مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
إنه العرق الأنكلوصهيومريكي .. في عرض وطول نكبات التاريخ، الماضية والحاضرة والقادمة على أحسن تقدير!.
الإبادات الجماعية .. هي النوعية الثانية من الإبادات التي اقترفها الرجل الأبيض بدمه البارد ضد قبائل الهنود الحمر .. السكّان الأصليين للعالم الجديد كما أطلق عليه كريستوفر كولومبس، والتي تناولها الكاتب بالبحث والفضح ضمن ثلاثية، تُقرأ كسلسلة متصلة لا تقل إحداها أهمية ولا تُغنِ عن الأخرى، هي: أميركا والإبادات الثقافية / أميركا والإبادات الجماعية / أميركا والإبادات الجنسية.
ومع الحديث عن ولادة عرق لقيط سفك دم عرق أصيل ذو ثقافة وأرض وحضارة ومكانة، كان لا بد من التطرق إلى ظروف نشأته الدموية التي قد لا توصف بقدر ما أوتيت من بشاعة .. بين مجازر جماعية تحصد القوم عن بكرة أبيهم وعمليات تعقيم لمن تبقى منهم!.
وعن الكاتب، فهو د. منير العكش، أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة في جامعة سفُك بولاية بوسطن الأمريكية، والذي صدر له العديد من المؤلفات باللغة العربية واللغة الإنجليزية، تتضمن ترجمات ومجموعات شعرية. وهو يترأس كذلك تحرير مجلة جسور التي أنشأها عام 1991 والتي تصدر باللغة الإنجليزية بالتعاون مع جامعة سيراكوس في نيويورك، بالإضافة إلى مشاركته في إدارة أحد أبرز مراكز الأبحاث العربية في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو قد حصل على (وسام أوروبا) من البرلمان الأوروبي تكريماً لجهوده في مشروع حوار الحضارات العالمي. وككاتب ومفكر ومؤرخ، فإنه “سوري بالمولد .. فلسطيني بالاختيار” كما يحب أن يُعرّف نفسه.
ولاستعراض تفاصيل الإبادة، يتعرّض الكاتب لحقائق ووقائع واحصائيات يسردها من خلال سبعة فصول رئيسية كما تظهر في صفحة المحتويات، بالإضافة إلى صفحات المقدمة والملاحق والفهارس. هي كما يلي:
عليها، يحصد الكتاب أربع نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، والذي أسرد في الأسطر التالية قليل مما علق في ذهني بعد قراءته، كما يلي:
ومن الدماء التي أغرقت صفحات الحلقة الثانية (أميركا والإبادات الجماعية) في هذه الثلاثية، والتي جاء عنوانها الفرعي بـ (حق التضحية بالآخر)، أقتبس في نص دموي ما جاء في جانب من وحشية أولئك الإنجليز الذين يسجل لهم التاريخ سنّ شريعة سلخ فروات الرؤوس وتعليقها على جانبي الطريق متى ما بطشوا بخصومهم، بل وبتزيين حوائط بيوتهم بها كتذكار ووسام (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
“عندما تحرش القديسون بهنود البيكو في 5 حزيران/ يونيو عام 1637 وشووا أجسادهم بالنار، قالوا إنهم كانوا يتسلون، وأن ما جرى كان أشبه بحفلة شوي «باربكيو». وبعد مذبحة مايبول ذلك العام، سكر الحاكم برادفورد وسكر معه القديسون حتى الثمالة، ورقصوا وغنوا أياماً بلياليها، وعاشروا نساء الهنود آخر معاشرة في حياتهن. ومع منتصف القرن السابع عشر، صار صيد الهندي من أمتع رياضات التسلية في نيو إنغلاند، فما أن يتم القبض على هذا الوحش حتى يتم تمزيق جسده أو إطعامه للكلاب. هكذا كان يتم صيد آلاف الهنود سنوياً في ألعاب تسلية كانت تعتبر من الرياضات الشعبية في نيو إنغلاند”.
وللكاتب على مكتبتي كتاب آخر هو (تلمود العم سام: الأساطير العبرية التي تأسست عليها أميركا) .. ولا بد لي من عودة!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (16) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، رغم أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو سادس كتاب اقرؤه في شهر مارس من بين عشرة كتب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على تدوين بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (مارس)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“ويبدأ الحجر الصحي فعلياً .. إن الوباء حقيقة وواقع معاش“.
تسلسل الكتاب على المدونة: 201
تاريخ النشر: مايو 22, 2022
عدد القراءات:698 قراءة
التعليقات