مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
كتاب ظريف يعرض فيه الكاتب بضعة خواطر تحيط بأجواء الكتابة في العموم، من خلال لغة فلسفية اعتمدها، تسبر جوهر الكاتب، وفعل الكتابة، والكلمات، وما بين السطور! ففي استهلاله، يفترض أن كل ما تم التعارف عليه عن “كيفية عمل الكتابة” ليس إلا “تصورات خاطئة” بل “وضارة أيضاً”، إذ أن معظم الناس -في رأيه- يظنون أن ثمة “طرائق خفية غير منظورة” تتم من خلالها عملية الكتابة! بيد أن الأمور التي تعرض لهم في أدمغتهم دون التيقن من مصدرها وكيفية حدوثها، تكون محل ثقة كبرى لديهم .. وهذا ما يدلّ على وجود إشكالية كبرى حول مفهومي “الإبداع والعبقرية”.
ومع هذه الفرضية، يؤكد الكاتب أن ما تعلّمه عن الكتابة وغيره من الكثير من الكتّاب، تم في الحقيقة عن طريق “التجربة والخطأ”، فقد كان عليه أولاً اجنياز حدود التلقين الأكاديمي الذي لم يكن مجدياً في الأساس، ومن ثم تعلّم أسس الكتابة الصحيحة شيئاً فشيئاً .. وكل ذلك تحصّل عن طريق حب اللغة، وعمر طويل أمضاه في القراءة، “وأتت البقية من سنوات من الكتابة وتدريس الكتابة”. ومع هذا اليقين، والحق الذي أعطاه لنفسه في نبذ ما تعلّمه سابقاً وتعليم نفسه بنفسه من جديد، يعطي القارئ نفس الحق، فيدعوه إلى أن يفحص كتابه هذا مرة أخرى، وأن يقرر بنفسه ما يصلح له وأن يتجاهل ما دونه، فليس كتابه مقدّساً ولا يتضمن مبادئ تستوجب الالتزام بها، بل إنه يحرّضه كذلك على مخالفته ومقارعته بالحجة.
فمن خلال كتابه (Several Short Sentences About Writing – By: Verlyn Klinkenborg)، يعرض الكاتب والأكاديمي الأمريكي (فيرلين كلينكنبورغ) ما يقارب ثمان وعشرين جملة قصيرة عن الكتابة، تأتي بمثابة نقاط مبدئية أو إرشادات أساسية، تهتم بتوضيح الفكرة التي تعتمل في المخيلة، وتساعد على إيجاد أسلوب متفرّد في الكتابة، وتعني باكتشاف “ماذا يعني أن تكتب؟”. وبدوري، أعرض مقتطفات مما علق في ذهني من تلك الجمل الواردة في الكتاب، الذي عني بترجمته من لغته الأصلية القاص والشاعر والمترجم الليبي (مأمون الزائدي)، وباقتباس في نص وثير (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) .. وقد استقطع الكتاب نجمتين من رصيد أنجمي الخماسي:
ملاحظة: إضافة إلى التكرار والإسهاب، لم تكن ترجمة الكتاب متقنة بشكل تام، فرغم أن الألفاظ والتراكيب اللغوية جاءت صحيحة في بعض الفقرات، إلا أنها لم تأتِ بجملة مفيدة، ما يكون قد أخلّ بفهم القارئ.
ختاماً أقول: نعم، قد يكون ملهماً أن يتساءل أحدنا عن خاطرة لاحت له لوهلة ما، إذ لا تكمن الجاذبية فيما لاح فجأة، بل في كيفية وصوله إلى الفكر والاهتمام .. من مكان لآخر .. من تيار متدفق للأفكار إلى توقف مفاجئ .. فتحلو الملاحظة لبرهة ثم لتمضي بعد ذلك .. وقد استعان الكاتب بهذه التقنية في حياته، إضافة إلى كتابة جُمله القصيرة عن الكتابة.
تم نشر مقالة عن الكتاب في جريدة الشرق
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (60) في قائمة احتوت (70) كتاب قرأتهم في عام 2022، وهو الكتاب رقم (13) ضمن (22) كتاب قرأتهم في شهر ديسمبر .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية في نفس العام ضمن (120) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
من فعاليات الشهر: لا شيء سوى مصارعة الوقت لقراءة المزيد من الكتب وتعويض ما فات خلال العام .. وقد أجّلت عمل الأمس إلى اليوم كثيراً والذي أصبح فائتاً كذلك!
تسلسل الكتاب على المدونة: 391
تاريخ النشر: ديسمبر 16, 2022
عدد القراءات:468 قراءة
التعليقات