الكتاب
أرشيف السريالية: حوارات حول المسألة الجنسية
المؤلف
المترجم/المحقق
عدنان محسن
دار النشر
دار سطور للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2020
عدد الصفحات
256
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
01/22/2024
التصنيف
الموضوع
حوار إباحي لا سريالي

أرشيف السريالية: حوارات حول المسألة الجنسية

ليس حواراً موضوعياً حول المسألة الحميمية كما يوحي عنوان الكتاب، لا سيما وقد أداره نخبة من المثقفين الفرنسيين في اثنا عشرة جلسة مغلقة من حيث الخصوصية، ومفتوحة بلا قيود من حيث الجرأة .. إلا أن الحوار حمل من بوهيمية الفجاجة وبهيمية الغريزة ما جعل منه إباحياً بامتياز، وروّاده يطرحون بتبجّح تلك الأسئلة المتفحّشة لغرض الفُحش وحسب، وإذ جاءت الإجابات عليها في أكثر التعبيرات انحطاطاً وتقززاً .. وقد حمى وطيس الجدال بين السرياليين أنفسهم في الربط بين الجنس كشهوة حيوانية وبين الحب كدافع أسمى له!

لقد نظّم أولئك المثقفون المجموعة السريالية ابتداءً على يد الشاعر والكاتب الفرنسي (أندريه بروتون) عام 1924، غير أن الكتاب يعرض جلساتهم المعقودة خلال الفترة من يناير 1928 إلى أغسطس 1932، وقد حدد عام 1969 كتاريخ فضّ المجموعة بلا رجعة. ففي الجلسة الأولى، يدو الحوار حول تزامن المتعة بين الجنسين، وبين مؤيد ومعارض لفعل اللواط، وعن الممارسة في الكنيسة، ومع راهبة إن أمكن! أما في الجلسة الثانية، فيتناول الحوار جسد المرأة ومواطن الإثارة، وعن الذكريات الجنسية الأولى التي بدأت عند بعض الروّاد في مرحلة الطفولة، والمواقف والتخيلّات والأحلام ومشاهدة تلك الممارسات بين الحيوانات! في حين يتطرّق الحوار في الجلسة الثالثة إلى ما كان من الحياء مع المبادرة الجنسية الأولى، وعن الاغتسال قبل أو بعد الممارسة، وعن طبع المرأة الحاد أو الرقيق ….. أكتفي، ولا للمزيد!

ولما سبق، لم يحصل الكتاب على أي من أنجمي الخمس، غير أنه جاء بمتفرقات على ألسنة بعض روّاد المجموعة ما خفف من وطأته، أقتبسها في نص جريء (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • عن الثقة المتبادلة في العلاقة، يقول آراغون: “بالنسبة لي، في اليوم الذي لا أثق بامرأة .. أكف عن حبها”.
  • عن تفسير أي شكل من أشكال الحياء، يقول آراغون مرة أخرى: “من المحتمل أن يكون الحياء الاجتماعي عندي هو شكل مقنّع للحياء الجنسي”.
  • عن الحب لأجله، يقول جينباخ: “أنا أعيش فقط من أجل أن أجد امرأة، ولا يهمّني الباقي، ولا يوجد شيء آخر غير المرأة. قلت لكم إن المسألة الجنسية غير موجودة .. لا شيء سوى الحب! سيرهقكم هذا الكلام ويجعلكم ترتعدون”.
  • عن الأنا وحب التملّك، يقول بروتون: “أنا غير قادر بشكل قاطع على الغيرة والاستحواذ! غيرة المرأة تضايقني لا أكثر ولا أقل .. أما فكرة الاستحواذ في الحب فهي تكاد تكون أكثر حقارة من أي فكرة عن الملكية”.
  • وعن الرغبة وموادها وأبعادها ومجالات إشباعها، يقول إيلوار: فكرة الحب ليست هي من تخلق الكائن، بل إن كائناً يعيش الحب، كي تكون الحياة ممكنة يسعى إلى تغييرها. لا تكون الحياة رتيبة إلا عندما لا نحب أن تتغير الرغبات والقناعات المتعلقة في الحب .. ليس بوسعنا أن نحب إذا كانت الرغبة واحدة لا تتغير“.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (7) في شهر يناير، وضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024 والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية عام 2023 ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!

على الهامش: لا يزال عنصر المفاجأة يهمني مع كل كتاب اقرؤه، حيث يحدث أحياناً أن أكتفي بالعبارة التسويقية لشراء كتاب ما، ما قد يصيب الحظ معه أو يخيب .. غير أن صدمة هذا الكتاب جاءت مدوية، ومزجت لدي الخيبة بالغثيان! تبقى دار النشر من دور النشر العربية المفضلة لدي، والتي تحظى مكتبتي بإصدارات جيدة منها.

وعلى رف (جندرية وجنسانية) في مكتبتي، تصطف كتب أخرى، أذكر منها: (الإمتاع والمؤانسة) – تأليف: أبو حيان التوحيدي / (سيكولوجية الجنس) – تأليف: ميج جون باركر / (لماذا الجنس للمتعة: تطور النشاط الجنسي البشري) – تأليف: جاريد دايموند / (تاريخ الجنسانية) – تأليف: ميشيل فوكو / (أصول الدافع الجنسي) – تأليف: كولن ويلسون / (شرق وغرب رجولة وانوثة) – تأليف: جورج طرابيشي / (الضلع الأعوج: المرأة وهويتها الجنسية الضائعة) – تأليف: إبراهيم محمود / (سوبرمان عربي) – تأليف: جمانة حداد / (الهيمنة الذكورية) – تأليف: بيار بورديو / (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) – تأليف: جون غراي / (I’m Afraid of Men) – تأليف: Vivek Shraya

من فعاليات الشهر: ومع الأمنيات التي حمّلتها العام الجديد مع انقضاء العام الفائت .. فلقد افتتحت في أول يوم قناة لطيفة على موقع يوتيوب، والتي سأخصصها لنشر مراجعات الكتب صوتياً.

ولا زلت أترقّب شحنة الكتب التي طلبتها من متجر نيل وفرات للكتب، والتي ستحمل لي أكثر من ستين كتاب. كم يبدو العام مثمراً بالخير مع تباشيره!.

تسلسل الكتاب على المدونة: 457

تاريخ النشر: يناير 26, 2024

عدد القراءات:123 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *