مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
رواية قصيرة تعرض جانباً مظلماً مما قد يعتور الحياة من ألم وصراع وبؤس وخيبة، تلازم لفترة ما، من شاء له القدر أن يكون له نصيب منها .. تطول أو تقصر .. تُشاع أو تبقى طي الكتمان، وقد تلازمه حتى آخر رمق!.
فعلى أوراق المحاماة المختومة عادة بالشمع الأحمر، تكشف الحياة عن جانب مظلم للنفس البشرية لا يقوى القلب الجلمود على الصمود قِبلها، ولا بد للمحامي يوماً من أن يكشف أوراقه ويبوح بما اكتظ به صدره .. بالقدر الذي يرسم العبرة لمن أراد أن يحيا ويُبصر ويعتبر!.
ليس الهدف هو هتك الستر الذي أقسم المحامي على الإخلاص له، لكنه قيم الأمان والعدل والعافية المنشودة لبني البشر والحرص على اتقاء الشرور قدر المستطاع .. فلا حرج إذاً من استخدام أسماء مستعارة لأبطال قصص حقيقية، وتحويرها شيئاً ما بما يتفق والهدف المنشود من نشرها.
إنها رواية واقعية، أبطالها ثلاث من الرجال المكلومين مقابل امرأة ترتدي الرداء الأسود المهيب وتترافع عن قضاياهم في محكمة الأحوال الشخصية، في دولة الكويت. الأول (يوسف) الذي يحول تعصّب الأعراف الاجتماعية دون زواجه ممن اختارها قلبه. الثاني (ضرار) الذي يضيع طموحه في الالتحاق بالجامعة ودراسة اللغة الإنجليزية وقد كان يحرز الترتيب الأول في مدرسته، أمام ازدراء والده وإصراره على العمل كسمسار للعقارات حيث المال الوفير. الثالث (فهد) الذي يتفطّر قلبه المحب بعد أن يشهد على خيانة زوجته. وبين دفتي الرواية ومتاهات قصص الأبطال الثلاث، تجد المحامية الدؤوبة نفسها بين قضايا لرجال تحسبهم العين أشداء وقلوبهم مثقلة .. بمرارة الخيانة الزوجية، وغدر الصديق، وانطفاء الحلم الطفولي في خريف العمر!. غير أن قلب المحامية الشابة لم يكن وحسب مثقلاً بهموم أولئك الضحايا من الرجال، بل حمل قلبها -الضحية لحب من طرف واحد- هم ذلك الرجل الذي شغفها حبا ولم يطرق بابها بعد!. لا يمنع هذا من القول أن الجامع المشترك بين كل هذه الأطراف المتنافرة كانت قاعات المحاكم التي لم تكن تخلو من مثالب، كاستغلال الثغرات القانونية وفقدان روح القانون الحقيقي!.
تحظى الرواية بنجمتين من رصيد أنجمي الخماسي، وقد حصلت عليها من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية عام 2017. ومن تلك الآلام، اقتبس في نص نازف شيء مما ورد (مع وافر الاحترام لحقوق النشر):
ختاماً، إنها رواية تأخذ قيمتها من المصداقية المتمثلة في شخصيات أبطالها، وواقع المحكمات الذي لا يحظى بالمهنية المطلوبة في معظم دولنا العربية .. كما أنها ومن جانب آخر، رواية لا تستغرق سوى سويعات لإنهائها يعم فيها النفع والتسلية!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (39) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما، وهي ثاني ما قرأت في شهر نوفمبر من بين سبعة كتب .. وقد حصلت عليها من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2017 ضمن (55) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
على الهامش: أسترجع الآن الوقت الذي أتممت فيه قراءة الرواية وأردت إضافة تقييمي وتعليقي عليه في منصة ( جودريدز Goodreads ) العالمية والتي أمتلك حساباً فيها، إذ لم أجد الكتاب ضمن العدد الضخم الذي تحمله المنصة، فعمدت إلى إضافة الكتاب يدوياً، وهي صلاحية ممنوحة لأصحاب الحسابات بعد التأكد من عدم تسجيل الكتاب من قبل. أضفت الكتاب وأرفقت به صورة التقطتها له فوتوغرافياً على سجادة غرفتي .. وكتبت المقدمة الآتية: “رواية قصيرة تعج بما قد يعتور الحياة من ألم وصراع وخيبة تلازم صاحبها في فترة أو أكثر من حياته، تطول أو تقصر، تشاع أو تبقى طي الكتمان، وقد تلازمه حتى القبر”. ولا تزال هذه العبارة والصورة موجودتان كما هما، كما لاحظت استخدامها في كذا موقع كعبارة تسويقية للكتاب.
تسلسل الرواية على المدونة: 115
تاريخ النشر: مارس 15, 2022
عدد القراءات:549 قراءة
التعليقات