مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
على الرغم من حرص المترجم التأكيد على بذله جهداً مضاعفاً في ترجمة الكتاب الفكري المعني بطبقة النخبة من المثقفين -على ما يبدو- فضلاً عن تحريه الدقيق في سير المؤلفين الذاتية الواردة أسمائهم في الكتاب، إلا أن الكتاب أسفر عن تركيبة معقدة من كلمات مبعثرة (بالإمكان اعتبارها كلمات مفتاحية) شكّلت بالكاد جملاً مفيدة، وبالكاد قدمت تصوراً عاماً لما أرادت الناقدة الهندية قوله في مقالاتها! قد تكون الناقدة ذاتها تحمل فكراً غزيراً يستعصي على مدارك طبقة البؤساء من المثقفين، أو أن الترجمة -كما بدت- هي التي أساءت لفكرها إساءة بالغة.
يصف المترجم في مقدمته التي استفتحت كتاب (Can the Subaltern Speak? – By: Gayatri Chakravorty Spivak) براعة الناقدة في تنقّلها بين “البنيوية” و “الحداثة” و “التاريخ الكولونيالي” وما جاء بعدهم جميعاً، وبين أولئك المفكرين الأسطوريين أمثال “دولوز وغوتاري وفوكو مروراً بدريدا ورانجيت غوها” وبين ما حملته روافد المعرفة المتفرّقة من نصوص أدبية وتاريخية ودينية وأسطورية، وذلك من أجل صبّ مقالة ثرية وجريئة تجيب عن السؤال المثير والمهم! ينقل المترجم طرفاً من رد الناقدة في حوار لها وهي تقول: “إنّ مقال هل يستطيع التابع أن يتكلّم؟ هو ثمرة جهد كبير لإعادة بناء ظروف حادث معيّن. إنه الموقف الذي حاولت فيه امرأة تابعة الكلام بكل ما أوتيت من قوة، لدرجة حوّلت فيها انتحارها الملعون إلى رسالة لا يمكنني أن أتخيل موقفاً يحاول فيه شخص ما التواصل والتعبير حقاً أكثر إلحاحا من هذا. ماذا حدث؟ بعد جيل من هذه الحادثة، قالت امرأة من نفس العائلة العكس تماماً وإدانتها؛ لذلك، وفي مواجهة لهذا الوضع المؤلم للغاية، أقول: التابع لا يمكنه الكلام …..“.
وبعد أن ركنت الكتاب على طرف مكتبي ولم أنهه، فضلاً عن عدم استطاعتي منحه أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي، لا يزال سؤاله يلّح عليّ إلحاحاً كي أعرف: هل يستطيع التابع أن يتكلم أم لا؟
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (21) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وهو في الترتيب (1) ضمن قراءات شهر مارس .. وقد حصلت عليه من متجر نيل وفرات الإلكتروني للكتب الشهر الماضي، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.
وعلى رف (المنطق والفلسفة) في مكتبتي، مجموعة لا يُستهان بها من الكتب يتضاعف عددها باستمرار .. أذكر منها: (التفكير الناقد: طرح الأسئلة المناسبة) – تأليف: نبيل براون / (كتاب الاغاليط) – تأليف: نجيب الحصادي / (فضيلة الأنانية) – تأليف: آين راند / (التأملات في الفلسفة الأولى) – تأليف: ديكارت / (المعجزة السبينوزية: فلسفة لإنارة حياتنا) – تأليف: فريدريك لونوار / (المذاهب الوجودية من كيركجورد الي جان بول سارتر) – تأليف: ريجيس جوليفيه / (إرادة الاعتقاد) – تأليف: وليم جيمس / (المرض طريق الموات: عرض مسيحي نفسي للتنوير والبناء) – تأليف: سورين كيركجارد / (عن الإحسان) و (عن الغضب) – تأليف: لوكيوس سينيكا / (تاريخ الشك) – تأليف: جينيفر مايكل / (على مرتفعات اليأس) – تأليف: إميل سيوران / All About Greek Philosophy – By: Don Domonkos
من فعاليات الشهر: لا شيء مميز، غير أن اليوم الحادي عشر منه يصادف غرة شهر رمضان المبارك لعام 1445 .. وهو الشهر الذي انقطع فيه عادة عن القراءة، إلا أن هذا العام كان مختلفاً!
تسلسل الكتاب على المدونة: 471
تاريخ النشر: مارس 30, 2024
عدد القراءات:54 قراءة
التعليقات