الكتاب
مميز بالأصفر: مقرر مختصر في العيش بحكمة والاختيار بذكاء
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Highlighted in Yellow: A Short Course In Living Wisely And Choosing Well - By: H. Jackson Brown, Jr. and Rochelle Pennington
دار النشر
مكتبة جرير
الطبعة
(1) 2018
عدد الصفحات
231
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
12/25/2018
التصنيف
الموضوع
كلمات بيضاء من أجل حياة مفعمة بالألوان
درجة التقييم

مميز بالأصفر: مقرر مختصر في العيش بحكمة والاختيار بذكاء

كتاب يضم بين دفتيه الصغيرتين تجميع لاقتباسات وأقوال وعظات وحكايات وخواطر وهمسات .. تعزف ألحاناً عذبة ندية، متناغمة تناغم طاقة الأمل والتفاؤل والجمال والحب والسعادة التي تحيا بها الحياة بأغلى ما فيها، أو بواقعها الذي ليس للتعايش معه من بد في بعض الأحيان .. وتحمل أيضاً معانٍ أخرى كالتي تحيط بنا مثل الهواء، والتي أصبحنا نتنشّق عبيرها من على صفحات التواصل الاجتماعي كـ (روتين) يومي لا بد منه! لذا، لا غرابة أن يصفه عنوانه الفرعي بأنه (مقرر مختصر في العيش بحكمة والاختيار بذكاء). إنه المقرر الذي يقرّ في مقدمته بـ “أهمية التصرف بلطف ‎وكرم وإحسان مع الآخرين، وتوطيد علاقات قوية راسخة مع الأشخاص الذين نحبهم، واختيار توجهات ذهنية تساعدنا أثناء عيش ساعات الحياة اليومية العادية، واكتشاف معنى الرضا والإشباع النابعين من تقدير المتع البسيطة والاستمتاع ‎بها”.

تعرض قائمة المحتويات ستة عناوين رئيسية تسبقها مقدمة وجيزة وتنتهي بكلمة شكر وتقدير، وهي تحدد أطر ذلك المقرر التي اعتمدها الكتاب -من وجهة نظر مؤلفيه التنمويين- للعيش بحكمة تعود بالنفع، وللاختيار بذكاء من بين بدائل في الحياة لا متناهية. والأطر هي:

  • الإحسان
  • الكرم
  • المتع البسيطة
  • التوجه الذهني
  • الزواج
  • الأبوة

يستقطع الكتاب (Highlighted in Yellow: A Short Course In Living Wisely And Choosing Well – By: H. Jackson Brown, Jr. and Rochelle Pennington) نجمتين من رصيد أنجمي الخماسي، والذي أعرض من خلال مأثور القول الذي جاء به، شذرات مما علق في ذهني بعد قراءته، وباقتباس في نص مشع (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

  • يعتقد البروفيسور الأمريكي (صامويل إتش. هولدنسون) أن صعوبة الشعور بالسكينة في حضرة شخص فاقد للطمأنينة، و “عدم القدرة على التمتع بهدوء البال عندما يكون أحد الجيران محملاً بالهموم” هو ببساطة تعريف لمعنى (الإحسان). ويقترح الكتاب وهو يعني بهذا المفهوم النبيل، أن تبعث لشخص فقير تعرفه ورقة نقدية بقيمة عشرين دولار سراً دون أن تفصح عن نفسك .. وذلك كترجمة عملية للإحسان في الحياة.
  • ومن جانب حياتي آخر، يظهر الحب وكأن له يدان تساعدان المحتاج .. وقدمان تسعيان نحو الفقير .. وعينان تبصران العوز .. و “أذنان يسمع بهما تنهدات المكروبين” .. هكذا يتحدث القديس الروماني (سانت أوجاستين) في مفهوم (الكرم) الذي يأتي الحب شكل من أشكاله. ويستمر الكتاب ليقترح أيضاً عملاً تطوعياً مرة كل شهر ولبضع ساعات في مطعم بسيط روّاده من الفقراء.
  • وفي (صنيع معروف عشوائي)، يسرد الكتاب قصة دارت أحداثها البسيطة في عام 1891 والتي لم تنتهِ بالبساطة التي بدأت بها، حيث يقصد فندق (بيلفو هوتيل) في ليلة مطيرة“زوجان عجوزان يحتميان من عاصفة في منتصف الليل”، عندما كانت جميع فنادق ولاية فيلادلفيا ممتلئة بأكملها بالنزلاء، في حين“لم تكن هناك غرفة شاغرة للإيجار في أي مكان”. يستقبلهما موظف شاب تأخذه الشفقة ويتعاطف مع ظرفيهما، فيعرض عليهما “السرير الوحيد المتاح .. سريره الخاص”. يرفض الزوجان بينما يصرّ الشاب العطوف، “ومن خلال الإقناع الكريم العطوف للموظف الشاب، قبل الزوجان العجوزان عرضه أخيراً. وعند مغادرة الفندق في الصباح التالي كرر الزوجان العجوزان شكرهما وامتنانهما للشاب على الاهتمام غير العادي الذي أولاهما إياه. قال الرجل: (أنت الشخص الذي ينبغي أن يكون مدير أفضل فنادق الولايات المتحدة. ربما أبني لك في يوم من الأيام فندقاً تديره أنت). ضحك الثلاثة على ‎التعليق وهم يفترقون. ‎نسي الموظف الشاب الحدث، ولكن العجوز لم ينسه وبعد عامين من ذلك، تم إنشاء مبنى هائل شبيه بالقلعة في نيويورك سيتي، وكان صاحبه هو العجوز الذي تأثر بموظف فندق فيلادلفيا رحيم القلب. وكان هذا هو الوقت المناسب لدعوة الشاب لرؤية الفندق الهائل الذي ينتظره. ‎وعند وصوله، اصطحب العجوز الموظف الشاب إلى وسط المدينة. قال له السيد العجوز: (هذا هو الفندق الذي بنيته لتديره أنت). وأثناء وقوفهما عند زاوية الشارع بجوار الفندق الذي سرعان ما سيصبح فندق والدورف أستوريا هوتيل صاحب الشهرة العالمية، تم تعيين الموظف الشاب جورج سي. بولدت أول مدير للفندق. وعلى مدار السنوات الثلاث والعشرين التالية، وحتى وفاته عام 1916، ظل بولدت مخلصاً للفندق وللثقة التي أولاها إياه ‎ويليام والدورف أستو”.
  • أما عن (المتع البسيطة)، فإن قضاء ساعة واحدة في الفراش قبل النوم للقراءة قد تكون هي الساعة الأكثر متعة في اليوم، “وتلك هي الساعة التي تقضيها في الفراش مع كتاب بعد أن تستيقظ في الصباح” .. هكذا تعتقد الروائية الإنجليزية (روز ماكاولي). لذا، ينصح الكتاب هنا كذلك بالاحتفاظ ببعض كتب التحفيز إلى جانب فراش النوم.
  • يقترح الكتاب في (التوجه الذهني) تطبيق قاعدة -أعتبَرَها بسيطة- لتقييم ما يتلفّظ به الإنسان، فإن لم يكن باستطاعته كتابة ما ينوي قوله والتوقيع عليه فعليه ألّا يقله. يقول الشاعر الإنجليزي (جورج ويزر): “عندما يقلّ كلامك يسهل عليك تصحيح أخطائك بسرعة”.
  • وهل أبلغ وأحكم وأصدق من قول الأديب الإنجليزي (وليام شكسبير): “الآن شبّكا أيديكما .. ومع أيديكما .. شبّكا قلبيكما”؟. ففي الحديث عن (الزواج)، لا تعتقد الروائية الإنجليزية (جورج إليوت) إن الشعور بالحب يكفي، إذ لا بُد أن يُسمع، فتقول: “لا داع للصمت، فسيكون هناك الكثير من الصمت بعد الموت”. ولا تفوت الكتاب الفرصة ليحرّض على استغلال كل فرصة من أجل التعبير بالحب .. للحبيب وللحبيبة. وهو لا يزال يتحدث في (الزواج)، يستدلّ بمثل نرويجي يقول: “دائماً ما يكون المحبوب جميلاً” وهو يوصي الزوج بإصرار على أن تأتي إجابته دائماً بـ (نعم)، متى ما سألته زوجته عن تصفيفة شعرها الجديدة، وفيما نالت إعجابه أم لا!
  • والكتاب وهو يقتبس قول الرئيس الأمريكي (ابراهام لنكولن) في توصية كلا الوالدين بقيادة السيارة بالطريقة التي يريدان أن يقود بها أبنائهما، تأخذ وصيته منحى مجازي كما المعنى المباشر فيه، إذ يقول موضحاً: “هناك وسيلة واحدة لتنشئة طفلك بحيث يتخذ الطريق الذي ينبغي أن يسير فيه، وتلك الوسيلة هي أن تسير أنت نفسك في هذا الطريق” .. فالقيادة بذوق وتوخٍ وحذر تضمن السلامة وتضمن الوصول إلى الوجهة المبتغاة، وكذلك هو السير على طريق الخير والحب والفضيلة .. لا ينتهي إلا بها.
  • وعندما ينصح الكتاب وهو يستمر في حديثه عن (الأبوة) بعدم الخلط بين النجاح والثروة، يستعين برأي الرئيس الأمريكي (تيودور روزفلت) الذي كان يعتقد انه لا يوجد أي إنجاز في الحياة سواء كان التحاق بجامعة ما أو إصدار كتاب أو تحصيل ثروة أو تقلّد منصب رئيس البلاد “يضاهي نجاح رجل أو امرأة يمكنهما الشعور بأنهما أديا واجبهما ويكبر أولادهما وأحفادهما ويدعوان لهما بالرحمة”. والكتاب وهو يذكّر بالموارد الثلاثة المتاحة لكل فرد والتي تلعب دوراً مؤثراً في حياته “الحب والدعاء والصفح” .. لا يُصبح أجمل من قول (كاري ويستنجسون) الذي وكّل أمره لله بكرة وعشياً، وهو يقول: “في الليل، أسلّم كل أموري لله، فهو الذي لا ينام أبداً”.

على الرغم من اللمسة الإيجابية التي تمسح بها هذه المجموعة على روح القارئ، إلا أن سؤالاً ينطوي تلقائياً بين ثناياها عن جودة المواد التي تُضخ في الأسواق مصحوبة بضجة ترويجية، والتي تتخذ قوالب كتب تعلوها عناوين ضخمة وأخرى فرعية تغطي أغلفتها بالكامل أو تكاد، وتصدح بتصدّرها قائمة الكتب الأكثر مبيعاً وبطبعات تتجاوز المليون نسخة .. والعدد يزداد كما في المزاد! أهي ترقى فعلاً لمصاف كتب؟ أم أنها كما تبدو شذرات ونكهات ولمسات من مقولات تخص كل مشهور ومغمور؟ .. وكمثال حي، التقطت هذا الكتاب بعدما فعلت الدعاية الترويجية أفاعيلها، على التطبيقات الإلكترونية ومن فوق أرفف المكتبات!

ولهذا، عادة ما اتخذ موقفاً ضد ما تزخر به الساحة من إصدارات تحت عنوان (تطوير الذات) و (تنمية بشرية) .. وما أكثرها!

في العموم .. كتاب لا بأس به.

ختاماً، ومع تلك الدفقة الإيجابية نحو الحياة، لم يأت من فراغ وصف الكتاب لكلماته التي لم تكن مجرد كلمات لتعبئة صفحات، أو منشورات للتداول، أو رسائل للاستهلاك الصباحي، بل “‎إنها كلمات تجلب الهدوء، كلمات تجلب الشفاء، كلمات تقدم التشجيع وتحث على التغيير وتكافئ على الجهد”. إنها إذاً مقرر عملي “نأمل أن تساعدك على العيش بحكمة والاختيار بذكاء. لذا، قم بالقراءات المطلوبة .. أنجز واجباتك .. الصف منعقد دائماً ونحن نتعرض للاختبار يومياً”.

 

تم نشر مقالة عن الكتاب على:

صحيفة المشرق في 11 يناير 2023 – صفحة (10)

جريدة الشرق في 12 اكتوبر 2023

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (49) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما! وهو خامس كتاب اقرؤه في شهر ديسمبر من بين ثمانية كتب، والذي حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية في نفس العام .. ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

من فعاليات الشهر: لا شيء مميز ضمن روتين القراءة اليومي.

تسلسل الكتاب على المدونة: 120

 

تاريخ النشر: مارس 22, 2022

عدد القراءات:555 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *