مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
ألا تباً وسحقاً مغلظا .. هل لي أن أبدأ بالسباب وصبّ جام اللعنات؟
إن هذا الكتاب يتقصى ابتداءً نشأة كيان لقيط على حساب إبادة شعب أصيل! فما انبثاق ما يُعرف بالولايات المتحدة الأمريكية سوى في حقيقته احتلالاً شنّه الإنجليز المهاجرين على الأرض الجديدة، كما أطلقوا عليها .. حين استباحوا دم وأرض وثقافة وحضارة سكّانها الأصليين من قبائل الهنود الحمر المسالمين، يبيحها لهم نظام الرأسمالية ومبدأ الملكية الخاصة، ومن ثم استبدالها بهويتهم، رافعين مشاعل العلم وصارخين بشعارات الديمقراطية والتحضر!. إن ذلك التأسيس في حقيقته لم يقم سوى على شريعة غاب تقنن إبادة الآخر .. الهمجي واللا أخلاقي .. وإن رفعت دعاوى المدنية وإن باركتها الحملات التبشيرية!. ينقل محضر 33 من جلسات الكونغرس الأمريكي هذه الكلمة: “يجب مساعدة الحضارة على إبادة الهنود كما أمر الله يشوع .. أن يبيد الكنعانيين الذين لم يكونوا يختلفون عن هنود اليوم، ثم إنه عوقب على تقاعسه عن الانصياع لأمر الله”.
تقع الإبادات التي اقترفها الرجل الأبيض بدمه البارد والتي تناولها الكاتب بالبحث والفضح ضمن ثلاثية، تُقرأ كسلسلة متصلة لا تقل إحداها أهمية ولا تُغنِ عن الأخرى، هي: أميركا والإبادات الثقافية / أميركا والإبادات الجماعية / أميركا والإبادات الجنسية.
وعن الكاتب، فهو د. منير العكش، أستاذ الإنسانيات واللغات الحديثة في جامعة سفُك بولاية بوسطن الأمريكية، والذي صدر له العديد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، تتضمن ترجمات ومجموعات شعرية. يترأس كذلك تحرير مجلة جسور التي أنشأها عام 1991 والتي تصدر باللغة الإنجليزية بالتعاون مع جامعة سيراكوس في نيويورك، بالإضافة إلى مشاركته في إدارة أحد أبرز مراكز الأبحاث العربية في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو قد حصل على (وسام أوروبا) من البرلمان الأوروبي تكريماً لجهوده في مشروع حوار الحضارات العالمي. وككاتب ومفكر ومؤرخ، فإنه “سوري بالمولد .. فلسطيني بالاختيار” كما يحب أن يُعرف.
استهل هذه الثلاثية، بـ (أميركا والإبادات الثقافية) والتي جاء عنوانها الفرعي (لعنة كنعان الإنجليزية) معبّراً لما عرضته صفحة المحتويات في تسعة فصول، إضافة إلى المقدمة والوثائق والملاحق، وقد نال بها الكتاب أربع نجمات من رصيد أنجمي الخماسي. هي كما يلي:
ومن هذه الفصول والتاريخ الدموي الذي وصَفَته، أعرض ما علق في ذهني من صور لم تبرحه، كما يلي:
ومن (الثقافية) أقتبس في نص دموي ما ورد في وحشية الرجل الأبيض (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
وللكاتب على مكتبتي كتاب آخر هو (تلمود العم سام: الأساطير العبرية التي تأسست عليها أميركا) .. ولا بد لي من عودة!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (15) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، رغم أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو خامس كتاب اقرؤه في شهر مارس من بين عشرة كتب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على تدوين بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (مارس)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“ويبدأ الحجر الصحي فعلياً .. إن الوباء حقيقة وواقع معاش“.
تسلسل الكتاب على المدونة: 200
تاريخ النشر: مايو 21, 2022
عدد القراءات:560 قراءة
التعليقات