مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
يسرد المؤلف في متفرقات شيء مما اعتمل في ذاكرته من روائح عطرية اشتمها في مكان ما وزمان ما من حياته، بظروفها ومواقفها وخواطرها.. وحسب صفحة المحتويات، فقد أتى بثلاث وستين شذى عطري في صفحة ونصف لكل منها، لكنها رغم هذا لم تحقق أي قيمة علمية أو فكرية أو أدبية، إذ جاءت في أغلبها مبهمة المعنى ما يجعلها خاوية من أي مضمون، فضلاً عن ركاكة التعبير المستخدم وعدم وجود ترابط تسلسلي بينها جميعاً.
وعلى الرغم من تصنيف الكتاب تحت أدب الرواية، إلا أنه لم يكن كذلك! إذ يقوم المؤلف على سرد قدر من ذكرياته المتفرقة في قالب أشبه بـ (السيرة الذاتية) تنبعث من روائح مختلفة النكهات، حيث أتت تسمية الكتاب معها بـ (عطور)، وأتى كل موضوع بعنوان ذو عبير مختلف.
وبينما يكون الكتاب في لغته الأصلية (Parfums – By: Philippe Claudel) قد جاء بمضمون ذو قيمة، فقد يعود ظهوره في قالب غير ذلك لأسباب تعود أساساً إلى الترجمة العربية، الأمر الذي لم يستحق معه الكتاب أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي. وفيما يلي أعرض نماذج متفرّقة لتلك الأسباب:
لكن! وكعادتي مع كل كتاب لا يصادف هوى توقعاتي، أحاول جاهدة استخلاص كلمة أو فكرة أو تعبير أو حكمة جاءت عرضاً بين صفحاته، كنوع من بثّ نفحة إيجابية مهما كان الانطباع العام. فمن الأريج العطري الذي جاء بعنوان (علف) أقتبس في نص هوائي ما جاء في آخره (مع كامل الاحترام لحقوق النشر): “يبدو لي أن رئتي قد اختفتا. أتلقف الهواء لكني لا أستطيع الشهيق. إنني سمكة مرمية فوق الجرف .. أختنق .. على وشك الموت .. هذا من دون أن أعرف أول أعراض الربو الذي لن يفارقني كرفيق حياة مزعج، وطارئ، وجلاد، لكني مع ذلك أدين له، بعد أن تنتابني نوباته العنيفة، بساعات هادئة، طريح الفراش، منهكاً، مهزوماً، بعيداً عن الآخرين، تبلغ خلالها القراءة والكتابة درجة من اللذة التي تتألف مع طريقة هشة وعجيبة للعودة إلى الحياة”.
تبقى دار النشر هي المفضلة لدي ضمن عدد محدود من دور النشر العربية، ووجهتي الأولى في أي معرض للكتاب أحضر إليه، وهي الدار التي تزخر بها مكتبتي بعدد هائل من إصداراتها الفكرية المتفرّدة عن أي دار نشر أخرى.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (14) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهو ثاني كتاب اقرؤه في شهر مارس من بين ثمانية كتب! لقد جاءت قراءة هذا الكتاب وتقييمه تحديداً كخدمة قدّمتها لإحدى الجهات العاملة في مجال المكتبات، ولم أقتنِه.
تسلسل الكتاب على المدونة: 136
تاريخ النشر: أبريل 22, 2022
عدد القراءات:564 قراءة
التعليقات