الكتاب
همس الجفون
المؤلف
دار النشر
نوفل / هاشيت أنطوان
الطبعة
(8) 2017
عدد الصفحات
147
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
11/30/2023
التصنيف
الموضوع
شعر صوفي تأملي في النفس والحياة
درجة التقييم

همس الجفون

ديوان قصير بقصائده، لكنه عميق .. عميق في النفس الإنسانية بعمق غموضها، وفي الحياة على اتساعها، حتى يصل في مداه إلى الكون الفسيح الذي لا يحده حد! في هذا الديوان، تتجلى فلسفة الموت والحياة، وتساؤلات النفس والماورائيات، وبذرتي الخير والشر، وعالم الإنس والجن، وفسحة العقل ولطائف القلب، والله في علاه والملاك والوحي .. هنا الطبيعة حية، يخاطبها الشاعر وتخاطبه .. هنا الريح والمطر والبحر والنهر والشجر .. هنا الإنسان بغرائزه المادية، وروحه بطهرها .. في بهجته ولوعته، في شكه ويقينه، في نقاءه الذي يحلّق به إلى أبعاد سماوية تحمله تجليات صوفية، وفي طينته التي تعود لتخمده في تبدّلات ودركات إلى الأرض … هنا شعر صوفي تأملي يسع الإنسان المختلف لوناً ولساناً وعقيدة، وبما انطوى فيه من أسرار العالم الأكبر.

فمن بحر الصوفية أنتقي أجود درره، وأقتبس منها في نص سماوي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، وقد أحرز الديوان من رصيد أنجمي الخماسي اثنتان:

يدعو الشاعر في قصيدة (أغمض جفونك تُبْصِرُ) التي نظمها عام 1924 إلى بُعد النظر، فإنه إن قصُر على السماء، فخلف السماء نجوم منثورة .. وإن قصُر على الثلج الذي كسى الأرض، ففي باطنها مروج خُضر .. وإن لبعد الحياة حياة

إذا سماؤك يوما تحجبت بالغيوم

أغمض جفونَكَ تُبصر خلف الغيوم نجوم

والأرض حولك إما توشحت بالثلوج

أغمض جفونك تبصر تحت الثلوج مروج

وإن بليت بداء وقيل داء عياء

أغمض جفونك تبصر في الداء كل الدواء

وعندما الموت يدنو واللحد يفغر فاه

أغمض جُفونَك تُبصر في اللحد مهد الحياه

أما في قصيدة (العراك) التي نظمها الشاعر عام 1923، فيصف ما يصول ويجول في قلبه من وساوس دارت بينه وبين ما أربكه .. أملاك أم شيطان؟

دخل الشيطان قلبي فرأى فيه ملاك

وبلمح الطرف ما بينهما اشتد العراك

ذا يقول البيت بيتي فيعيد القول ذاك

وأنا أشهد ما يجري ولا أبدي حراك

سائلًا: ربي: «أفي الأكوان من رب سواك

جبلت قلبي من البدء يداه ويداك؟»

وإلى اليوم أراني في شكوك وارتباك

لستُ أدري أرجيم في فؤادي أم ملاك

ومما جاء في ترجمة نثرية لبعض ما نظمه الشاعر باللغة الإنجليزية عام 1929، نص (يا عقل)، حيث يعاتبه حين نهره عن كأس الخمر، إذ هي تكشف له الجمال المستتر وتنقله إلى عوالم أخرى وتخلّده في الأبدية

أمن الإثم ان أدعو هذه الكأس كأسي؟

إذاً دعني أمت أثيماً

فأنا ما لمستها لمساً

إلا قفزتُ أبديات

وعوالم شاسعات

ولا تنشقت عبيرها

إلا وجدتني في قلب الجمال

ملتهباً بلهيبه

ولا سكرت بخمرها

إلا امتزجت بعدم الفناء

وأحسستني الكل في الكل

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الديوان (41) في قائمة من (50) كتاب خصصتها لعام 2023 والذي رجوت مع بدايته أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه .. وهو آخر ما قرأت خلال شهر نوفمبر ضمن عشرين كتاب، وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

وقد قرأت قبل هذا الديوان للشاعر: (الأوثان) و (كرم على درب) و (ومضات).

وعلى أرفف مكتبتي، يصطف ما يقرب ثلاثين كتاباً للشاعر، أذكر منها: مرداد / هوامش / لقاء / أكابر / دروب / أيوب / الغربال / البيادر / المراحل / أبو بطة / في الغربال الجديد / النور والديجور / من وحي المسيح / زاد المعاد / الآباء والبنون / اليوم الأخير / حوار بين رجلين / في مهب الريح / صوت العالم / مذكرات الأرقش / كان ما كان

من فعاليات الشهر: لا يزال جدولي اليومي مزدحماً .. ولا زلت أصارع الوقت لاستقطاع ما أمكنني منه للقراءة.

تسلسل الديوان على المدونة: 441

تاريخ النشر: ديسمبر 15, 2023

عدد القراءات:157 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *