قراءات عام 2025

قراءات عام 2025

… لقراءة المراجعة الكاملة لأي كتاب (يرجى الضغط على صورته) …

…………………………………………………….. يناير 2025 ……………………………………………………..

.
1 * * * الأنثى المعبودة عبر التاريخ
كتاب يتتبع المسار التاريخي لتجسد الأنثى كآلهة أو ربّة خالقة .. حتى الانقلاب الذكوري الأخير، يؤزه المقدس! والمؤلف في هذا يبدو حساساً نحو التفرّد الأنثوي عبر الميثولوجيا في التاريخ الحضاري للبشرية، وقدرة الأنثى الإبداعية وحيويتها الروحية في الخلق والتبصّر والتطور، والترقي الإعجازي في فضاء الربات والأرباب .. الرؤية التي تدفعه دوماً لتحريض النساء -وقد عمل محاضراً في كليات النساء لمدة أربعة عقود- على أن يتصدرن لرسم ملامح المستقبل الأنثوي .. وهو يكرر مقولة الشاعر جوته في مسرحيته فاوست: “إن الأنوثة الخالدة تشدنا إلى أعلى”
.
2 * * * في رفقة الملائكة
في هذا الكتاب الذي يبدو مع السطر الأول خارق للعادة، تُخبر مؤلفته الإيرلندي بعفوية وثقة منقطعة النظير عن رفقتها للملائكة منذ نعومة أظفارها .. تحدثهم كل يوم وهي تراهم رأي العين، كوضوح رؤية باقي البشر! لقد كانوا لها بمثابة معلمين وأصدقاء، ولا يزالون كذلك حتى اليوم .. ورغم تنبيه أولئك الملائكة في صغرها بعدم إفشاء خبرهم لأحد، فقد تحدثت لورنا بشأنهم معها في كتابها الأول (الملائكة في شعري) الذي أصدرته عام 2008، والذي تمت ترجمته إلى أكثر من ستة وعشرين لغة وبيع في أكثر من خمسين دولة
.
3 * * خلوة النفس والاختلاط بالآخرين
كتاب لطيف في تطوير الذات من وجهة نظر مؤلفته وتجربتها الشخصية، والتي هي في الحقيقة كاتبة ناشئة، تقرأ وتكتب بشغف وتنشر مقالاتها على منصة عالمية، والتي حظيت بأكثر من أربعة ملايين مشاهدة. وكما اختارت عنوان كتابها، فهي تصف القدرة على (البقاء وحيداً) بـ (فن) .. في حين اعتبرت (العزلة) بيتها و (الوحدة) قفصها .. فترسم لذلك خطاً فاصلاً بين ما يُعتبر (عزلة) و (وحدة)، كما بين ما هو إيجابي وسلبي .. وبين التوازن في مصادقة النفس ومنحها حقها من الخلوة من ناحية، وبين الاختلاط الطبيعي بالآخرين من ناحية أخرى .. وهو الكتاب الذي تهديه إلى كل حبيس عقله، كما خطت في بدايته
.
4 * * * * * الصحة بين الخرافة والحقيقة
هنا حصيلة (خرافات) طالما تم اعتمادها طبياً كـ (حقائق) جاءت -كما تعارف- نتاج دراسات علمية وأبحاث رصينة .. وذلك على ذمة مؤلف الكتاب الذي يعمل كطبيب منذ أكثر من عقد من الزمان، وعاين أكثر من عشرين ألف مريض، وبحث فيما اعتبره (أساطير طبية وأكاذيب صريحة) يرويها الأطباء عادة لمرضاهم. يُقرأ كتابه -الذي أثار حفيظة الكثير من أقرانه- من عنوانه حرفياً .. فهو يكشف عن (أكاذيب أخبرني بها طبيبي)، ويحذر عنوانه الفرعي من (خرافات طبية قد تؤذي صحتك). ففي رأيه، غالباً ما يستند الأطباء في نصائحهم على القليل من البحث أو لا شيء على الإطلاق، وغالباً ما يقومون باتخاذ خيارات الوصفات الطبية بناءً على إعلان دواء أو بيانات سطحية نقلها مندوب مبيعات لشركة أدوية، وهو يؤكد على أن الحقائق العلمية التي من شأنها دعم بعض نصائح الأطباء، قليلة بدرجة صادمة
.
5 * * * رأي أديبة في الشعر الحديث
في خريف 1931، تبدأ الأديبة الإنجليزية (فرجينيا وولف) بالعمل على مسودة خصصتها للرد على سؤال شاعر شاب يُدعى (جون ليمان 1907 : 1987) كان أحد قرائها الذي همّه رأيها حول الشعر الحديث .. المسودة التي حملت رأي ثاقب رغم قصرها، فخرجت للنور في نهاية المطاف كمقالة تحمل عنوان هذا الكتاب. لذا، تفصّل فيرجينيا -والتي عُرفت كنسوية لا تتملق أحد- في طرحها عن الشعر والنثر والرؤية الشخصية لكل شاعر فيما يكتب، متضمناً تأملاتها الخاصة حول الشعر كفن، والغرض منه، ومكانته في الأدب الحديث، والتحديات المنوطة به
.

……………………………………………………. فبراير 2025 …………………………………………………….

.
6 * * * * فساد الحياة ومحاولة إصلاحها .. فلسفياً
فلسفة تشاؤمية تصف الواقع من منظور النصف الفارغ من الكأس، أو بالأحرى .. إن الواقع هو هكذا، فليس الوصف تشاؤمياً في حد ذاته بقدر ما أنه واقعي في عرض الوجه الآخر للحياة على حقيقته! يسلط هذا الكتاب الضوء على جملة من آراء الفيلسوف الألماني (آرثر شوبنهاور) الصارمة، حول كوميديا الحياة في سخفها وزيفها وفسادها، ورؤيته الشخصية في محاولة إصلاحها، والتي انتقاها من كتابه الأخير (الملحقات والمحذوفات) مؤرخ أمريكي يُدعى (توماس بيلي سوندرز)، والذي وجده يقول في موضوع (الحِكَم): “الحكمة النظرية وحسب والتي لا تمارس، مثل الوردة المزدوجة، تبهج الآخرين بألوانها وعطرها الجميل، لكنها تذوي وترحل بلا بذور” .. وهو الفيلسوف الذي كان الوجود الإنساني برمته شغله الشاغل، حتى قال: “إذا لم أجد شيئاً يقلقني، فهذا في حد ذاته يقلقني”
.
7 * * * * تشاؤم فيلسوف شاب
كتاب يرسم أشباح فلسفة تشاؤمية تنظر للحياة من خلال سواد الليل البهيم الأشد تشاؤماً وسوداوية! أما وعلة هذه الأشباح الفلسفية، فأمر آخر، لا سيما وصاحبها كان يبلغ الثانية والعشرين فقط من عمره حين تصدى لها! فحين ينهي الفيلسوف الروماني المولد الفرنسي الإقامة (إميل سيوران) دراسته الجامعية، ويتملكه ذلك الزهو برطانته الفلسفية المبكرة تجاه من يتحدث بلغة عادية في نظره، يحدث ما لم يكن في الحسبان ويعرّض الفيلسوف الشاب لانقلاب داخلي يحطّم مشاريعه المستقبلية ويخطط له بأخرى! فقد ابتلي بأرق لا منقطع ككارثة بامتياز .. عدم لا يقطعه هدنة .. فردوس خُصص للتعذيب .. غياب إجرامي للنسيان .. ما جعله يسرح في الطرقات الخالية تارة ويخالط المنعزلين والمنحرفين تارة أخرى -وقد عدّهم “رفاق مثاليون خلال لحظات القلق المستبد” .. حتى أدرك في جهنمية تلك الليالي الظلامية بمدى بطلان الفلسفة
.
8 * * * الإنسان الممزق بين التاريخ والمثاليات
كتاب آخر عن الواقع الوجودي من وجهة نظر فيلسوف تشاؤمي، لا محل فيه للطوبائية ولا للفراديس ولا للأنظمة السياسية الوضعية! إنه الفيلسوف الروماني المولد الفرنسي الإقامة (إميل سيوران) الذي اصطبغت فلسفته بالتشاؤمية المفرطة حد مراودة نفسه الانتحار، بحيث عدّ كل ما في الوجود مجرد كذبة .. بالعزلة التي ارتضاها وبالنشوة التي التمسها، وقد استثنى منها الموسيقى .. إضافة إلى تأثره بالفلسفات الإغريقية والشرقية والميثولوجيا الدينية. لا يمنع هذا من عدّه مفكّر ذو نظرة ثاقبة، لا يتوارى في نظرته السوداوية خلف مسميّات مبهمة مصطنعة كبعض أقرانه الفلاسفة، بل إنه يُفصح عن جواهره المظلمة، وبكل فجاجة
.
9 * * * اليأس كطريق مختصر نحو الموت
يعرض هذا الكتاب من جانب واحد، فلسفة مركبة عن مفهوم اليأس في نظر فيلسوف معتنق للمسيحية، قد تكون مزيجاً من رؤية وجودية عميقة وتحليل نفسي وبصيرة لاهوتية، وهي تنطوي على فكرة مشوقة ومثيرة للانتباه ومدعاة للتفكر .. بينما يتصدى من جانب آخر لمفهوم الخطيئة كما جاءت بها المؤسسة المسيحية -لا المسيحية- في نظره أيضاً، دون أن يبدو مهرطقاً أو مرتداً، بل كم يبدو أنه يثير حفيظة أتباعها في التشكيك بتلك المعتقدات التي شابها الكثير من تشوهات المعنى، وطالها الحذف والإضافة والتعديل بصورة عبثية
.
10 * * * الأخ والأرض في قصة من فلسطين
ليست الحياة قبل نكسة 1967 كما هي بعدها! فبينما تتسلل حينها امرأة فلسطينية شابة إلى قريتها (كفر راعي) في قضاء جنين، عائدة من المنفى عبر مجرى نهر الأردن مشياً على قدميها، وهي تجرّ خلفها أطفالها الثلاث الجائعات، في تحدٍ لتقارير الحرب المعلنة، ورغم المخاطر التي لم تكن لتُحمد عقباها آنذاك، وهي عازمة على الاحتفاظ بأرضها مهما كلف الثمن .. تستكمل ابنتها الكبرى (سيرين صوالحة) قصّ ما جرى فيما بعد من أحداث على مدى عقود، تضاءل فيها نصيب الفرح لكل فرد من أفراد العائلة البالغ عددهم ثلاثة عشر إضافة إلى الوالدين، لصالح الشقاء، بينما توجّهم جميعاً شرف التمسك بالأرض حتى آخر رمق .. الأرض التي زرعوها وحصدوا ثمارها، والتي من جانب آخر ارتوت بدم ابنهم الشاب (إياد) الذي انخرط في أعمال المقاومة المسلحة ضد العدوان، حيث جاء عنوان القصة يمثلهما خير تمثيل (أخي .. أرضي: قصة من فلسطين)، وهي القصة العائلية التي لا بد وأن تتقاطع مع الكثير من قصص كفاح العوائل الفلسطينية التي تشكل في طابعها العام تاريخ فلسطين تحت نير الاحتلال الصهيوني على أرضها التاريخية
.
11 * * تعذيب بشع في سجون برازيلية
يروي هذا الكتاب المصنّف ضمن أدب السجون واقعة حقيقية لتعذيب سجين بريء، جاءت كنموذج بشع عن سجون التعذيب في جمهورية البرازيل، والتي ادعى وزير العدل فيها آنذاك (ألفريدو بوزيد) بخلوها من التعذيب! وبينما يروي هذه الواقعة الكاتب والمحامي (هنريكي شنايدر) ضمن ثلاثية (الديكتاتورية)، والتي تفوز بجائزة (بارانا) للمسابقات الأدبية الرئيسية في البرازيل، فإن (راؤول دوس سانتوس فيجيرا) البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً، المصرفي النموذجي، والمحطّم بعد تجربة حب فاشلة .. هو ضحيتها
.
12 * * * * إبداعات أديب عاشق للكتب
كتاب آخر حول إبداعات ألبرتو مانغويل، جاءت هذه المرة من خلال مجموعة حوارات أدارها معه عدد من الصحفيين في الشرق والغرب، يبثّ فيها كعادته ولعه العارم بالكتب وافتتانه بعالمها اللامحدود، مع الكثير من خواطره وفلسفاته وعصارة أفكاره، وأشياء أخرى ما بين سطور عالم يراه كتاب كبير .. وذلك على حساب ما يصرّح به عادة من معلومات متفرقة حول حياته الشخصية، والتي لا يُعرف عنها سوى أنه كان ابناً لديبلوماسي أرجنتيني، تنقّل معه بين المدن ولم يتعلم في مدارس نظامية، حيث أشرفت على تعليمه في صغره مربية صارمة كانت تعتقد أن الطفل في سن الثالثة حتى الخامسة لا بد وأن يعرف التاريخ والجغرافيا واللغات .. وفي سن السادسة عشرة بدأ بالعمل في مكتبة وطنية كان يرتاد عليها الأديب الأرجنتيني العالمي خورخي بورخيس، والذي كان يدعو الشباب من هناك لبيته من أجل القراءة له بعد أن أصبح كفيفاً، وقد رحّب مانغويل بعرضه ذاك وقد صوّر له زهو الشباب حينئذ أنه يقدم للأديب خدمة
.
13 * بحث في نظرية المؤامرة والمؤامراتيين .. على ما يبدو
كتاب جاء في طابعه العام إنشائياً أكثر منه بحثاً، في محاولة من مؤلفه الفرنسي تسفيه آراء (المؤامراتيين) حسب تعبيره، وهو يعني بقوله أولئك الذين يعتنقون (نظرية المؤامرة) بما قد يتحلون من ملكات فكرية، وبما قد يملكون من قرائن تعزز ادعاءاتهم، كممارسة ثورية تهدف إلى فضح أجندات المشاريع العالمية غير المعلنة في كبح حريات الشعوب، والحيلولة دون استقلالها فكرياً وسيادياً، وضد مواقفها في رفض الظلم المتمثل في نهب ثرواتها وسحق كرامتها .. وقد اعتبر المؤلف هذه التوجه الفكري بمثابة مهرب نحو واقع افتراضي أخف وطأة مما هو عليه الواقع الحقيقي من أزمات تحيكها قوة سياسية خفية ومتآمرة مزعومة .. أو على حد تعبيره “عملية تزييف للواقع باسم الحقيقة”، في حين أن ما تثيره هذه النظرية بوصفها ظاهرة ثقافية، من شكوك تتلاعب بالوعي الجمعي، يشكل خطراً من وجهة نظره “في مختلف أبعادها اللعبية والانتهاكية”
.

……………………………………………………. مارس 2025 …………………………………………………….

.
14 * * * * * الحداثة ومستقبل الذات الإنسانية
هل نهضة الحضارة الإنسانية نعمة كلها، أم أنها تخفي أفق مستقبل قاتم سيخلف وبالاً على الإنسانية نفسها؟ فحينما يمتلك الإنسان الكثير ويستخدم الكثير يكون قد أضاع كينونته التي تناسى في خضم الماديات كونها مركز نشاطه الإنساني الرئيس .. أو بمعنى آخر، أصبح ذو “كينونة ضئيلة”. هكذا يعتقد المؤلف، الفيلسوف وعالم النفس الألماني-الأمريكي (إيريك فروم 1900 : 1980)، فالإنسان في نظره، وإذ هو يصنع المنتجات العصرية، يتحول بمرور الوقت إلى مجرد شيء خاضع لسيطرتها، ومع أنه (مجرد شيء)، فقد بات متضخم الأنا جرّاء توحّده مع تلك الأدوات وتلك المؤسسات وتماهيه مع طوفان منتوجاتها الاستهلاكية
.
15 هرطقات تنموية
هل كان هذا مزحة؟؟؟ أتساءل إثر الصدمة! هنا مجرد مجموعة ورقية تضم 144 صفحة شبه بيضاء، تبعثر فيها المؤلفة -التي ليست هي بعالمة نفس ولا خبيرة توعوية بل مصممة جرافيك- حفنة من أسئلة لا تقل في سطحيتها عن تلك المتداولة -صبيانياً- على وسائل التواصل الاجتماعي، بحجة التحفيز نحو (الكشف عن خبايا الذات، تتبع النوايا الكامنة، الإفصاح عن النفس) …. وغيرها من ترّهات مما يقود إلى الفقاعة الكبرى (أن تكون نفسك)
.
16 * *  الوجه الآخر لأينشتاين
من خلال مجموعة مقالات قصيرة بل ومقتطفات ومراسلات ومقابلات، يظهر الوجه الآخر لعالم الفيزياء اليهودي-الألماني (ألبرت أينشتاين 1879 : 1955) .. حيث يبدو هنا كسياسي في المقام الأول، يؤمن بالدين والعلم والفن والأدب والثقافة والحضارة والحياة والإنسانية والعلاقات الاجتماعية والتعايش السلمي، ويتطرق للحديث عن الأطفال والنسوية والاقتصاد والإنتاج والفاشية والعداء للسامية والشباب اليهودي والمسيحية مقابل اليهودية ومسائل نزع السلاح، وهو يتخذ موقفاً صارماً ضد الحروب والتجنيد الإجباري والخدمة العسكرية …. ثم يبدو وهو يتملّق الثقافة الأمريكية بنظامها السياسي والانتخابي والرأسمالي، ورديفتها الصهيونية، مؤيداً في هذا إقامة دولة يهودية في فلسطين -أو كما أسماها بالأرض (البائرة)- وداعماً لهجرة اليهود إليها وبناء المستوطنات فيها، وداعياً في الوقت نفسه العرب واليهود على التفاوض والتعايش السلميين
.
17 * * * * فلسفة رواقية فائضة المثالية
جرعة فلسفية مترعة بفائض من طوباوية تسعى لخير الإنسان وحسب، والتي بدت لا واقعية في مثاليتها بل وسلبية في بعض جوانبها، كحيلة لمن لا حيلة له أمام طغيان الطغاة وبؤس الحياة! ففي روما القديمة، وبين القرنين الأول والثاني الميلاديين، يقف شيخ نحيل يجلله الصدق والتواضع والحياء بين تلاميذه من طليعة الشباب، يجود عليهم بحكمة رواقية بعد أن تجرّد من أغلال العبودية وترّفع عن ماديات الحياة إلى المدارك العقلية والمعارج الروحية، وهو الذي نُقش على قبره عبارة: “عبد أعرج معوز، ولكن عزيز لدى الآلهة”، وقد ترك إرثاً من التعاليم السامية ضمنّها تلاميذه في كتابين رئيسيين، هما (المحادثات) و (المختصر) … إنه الفيلسوف الرواقي (إبكتيتوس 55 : 125م)
.
18 * * * * سيرة مكتئب نحو التعافي
كتاب قصير يعرض تجربة إنسانية لمكتئب بريطاني أو هكذا كان .. لم يلعن الظلام حينها لكنه قرر أن يضيء شمعة أصرّ على إذكاء شعلتها بعد أن أسفرت له عن بصيص ضوء، حتى ملئت حياته نورا! لقد كان (مات) متقوقعاً في سواد الكآبة التي نهشته في ظلماتها وساوس الشيطان وراوده فيها الانتحار، وهو ابن أربع وعشرين عاماً فقط، يظهر وهو يخشى تعاطي الخمر ويتخذ موقفاً رافضاً من تناول الدواء رغم قناعته بفائدته، ويهاب مخالطة الناس ومجرد التبضّع من البقالة المجاورة لسكن والديه، اللذين كان يلجأ لهما غير شاكياً .. ورفيقته المحبة (أندريا) التي لم تدخر جهداً في محاولة شفائه، كاصطيافهما معاً في إسبانيا ومحاولته الانتحار هناك وقد باءت بالفشل والتي عاد منها لبلاده مريضا، وحجزها المسبق لزيارة فرنسا في يوم ميلاده، وبداية رحلة شفاءه فيها، وقد أخلصت له ولم تتخلَ عنه حتى في أحلك ظروفها لا سيما أثناء إصابة والدتها بالسرطان
.
19 * * * شيء من تشاؤم وبؤس وتجديف
رغم أنها مقتطفات .. فقد أثقل بها الفيلسوف كتابه، تشاؤماً وبؤساً بل وتجديفاً على الله! إنه الفيلسوف الروماني المولد الفرنسي الإقامة (إميل سيوران 1911 : 1995) الذي اصطبغت فلسفته بالتشاؤمية المفرطة حد مراودة نفسه الانتحار، وقد عدّ كل ما في الوجود مجرد كذبة، وارتضى بالعزلة بديلاً وبالنشوة التي التمسها فيها! لا يمنع هذا من عدّه مفكّر ذو نظرة ثاقبة، وقد تأثر بالفلسفات الإغريقية والشرقية والميثولوجيا الدينية، لا يتوارى في نظرته السوداوية خلف مسميّات مبهمة مصطنعة كبعض أقرانه الفلاسفة، بل إنه يُفصح عن جوهره المظلم، وبكل فجاجة .. وإن كان في هيئة مقاطع، كما في هذا الكتاب
.
20 * * * الإباء في سيرة أسير فلسطيني
لا ينفك أدب السجون يثير من أمشاج المشاعر الإنسانية إزاء ما يكشف عنه من ظلم وعنف وقهر وتعذيب وتقتيل تجري في غياهبها، ما يجعله الأصعب ضمن ما عداه من التصنيفات الأدبية، وكأنه التصنيف الذي أحاط نفسه بأسلاك من رعب شائكة تحذّر القارئ من الاقتراب! فكيف إذا اجتمع بالنضال الفلسطيني؟ ففي سجون الاحتلال، يمضي الكاتب والصحفي الفلسطيني والمساعد الأكاديمي في جامعة بيرزيت (علي جرادات 1955) أسيراً لمدة أربعة عشر عاماً، متقطعة من خلال ستة اعتقالات، بلا تهمة واضحة وبمراوغة لا تكل ولا تمل من قبل ضباط الاحتلال، للاعتراف بما لا علم له به، فضلاً عن جلسات التعذيب التي يتعارك في وحشيتها القسوة والدناءة، وسيل الإهانات العابرة، وفي خارجه حيث المطاردة إثر التخفي والإقامة الجبرية وترويع الأهل بالأطفال والشيوخ معاً .. إضافة إلى الكثير من النماذج الفلسطينية من نساء ورجال التي رسخت مع صاحب هذه التجربة، أسطورة الفلسطيني الذي لا يُقهر
.

 

مراجعة صوتية عن مجموعة كتب الربع الأول …♥

 

……………………………………………………. أبريل 2025 …………………………………………………….

.

21 * * * المقاومة بسلاح الكلمة
في هذه المادة الخام من التحدي والصمود والتضحية، وبعزيمة الإرادة التي لا تنكسر وبأس الروح التي لا تُقهر، تبرز أقلام واعدة من فلسطين، لكتّاب وكاتبات قد تجاوزوا بالكاد العشرين من أعمارهم، وجاءت قصصهم القصيرة، المستلهمة والواقعية، التي وثّقوها بين عامي 2008 و 2009، بمثابة شهادة تاريخية عن الخط الفاصل بين الحياة والموت، وهم يرزحون تحت نير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فيما عُرف باسم “عملية الرصاص المصبوب” .. وهم بالتحديد الطليعة التي طالبت الكاتبة والناشطة الحقوقية الفلسطينية-الأمريكية (سوزان أبو الهوى) باحتوائهم، وقراءة إصداراتهم، ومن ثم العمل على نشرها .. أو كما اعتبرتهم الصحفية الإنجليزية (فيكتوريا بريتن) حسب تعبيرها: “إن هذا الجيل يكتب كشكل من أشكال المقاومة”
.
22 * * * شهادة مؤرخ يهودي في الحق الفلسطيني ضد الصهيونية
من خلال هذه السيرة التي يقطع فيها صاحبها رحلة حياته بين ثلاثة عوالم متغايرة الثقافة، عربية وعبرية وأنجلوسكسونية، لا يجد القارئ الحر من بد في أن يتعارك عقله المؤيد حق أصحاب الأرض، وقلبه الذي يتعاطف مع أقوام تم عدهم ضمن شعب كان بلا أرض فاحتل أرض زعم أنها بلا شعب! يكتب آڤي شلايم، المؤرخ البريطاني-الإسرائيلي، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة أوكسفورد، مذكراته كـ (يهودي-عربي)، تنّقل بين ثلاثة عوالم: (بغداد) مسقط رأسه، حيث وُلد عام 1945 لأبوين عراقيين يهوديين، (رمات جان)، مدينة إسرائيلية، حيث انتقل مرغماً وعائلته حين كان في الخامسة من عمره، (لندن)، حيث هاجر طواعية وتعلم وتزوج واستقر
..
23 * * * فلسفة مختلفة حول مفهوم الحرية
تسفر هذه الرؤية المركبة بل اللاواقعية في بعض جوانبها، عن وجهة نظر سبينوزا في الفلسفة الأخلاقية، وقد اقتبس من فلسفة كانت وديكارت وأرسطو وابن ميمون ومعهم الرواقيين، آرائه الجدلية في أصل الفضيلة، والسعادة الإنسانية، وتقدير الذات، وقيم الخير والحب والصدق والشجاعة والسعادة، ومشروعية الانتحار، وموقف الإنسان من الحياة والموت، لا سيما وقد آمن بأن كل ما يجري في الحياة لا يحمل في ذاته خيراً ولا شراً إلا بقدر ما يتأثر به العقل .. وقد كشف عن نموذج الطبيعة البشرية وماهية الإنسان الحر الذي ليس له أن يفكر بالموت بقدر أنه لا يعنيه من الأساس، بل له أن ينبري في الحياة متأملاً، ينعم بلحظاتها الأبدية، أو كما  قال: “الإنسان الحر يفكر في الموت بدرجة أقل مما يفكر في شيء آخر” غير مبالٍ على الإطلاق بنهاية وجود الزمني
.
24 * *  الفلسفة للناشئة بلغة مبسطة
بصرف النظر عن الصدمة التي اعترتني مع الوهلة الأولى، فهو كتاب مبسط في شرح مفاهيم الفلسفة الأساسية للناشئة بلغة مباشرة وبلوحات تعبيرية، لا سيما وقد عمد الكتاب إلى طرح الأمثلة التوضيحية التي قد يتناولها الأفراد والآباء والأخوة والأصدقاء والمعلمين …….، في حياتهم اليومية، مستعيناً بآراء الفلاسفة والعلماء والمفكرين عبر الأزمنة المختلفة مع عرض سريع لأهم جوانب سيرهم الذاتية .. وهو بهذا يحفّز العقول الشابة على طرح أسئلة الحياة الكبرى ومهمة البحث عن إجابات على أسس علمية ومنطقية، وينمي قدراتهم الفكرية، الاستقلالية والنقدية والعلمية والجدلية .. و (حب الفلسفة) في نهاية المطاف
.
25 * * * * الإنسان وكيف يجب أن يعيش
في هذا الكتاب، ينحصر العالم والحياة الأصيلة المرجوة فيه، في نظرة فلسفية يصوّبها الوجوديون، الذين يظهرون تارة كعدميين يؤمنون بعبثية الحياة وخلوها من المعنى، ولاعدميين تارة أخرى، يُضفون عليها المعنى كاختيار حر يخضع لإرادة الإنسان وحده! قد تكمن أهمية الفلسفة الوجودية اليوم في أنها تجيب على سؤال كان ولا زال الأهم في التاريخ البشري، وهو: “كيف يجب أن أعيش؟” فبينما تشرّع الأديان قواعد صارمة -رغم سطحية بعضها- ليس للإنسان حق التجرؤ على انتهاكها أو التشكيك فيها، فإن الفلسفة الوجودية تصف هذا الإنسان الذي يمرّ عابراً في عالم موحش وغريب ولا مبالٍ، كأصيل وحر متفرّد، يعيش وفق طبيعته الحقيقية وإرادته الحرة وخياراته الشخصية، لا كمبرمج وفق ما تمليه الأحكام الدينية والأعراف الاجتماعية والمنظومة الأخلاقية ومشاعر الذنب، وغيرها من قوى الاضطهاد البالية
.
26 * *  القراءة سمت الكتّاب
يسلط هذا الكتاب الضوء على لمحات منتقاة من خبرات بعض الأدباء والكتّاب والروائيين العالميين في حرفة الكتابة التي امتهنوها، وما صاحبها من ملكة وعقلية ومنظور ورأي ومزاج، تطرقوا لها ضمناً وهم يتحدثون عن طرقهم في الكتابة، وعملية تشكيل الهوية الذاتية، وإمكانية النقل أو التعلم، والقدرة على الاستلهام، والعناء المصاحب والتحدي المستمر، ومهارات التفكير والسرد والإيجاز والترتيب والاستحضار والإبداع، لا سيما وقد كادوا بالإجماع التأكيد على القراءة كضرورة حتمية وتدريب إلزامي ومعين لا ينضب لمهنتهم .. إضافة إلى بعض من جوانبهم الشخصية وشيء من طرائفهم
.
27 * * * * * سيرة كتب في سيرة كاتب
إنه كاتب برتبة قارئ .. قارئ من قبل ومن بعد، لم تعتقه القراءة من أسرها يوماً واحداً في حياته، غير أنها لا تنفك تتغاير على هوى الواقع ومدارك الوعي وتغير المزاج لا محالة! فيروي هنا تفاصيل تجر تفاصيل عن رحلته التي لا تزال تمضي على طريق الكتابة بمعية القراءة .. الكتابة التي تعلمها بالكتابة، لا على مقاعد دراسية، ولا في ورش كتابة إبداعية، ولا من خلال منشورات تعلّم (الكتابة في سبعة أيام) على غرار التوصيات الدعائية المفرطة في السذاجة .. إنما الكتابة في نظره منظومة متكاملة من معايير، تجمع بين استعداد فطري، وذهن حاضر، وشخصية صبورة، وقراءة نوعية دؤوبة، وتمارين كتابة شاقة مؤبدة، وتضحيات غير مأسوف عليها من متع الحياة المادية
.
28 * *  الهدوء من أجل تفكير جلي ومواجهة مشكلات الحياة
إذا كان التأمل طريقاً لإيقاف سيل التفكير بغية استحضار الهدوء، فإن هذا الكتاب -وللمفارقة- يجعل من التفكير نفسه طريقته، هكذا على طريقة الشاعر العباسي أبو نواس الذي قال: (وداوني بالتي كانت هي الداء). فعلى الرغم من جاذبية الهدوء، ومرآته التي تعكس فضائل الصبر واليسر والثبات، فإن استحضاره بلا زيف يصطدم مع حالات التوتر والانفعال والقلق والهياج التي بات واقع الحياة العصرية يصطبغ بطابعها القاتم، ما يجعل من ضرورة تحليل هذا (الهدوء) ومحاولة بذل الجهد في إخلاء الذهن لتمكينه من الحلول، أمراً ملحاً أكثر من أي وقت مضى
.
29 السياسة والتاريخ في رأي فيلسوف تنويري
ليس بالكتاب الهيّن على الإطلاق، إذ هو يتناول بالنقد والتحليل كتاب (روح الشرائع) الذي وضعه الأديب والقاضي والفيلسوف السياسي الفرنسي (مونتيسكيو 1689 : 1755) عام 1748، والذي أسس فيه لنظام فصل السلطات المعتمد في العديد من دساتير دول العالم الديمقراطي في الوقت الحاضر. ففي رأيه، وبصرف النظر عن نظام الحكم القائم، لا بد وأن يكفل النظام حرية الإنسان، والذي يتطلّب بطبيعة الحال فصلاً بين السلطات (التنفيذية، التشريعية، القضائية) مع مراعاة قدر من التوازن في تقاطع الوظائف بينها. أما أنظمة الحكم تلك، فقد حددها في ثلاثة: (النظام الملكي) الذي يقوم على حاكم يرث فيه السلطة. (النظام الديكتاتوري) الذي يقوم على حاكم مطلق يفرض سيطرته بالقمع ومن غير ثوابت قانونية. (النظام الجمهوري) الذي يقوم على حكم الشعب عن طريق ممثلين له
.
30 * * * الحياة كاختبار للنفس في الفقد وفي العطاء
هنا مجموعة قصصية تأتي إنسانية في طابعها العام .. قد لا تدعو إلى مجرد الأسى والتعاطف وذرف الدموع مع أبطالها، لكنها تدعو للتفكر في عمق النفس البشرية، ومدى انفعالاتها وغرائزها ومجاهلها، وغرابة أطوارها، وغموضها اللامتناهي، واللامتوقع من تصاريفها في التعاطي مع تقلبات الحياة التي لا تثبت على حال بطبيعتها، ومدى عجيب الترابط بين وقائع جرت أحداثها في ماضٍ سحيق وتردداتها في حاضر النفس الحية .. وتشكّل الحياة وفق كل ذلك
.
31 تزوجيه أو لا تتزوجيه؟ شكسبير يعود
لم يعنيني في أي وقت مضى صراع توافقت عليه البشرية كفطرة، ولم تمثّل لي يوماً فلسفة (الين واليانغ) في ثنائية الذكر-والأنثى شيئاً مذكورا، ولا كذلك مغامرات (توم آند جيري) وأحابيل (آدم وحواء)! خلاصته .. ولا أريد الإطالة في كتاب لم أتمّه بل أقفلته مع بداياته، وهو يتعنون فرعياً بـ (دفاع عن فكرة القبول بالسيد “جيد إلى حد معقول”) .. بإن قبول المرأة بارتباط يقوم على سلسلة من التضحيات مع تقديم تنازلات تلو تنازلات، تحت ذريعة “أن هذا هو المتوفر في الأسواق”
.
32 * * * الكتابة كسيرة ذاتية لكاتب أمريكي
تظهر الكتابة هنا بوصفها فعل يُمارس بدافع الحب وحسب .. بعد عمل جاد يتبعه تمرّس يؤدي إلى الراحة تقود إلى عدم التفكير -وهي المرحلة الذهبية .. الأخيرة والسعيدة- والتي بدورها تقود إلى المزيد من الراحة ومن ثم الإبداع والكثير الكثير من الإبداع! بهذا آمن الروائي الأمريكي الشهير بإصداراته في الخيال العلمي (راي برادبيري 1920 : 2012)، وهو يقتبس من (بوذية الزن) تلك الديناميكية، والذي يستعرض في هذا الكتاب سيرته الذاتية التي تعكس تجربته ككاتب أمضى عمره في الكتابة حين شغف بها منذ طفولته، وقد اعتبر الكتابة -حين سُأل عما تُعلّمنا- تذكرة .. تذكرنا بأننا نحيا في حياة مُنحت لنا كهدية ولها حق رد الجميل، ومنجاة .. تنجي البعض من الموت كما أي عمل بطولي ينتهي في حرب أعدّ لها، بالنصر
.
33 * *  مناظرة بين مفكرين حول الطبيعة الإنسانية
بين دفتي هذا الكتاب، حوار معقد يطول ويتفرّع ويتنافر حول الطبيعة الإنسانية التي تم تحديدها وفق فيلسوفين متضادين: على الملكة اللغوية تارة وعلى المناخ الاجتماعي تارة .. الحوار الذي تشعب كثيراً، وحاد عن الموضوع في بعض جوانبه، على ما يبدو! في الحقيقة هو ليس بالكتاب الهيّن، فهو تفريغ لمناظرة حية جرت بين أستاذ اللسانيات والفيلسوف الأمريكي (نعوم تشومسكي) والفيلسوف والمفكّر الفرنسي (ميشيل فوكو) حول (الطبيعة الإنسانية)، والتي عرضها التلفزيون الهولندي عام 1971 وتولى إدارة النقاش فيها الفيلسوف والمفكّر الهولندي (فونز إلدرز)
.
34 رواية سجين إيراني .. على ما يبدو
بينما تنوّه الفقرة الترويجية بتجربة المؤلف التي خاضها في سجون إيران، والتي اقتبس بناءً عليها روايته هذه التي حصدت الجوائز، وتناولها النقّاد، وتهافت عليها القرّاء، حتى مُنعت عند بلوغها الطبعة الحادية عشرة ……، فإن الرواية لا تعدو عن كونها خلطة أكواد تحاكي تلك التي يتعاطاها في العادة متعاطي المخدرات في سمسرة العرض والطلب، ولا يفك شفراتها أبداً سواهم، ما جعل عملية الاستيعاب تتطلب بدورها جرعة ما
.
35 * * * لتبقى التغطية مستمرة مع شيرين
“أيقونة الإعلام الفلسطيني” .. “عميدة المحاربين العرب” .. “شهيدة الفجر” .. “شهيدة الميدان” .. “شهيدة الحقيقة” .. “شهيدة الكلمة الحرة”.. أوسمة زادها رفعة، تمثيلها للتي ما برحت تمهر الخبر من قلب الحدث باسمها حتى أصبح دمها المهر والخبر .. أو “نجمة القدس” في أرفع وسام دنيوي تمنحه السلطة الفلسطينية، لكنها بالأحرى “الشاهدة والشهيدة” التي زُفت كعروس لطُهر القدس، بين قرع أجراس الكنائس، وتكبيرات مآذن المساجد. يسجّل هذا الكتاب شهادة حية لرسالة الصحفية (شيرين أبو عاقلة) في نقل واقع الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما منذ عام 1997 حيث التحاقها بالعمل لدى قناة الجزيرة الإخبارية، حتى لحظة استشهادها غداة الحادي عشر من مايو عام 2022
.
36 * * * العالم يُعاد اختراعه
رغم الانفعال الذي صاحبه في إحالة كل طارئ وحديث ومتغير ومتجدد وخارج عن المألوف في الوقت الحاضر ذو الرتم السريع، إلى (مفهوم إعادة الاختراع)، فهو كتاب يغطي -إضافة إلى ذلك- جوانب تثير الانتباه .. في التحولات الذاتية والحميمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لا سيما في ظل الانفجار الرقمي الذي يبدو بمثابة انفجار كوني عظيم آخر! فيعمد المؤلف -وهو بروفيسور أسترالي متخصص في علم الاجتماع- إلى تحويل تلك الاستفهامات التي قد يستهين بها بعض النقاد ووسائل الإعلام، إلى سؤال موضوعي يشغل ميدان “علم الاجتماع الثقافي”، والذي سيفتح بطبيعة الحال باب الجدل والنقاش واسعاً
.
37 الأبرياء دائماً ضحايا الحروب
كتاب لا بأس به في عرض الوجه القبيح للحرب لا سيما الأهلية، والحال هنا في سيريلانكا! فهنا، تجوب الكاتبة أرجاء وطنها -قادمة من بريطانيا حيث مقر إقامتها- للبحث مع الأهالي عن ذويهم الذين فُقدوا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وهي تجري معهم مقابلات مطوّلة جاءت بمثابة شهادات صادمة، حية ومسجّلة، احتفظت بها ذاكرتهم وذاكرة الجغرافيا المحيطة بهم، تكشف عن أدنى درجات الوحشية التي يمكن للنفس البشرية أن تتردى لها .. وقد أظهرت الكاتبة الكثير من مشيج العاطفة والحس الأخلاقي
.
38 * * * العالم وثورة الذكاء الاصطناعي
في خضم الضجيج الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي وتردداته الآخذة في الاتساع باضطراد، والذي يبدو أنه يرسم وبوضوح ملامح المستقبل القريب والقريب جداً .. كان لا بد من صوت هادئ وحكيم يحتويه بذكاء يفوقه، ويحتوي معه صانعه الإنسان، بدءاً من إنسان التاريخ حتى إنسان العالم الافتراضي في فضاء المنصات الرقمية! لذا، يأتي هذا الصوت ثلاثياً، يقتسمه (هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، (إريك شميت) الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة جوجل، (دانيال هوتنلوشر) العميد الأسبق لكلية الحوسبة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
.

 

……………………………………………………. مايو 2025 …………………………………………………….

.

39 * * السجن كتجربة إيجابية
قد لا يكون كتاباً تقليدياً في أدب السجون وما يكتنف هذا التصنيف بطبيعة الحال من عرض مكثف لسير ذاتية نالت ما نالت بين الأقبية الموحشة وفي مختلف صنوف التعذيب .. السير الدموية بالضرورة لاسيما وهي تخرج من غياهب سجون نظام الأسد البائد، إلا أن هذا الكتاب يعرض تجربة السجين في مشيج من إنسانية وانفعالات نفسية ورؤى فكرية وثقافية أخرى، فيما قد يسمى بـ (ما بعد السجن)، كمرحلة مفصلية في الحياة تم تجاوزها وكرّست لمرحلة جديدة لما بعدها، وقد تطرّق إلى تجربة “الاستحباس” التي “يستحبس” فيها السجين -حسب تعبيره- فيغدو السجن كبيت له يستفيد منه قدر الإمكان في حل مشاكله، وذلك حين يتصالح مع زمن السجن المديد البطيء في العادة، فيغدو حليفه بعد أن كان عدوه .. هكذا في لغة فلسفية تمسّ الذات و “سجن الأنا”. ليس خافياً إذاً أنها تبدو كتجربة إيجابية للسجين الذي تحدث بمنطق (السم الذي لا يميتني يزيدني قوة)
.
40 ديوان عن سكينة لا تحضر .. على ما يبدو
ما عساني أن أقول في حق هذا الديوان الذي لم أتمكن من تقييمه على سلم النجوم الخمس، وقد وجدته مبهم المعنى؟ أ هو ما يُعرف بالشعر الحر الذي يتحرر فيه النص من قيود العروض في الأوزان والتفعيلات؟ ربما، لكن موسيقاه الداخلية لم تُطرب، وفكرته -وهي الأهم- لم تتضح
.
41 * * * قبعات ست لأنماط تفكير ست
كم يتضّح أن المرونة في التفكير تخدم عملية الطرح الموضوعي للبدائل والاقتراحات والرؤى والأفكار الخاصة بأمر ما محل نقاش، ومن ثم اتخاذ أكثر القرارات صواباً فيه .. الطرح الذي يعمد إلى استعراض الجوانب الإيجابية والسلبية منه، إضافة إلى حصيلة المشاعر والانطباعات الشخصية، فضلاً عن عناصر الحيادية والإبداع والتفكير خارج الصندوق …..، وكل ذلك تحت إدارة محكمة لمعترك هذه البوتقة من أنماط التفكير المتباينة، أو بالأحرى من خلال اعتمار قبعة ذات لون محدد تشير برمزية نحو كل نمط بعينه من التفكير، بما له وما عليه
.
42 * * * ما أباحت به شهرزاد أخيراً
ديوان عذب يقول (ما لم تقله شهرزاد) والذي لا بد له أن يُقرأ مع نديمه (ما لم يفهمه شهريار)! وبينما تضع الديوان الباحثة والمترجمة وأستاذة التعليم العالي الجزائرية (د. سامية عليوي)، يقدّم له أ. د. عبدالمجيد حنون الذي هو -لا عجب- أستاذها من قبل، وزوجها الذي أهدت له باقتها وقد “شغلته شهرزاد راوية وإنسانة” كما خطّت
.
43 * * * * شهريار الذي أحالته شهرزاد إنساناً
هنا أبيات تكشف عن (ما لم يفهمه شهريار) بعد أن أفاض عليه سحر شهرزاد وقد أحالته إنساناً بعد أن كان مجرد رجل .. في قول (ما لم تقله شهرزاد) الأولى! أما شهرزاد الثانية التي قالت ما قالت ولم يفهم من لم يفهم .. فهي الباحثة والمترجمة وأستاذة التعليم العالي الجزائرية (د. سامية عليوي)، وهي التي قال مقدّم الديوان عنها “شاعرة موهوبة” وعن شعرها “رصين أخاذ” .. إنها كذلك بالفعل وشعرها، وكأن قلّما أن يبرز في أيامنا شعر يأخذ بالألباب إلى عوالم أخرى، وإلى ليلك ليال تمتد بعد الألف والألف .. لا تشبه ليالينا
.
44 أسطر من كلمات .. لا أكثر
هنا مجرد كلمات مبعثرة تجمعت في هيئة نصوص، تتوالى سطراً بعد سطر .. لتشكل بسريالية معانٍ ملتبسة كتلك التي تعبث فوق رُقعات رسامين ينتسبون لحركة الفن الحديث! قد يتفكك النثر حراً من أصفاد الوزن والقافية، لكن لا بد للمعنى أن يستبين .. ظاهراً كان أم باطناً! أما هنا فكل شيء بدى سريالياً وحسب
.
45 * * الأسير .. ثائر وواع
يعكس هذا الكتاب جانباً من الحركة الثقافية التي يتبناها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي تأتي ضمن مشروع نهضوي ثقافي عام، يهدف إلى إعداد الأسير علمياً وفكرياً وتوعوياً ضمن خطة برامج منهجية تتضمن دراسات ومحاضرات ودورات وكتب وأنشطة، وتمتد إلى برامج محو الأمية ….، والكثير مما يرمي إلى تهيئة كادر من الأسرى ثائر وواع
.
46 * * أوروبا شرقية وغربية وما بينهما
رغم أنها رؤية شخصية لفيلسوف تشيكي الأصل، فهي تمثّل رعايا أوروبا الوسطى ككل من حيث محلهم من الإعراب في القارة الأوروبية، فهم وإن انتموا إليها ثقافياً، فسياسياً يتبعون روسيا ويُعرفون بـ (السلافيين)! لذا، جاء عنوان الكتاب الفرعي معبّراً بـ (… أو مأساة أوروبا الوسطى). بكلمة أخرى، يحمل هذا الكتاب بثقل، شجون مواطن متحضّر يحرص على دور الثقافة الرافض للتسييس بأمر السلطة
.
47 * * * * * إعلامي متوحش في موسوعيته
هنا إعلامي يبدو كـ “الوحش” في موسوعيته .. والذي حين أراد أن يتبسّط لمتابعه الشغوف، أصدر كتاباً عدّه يسيراً -فضلاً عنه كتيباً في نظره- في سيرته المهنية، ضمّنه جلداً لذاته لا يخفيه .. غير أنه لا يقل ثراءاً عما يروي فيُطرب وعما يقول فيُسمع! إنه بالضبط ذلك الإعلامي الذي تسع طلته الشاشة ومخارج أحرفه الأسماع وموسوعيته العَجب والإعجاب! إنه ببساطة (عارف حجاوي). وفي كتابه هذا، يرصف كلماته بدقة .. كل كلمة في موضعها، فلا زائدة ولا ناقصة، وهو الذي يصرّح بأنه يكتب بلغة المستمع لا القارئ أو المتحدث لا الكاتب .. أيهما أدق في المعنى! وقد جلس خالياً من فيسبوك وتويتر وواتساب، متفرّداً بحاسوبه الذي بلغ فيه قصارى ما بلغ، الضرب على حروفه
.
48 * * * الترجمة كأسمى شكل للقراءة
كتاب لمّاح آخر للكاتب الموسوعي، والذي يقارب فيه عملية الترجمة -وقد اعتبرها فن في حد ذاتها- من خلال إسقاطات أدبية استخدم فيها روائع الأعمال الكلاسيكية، كأعمال شكسبير وثيربانتس وبورخيس، وميثولوجيا الإغريق، والموروث من الديانات الإبراهيمية .. وكل ذلك وأكثر من خلال لغة فلسفية تقرأ ما بين النصوص، وتبعث روحاً جديدة بفعل الترجمة! إنه (ألبرتو مانغويل)، الأرجنتيني الأصل الكندي الجنسية، والذي اشتهر كمترجم وروائي وكاتب مقالات أيضاً. وهو يخصّ حديثه هنا عن (فن الترجمة)، فهو يعود ابتداءً إلى الميزات التي يكتسبها الفرد متى ما تمكّن من التحدث بعدة لغات، لا سيما في سن مبكرة
.
49 * * * ردود أدبية صريحة لكن مريحة
هذا كتاب بمثابة تفريغ لرسائل باب (صندوق البريد) التابع لصحيفة (الحياة الأدبية) في بولندا، والذي تتولى فيه الشاعرة والمترجمة البولندية (فسوافا شمبورسكا) والحاصلة على جائزة نوبل للأدب، وزميلها (فوديمرش ماسيج)، مهمة الرد على خطابات الكتّاب المبتدئين، والتي تتضمن بطبيعة الحال محاولاتهم الأولى في الكتابة، لا سيما في نظم الشعر وكذلك في أدب القصة القصيرة .. والذي عليه جاء عنوان الكتاب الفرعي بـ (نصائح للكتّاب)
.
50 * * * * أن تلمس الروح
ما أرقّه من كتاب! فرغم قصره، فهو يحمل قدر من معلومات فكرية وأدبية، ويشوبه الكثير من الظرافة، وهو لا يزال يشحذ الهمة نحو تعزيز هواية القراءة والحرص على الاستزادة منها، بينما يثير مشاعر الاعتزاز بهكذا هواية داعياً للاحتفاء بها كعادة تجمع بين المتعة والفائدة في آن … وقلّما تشترك هذه الميزة في عادة بعينها! هنا يشتم القارئ عبق أجواء القراءة، وتكتحل عيناه بمنظر الكتب المصطفة والمتراكمة والمتناثرة هنا وهناك، ويستطيب ملمسها ورائحتها ولونها وحجمها وصفوفها ورفوفها، الممتزجة بأمزجة نسبائها من المرتادين، قرّاء أو كتّاب أو عشّاق، بين مصابيح تضيء في هدوء المقاعد الوثيرة، والصمت الذي يحيلها إلى ركن من محراب مهيب، كالمقدسة، مهما كانت عليه من إباحية أو لعنة أو فجور
.
51 * * * حكمة أقرب إلى الجنون
هنا بالإمكان اعتبار هذا الكتاب على غرار “مجنون يحكي وعاقل يسمع” ؟؟؟ قد يكون، وقد يكون أيضاً أنموذجاً لمقولة “خذوا الحكمة من أفواه المجانين” .. وهو هكذا (فريدريك نيتشه)، يتضارب في فلسفته بين جنون وفنون، مع تضخم للأنا جرئ ومقيت! وهو إذ يبدو واثقاً من موقف البشرية الذي سيكون صعباً وهي تواجه ما أسماه بـ (الإلزامات الجسيمة) التي سيضعها في طريقها، فهو يتفضّل بالتعريف عن نفسه أولاً! فهو رغم جسامة مهمته -كما اعتقد- فإنه لم يكن يُرى ولا يُسمع، لا لشيء سوى لحقارة معاصريه، كما اعتقد أيضاً
.
52 كلمات .. هل من معنى؟
مصفوفة كلمات .. ونتف من معاني! ما عساني أن أقول أكثر؟ نعم، للشعر الحر حرية التحرر من قواعد العروض التي تزن وبدقة الشعر العربي وبحوره وتفعيلاته وجماليات الإيقاع الموسيقي، غير أن هذا الحرية الممنوحة لا تعفي المعنى، إذ عليه أن يكون سافراً بالمثل .. أما احتشام المعنى مدغم تحت جلابيب من كلمات ومرادفات وعبارات، لا يُسعفها مقولة (المعنى في قلب الشاعر) أو صدره أو ربما بطنه…. فالقارئ ما قرأ إلا لأنه أراد أن يستشف معنى أو اثنين أو أكثر
.
53 * * * بثينة الأندلس .. ابنة اعتماد والمعتمد
هنا رواية تطيب ويطيب التاريخ الأندلسي الذي سرت منه! فبينما تنقلها كتب التاريخ مثقلة بالبؤس لا سيما وهي تقصد (عزيز قوم ذل) ملك أشبيلية (المعتد بن عباد) أبرز ملوك الطوائف، إلا أنها تأتي بريشة أمير الشعراء (أحمد شوقي) كأنشودة عذبة ينظم وزنها عاطفياً وقافيتها، بتحريك كل ساكن فيها من البؤس إلى ما أمكن من أمل! تخص الرواية تحديداً (بثينة) ابنة المعتمد واعتماد الرميكية، الجارية وسليل الملوك، اللذان جمع الحب بينهما من أول نظرة إلى آخر عمريهما .. بثينة التي عناها أمير الشعراء بـ (أميرة الأندلس)

 

 

 

 

 

 

عدد القراءات:67 قراءة