مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
لقد كان المفكّر سابق لأوانه .. وكأن أفكاره وليدة اللحظة، والتي تتقاطع بشكل لافت مع ما تؤكده علوم الطاقة والروحانيات الحديثة من تواجد أبعاد ميتافيزيقية للحياة وللإنسان!.
وبصرف النظر عن بعض العبارات الواردة التي تنم عن فكر إلحادي وقد تبدو استفزازية لدى الأصوليين خصوصاً فترة إصدار الكتاب عام 1955، فإن الكتاب يتعرض لمسائل شائكة تتشابك فيها الحياة بصراعاتها، والنفس بعواصفها .. تلك التي عندما أراد الدين أن يتصدى لها، استعان بحفنة من دراويش أو موظفين حكوميين من وعّاظ وشيوخ، استخدموه كـ (أفيون)! فلم يسعفوا فيه البلاد ولا العباد بقدر ما عطّلوا العقول، من خلال دعاوى تخديرية تأمرهم بالسمع والطاعة والرضوخ والتسليم، فإنما هي أقدار مقدّرة لا سبيل للإنسان الخروج عليها .. وإلا فإن جهنم بالمرصاد.
وبما أن (الدين أفيون الشعوب) كما يريد له هؤلاء، فإن عمليات التخدير لا تنطلي بطبيعة الحال على ذوي الألباب، ولن تشفي غليل الصراع الفكري الذي يعتمل في عقولهم وفي قلوبهم .. ممن قدّروا عظيم خلقهم وعظيم ما أنعم به الله عليهم .. (العقل)! وقد كان على رأسهم المفكّر الراحل د. مصطفى محمود .. رحمه الله.
قد يكون الكتاب عبارة عن تساؤلات كبرى تحيك في الصدر ولم تجد جواباً شافياً، فانطلقت بقلم المفكّر يصدح بها، علّ الصدى يأتي بما يجلّيها.
يعترف المفكّر بعد مضي العمر بأن هذا الكتاب جاء عن مرحلة في حياته عصف بها قدر من توجهّات إلحادية، دفعته نحو التدرّج في مسالك فكرية وروحانية أوصلته في النهاية إلى بر الأمان، فوضع هنالك كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان)، وكأنه جاء تكفيراً عن ذنب ما سبق من أمره!. ملاحظة: حالياً اقرؤه.
يعكس الفهرس شيء من تساؤلات المفكّر في كتابه الذي أثار ضجة كبرى وقت إصداره، أدت إلى منعه من التداول حتى حين. أسردها تباعاً كما يلي:
ومن الكتاب الذي حصل على ثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، أعرض في الأسطر التالية ما علق في ذاكرتي من (ما هي فلسفتك؟)، وباقتباس في نص حائر (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
وكما أسلفت، فإن الكتاب الذي جاء نتاج فكر حر لم يكن يخلو من شطحات! وذلك يحدث عندما يتم فصل العلم عن الإيمان، وهكذا فعل د. محمود عندما تاب وأناب وأخرج سلسلة (العلم والإيمان) التي لا تزال رائجة بمحتواها الثري. أذكر منها على سبيل المثال الآتي:
بالإضافة إلى هذا الكتاب، تحظى مكتبتي بمجموعة كبرى من إصدارات المفكّر، حصلت على معظمها في طبعاتها الأولى التي تم نسخها يدوياً باستخدام الآلة الكاتبة وعلى أوراق باهتة .. والتي اعتبرها ثروة في حد ذاتها. وهي:
الله / رأيت الله / التوراة / العنكبوت / الغابة / الأحلام / لغز الحياة / لغز الموت / الوجود والعدم / كلمة السر / السر الأعظم / عنبر7 / عصر القرود / حقيقة البهائية / الروح والجسد / عالم الأسرار / جهنم الصغرى / الغد المشتعل / قراءة للمستقبل / المؤامرة الكبرى / أينشتين والنسبية / المسيخ الدجال / أكل عيش / شلة الأنس / مغامرة الصحراء / رائحة الدم / السؤال الحائر / غوما أو الزعيم / الاسكندر الأكبر / الشيطان يحكم / حكايات مسافر / اعترافات عشاق / نقطة الغليان / على خط النار / على حافة الزلزال / الإسلام في خندق / من أسرار القرآن / يوميات نص الليل / وبدأ العد التنازلي / الإسلام ما هو ؟/ على حافة الانتحار / القرآن كائن حي / علم نفس قرآني جديد / القرآن محاولة لفهم عصري / سواح في دنيا الله / لماذا رفضت الماركسية؟ / الخروج من التابوت / الطريق إلى جهنم / زيارة للجنة والنار / في الحب والحياة / إسرائيل: البداية والنهاية / هل هو عصر الجنون؟ / أيها السادة اخلعوا الأقنعة / الذين ضحكوا حتى البكاء / ماذا وراء بوابة الموت؟ / عظماء الدنيا وعظماء الآخرة / حوار مع صديقي الملحد / رحلتي من الشك إلى الإيمان / أناشيد الإثم والبراءة / ألعاب السيرك السياسي / من أمريكا إلى الشاطئ الآخر / الشيطان يسكن في بيتنا / إسرائيل النازية ولغة المحرقة / خمس وخمسون مشكلة حب / الإسلام السياسي والمعركة القادمة / الشفاعة: محاولة لفهم الخلاف القديم بين المؤيدين والمعارضين
ختاماً أقول: وإن من النعم ما ينقلب إلى نقم! وكذلك العقل عندما تتعدى قدراته الإدراك العام فيبحث في الماورائيات .. الأمر الذي قد يصيب معه إن تسلح بالإيمان أو أن يتردى في مهالك الإلحاد! إنه كتاب رأى النور في الخمسينيات من القرن الماضي والذي لا يزال شعاعه ينبعث حتى اليوم، في دلالة على أن الفكر الحر لا يخفت بريقه .. ويبقى د. مصطفى محمود (المفكّر الغائب-الحاضر) .. بأصالة فكره، وصدق منهجه، وإخلاصه لما يعتنق!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (65) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو أول ما قرأت في شهر أغسطس من بين عشرة كتب. وقد حصلت عليه من متجر جملون الإلكتروني للكتب في يوليو من نفس العام، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (أغسطس)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“لا جديد غير القراءة .. ويستمر الحجر الصحي“.
تسلسل الكتاب على المدونة: 244
تاريخ النشر: يونيو 15, 2022
عدد القراءات:514 قراءة
التعليقات