الكتاب
على حيطان الجيران
المؤلف
دار النشر
دار كلمات للنشر والتوزيع
الطبعة
(8) 2016
عدد الصفحات
308
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
09/16/2020
التصنيف
الموضوع
نصوص فوق الحيطان .. محاها الزمن وبعثرتها الذاكرة
درجة التقييم

على حيطان الجيران

لم تكن كلمات رسمت من طباشير الفحم على حيطان الجيران فقط! بل حُفرت على الأسطح والأتربة والهواء والسماء .. وفوق الكثير من الوجوه!.

نصوص أدبية تستنطق ما خلّفه الدهر على قلوب أوصدت حولها الأبواب حيناً .. حتى حان حين البوح! فتبوح شهرزاد بثلاثمائة نص أدبي تتبعثر حول ما علّمتها الحياة مما لم تعلّمها المدرسة، تجمعها من ذاكرتها البعيدة .. عندما كان لها جدّان طيبان وأصدقاء كُثر وأحلام أكبر وأفراح تدوم، وعندما كانت حيطان الجيران فضائها الرحب الذي كانت تبوح فيه ما يجود به طبشور الفحم بين أصابعها .. وودت لو نقشت كل ما تبعثر في الأيام الخوالي، لكنها مضت مع الجيران الذين رحلوا ومع الحيطان التي هوت ..

ومن تلك النصوص التي حظيت بنجمتين من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس في نقش عتيق ما راق لي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

تقول في نص (51) عن تلك المرأة التي يحنّ لها الرجل كوطن لا يعوضه كل الأوطان:

امرأة واحدة

قد تغني الرجل عن ألف امرأة

وألف امرأة قد لا تغني الرجل عن امرأة واحدة

فبعض النساء .. وطن

لا يخمد الحنين إليه .. مهما مر العمر

ووهن القلب .. والذاكرة

تقول في نص (67) عن تلك الذكرى التي يغلّفها الزمن ولا يفكّها أي حنين:

أحياناً

يتحول أجمل العمر

إلى مجموعة مسجات في هاتف قديم

أو أوراق في درج خزانة مهمل

فالأعمار أيضاً قد تُعلّب في الخزائن والأدراج

للعودة إليها عند الحنين

وفي الغالب .. لا نعود

تقول في نص (69) عن ذلك الحب الذي يخسر المحب بخسرانه كل شيء:

إذا أحببت

فلا تمنح بلا حدود

لأنك حين تفشل

لا تخسر الحب وحده

تقول في نص (73) عن ذلك الدعاء الذي لا يُخطئ صاحبه:

ثق بأنه

حتى حين يبتعدون عن عالمك

فحقك المرسل إلى السماء لا تنتهي صلاحيته

فدعوة المظلوم لا تخطئ العنوان أبداً

مهما غير الظالم عنوانه

لأنها مرسلة من السماء

إلى (شخص) وليس إلى (مكان)

تقول في نص (180) عن تلك الأنصاف التي تشبهنا وتشاء الأقدار ألا نلتقيها:

أحياناً

ومن مؤلمات العمر

أننا نلتقي بأنصافنا الأخرى في الطريق كالغرباء

ونمضي دون أن تدرك

أنها أنصافنا الحقيقية

التي ضلت طريقها إلى حياتنا

والتي لو قاسمتنا العمر

لكان العمر بها أجمل

ختاماً أتساءل: فإن كان أحدنا يحمل ذكرى تبعثرت في محطات العمر .. لم يجمعها ولم يكتبها قط! فهل سيحين أوان البوح، أم أن الخير أن تصمت صمت الحيطان التي تحويها؟ علّني أجيب في نصوص تحدثني كل يوم .. ولم أكتبها بعد!.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الديوان (77) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 رغم أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط .. وهي قائمة تضمّنت تسعة كتب لم أتم قراءتها. وقد كان الديوان هو ثالث ما قرأت في شهر سبتمبر من بين ستة كتب، والذي حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2018 ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.

لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.

وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الديوان، فقد قرأته في شهر (سبتمبر)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:

تعود الحياة وكأنها تتنفس الصعداء من جديد .. ويتم البدء بإعطاء متنفس من الحجر الصحي“.

تسلسل الديوان على المدونة: 255

 

تاريخ النشر: يونيو 20, 2022

عدد القراءات:379 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *