .. “ويقول الصوفيون في هذا أن الانسان هو الكتاب الجامع، بينما الكون مجرد صفحات من هذا الكتاب .. أو سطور منه، فما الأرض والسماوات إلا صفحات من كتاب جامع هو الإنسان الذي يستطيع أن يجمعها جميعاً. ولهذا أمر الله الملائكة بالسجود لهذه النفس العجيبة التي سواها ونفخ فيها من روحه لتكون قابلة لأن تسع الكون بجميع صوره ومراتبه و درجاته، وأخذ على نفسه العهد بتربية هذه النفس وهدايتها وجذبها إليه وتأديبها باللين و المكافأة وبالشدة والتعذيب .. بالرسل وبالكتب وبالمصلحين والهداة .. وبالنذر والكوارث والآلام الهائلة .. إن لم تنفع الهداية“.
  • في (السائل السحري)، يظهر الماء ألذ طعماً لا يضاهيه العسل ولا الخمر ولا القبلة، ولا يعادل في قيمته مخزون الأرض من الذهب مجتمعاً .. “وفي أجمل الآيات يقول الله في مبدأ الخلق: (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) .. وإذا اعتبرنا الآية تعبيراً بالمجاز عن عظمة الماء وخطره فالمعنى واضح، فقد رأينا أن الحياة كلها عبارة عن محلول مائي، وأن الماء هو وسيط الفعل الإلهي في المخلوقات جميعها، فعرش الله وسلطانه وقبضته تتم كلها من خلال الماء. أما إذا وقفنا عند الحروف واعتبرنا المعنى لغزاً مما لا يعلمه إلا الله، فإنه منتهى التشريف أن يجيء ذكر الماء مقترناً بالعرش الإلهي، وهو تشريف قد رأينا أسبابه! ألم نجد في نقطة الماء الواحدة أمماً وشعوباً وقبائل وملايين الخلائق مما لا ترى العين؟ ألم نجد في جزيء الماء البسيط معجزة تركع أمامها علوم الكيميا والطبيعة والجيولوجيا وتحار فيها عقول العارفين؟ هذا الجزيء الذي يخزن الطاقة ويفجر الحياة ويذيب الصخر وينحت القارات وينظم الطقس .. هذا اللؤلؤ المذاب والماس السائل الذي يجري على حلق العطشان أحلى من القبل وأعذب من صرافة الخمر. حقاً .. ما أجمل هذه الكلمات القليلة بالأسرار حينما ترتلها القلوب وتتأملها العقول! (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ)”.

رغم ما سبق، فإن المؤلف -كما يظهر في بعض آرائه المعهودة عنه- معادٍ للمرأة بالسليقة، وهو في كتابه هذا لا يتورّع عن كيل ما شاء له من تشنيع بغيض ضدها كيفما اتفق .. يكاد كتابه بهذا أن يستكمل عنوانه، فيصبح: (الروح والجسد والمرأة اللعنة)! فهي، على سبيل في مبحث (الصراخ)، تبتغي السيادة وتلتمسها بالغيرة وتتخذ من الشك ذريعة لحصار الزوج ومصادرة خطاباته وإعلان حالة الطوارئ في منزله واستصدار الحق في تفتيش ملابسه الداخلية والخارجية معاً، فإن لم تعثر على مبتغاها من جريمة تشتمّها، فتّشت دماغه بالحجج الفلسفية حسب ما نالت من ثقافة في تعليمها، ومن تربية في بيت أبيها، فإن كانت دماغه نظيفة -كمرحاض تم تعقيمه بكحول- فماضيه ليس كذلك، إذ “لا بد أنه كان على علاقة ما في يوم ما .. فهذا شأن جميع الرجال الملاعين .. وجميع الرجال ملاعين .. إلى أن يثبت العكس، ولا يمكن أن يثبت العكس أبداً” .. غير أنه لا يكتفي بهذا الكم من السفه، بل يستشهد بفتوى مهترئة لشيخ صوفي يُدعى محمد بن عبدالجبار، في حب الرجل فيقول: “أن تحتل امرأة عقل رجل وتسد عليه جميع أقطاره وتصبح شاغله ومطلبه الوحيد .. هو باب من أبواب الكفر والشرك” .. لكن لا يزال سيل الهراء منهمراً، فالمرأة من جديد في مبحث (الحب والعداوة) تحاكم الرجل على ماضيه الذي لم تكن قد عرفته فيه أصلاً، وكأنما تملكه بموجب عقد ملكية بأثر رجعي، بل وتحتج في ذلك السوء الأخلاقي بالحب، وهو ليس سوى “منتهى العدوان” .. كما هي في الغيرة التي تسوقها ضده “وهي في حقيقتها ذريعة للتسلط والحجر والتملّك والحصار” .. يبدو المؤلف وكأنه (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ) .. وكأن المجتمع الشرقي، الذكوري النخاع، لا يشهد على رجال أحدهم كالبريء في جبلّته كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، لم يحاسب امرأته على ماضٍ قد عاشته بعقد شرعي مع رجل آخر لم يشئ القدر لهما إتمام الزواج، فانفصلت عنه! وهذا بالحلال، فما بال من أحبت قبله من غير عقد ولا بطيخ، كإنسانة تحيا على هذه الأرض، تخطأ وتصيب؟ وعن فتوى التكفير التي لا أعلم من أي إبطّ فاح زنخها، فلا عجب! إذ أن هذا الداعشي ابن ذاك التكفيري، وكأن معاني السكن والمودة والرحمة وهي تجمع بين الزوجين ليست من آيات الله في عُرف هؤلاء!! .. أما عقود التملّك والإيجار وأبواب الحصار الخرسانية، فلا أقبح من ذكر (ملك) أنفاس امرأته، فكساها بسواد أعظم من رأسها حتى أخمص قدميها .. بحجة الغيرة، وبحجة كلمة يتبجّح في ترديدها: (ده أنا بحبها)!

… وغير هذا من الفحيح!

ومما يبعث على السخرية المصاحبة للغثيان أن يفرز هذه الصبيانية مخ طبيب ذاع صيته كمفكر حرّ يربط بذكاء بين العلم والإيمان! والسؤال الذي يتبادر للذهن هنا: هل ما جاء به هذا العالم الجهبذ من ترّهات راجع إلى فشل زيجاته مرة ومثنى وثلاث؟ أم أن قانون الذكورة شرقي بامتياز، فلا يفرّق بين عالم وجاهل؟

والحمدلله الذي عافيتني.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (36) في قائمة احتوت (70) كتاب قرأتهم في عام 2022، وهو الكتاب رقم (12) ضمن (23) كتاب قرأتهم في شهر نوفمبر. وهو كتاب يعود في طبعته الأولى لعام 1988، وقد اقتنيته ضمن مجموعة كبيرة من إصدارات المؤلف في التسعينيات حيث قرأتهم جميعاً آنذاك، والتي جاءت في طبعة منسوخة بالآلة الكاتبة على أوراق صفراء، والتي ازدادت اصفراراً حتى اللحظة .. وها أنا أعود لقراءته للمرة الثانية اليوم، كعادتي بين الحين والآخر في قراءة قديم الكتب واسترجاع شيء من ماضي الفكر!

من فعاليات الشهر: لا شيء سوى مصارعة الوقت لقراءة المزيد من الكتب وتعويض ما فات خلال العام .. وقد أجّلت عمل الأمس إلى اليوم كثيراً والذي أصبح فائتاً كذلك! وهو الشهر الذي خصصت معظمه في إعادة قراءة عدد من الكتب التي قرأتها سابقاً، إضافة إلى ما خفّ منها.

تسلسل الكتاب على المدونة: 367

 

تاريخ النشر: نوفمبر 14, 2022

عدد القراءات:468 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *