مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
كتاب غزير .. يغوص أوشو من خلاله في أعماق النفس البشرية متخذاً الجسد مطية لرحلة الغوص تلك، وسفر التأمل الروحي. تسترسل الرحلة على هيئة أحاديث عفوية أدارها الحكيم الهندي مع مريديه في أحد مراكز التأمل في مدينة (كوجرات) بالهند.
إنه إذاً المعلم أوشو .. أو تشاندرا موهان جاين (1931 : 1990) الذي تذكر شبكة المعلومات أنه ولد في الهند البريطانية، ودرس الفلسفة ودرّسها في الجامعات المحلية، ومن ثم تدرج في العلوم الصوفية ليُصبح (غورو) أو معلم روحاني فاقت شهرته حدود وطنه، ليصل إلى العالمية ويُلقب بـ (زوربا البوذي)، إشارة إلى توجهاته الانفتاحية رغم دعوته الروحية! ففيما يتعلق بنظرته إلى العلاقة الحميمية التي تبدو إباحية، ما أكسبه شهرة (معلم الجنس بلا منازع) كما تداولته الصحف العالمية، فإنه يجعلها بمثابة طاقة خلّاقة لا تقلّ أهمية عن الممارسات الروحية في تكامل بناء الإنسان، جسدياً ونفسياً وروحانياً. وبينما تختاره صحيفة (صنداي ميد داي) الهندية كواحد من عشرة روّاد شكّلوا مصير الهند، إلى جانب بوذا ونهرو وغاندي، تختاره صحيفة (الصنداي تايمز) البريطانية كواحد من ألف شخصية عالمية صنعت القرن العشرين، وهو الذي يصفه الكاتب الأمريكي (توم روبنز) بأنه “الرجل الأكثر خطورة منذ يسوع المسيح”. أما عن اسم شهرته الذي اختاره له مريدوه، فهو مشتق من اليابانية، وذو مقطعين، إذ يعني (أو) التوقير أو الامتنان، و (شو) الوعي الواسع أو الوجود الماطر .. بحيث يصبح معنى الاسم ككل (المحيط العظيم). والطريف أن الاسم يُقرأ كما هو من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين، في إشارة إلى المعراج الروحي الذي واصل المعلم الارتقاء فيه، وعمل على توحيد الأقطاب والسمو فوق الثنائيات، في الكون المحيط.
تعرض صفحة المحتويات ثمانية فصول رئيسية بالإضافة إلى المقدمة وكلمة المترجم والتعريف بالحكيم، حظي الكتاب معها بأربع نجوم من رصيد أنجمي الخماسي .. أسرد عناوينها كما يلي:
يأتي هذا الكتاب عن ترجمة مباشرة له في لغته الأصلية (The Inner Journey – By: Osho) وقد عني بها (عبدالوهاب المقالح) وهو أكاديمي يمني حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة صنعاء، وماجستير في التعليم الابتدائي من أمريكا، وفي تعليم اللغة الإنجليزية من بريطانيا. يعمل في سلك التدريس الجامعي، بالإضافة إلى إسهاماته في ترجمة العديد من الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية عن اللغة الإنجليزية، مثل (الملحمة الهندية: المهابهاراتا).
ومن شلال الحكمة الذي ارتوى به هذا الكتاب حتى الثمالة، أنهل غيض من فيض، وأقتبس نصاً من شذراته بالبنفسج .. اللون الذي يصفه علم (طاقة الألوان) كملهم للحكمة والابتكار والجدل والتفكير العميق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
لقد كان هذا الكتاب الأول الذي تعرفت فيه على أوشو وعلى عمق الفكر الصوفي، الأمر الذي تطور إلى صداقة مخلصة للحكيم الهندي منذ ذلك الحين، وقد حرصت على اقتناء المزيد من كتبه. فعلى رف مكتبتي مجموعة أخرى، منها ما قرأت ومنها ما هو على قائمة الانتظار .. أذكر منها:
وأختم على لسان الحكيم أوشو في أعذب ما جاد به عن العشق الإلهي وأخلصه، وقد جاء متناغماً مع دواخلي .. إذ يقول: “الصلاة من دون حب صلاة زائفة .. فارغة .. بلا معنى! من دون حب لا قيمة لكلمات الصلاة على الإطلاق. ومن دون حب، ما من سالك في الرحلة نحو المقدس سيكون قادراً على بلوغ غايته” …….. ما أحيلاها صلاة!.
وليس مستغرباً أن تأتي الحكمة على قلوب يظنّها بعض المغرورون أنها على غفلة! … “أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”.
تم نشر المراجعة على:
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (10) كما دوّنت ضمن قائمة من كتب قرأتهم في عام 2016، غير أن ذاكرتي لا تسعفني، ولا حتى مفكرتي القديمة بما تحويه من ملاحظات، ولا مسودات التدوين في حينها، من تعيين إجمالي عدد الكتب التي قرأتها في هذا العام بالتحديد! ملاحظة: أجد بخط يدي على هامش مفكرة العام عبارة: (35 كتاب) .. لا أعتقد أنها ملاحظة دقيقة.
لكنني لا زلت أذكر تماماً الأعوام الثلاث التي قضيتها في تحصيل دراساتي العليا في المملكة المتحدة، والأعوام التي تلتها وأنا منهمكة بجد في عملي المهني الذي لا يمتّ بصلة لهواية القراءة لا من قريب ولا من بعيد .. الدراسة التي استحوذت على حياتي حينها، والعمل الذي كان يستنفد القدر الأكبر من وقتي وطاقتي، بحيث لا يتبقى للقراءة في نهاية اليوم سوى القليل من الوقت والتركيز .. ولله الحمد دائماً وأبداً.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، أسترجع في حديثي (عن الصداقة التي تلي التعارف) أجواء قراءتي للكتاب، حين تقربّت مني إحدى المدّعيات كـ (أوشوية مستترة) وعلِمتْ مع لحظة تعارفنا بأنني من عشاق القراءة، بل وأقرأ في التو هذا الكتاب وقد أخرجته حينها من حقيبة اليد .. “من هذه اللحظة أنت صديقتي” .. هكذا قالت لحظتها، وهكذا تمّ شكلياً .. لكن لم يكن الأمر كذلك فيما بعد! فليس النور لديّ قول يُحلّى بمضغة تُدعى لسان، بل روح وسلوك وأخلاق! لقد استعارت مني الكتاب رغبة في الاستعراض، فلا هي قرأته ولا هي أعادته، حتى اضطررت لشراء نسخة جديدة .. وهي التي ما برحت تصمّ آذان الرفاق بتقوى (الكارما) التي ستلاحقها إن هي تلقفت كتاب منسوخ إلكترونياً (وإن كان موغلاً في القدم) بحجة أنه لا بد وقد تم نسخه خلاف رغبة الكاتب .. والذي قد يكون مات وشبع موتاً هو ودار النشر! عجباً كيف تتشدق بأمانة مزدوجة، التي حين تمنعها من قراءة كتاب إلكتروني بحجة مخالفة حقوق النشر، لا تمنعها من اقتناء كتاب استعارته من صاحبته ولم تعده، مع سبق الإصرار والترصد! هكذا يأتي النفاق في أهزل صورة لدى هؤلاء .. فما أكذب (بتوع التنمية البشرية)! والمضحك المبكي أنها تعمل كمدربة حياة (لايف كوتش) وتشتري بأكاذيبها تلك ثمناً قليلا.
لكن، لم تكن بالقطع صدفة أن أقتني الكتاب ضمن أول مجموعة كتب أحصل عليها من دار نينوى، والتي أصبحت بعد ذلك إحدى دور النشر المفضلة لدي. إشارة بحاجة إلى نظرة داخلية!.
تسلسل الكتاب على المدونة: 20
تاريخ النشر: فبراير 13, 2021
عدد القراءات:1988 قراءة
الروح هي اصل الحياة وبها يكون العقل والجسد ….
الليل هو مرآة النهار … فما نكابده نهارا يأتينا ليلا…. فإما ان نطوي الصفحة واما ان نكمل الحوار ….
على الجسد ان يسترخي فإن ارتاح الجسد ، انصت العقل واستمتعت الروح بكل ما هو جميل .
عليك ان تعيش اليوم وتسعد باللحظة فيومك لك وغد مجهول في علم الغيب … يستهلك الانسان عقله وبدنه في التخطيط للغد وينسى ان يعيش يومه
الله هو الحب وهو الملاذ بإذنه نحيا وعليه نتوكل وبه نستعين…
راقتني عبارتك كثيرا( الصلاة من دون حب ، صلاة زائفة )… فاللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك وحب يقربنا إلى حبك … اللهم آمييين
اللهم آمين
استعدت بتعليقك يا هالة حكمة أوشو .. وتمنيت لو أرخيت جسدي في هذه اللحظة وسمحت لعقلي بالإنصات وروحي بالرحيل!.