BOOK0733
الكتاب
الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968
المؤلف
دار النشر
دار أسامة للنشر والتوزيع
الطبعة
(2) 2015
عدد الصفحات
272
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
10/27/2025
التصنيف
الموضوع
حين تصير الكلمة وطناً
درجة التقييم

الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968

كتاب يضم بين دفتيه مجموعة إصدارات أدبية عتيقة تعود للفترة ما بين (1948 : 1968)، والتي تناولها بالدراسة والنقد والتحليل (غسان كنفاني) بقلمه العذب، كأحد أبرز رواد الأدب الفلسطيني، ما جعله حياً يبدو كمن يحاكي اللحظة الراهنة!

يمثّل هذا الكتاب مشروعاً نقدياً توثيقياً يربط بين الوعي الثقافي والنضال الوطني، إذ يضع غسان كنفاني الأدب في صلب الفعل المقاوم .. لا كزخرف لغوي بل كقوة مولّدة للتحرّر، فهو يرى أن المقاومة المسلحة ليست سوى ثمرة لشجرة أعمق جذوراً، وهي المقاومة بمعناها الشامل -فكرياً وثقافياً وسياسياً- التي تصوغ الوعي الجمعي وتغرس في الإنسان الفلسطيني إرادة التحرير قبل أن تضع في يده السلاح.

ينطلق الأديب من فرضية الفعل الثقافي، ليس كترف بل كبنية تحتية تستولد الكفاح المسلح وتحميه من التبديد والانحراف. ومن هذا المنظور، يصبح الأدب الفلسطيني في الداخل المحتل (1948–1968) وثيقة حية على صمود الهوية ورفض التذويب، إذ شكّل الكتّاب والشعراء الفلسطينيون في ظل القمع والاحتلال نموذجاً فريداً للثقافة المقاومة التي واجهت الأسر الثقافي كما واجه المناضلون الحديد والنار.

يعيد هنا غسان كنفاني قراءة الأدب الفلسطيني بوصفه امتداداً تاريخياً لمسيرة النضال منذ ثورات ثلاثينيات القرن الماضي، رابطاً بين رموز المقاومة المسلحة مثل (عز الدين القسام)، ورموز المقاومة الثقافية مثل (إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وأبي سلمى)، ليبرهن على أن القلم الفلسطيني ظلّ يحمل الشعلة ذاتها التي حملها البندقية. على هذا التراكم التاريخي، يظهر الأدب المقاوم في حقبة ما بعد النكبة، كحلقة متقدمة في سلسلة لم تنقطع من الوعي الوطني الفلسطيني.

لذا، يُبرز غسان كنفاني خصوصية هذه المرحلة من حيث الظروف القاسية التي وُلد فيها الأدب المقاوم داخل فلسطين المحتلة، لا سيما وسط رقابة خانقة وملاحقة فكرية لا تهدأ، ما جعله نتاجاً نادراً، وسريّ التداول في بعض الأحيان، حيث يُكتب من قلب الجرح ويستمد شرعيته من معاناة واقعه. من ناحية أخرى، يوضح الأديب صعوبة الوصول إلى كثير من النصوص الشعبية والفنية بسبب المنع والتعتيم، داعياً إلى توثيقها قبل أن تُطمس من الذاكرة الجمعية.

أما من الناحية المنهجية، فيوضح أن هذا العمل ليس إعادة لكتابه السابق «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة»، بل خطوة مكمّلة تسعى إلى توسيع المادة التوثيقية وتثبيت الذاكرة الثقافية في وجه النسيان، مع إفساح المجال أمام دراسات نقدية متخصصة تتناول الأبعاد الجمالية والفكرية لاحقاً. لذا، يبرز هذا العمل -وقد اتخذ طابعاً وثائقياً يتجاوز التحليل الأدبي الصرف ومستنداً إلى الوعي التاريخي- بوصفه أداة مقاومة بحد ذاتها.

في جوهره، يقدّم الكتاب شهادة على الأدب الفلسطيني الذي لم يكن انعكاساً للألم فحسب، بل ممارسة نضالية واعية، تُؤكد أن الكلمة مثل الرصاصة، تخلق المعنى وتحمي الذاكرة وتصنع فعل الوجود. إنها وثيقة أخرى تضاف إلى أرشيف الحرية، تذكّر بأن الأرض التي أنبتت الشعراء المناضلين، هي نفسها التي أنبتت إرادة البقاء.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (133) في قائمة طويلة جداً خصصتها لعام 2025، والذي أنهيت قراءته من الجلدة للجلدة في جلسة واحدة، وقد حصلت عليه من معرض كتاب عام 2024 ضمن (250) كتاب تقريباً .. وهو في الترتيب (13) ضمن قراءات أكتوبر التي بلغت (15) كتاب!

من فعاليات الشهر: كعادة كل عام، تتراكم الأعمال في خواتيمه، وأصبح وسطها، في سباق مع الزمن لاستدراك ما مضى من تقصير في خطة القراءة!

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: ماسنيون في بغداد / الثقة: العيش بعفوية والإقبال على الحياة / لغز اختفاء أجاثا كريستي

تسلسل الكتاب على المدونة: 733

تاريخ النشر: أكتوبر 28, 2025

عدد القراءات:73 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *