مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
كتاب بسيط في لغته سديد في حكمته .. يستعرض عينة من التجارب الإنسانية التي عايشها مؤلف الكتاب مع أصحابها أثناء ممارسة عمله كطبيب .. بعضها يثير الضحك، والآخر العجب، وقد يستدعي بعضها الدمع لا محالة.
لا يفُت الكتاب ابتداءً أن يؤكد على طبيعة علاقة مختلفة ترتكز عليها مهنة الطب وهي تجمع بين طرفيها، إذ: “امتازت العلاقة بين الطبيب والمريض بخصوصية رائعة على مر العصور، فكان الطبيب من جهته إذ يرى الناس في أضعف حالاتهم، يحاول عبر ما يولّيهم من اهتمام وتعاطف معهم أن يقدم ما يمكن لمساعدتهم على تخفيف آلامهم. فبالإضافة إلى ما كان يعطيه من دواء كانت كلماته وطريقة إصغائه ومعاملته لمريضه تضفي لمسة إنسانية ذات أثر معنوي رائع يساعده على الشفاء من أمراضه”.
يعرض فهرس الكتاب -الذي حظي بنجمات ثلاث من رصيد أنجمس الخماسي- ستة عشر تجربة، يأتي عنوان بعض منها بلهجة شامية محببة!. ولأنني عادة لا أقرأ القصص، ولا أحكيها، ولا أتقن كتابتها، أكتفي بسرد شذرات مما علق في ذهني بعد القراءة، كما يلي:
في نص بلون الشفاء، أقتبس مما ورد في المقدمة بقلم وزير الثقافة السوري (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
“… ولست أدري أمن حظ الطبيب أم من سوء حظه أن يرى الناس في لحظات الضعف وفي ساعات الحزن وربما البكاء؟ ولكنه كثيراً ما يراهم مبتهجين في لحظات الشفاء فينال من البسمة الرضية التي تعود إلى الشفاه جزاء ما عانى مع مرضاه وما أشفق”.
… وأختم بدعاء: “اللهم اكفني شر ما يؤذيني ولا تحوجني إلى طبيب يداويني”
آمين!
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (21) كما دوّنت ضمن قائمة من كتب قرأتهم في عام 2017، غير أن ذاكرتي لا تسعفني، ولا حتى مفكرتي القديمة بما تحويه من ملاحظات، ولا مسودات التدوين في حينها، من تعيين إجمالي عدد الكتب التي قرأتها في هذا العام بالتحديد! ملاحظة: أجد بخط يدي على هامش مفكرة العام عبارة: (33 كتاب) .. لا أعتقد أنها ملاحظة دقيقة. وعن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2016 ضمن (35) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لكنني لا زلت أذكر تماماً الأعوام الثلاث التي قضيتها في تحصيل دراساتي العليا في المملكة المتحدة، والأعوام التي تلتها وأنا منهمكة بجد في عملي المهني الذي لا يمتّ بصلة لهواية القراءة لا من قريب ولا من بعيد .. الدراسة التي استحوذت على حياتي حينها، والعمل الذي كان يستنفد القدر الأكبر من وقتي وطاقتي، بحيث لا يتبقى للقراءة في نهاية اليوم سوى القليل من الوقت والتركيز .. ولله الحمد دائماً وأبداً.
تسلسل الكتاب على المدونة: 34
تاريخ النشر: مارس 16, 2021
عدد القراءات:1315 قراءة
التعليقات