مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
شذرات من رومانسية بثها الكاتب إلى ليلاه .. وبرغم صدق المشاعر التي قد يلمسها القارئ والكاتب يزفّها بين كلماته إليها، فهي لا ترقى إلى مستوى نص أدبي يستحق النشر إلى قرّاء المكتبة العربية، وذلك للسطحية في التعبير فضلاً عن بعض التشبيهات التي جاءت في محل سخرية رغماً عنها، وقد خانها الصوغ على ما يبدو فأخفقت في نيل البلاغة المرجوة! لقد كان الأجدر إتحاف أنثى السكر وحدها بمعسول تلك النصوص من خلال رسالة (وتس آب) صباحية، دون إشراك الغير .. فليس كل ما يُكتب هو بالضرورة قابل للنشر!.
فأين الغزل في نص يحنّ إلى عطرها الذي يصيب جدران منزلهما بالسكْر “وتترنح .. فيوشك السقف أن يهوي علينا”؟ ونص آخر يرجم الأيام الخمس المتبقية على عودتها إلى المنزل بعد انقطاع “ثم سأرجم المسافة .. ثم أرجمك! تباً لك كم أحبك”؟ وكيف وهو يوصيها بعدم غمس قدميها في البحر طويلاً حرصاً على كائناته المملّحة بالصوديوم “فالسمك ليس مؤهلاً ليعيش في ماء حلو”؟ .. لكنه يستمر في وصف المطر الذي يهطل فوقها تحت نافذة القلب، ومزيج الكحل بالزيتون في عينيها تطل من خلف غابات الشعر الغجري المجنون، وأنها قد: “شعرتْ بعدها أنها خارجة من حمام بخار الكلمات وأحسّتْ أن شعرها يقطر أبجدية” .. هكذا كأنه شعر سيبويه!! غير أن القمر الذي أمره مخاطباً ليلاه قائلاً: “نامي ودعي القمر يعتمد على نفسه وينير الأرض لوحده هذه الليلة”، هو ليس بالقطع القمر الذي رصدته وكالة ناسا الفضائية!.
على هذا لا يحظى الكتاب سوى بنجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، والتي جاءت كرمى لنص هنا وآخر هناك، والذي أقتبس منه في لون الورد ما يلي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
ختاماً، لست ممن تهوى الغزل ولا شأن لي بأصحاب الهوى ولا بأحوال قلوبهم ولا جنونهم، وما كان لهذا الديوان أن ينضم إلى مكتبتي رغم إلحاح البائع الظريف! وتبقى دار النشر من الأفضل ضمن دور النشر العربية، والتي تحوي مكتبتي الجوداء على عدد لا بأس به من إصداراتها القيّمة.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الديوان (19) في قائمة ضمت (85) كتاب قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهو سابع ما قرأت في شهر مارس من بين ثمانية كتب، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2017 ضمن (55) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
تسلسل الديوان على المدونة: 140
تاريخ النشر: أبريل 23, 2022
عدد القراءات:612 قراءة
التعليقات