الكتاب
الحياة في خريطة
المؤلف
المترجم/المحقق
سعدي يوسف
دار النشر
منشورات الجمل
الطبعة
(1) 2015
عدد الصفحات
135
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
11/09/2021
التصنيف
الموضوع
شعر برتغالي يعكس من أبعاد الحياة .. أطيافاً
درجة التقييم

الحياة في خريطة

لطالما عُرفت أرض البرتغال بأرض الشعراء، وشعرها الذي يصطبغ بلون نوستالجيا مميز أكثر ما يظهر في موسيقى (الفادو) التي تعني القدر، والتي يقال أنها تعود إلى أصل عربي أندلسي، يصدح بها في حنين ظاهر مطربين في هيئة بوهيمية!

هكذا تبدو تصويرات الشاعر (نونو جوديس 1949م) في شعره الذي يأخذ طابع اليوميات مع الوهلة الأولى من قراءته، إلا أنها تتسع لتأخذ بُعداً من الحياة أكثر رحابة، يستحضر فيه الماضي على هيئة شيخ يشكو له الحاضر وأهله المخطوفين في عجلة من أمرهم .. أو ربما لأنه يهتف بآهاته الخاصة عالياً، أو لأنها تأصّلت في روحه فأصبح يشاهد الحياة من ذات المنظور!

أما المترجم، فقد رافق الشاعر شخصياً، وترجم له باقة من أشعاره اختارها بعناية، تظهر في عناوين جذابة، مثل: الطير الأسود / مدن في مهب الريح / النظرية والتطبيق / تردد / نواح / خبز بيتي / ضوء لشبونة / وصل الحب.

لا يستقطع الديوان -الذي أنهيته في ساعة- أكثر من نجمتين من رصيد أنجمي الخماسي .. لا لعدم جودته، لكنه الإبهام الذي يلازم عادة معظم دواوين الشعر، لا سيما المترجمة منها، رغم تمكّن المترجم مهنياً كما يبدو! لا أزال أعتقد أن الشعر المترجم لا يحمل المعنى الحقيقي الذي عناه الشاعر .. فللترجمة دور، وللأحاسيس المبطّنة دور آخر أكبر.

ومن الديوان الذي احتوى خمسين مقطعاً، أستعرض في الأسطر القادمة الأول منه، والذي حمل عنوان (الطير الأسود O MERLO) في نص مكفهر (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) .. وهي أبيات تعبّر عن حال بعض البشر الذين استمرئوا العبودية إلى الحد الذي سيحيد بهم حمل مظلات لو أمطرت السماء عليهم حرية! لا يقع اللوم فقط على من جعلهم عبيداً وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، بل أنهم الأشد في استحقاق اللوم لما رضخوا ورضوا واستكانوا واستعذبوا العبودية .. بل وناضلوا في سبيلها:

“منقار الطير الأسود .. داخل القفص

ليس أشد صفرة

منه، خارج القفص

الطير المسكين ينكمش في زاوية

ويبدو خجلاً،

مع أن الخطأ هو ممن وضعه هناك

عارفاً أن الطير الأسود لم يهو من السماء

ثمت طيور مثل ذاك

طيور بشر

في قفص، بالرغم من منقارهم الأصفر

إنهم لا يغردون

لا يطيرون .. لا يتكلمون

هم طيور أمسوا عمياناً

بسبب من صمت الكهنة،

وبكماً من استبصار الأنبياء

بمصادفة محض، فتحت القفص

لكن الطير ظل في موضعه، هناك

لا يدخلُ

ولا يخرج”

إنه ديوان آخر أقرأه في الشعر البرتغالي، لا يختلف في لغة الشوق .. والغموض المختبئ بين مفرداته.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الديوان (31) في قائمة ضمت (57) كتاب قرأتهم عام 2021 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها وثلاثة كتب أعدت قراءتهم من جديد، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان أكثر بكثير، لكن لم تسمح ظروف الحياة لمجابهته! وهو خامس ما اقرأ في شهر نوفمبر من بين أربعة عشرة كتاب .. وقد حصلت عليه من متجر نيل وفرات الإلكتروني للكتب العربية في يونيو من نفس العام، ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.

من فعاليات الشهر: لا شيء مميز فيه، غير أن حماس القراءة قد أخذ بي مأخذاً تلاه الشهر اللاحق، لما فرّطت من كتب خططت لقراءتها في الأشهر الماضية من العام .. كما أظن!.

تسلسل الديوان على المدونة: 309

 

تاريخ النشر: يوليو 18, 2022

عدد القراءات:311 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *