الكتاب
لماذا ننام؟ اكتشف طاقة النوم والأحلام
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Why We Sleep: Unlocking the Power of Sleep and Dreams - By: Matthew Walker
المترجم/المحقق
الحارث النبهان
دار النشر
التنوير للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2019
عدد الصفحات
512
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
02/19/2024
التصنيف
الموضوع
النوم ومفعوله السحري في صحة الإنسان
درجة التقييم

لماذا ننام؟ اكتشف طاقة النوم والأحلام

كتاب كما عبّرت صحيفة الجارديان فوق غلافه: إنه جرس إنذار!

فمع هذا الكتاب الفريد من نوعه، تبيّن أن سؤال (لماذا ننام؟) الذي قد يعتبره الكثير ساذجاً، هو في حد ذاته سؤالاً خاطئاً، إذ يوحي بأحادية وظيفته! فمن قائل بأنه للمحافظة على الطاقة من وجهة نظر منطقية، ومن قائل بأنه يملأ العين بالأكسجين من وجهة نظر غريبة، ومن قائل آخر يستند إلى نظرية في التحليل النفسي بأنه يبيح إطلاق رغبات مكبوتة كونه حالة من اللاوعي ….، غير أن هذا الكتاب يكشف عن حقيقة صادمة لهؤلاء، “فالنوم شيء أكثر تعقيداً وعمقاً وإثارة للاهتمام”، وهو عامل هام لضمان صحة الإنسان العامة بحيث يستوجب أقصى اهتمام.

يقدم النوم خدمة عظيمة لشريحة واسعة من الوظائف الحيوية من أجل تحقيق قدر كبير من “المنافع الليلية” للدماغ والجسد، فما من عضو رئيسي في جسد الإنسان وما من عملية رئيسية من عمليات الدماغ إلا وتزداد كفاءة في جودة الأداء بفعل النوم، بحيث تصاب تلك الوظائف الجسدية والعقلية لا محالة بضرر بالغ في حال عدم حصولها على القسط الكافي من النوم. إن النوم يعيد ضبط إعدادات جهاز الإنسان المناعي، حيث يكافح جسده المرض ويقيه من العدوى، كما يعزز تلك الوظائف الدماغية التي تساعد الإنسان في عمليات التعلم والتذكر واتخاذ القرارات المنطقية، وهو يعني كذلك بصحته النفسية عندما يوجّه انفعالاته بشكل متزن وهو يواجه تلك التحديات اليومية. أما عن الأحلام التي كانت ولا تزال أكثر العمليات الحيوية إثارة للجدل، فهي تحقق فائدة عصبية تعمل على مواساة الإنسان فيما يصادف أو يحمل معه من مواقف وذكريات مؤلمة، من خلال تلك المساحة من الواقع الافتراضي التي يجمع فيها الدماغ بين خبرات الماضي ورؤى المستقبل على نحو محفّز للإبداع.

يعتبر المؤلف أن “وباء قلة النوم” أو كما أسماه “الوباء الصامت”، من أكبر التحديات التي يواجهها العالم المتقدم في القرن الواحد والعشرين، والذي يتطلّب حسب تعبيره “نقلة جذرية في نظرتنا الشخصية والثقافية والمهنية والاجتماعية تجاه النوم”. لقد أصبح من حق البشرية “إعادة التوحد مع أقوى إكسير للعافية والنشاط .. إكسير النوم الذي يسري عبر كل مسار بيولوجي” .. حتى تمسي مفعمة بوفرة الوجود الحي في أعمق صورها.

يتجزأ فهرس الكتاب إلى أربعة أجزاء رئيسية ويفصّل مواضيعه من خلال ست عشرة فصلاً، وقد جاء الكتاب عن ترجمة احترافية من لغته الأصلية (Why We Sleep: Unlocking the Power of Sleep and Dreams – By: Matthew Walker) .. والفهرس كما يلي:

الجزء الأول: هذا الشيء الذي ندعوه نوماً

هنا مواجهة النوم الغامض ضمن أسئلة: ما هو ومن يتعاطاه وبقدر كم يتعاطاه وكيفيته والتغيرات التي تطرأ على من يتعاطاه .. سواء كان نحو الأحسن أو الأسوأ.

  • الفصل الأول: النوم
  • الفصل الثاني: الكافيين وفروق التوقيت والميلاتونين
  • الفصل الثالث: تعريف النوم وتوليده
  • الفصل الرابع: نوم القرود والديناصورات والإغفاء بنصف دماغ
  • الفصل الخامس: تغيّرات النوم على امتداد عمر الإنسان

الجزء الثاني: لماذا ينبغي أن ننام؟

هنا التعرّف على تفاصيله، جيداً كان أم سيئاً، ومنافعه المدهشة إن كان جيداً وآثاره القاتلة إن كان سيئاً .. مع بحث الأسباب التي تؤدي إلى اعتلال الصحة والإصابة بالمرض والموت في نهاية المطاف، جرّاء قلة النوم.

  • الفصل السادس: أمك تعرف وشكسبير يعرف أيضاً
  • الفصل السابع: شيء أكثر تطرفاً من أن يقبله كتاب غينيس
  • الفصل الثامن: السرطان والنوبات القلبية وقصر العمر

الجزء الثالث: كيف نحلم؟ لماذا نحلم؟

هنا عبور عبر النوم إلى عالم الأحلام، يحمله العلم الحديث ويلج به الدماغ البشري ليكشف عن الأحلام كمصدر إلهامي لتلك الأفكار التي غيّر بعضها العالم الواقعي واستحق عليها جائزة نوبل .. ما ينقل الحديث نحو بحث إمكانية التحكم بالأحلام ومدى اعتبار هذا التحكم أمراً حكيماً. وهنا كذلك بحث في الأرق واضطرابات النوم الأخرى ومدى فاعلية الأدوية المنومة، وأفضل الطرق العلاجية اللادوائية للتغلب على تلك الاضطرابات.

  • الفصل التاسع: حالة دائمة من الدهان
  • الفصل العاشر: الحلم باعتباره معالجة ليلية
  • الفصل الحادي عشر: الحلم والإبداع التحكم في الأحلام

الجزء الرابع: من الأقراص المنومة إلى التحوّل الاجتماعي

هنا مناقشة النوم من ناحية اجتماعية وعن الأثر الواضح الذي يتركه انخفاض جودته على التعليم والأعمال ومهنة الطب والصحة العامة .. مع دحض تلك المعتقدات التي تشيد باليقظة الطويلة على حساب ساعات النوم المطلوبة.

  • الفصل الثاني عشر: أشباح في الليل
  • الفصل الثالث عشر: الآيباد وصفارة المصنع
  • الفصل الرابع عشر: كيف تلحق الضرر بنومك وكيف تساعده؟
  • الفصل الخامس عشر: النوم والمجتمع
  • الفصل السادس عشر: رؤية جديدة من أجل النوم

ينتهي الكتاب بصفحات ختامية في: (أن ننام أو أن لا ننام) و (شكر وتنويه) و (ملحق: اثنتا عشرة نصيحة من أجل نوم صحي) و (عن المؤلف) و (عن المترجم)

ومن طاقة النوم والأحلام، أقتطف ما علق في ذهني بعد القراءة، وباقتباس في نص حالم وردي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) وقد حصد الكتاب رصيد أنجمي الخماسي كاملاً:

  • تزداد الرغبة في الأكل كلما كان الإنسان مرهقاً! ليس ذلك من باب الصدفة، إذ أن الهرمون المسؤول عن إثارة الشعور بالجوع يتأثر بقلة النوم فيرتفع، بينما يُثبط الهرمون المسؤول عن إطلاق إشارة الشبع! إن قلة النوم وصفة مضمونة لزيادة الوزن. يستكمل المؤلف تحذيره في (الفصل الأول: النوم)، فيما يسببه قلة النوم من احتمالية انسداد أوعية القلب الدموية والتعرّض من ثم للأزمات القلبية، فضلاً عن الاعتلالات النفسية التي تقود نحو القلق والاكتئاب وفي أحيان نحو الانتحار. يقول المؤلف في كلمة واحدة: “نوم أقل يعني عمر أقصر”.
  • أما في (الفصل الثالث: تعريف النوم وتوليده)، ينسب المؤلف إلى “أمنا الطبيعة” تصميم مرحلتي النوم: (مرحلة حركة العين السريعة) و (مرحلة انعدام حركة العين السريعة) اللتان تعملان على تحديث الدوائر العصبية وتحديداً إدارة الحيز المخصص للتخزين في الدماغ. فمع حدود سعة التخزين التي يحددها في بنية الذاكرة عدد ثابت من الخلايا والموصلات العصبية، فإن الدماغ يعمل على إيجاد حل وسط بين توفير مساحة كافية للمعلومات الجديدة مع الحفاظ على المعلومات القديمة. إن هذه الموازنة لمعادلة التخزين تتطلب فلترة الذكريات، بين الجديدة والهامة منها، وبين ما هو زائد أو مكرر أو بلا أهمية ضمن مجموع الذكريات الموجودة. ففي المرحلة الأولى التي تهيمن عادة على القسم الأخير من الليل، يتم تعزيز تلك الوصلات العصبية وتقويتها، في حين تضطلع المرحلة الثانية التي تسيطر على الجزء الأول من الليل في تنقية سعة التخزين من الوصلات العصبية غير الضرورية.
  • يؤكد المؤلف في (الفصل الرابع: نوم القرود والديناصورات والإغفاء بنصف دماغ)، بأن النوم على مرحلتين في اليوم الواحد هو نشاط بيولوجي أكثر منه طقس ثقافي! فبناء على التركيبة البيولوجية، فإن البشر عموماً وبصرف النظر عن البعد الثقافي أو الجغرافي تصيبهم حالة من ضعف الصحو ونقص الانتباه في منتصف فترة ما بعد الظهر”، وهو يستدل بمثال حي، قائلاً: “يكفي أن تلاحظ أي اجتماع ينعقد بعد وقت الغداء، وسوف ترى هذا الأمر بكل وضوح. يصير الناس مثل دمى مسرحية تتراخى الخيوط التي تحرّكها وتتحكم بها ثم تتوتر فجأة .. تبدأ الرؤوس بالانخفاض، ثم تنتصب من جديد. أنا واثق من أنك لاحظت هذه الغمامة من النعاس التي تبدو كما لو أنها تسيطر عليك في لحظة من اللحظات بعد الظهر كما لو أن دماغك يستعد للذهاب إلى الفراش في وقت مبكر. ستكون أنت وكل من في الاجتماع واقعين فريسة همود في اليقظة يفرضه تطوّر نوعنا، همود يدفع إلى قيلولة بعد الظهر”. لذا، ترتبط هذه القيلولة بحالة انخفاض مستوى الانتباه بعد تناول الطعام، إذ أن هذا الانخفاض العابر من حالة اليقظة “يعكس دافعاً أصيلا إلى النوم”.
  • وعندما ينتقل المؤلف إلى الجزء الثاني من الكتاب، يستعين بنتائج إحدى الدراسات التي بحثت علاقة نقص النوم بالإصابات الرياضية، والتي تنبأت بأن الافتقار المزمن من النوم الذي يُفرض على اللاعبين في المواسم الرياضية، يزيد من خطر تعرّضهم للإصابات الرياضية المختلفة. يقول المؤلف في (الفصل السادس: أمك تعرف وشكسبير يعرف أيضاً): “تدفع الفرق الرياضية ملايين الدولارات للحصول على لاعبين مرتفعي الثمن إلى حد كبير، ثم تحيط «سلعها البشرية» هذه بمختلف أنواع الرعاية الطبية والغذائية أملاً في زيادة قدراتهم. إلا أن المكاسب الناتجة تتضاءل كثيراً بفعل عامل تفشل فرق رياضية كثيرة في وضعه موضع الأولوية: إنه نوم اللاعب. بل إن الفرق الرياضية التي تدرك أهمية النوم قبل المباريات تشعر بالدهشة عندما أقول لها إن النوم في الأيام التي تعقب المباريات لا يقل أهمية عن النوم في الأيام التي تسبقها، إن لم يكن أكثر أهمية منه. إن النوم بعد الأداء المرتفع يزيد من سرعة التعافي الجسدي من الالتهابات الشائعة، ويعزز عملية إصلاح العضلات، كما يساعد في إعادة تزود الخلايا بالطاقة على شكل غلوكوز وغليكوجين”.
  • وفي (الفصل السابع: شيء أكثر تطرفاً من أن يقبله كتاب غينيس)، يقرّ أكثر من ست وخمسون مليون أمريكي بمواجهة صعوبة في البقاء مستيقظين خلف مقود السيارة، بمعدل مرة من كل شهر! لذا، يشير المؤلف إلى وقوع أكثر من مليون حادث سير سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعود أسبابه إلى النعاس! إنه لمن المفاجئ حقاً أن تتجاوز مجموع حوادث السيارات الناجمة عن القيادة تحت تأثير النعاس، تلك الحوادث الناجمة عن تعاطي الكحول والمخدرات، وذلك لسبب بسيط يعرضه المؤلف في قوله وهو لا يقلل من سوء عواقب القيادة تحت تأثير السكر: “كثيراً ما يتأخر سائق السيارة الثمل في الضغط على دواسة الفرامل، وكثيراً ما يتأخر في القيام بمناورة ضرورية لتفادي وقوع حادث. وأما عندما يسقط المرء نائماً، أو تأتيه نوبة نوم أصغري، فإن ردود أفعاله تتوقف توقفاً تاماً. إن الشخص الذي تأتيه نوبة نوم أصغري، أو الذي ينام خلف مقود السيارة، لا يضغط على دواسة المكابح أبداً، ولا يقوم بأية محاولة لتجنب وقوع حادث. نتيجة هذا، فإن حوادث السيارات الناتجة عن القيادة تحت تأثير النعاس أميل إلى أن تكون قاتلة أكثر من حوادث السيارات الناتجة عن قيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات”.

…. والكتاب الذي يزخر بمعلومات ثورية في مجال صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية عنوانها (النوم)، فإن المساحة لا تكفي لتسليط الضوء عليها، الأمر الذي لا بد أن يترافق بتوصية صادقة لقراءة الكتاب. لذا أختم بجملة من النصائح التي ختم بها المؤلف كتابه للظفر بنوم صحي. منها: الالتزام ببرنامج ثابت في مواعيد الذهاب إلى النوم ومواعيد الاستيقاظ. الحرص على ممارسة التمارين الرياضية. تجنب تناول المواد التي تحتوي على الكافيين والنيكوتين، مثل الشاي والقهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية، قبل موعد النوم بثماني ساعات على أقرب تقدير. الاسترخاء قبل النوم والاستمتاع بحمام ساخن، والحرص على إطفاء الأضواء في غرفة النوم وعلى لطافة درجة حرارتها وإقفال الأجهزة الإلكترونية .. وأن لا ينسى التعرّض لأشعة الشمس الساطعة في كل صباح، قدر المستطاع.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (18) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وهو الكتاب (6) في شهر فبراير .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

وعلى رف (العلم) في مكتبتي، كتب كثيرة، قديمة وحديثة .. أذكر منها: (سحر الواقع: كيف تعرف حقيقة الواقع؟) تأليف: ريتشارد دوكنز / (نرد أينشتين وقطة شرودنجر) تأليف: د. بول هالبرن / (الكون: عوالم محتملة) تأليف: آن درويان / (الجين: تاريخ حميم) تأليف: سيدهارتا موكرجي / (الثقوب السوداء والأكوان الناشئة) تأليف: ستيفن هوكينج / (رياضيات الحياة والموت) تأليف: كيت يايتس / (المخ ذكر أم أنثى؟) تأليف: د. عمرو شريف و د. نبيل كامل / (الواقع ليس كما يبدو: رحلة إلى الجاذبية الكمية) تأليف: كارلو روفيللي / (طبيعة العالم الفيزيائي: النظرية النسبية ونظرية الكم وأسئلة الإنسان الكبرى) تأليف: سير آرثر ستانلي إدنجتون / (الإشعاع النووي: قصة تشرنوبل ومستقبل البشرية) تأليف: سعود رعد / (أغرب من الخيال: سر الأطباق الطائرة) تأليف: راجي عنايت/ (غرائب من العالم) تأليف: وليد ناصيف/ (أمور لا تصدق) تأليف: محمد الحمصي / (سين جيم) تأليف: شريف العلمي

من فعاليات الشهر: لا شيء جديد سوى أنني لا زلت أترقّب شحنة الكتب التي طلبتها من متجر نيل وفرات للكتب، والتي ستحمل لي أكثر من ستين كتاب.

تسلسل الكتاب على المدونة: 468

تاريخ النشر: فبراير 25, 2024

عدد القراءات:91 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *