الكتاب
هذه روايتنا: لماذا طوفان الأقصى؟
المؤلف
دار النشر
المكتب الإعلامي لحركة حماس
الطبعة
(1) 2024
عدد الصفحات
18
النوع
إلكتروني
تاريخ القراءة
02/26/2024
التصنيف
الموضوع
طوفان الأقصى يرويه الحماس الفلسطيني
درجة التقييم

هذه روايتنا: لماذا طوفان الأقصى؟

لقد صاحب الطوفان الجامح الذي أثاره صناديد كتائب عز الدين القسام منذ السابع من أكتوبر الماضي ضد العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، مشاهد حية تصف النضال الصادق وتفضح دموية الاحتلال، حتى حان الوقت لسرد رواية هذا الطوفان ككلمة حق في وجه السطوة العالمية الجائرة! ففي الحادي والعشرين من يناير هذا العام، نشر المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بياناً رسمياً يضع فيه نقاط ضخمة على حروف سيكتبها التاريخ، عن حقيقة ما جرى وأسبابه وسياقه المتصل بالقضية الفلسطينية مع دحض الادعاءات الصهيونية، وهو يهديه إلى أهل فلسطين المرابطين، والشعبين العربي والإسلامي، وإلى أحرار العالم أينما كانوا.

يرتكز البيان المعنون بـ (هذه روايتنا: لماذا طوفان الأقصى؟) على خمسة محاور رئيسية. ففي الأول (لماذا معركة طوفان الأقصى؟) يروي البيان سبعة أسباب تبرره، أولها تاريخي يعود إلى 105 أعوام من احتلال أرض فلسطين، كان للاستعمار البريطاني نصيب من 30 عام، بينما جاء 75 عام من نصيب الاحتلال الصهيوني، إضافة إلى تهجير 57% من أهلها والاستيلاء على 77% من أراضيهم، مع ارتكاب مجازر وتدمير للقرى تمهيداً للاستيطان الصهيوني عام 1948. وتأتي المنهجية في ممارسة القهر والظلم ومصادرة حقوق سكان قطاع غزة سبب آخر للطوفان، فضلاً عن سياسة الفصل العنصري وتحويل غزة إلى “أكبر سجن مفتوح في العالم”. أما استمرار العدوان الصهيوني الهمجي على المدنيين الفلسطينيين مقابل التجاهل الأمريكي والحلفاء الغربيين، فضلاً عن توفير الغطاء اللازم لحماية الكيان المحتل، فهو سبب مضاف، يُضاف إليه التعجرف الإسرائيلي ضد التقارير الدولية التي توثّق انتهاكاته، و “تدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية” عن طريق مضاعفة الاستيطان على الأراضي الفلسطينية، خلافاً لمسار التسوية السلمية كما في اتفاقية أوسلو. لذا، يثور طوفان الأقصى لسد خطط تهويد المقدسات وخطط الاستيطان في الضفة الغربية وفرض السيادة على مدينة القدس، ومن أجل إطلاق سراح الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وللمبادرة في تحقيق أمل 7 مليون فلسطيني في العودة للديار .. وكل ذلك مقابل العجز الدولي والتواطؤ الملحق به.

ثم ينتقل البيان للمحور الثاني (أحداث 7 أكتوبر والرد على ادعاءات وأكاذيب الاحتلال)، فيعرض من تلك الافتراءات عشرة يتعرّض لها بالدحض، منها: لم تستهدف عمليات طوفان الأقصى منذ البدء سوى المواقع العسكرية الإسرائيلية بهدف أسر الجنود، وذلك كخطة للمقايضة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بالمقابل، وقد تم ذلك بالفعل خلال الهدنة الإنسانية. وقد حرص مقاتلو القسام حرصاً تاماً على عدم استهداف المدنيين الإسرائيليين لا سيما من الأطفال والنساء والعجائز، وذلك كمبدأ لا تحيد عنه حماس منذ تأسيسها عام 1987، مع التأكيد على انتفاء القصد في حال تم ذلك. وقد قصد البيان التذكير بمذبحة الحرم الابراهيمي عام 1994 حيث أطلقت حماس حينها “مبادرة تقضي بأن يتم تجنيب المدنيين ويلات القتال من قبل كل الأطراف”، المبادرة التي ضربت بها إسرائيل عرض الحائط. أما ما روّجه الإعلام الإسرائيلي من استهداف حماس للمدنيين مع بث بعض المشاهد -كما في مهرجان (نوفا)، فقد أكّد البيان مقتل أولئك المدنيين بسلاح الجيش الإسرائيلي نتيجة ارتباكه ورعونته بل ولمهانة الشعب الإسرائيلي لديه مقابل تحقيق أهدافه، وهو الأمر الذي أكدته صحيفتي (هآآرت و يديعوت أحرونوت) وبعض المدنيين الإسرائيليين فيما بعد. كما أن عدد القتلى من الجانب الإسرائيلي لا بد وأن يأتي مضاعفاً طالما أن الكيان المحتل يؤمن بفكرة “الشعب المسلّح” ويسلّح رعاياه في سن الثامنة عشر، وهو ما جعله “جيش له دولة” لا “دولة لها جيش”.

ينتقل البيان بعد ذلك إلى المحور الثالث (نحو تحقيق دولي نزيه)، وفيه سبعة حقائق، منها: على الرغم من انضمام فلسطين بشكل رسمي إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن التعنت الإسرائيلي يسانده الانحياز الدولي يرفض مطالبات التحقيق ضد جرائم الكيان المحتل. لذا يدعو البيان الدول العظمى -المتمثلة تحديداً في أمريكا وبريطانيا وكندا- إعلان دعم مسار التحقيق في المحكمة، ويدعو فريق التحقيق لزيارة فلسطين المحتلة بشكل فوري وعاجل لمعاينة تلك الجرائم على أرض الواقع. والبيان إذ يستحضر الأمثلة التاريخية في النضال ضد الاستعمار أو الفصل العنصري، يؤكد أنه “بمقدار ما كان هناك اضطهاد من قبل المحتل، فإن ذلك كان يستجلب رداً ومقاومة أكثر قوة من قبل الشعب الخاضع للاحتلال، وإن استمرار هذا الاحتلال يمثل تهديداً لأمن العالم واستقراره”.

أما في المحور الرابع (تذكير للعالم من هي حماس)، فيذكّر البيان من خلال سبعة حقائق على أن حماس “حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تنبذ التطرف وتؤمن بقيم الحق والعدل والحرية“. وهي إذ تؤمن بالحرية الدينية، تؤكد على أن صراعها مع الكيان المحتل لم يكن يوماً قائماً على اضطهاد اليهود أو الدين اليهودي، فهي “ترفض الإكراه الديني، وترفض اضطهاد أي إنسان أو الانتقاص من حقوقه على أساس قومي أو ديني أو طائفي”، بل إن التاريخ الفلسطيني يشهد على رفض الفلسطينيين جرائم ألمانيا النازية ضده. كما أن حماس كحركة مقاومة مشروعة الأهداف، فهي “تستمد شرعيتها في مقاومة الاحتلال ومن حق شعبها الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وفي السعي للتحرر وتقرير المصير، وإنهاء الاحتلال والعودة إلى وطنه”.

وينتهي البيان بالمحور الخامس (ما هو المطلوب؟) ليعرضه في ثمانية مطالب أساسية، أولها الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، ثم معاقبة إسرائيل دولياً وتكبيدها خسائر الحرب من الأرواح والمرافق العامة، ومطالبة القوى العظمى بالكف عن توفير الغطاء السياسي للكيان باعتباره “دولة فوق القانون”، مع تفعيل دعم العالم الحر للقضية الفلسطينية، ومواصلة النضال عربياً وإسلامياً وعالمياً حتى إنهاء الاحتلال بشكل تام.

ولعل أصدق ختام لهذا البيان، الدعاء لمدّ طوفان الأقصى بالاستمرار في الاندفاع، حتى لا يذر على أرض فلسطين من بني صهيون ديّارا .. وكما أراد البيان الرسمي في بدايته لطوفانه، على أن يكون: “خطوة ضرورية واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يُحاك من مخططات إسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وخطوة طبيعية في إطار التخلّص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

 

تم نشر مراجعة البيان على جريدة الشرق

تم نشر مراجعة البيان على موقع النيلين

تم نشر مراجعة البيان على موقع نبض

البيان على شبكة المعلومات في صيغة PDF

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل البيان (19) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وهو في الترتيب (7) ضمن قراءات شهر فبراير.

وعلى رف (الأدب الفلسطيني والقضية الفلسطينية والكيان المحتل) في مكتبتي، كتب كثيرة قديمة وحديثة، وقد انضم إليها مؤخراً عدد لا يستهان به من الكتب .. أذكر منها: (عائد إلى حيفا) تأليف: غسان كنفاني / (المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة (1908 : 1948) تأليف: ماهر الشريف / (الرواية الفلسطينية: من سنة 1948 حتى الحاضر) تأليف: بشير أبو منة / (لست وحدك: ذاكرة حرية تتدفق) تأليف: علي جرادات / (إسرائيل: دولة بلا هوية) تأليف: عقل صلاح وكميل أبو حنيش / (القدس: التطهير العرقي وأساليب المقاومة) تأليف: مجموعة مؤلفين / (شيرين أبو عاقلة: الشاهدة والشهيدة) تأليف: هيثم سليم زعيتر / (القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية) تأليف: داود عبدالعفو سنقرط / (دفاتر فلسطينية) تأليف: معين بسيسو / (الوثائق السرية للمخابرات الأمريكية: المخابرات الإسرائيلية) تأليف: مجدي نصيف / (الجنس عند اليهود: أخبار النساء الصالحات والفاسدات من بني إسرائيل) تأليف: أحمد حجازي السقا / (المرأة اليهودية بين فضائح التوراة وقبضة الحاخامات) تأليف: ديب علي حسن / (بنات إسرائيل) تأليف: محمد رجب / (خيانة المثقفين) تأليف: ادوارد سعيد / (من أجل صهيون: التراث اليهودي المسيحي في الثقافة الأمريكية) تأليف: د. فؤاد شعبان / (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) تأليف: محمد أبو شهبة / (تاريخ اليهود في بلاد العرب: في الجاهلية وصدر الاسلام) تأليف: اسرائيل ولفنسون / (اليهودية والغيرية: غير اليهود في منظار اليهودية) تأليف: ألبيرتو دانزول / (تاريخ يهود الخليج: البحرين – عمان – الاحساء – الكويت) تأليف: نبيل الربيعي / (اليهود في الكويت: وقائع وأحداث) تأليف: حمزة عليان / (اليهود في العالم العربي) تأليف: د. زبيدة محمد عطا / (التوراة) و (إسرائيل النازية ولغة المحرقة) تأليف: د. مصطفى محمود / (النشاط اليهودي في الدولة العثمانية: من بدايات القرن الرابع عشر الهجري حتى سقوط الخلافة العثمانية) تأليف: أحمد حلمي / (تاريخ القدس القديم) تأليف: د. خزعل الماجدي / (تلمود العم سام: الأساطير العبرية التي تأسست عليها أميركا) تأليف: منير العكش / (تهويد المعرفة) تأليف: ممدوح عدوان / (عبق أرضنا: أصوات من فلسطين وإسرائيل) تأليف: كينيزي مراد / (الفلسطينيون والتحرر: موقف مسيحي) تأليف: خريستو المر / (من يجرؤ علي الكلام: الشعب والمؤسسات في مواجهة اللوبي الإسرائيلي) تأليف: بول فندلي / (الطب الشرعي في فلسطين: دراسة أنثروبولوجية) تأليف: سهاد ظاهر / (القدس: مدينة واحدة عقائد ثلاث) تأليف: كارن آرمسترونج / (الصهيونية والحضارة الغربية) تأليف: د. عبدالوهاب المسيري / (أن تعودي فلسطين) تأليف: لينا مرواني / (قناع بلون السماء) تأليف: باسم خندقي

من فعاليات الشهر: كم كنت سعيدة وأنا أستلم شحنة الكتب التي طلبتها من (متجر نيل وفرات للكتب) في ديسمبر الماضي، وقد حملت لي أكثر من خمسين كتاب.

تسلسل البيان على المدونة: 469

تاريخ النشر: فبراير 26, 2024

عدد القراءات:423 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *