مقالات في أروقة الحياة .. يسرد فيها الصحفي ما جال في أسماره من أحاديث وحكايات وآراء وخواطر ما يلبّي حاجة العقل من الثراء الفكري والروح من الرضا والسلام، لا سيما في عالم واقعي ضاعت فيه قيمة الكلمة وحقيقة الحياة وسط طوفان من عوالم افتراضية، يطغى عليها صور الزيف والدجل والكذب والوهم والبدع والضلال والتدليس والتملّق والتنمّر!

يعرض فهرست الكتاب الذي يمتد على خمسة صفحات عناوين تختلف باختلاف موضوعاتها .. في الدين والأدب والتاريخ والسياسة والاقتصاد والفلسفة والتصوف، وفي مهنة الصحافة وأسس التربية وقيم الجمال والشعر العربي واللغة العربية والروايات العالمية وشغف الكتب والهوية الاجتماعية والأوثان الجديدة … وغيرها الكثير، يحرز بها الكتاب نجمتين من رصيد أنجمي الخماسي. ومن تلك الأوراق أقتبس من (الكتاب صديق سوء) ما جاء في أسمار الصحفي عن هواية القراءة التي وضعته في محل شبهة يوماً ما، في نص من الليلك (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

“‎‎أذكر وأنا في ريعان الشباب في وقت أقمت فيه علاقة مشبوهة بحب الكتاب، تفاجأت أني أواجه مجتمعاً يستهزئ بك لحبك للقراءة والكتاب ويجد في الأوراق قطاع طرق يتربصون بالقارئ بين صفحتين، ومجرمين يتنقلون وفي حوزتهم أوراق وأقلام، وأنهم صنف بشري لا يستحق الحياة. ‎ويرون القارئ إنساناً معقداً يقلب لك الأمور ويسئ فيك الظنون وإن الكتاب صديق سوء، لا خير جليس، متناسين فيما مضى عندما حكمنا العالم بالعلم والهدى قول المتنبي حينما قال: أعز مكان في الدنا سرج سابح .. وخير جليس في الزمان كتاب”. 

وكما اعتبر أي كتاب لا يقود إلى كتاب آخر كتاب أبتر، فلم يكن هذا الكتاب كذلك .. إذ عرض بين أروقته مجموعة من الكتب التي اطلع عليها الصحفي والتي قد تثير اهتمام القارئ المطلّع. أذكر منها على سبيل المثال: تعليم الحياة، لمؤلفه الفيلسوف: إدغار مروان / العدالة في عالم الحيوان، لمؤلفه: مارك بيكوف / أشياء لن تسمع بها أبداً، لمؤلفه: نعوم تشومسكي / فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب لمؤلفه: محمد بن خلف ابن المزربان / أخبار الحمقى والمغفلين، لمؤلفه: ابن الجوزي / القسطاس المستقيم، لمؤلفه: أبو حامد الغزالي / مخطوطة: سواطع الإلهام في تفسير القرآن، لكاتبها: فيض الله بن مبارك / رواية: الإخوة كارامازوف، لمؤلفها: فيودور دوستويفسكي.

أما عن عنوان هذا الكتاب (أوراق وأسمار) فقد جاء مرادفاً لكتاب (أباطيل وأسمار) لمؤلفه الأديب المصري/ محمود شاكر، والذي وضعه في ستينيات القرن العشرين، دفاعاً عن الحضارة الإسلامية والثقافة العربية ضد هجمات التغريب آنذاك وأباطيل الشبهات!.

رغم هذا، فالكتاب مثقل بالكثير من الأخطاء المطبعية والإملائية والنحوية، فضلاً عن التكرار في بعض المواضيع والمقالات نفسها، والتي لا بد من تصحيحها في الطبعات القادمة.

ختاماً، هي مقالات لا بأس بها .. تغوص في أعماق النفس، وهي لا تزال تتحدث في أحاديث عامة الناس، وعمّا يصول ويجول في الحياة وفيما بينهم!.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (81) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهو ثامن كتاب اقرؤه في شهر ديسمبر من بين اثنا عشر كتاب. وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض، وذلك حين حظيت بمقابلة الصحفي شخصياً وبترشيحه لكتابه.

ومن فعاليات الشهر: لا شيء سوى الحماس منقطع النظير الذي يصل أوجه عادة مع نهاية كل عام في استكمال خطة القراءة التي أعددت لها مسبقاً.

تسلسل الكتاب على المدونة: 188