الكتاب
ولدت هناك ولدت هنا
المؤلف
دار النشر
رياض الريس للكتب والنشر
الطبعة
(1) 2009
عدد الصفحات
283
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
09/15/2019
التصنيف
الموضوع
سيرة ذاتية لأديب فلسطيني ثائر
درجة التقييم

ولدت هناك ولدت هنا

كتاب في الأدب العربي يُصنف ضمن السير الذاتية .. حيث يسلط فيها الأديب الفلسطيني الثائر الضوء على القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لأرضه، من خلال سرد متسلسل لأحداث مصيرية عاصرها شخصياً، أو في مواقف ذات أثر عميق تعرّض لها أو أحد أفراد عائلته وقرابته وأصحابه وبنو جلدته، وحُفرت في ذاكرته على مر السنين. ففي الفصل الذي حمل عنوان الكتاب (ولدت هناك ولدت هنا)، يسترجع الكاتب رحلته الأولى مع ابنه اليافع إلى مسقط رأسه (دير غسانة)، فأصبح يروي له بأنه (ولد هنا)، بعد أن مضى عمراً طويلاً في غربته يروي له بأنه (ولد هناك).

يعرض الكاتب سيرته الذاتية من خلال إحدى عشر فصلاً بالإضافة إلى فهرسي الأعلام والأماكن في آخره .. قد يطول بعضها عن الآخر، وتنساب في عناوين عذبة أسردها تباعاً كما يلي:

  1. السائق محمود
  2. الأب والابن
  3. عمارة الياسمين
  4. ولدت هناك ولدت هنا
  5. بطاقة الهوية
  6. عربة الإسعاف
  7. ساراماغو
  8. الحمرا
  9. ما لم يخطر على البال
  10. زائر الفجر
  11. نهاية تفضي إلى البداية

ومن أروقة السيرة الذاتية التي حظيت بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، أعرض ما راق لي:

  • من فصل (عربة الإسعاف) .. حيث يسترجع فيه الأديب رغبته الملّحة بزيارة مدينة رام الله التي يضطر معها إلى استقلال عربة إسعاف، وذلك لتجنب ظروف الاحتلال الصعبة والطرق المقطوعة بين المدن .. رغم المغامرة المحفوفة بعواقب قد تكون وخيمة ما إذا تعرضت سيارة الإسعاف للتفتيش عند بعض الحواجز الأمنية!. لم تكن المغامرة الجريئة في حد ذاتها تستدعي الذكر، بل حملقة العجوز المسجّى بدنها فوق سرير يشهد تأرجحها بين حياة وموت .. حملقة كانت موجهة ظنّ الصهيوني حين هم بتفتيش العربة أن ذاك الأديب ليس سوى الطبيب المسعف، حين أغلق الباب قبل فتحه! يا ترى!.. هل شلّت روعه تلك الحملقة، أم أن المشهد بدى وكأنه طبيعياً؟
  • من حنايا الذكرى .. حيث يسطّر الأديب شيئاً من خواطره، والتي أقتبسها -كما وردت- في نص صلب (مع كامل الاحترام لحقوق النشر): “…. ومن علامات قوة المقهور السخرية من الأقوى، والاستعداد الصامت للرد في وقت ما، حتى وإن طال. أثناء هذا الصبر يمارس المقهور شهوة الحياة بكل الحواس”.

ومن جميل ما يستشفه القارئ، الجو الأدبي والشاعري بالتحديد الذي يسود عائلة الأديب، بل والأجمل فضيلة العزة التي حرصت فيها الروائية الراحلة رضوى عاشور على غرسها عند ابنها تميم في صغره، رغم ما تستجلب تلك العزة من عواقب لا تُحمد في زمن يقوده الأسياد وعبيدهم خلافاً للفطرة والمبادئ وقيم الحق والعدل والحرية.

يستخدم الأديب لغة سلسة في أسلوب أدبي شجيّ، يستحضر العاطفة تارة ويثير الحنق تارة أخرى، ويستشعر فيه القارئ قيم الفخر الراسخة عند أصحاب السيرة، ويتألم معهم في احتلال وتشرد وفراق فرض عليهم.

أخيراً .. هو كتاب عن سيرة الأديب مريد البرغوثي الذاتية، يشوبها الكثير من الأدب والحكمة والشاعرية وشظف العيش.

رحمه الله

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (57) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 .. رغم أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط! وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.

 

تاريخ النشر: مايو 4, 2022

عدد القراءات:257 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *