مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
تؤصل فكرة الكتاب (اليقين بالله)، وتؤكد على أن الاعتقاد بوجود قوى مطلقة تحكم الكون هي فطرة جُبلت عليها النفس البشرية، ولعل الآية الكريمة “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا” تغني عن طويل شرح لهذه الفكرة.
عجباً كيف دأب الإنسان منذ البدء في البحث عن خالقه .. فاخترق بمخيلته الأفق وسبر أعماق البحار، وأوجده هنا وهناك، بل صنعه بيده في بعض الأحقاب، وألزم نفسه بالتسبيح في محرابه بكرة وعشياً، يستمد منه القوة الروحية، وقد سلّم له في أقداره.
يعرض فهرس الكتاب القصير -الذي استحق نجمتين فقط من رصيد أنجمي الخماسي- ثلاث وعشرون أسطورة، أسرد على عجالة انطباعي عن بعض ما علق في ذهني منها بعد القراءة، في اقتباس بنص أغبر كغابر الأزمان (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، كما يلي:
يثير الكتاب مشاعر الأسى المشوب بالعجب عندما ضلت الإنسانية عن عبادة الإله الواحد الأحد، واختلقت من النار والهواء والماء والتراب آلهة وبشراً، أخيار وأشرار .. تضرب بشطحات النفس البشرية أعجب الأمثلة في (أساطير الأولين).
…… كتاب كنت قد قرأته في ريعان العنفوان، وها أنا أعود له مرة أخرى الآن .. وكأن الليلة بالبارحة أشبه!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (1) كما دوّنت ضمن قائمة من كتب قرأتهم في عام 2017، غير أن ذاكرتي لا تسعفني، ولا حتى مفكرتي القديمة بما تحويه من ملاحظات، ولا مسودات التدوين في حينها، من تعيين إجمالي عدد الكتب التي قرأتها في هذا العام بالتحديد! ملاحظة: أجد بخط يدي على هامش مفكرة العام عبارة: (33 كتاب) .. لا أعتقد أنها ملاحظة دقيقة. وعن اقتنائه، فقد كان ضمن مكتبة العائلة العريقة التي استحوذتُ عليها كاملة، بما تضم من كتب قديمة قد لا تتوفر حالياً في المكتبات.
لكنني لا زلت أذكر تماماً الأعوام الثلاث التي قضيتها في تحصيل دراساتي العليا في المملكة المتحدة، والأعوام التي تلتها وأنا منهمكة بجد في عملي المهني الذي لا يمتّ بصلة لهواية القراءة لا من قريب ولا من بعيد .. الدراسة التي استحوذت على حياتي حينها، والعمل الذي كان يستنفد القدر الأكبر من وقتي وطاقتي، بحيث لا يتبقى للقراءة في نهاية اليوم سوى القليل من الوقت والتركيز .. ولله الحمد دائماً وأبداً.
تسلسل الكتاب على المدونة: 35
تاريخ النشر: مارس 17, 2021
عدد القراءات:1035 قراءة
التعليقات