كتاب يقرأ النصوص الدينية براوية أخرى .. بل بالأصح يكسر التقليد ليعيد قراءة تلك النصوص بعين تخترق شعاع الموروث من التفاسير بغية تحليل أضوائها، لتسفر في النهاية عن تأويل متعدد الأطياف وعلى مدى أكثر رحابة. كذلك، يبحث الكتاب من منظور فلسفي عدد من القضايا الجدلية المتباينة الآراء في الدين الإسلامي كما جاء في عنوانه الفرعي (مقاربة تحليلية نفسية). ومن الجميل -بل من دواعي الاعتزاز- أن تُبث تلك النظرة المختلفة للنصوص بـ (عين أنثوية)، كما تقول الباحثة الأجمل د. ألفة يوسف: “التصوف أنثوي الأصل”، والتي تؤكد في تقديمها للكتاب على توجيه الاهتمام نحو أحد وجوه الخطاب الديني: “وذلك بمساءلة أحاديث الرسول ﷺ بالبحث في بعض أبعادها الروحانية النفسية”. وتكمل “ولا تدّعي قراءتنا لبعض الأحاديث أو آليات القرآنية تحديد معان قصدها الله عز وجل والرسول ﷺ فنحن نقرّ بضياع المعنى الأصلي للقول. إننا نود فحسب أن نجسّم القدر البشري بأن نقول قولنا مسقطاً على قول آخر”.
وللتعريف بالباحثة د. ألفة يوسف، تذكر شبكة المعلومات بأنها كاتبة وباحثة وأكاديمية تونسية تخصصت في اللغة العربية واللسانيات، وذاع صيتها بالجرأة التي تناولت فيها الموروث الديني، مقارنة وتحليلاً وتمحيصاً، بصبغة حداثية، لا سيما من خلال المفاهيم والمعاني والدلالات لدى جمهرة العلماء والفقهاء والمفسرين. وقد حصلت على درجة الدكتوراة في أطروحتها (تعدّد المعنى في القرآن الكريم).
تندرج مواضيع البحث في فهرس الكتاب تحت أربع فصول رئيسية أسردها أدناه، وقد تربّع الفصل الرابع على جلدة الكتاب الأولى كعنوان له. قد تكون هذه لفتة لمّاحة لما للحديث المعني من تحفظات ومساجلات، بين مؤيد ومعارض وتأكيد وتشكيك!.
-
- محنة الغياب
- بين حرفية القانون وروح القانون
- لا إله إلا الله
- ناقصات عقل ودين
يحظى الكتاب بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، والذي أعرض في الأسطر القادمة ما ورد فيه من حصافة الرأي وبُعد النظر ما علق في ذهني منه بعد القراءة، وباقتباس في نص زهري (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
- تسبر الباحثة النفس البشرية في مبحث (وهم الجمع) لتتشعب في رأيها حول ما تداخل بها من أمور! فترى أن التهديد الوارد في سورة الهمزة (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) يلحق بمن جمع المال بغية الخلود في الحياة أو كمنجى من الموت، إذ أنه لا يشمل كل جامع للمال. غير أن البخيل الجامع للمال و(الدونجواني) زير النساء، لا يتمتعان فعلاً بما يحصدان! بيد أن حاجات النفس البشرية لا تكتفي بالإشباع بل تطالب بالمزيد، فتمضي الحياة من غير حياة .. وكما جاء في الحديث: (لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ). ثم تستطرد الباحثة لتؤكد أن محاولة الإشباع تتنافى مع شرط النفس البشرية القائم أصلاً على الافتقار، وهذا الافتقار لا يمتلئ إلا بموتها. وتستشهد بالواقع الذي يسعى فيه الإنسان سعياً نحو إشباع حاجة ما، حتى إذا فرغ منها انقلب يسعى إلى حاجة أخرى .. وهكذا دواليك!. غير أن سعار الحضارة المادية قد أغرق المستهلك بمنتجات خلقت لديه حاجة، في حين لم تكن لديه حاجة عندها في الأصل. ثم تعرّج الباحثة في لغة صوفية إلى جوهر النفس القائمة على العطاء لا الأخذ. أليست عملية الشهيق التي في أصلها تهب الحياة، تؤكسد الجسد لتميته شيئاً فشيئاً؟ لهذا، لم يكن للنبي الأكرم ﷺ أن يقبل بالمساومة على رسالته لما فيها من تبليغ وعطاء، على الأخذ من متاع الدنيا بما فيها من ملك وشرف، عندما مالئه عمه ومن ورائه قومه القرشيين.
- في استنباط روحاني لمعنى الإيثار، تنظر الباحثة للحديث الشريف (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحبُّ لِنَفْسِهِ) من زاويتين في مبحثها (الخروج من الأنا)، فترى كما نرى جميعاً أن (الحب) الأول يعود على المؤمن فيعطي لأخيه شيئاً مما يحبه هو لنفسه، غير أنها تتفرد لترى أن (الحب) الثاني يعود على الأخ (الآخذ) فيعطيه المؤمن ما يحبه هو، غير مشروط بحب المؤمن (المعطي) للشيء ذاته. ثم تختم: “وبهذا المعنى لا أُسقط على الآخر تصوري للأشياء ولا أفرض عليه ما أحب، بل أصالح صوت الآخر فيّ، عساني أصل إلى صوت الآخر فيه. فيكون العطاء بلا هدف ولا انتظار ليّ جزاء”.
- رحمة الله تتجلى في معان خفية، كما هي رحمة تجليه كـ (غيب) في نفوس المؤمنين به، فما ترتكب النفس من ذنوب وما تقع فيه من معاصي قد تهون عمّا لو كان الله يتجسد حقيقة أمام الناظرين، وكما جاء وعيد الله لحواريي عيسى عليه السلام حين أجابهم في طلب المائدة، إذ قال تبارك وتعالى: “قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ”. تتجلى هذه اللطائف في البحث المعنون بـ (لا ضامن لوجود الله).
- من الخير المأمول للإنسان -والمذنب تحديداً- أن يُنظر له في جوهر القانون بدلاً من تطبيقه حرفياً عليه. جاء مبحث (روح القانون) ليتجاوز آليته إلى أصله، فما كان تحريم الزنا لفعل الزنا، بل لعلة اختلاط الأنساب وشبهة إتيان المحارم، وجاء تساهل النبي الأكرم مع من قضى حاجته في جوف المسجد لاعتبارات الخلفية الأعرابية المنتسب لها أو لخلل عقلي ما، مادام أن إراقة الماء وتطهير الأرض مستطاع إليه سبيلا. قد يترافق مع تطبيق القانون تعميق شعور المذنب بذنبه، غير أن روح الدين ما جاء لهذا، بل لتوطيد قيمة التبصر والتوبة، في ديناميكية يومية مادامت الحياة.
- وعن استنكار أبو ذر دخول المؤمن الجنة بكلمة التوحيد (وإن زنى وإن سرق) ومناكفة الرسول ﷺ له بـ (رغم أنفه)، تقول الباحثة في بعد نظر: “إن موقفي الرسول وأبي ذر من القانون مختلفان، الأول يرى القانون وسيلة نسبية لتنظيم العلاقات الاجتماعية والثاني يرى القانون مقياساً لتقييم الذات البشرية. الأول يكتشف بواسطة القانون أنه مختلف عن الآخر والثاني يحكم على الآخر لأنه مختلف عنه”. هكذا تتطرق الكاتبة في (الطمع في موضع الله) عن استفزاز القانون للإنسان حتى ينحّي الطمع في أعماقه بالله خالصاً له دون الآخر، فما هو سوى أحد اثنين، مختلف عنه وغير مخوّل للحكم عليه.
- وللباحثة نظرة موضوعية في (نسبية القانون)، فهي “متحولة” حسب تعبيرها وإن كانت إلهية!. تضرب مثالين في الخمر وتعدد الزوجات، إذ أن أحدهما مباح في دين سماوي ومحرّم في آخر. قد يثير هذا الرأي الجدل في اعتبار تعرّض اليهودية والمسيحية للتحريف، إلا أن القرآن الكريم يؤكد تحريم ما كان حلالاً لهم كعقاب في أحد الأمور التي يقول فيها عزّ من قائل: “فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا”. من يدري؟! لعل تحريم الخمر على المسلمين -والذي نزل منجّماً- قد جاء كوسيلة ردع لتجاوز بعضهم في الشراب، ومن ثم السكر، ومن ثم اعتداء بعضهم على بعض!. وعند ختام هذا المبحث تتساءل الباحثة بموضوعية: “ألا يجوز أن يكون ظلم الإنسان لنفسه منشئاً لحدود القانون”؟
- لا تنكر الباحثة الفضيلة الاجتماعية للصدقة على الفقراء، غير أنها تلفت الانتباه إلى البعد النفسي لها “الذي يجعلها نعمة للمتصدق بل ضرورة لصحته النفسية. لذلك حدد الرسول أفضل الصدقة بأن يتصدق الإنسان وهو صحيح حريص يأمل الغنى ويخشى الفقر، ذلك أن في كل عطاء تذكيراً بالافتقار الأصلي بل وسماً له. أليس من الغريب أن يتفشى السرطان في عصرنا الحالي؟ وما السرطان؟ أليس تكاثراً غير عادي للخلايا؟ أليس جمعاً ومنعاً؟”.
- تختم الباحثة مبحث (من مودة الاختلاف إلى غيرة المطالبة) بقول حكيم، بعد التطرق إلى التراشق الذي صال زمن الرسول وجال بين الرجال الذين توخوا تضخيم حسناتهم على النساء في الآخرة كما فُضلوا عليهم في الدنيا بضعف الميراث، والنساء اللاتي توخين تقليص سيئاتهن عن الرجال لتلك الفضيلة (إن صحّت)، وبعد الاستشهاد بالآية الكريمة “وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ”، فتقول: “إن نهي الله عن تمني كل جنس موضع الآخر وتأكيده اختصاص كل منهما بموضع مخصوص، إنما هو نهي ينشد إقصاء التقابل القائم على الصراع ليحل محله الاختلاف القائم على السلام”.
على هامش التحليل السابق، يبدو ظاهراً أن النصوص الدينية التي استقت منها الباحثة مادة كتابها الأساسية، قد تخطّفها القوم من قبل بالكثير من التفسيرات والتأويلات والآراء لتقف عندها منذ ذلك الحين، غير أن فلسفة الباحثة في تعاطي النصوص قد اتخذت طابع البحث الذي تتسم به الفلسفة الغربية، وما يتبعها من نقد موضوعي عقلاني تنويري قد لا يروق للكثير من الأصوليين!. يُذكر أن الباحثة قد أصابها شيء من غبارهم حين أثاروه ضدها وضد رؤيتها غير التقليدية لبعض النصوص.
رغم ما سبق، فإن البحث لا يخلو من إشكاليات -في رأيي الشخصي- والذي قد يعود في المقام الأول إلى إبهام البعد الفلسفي لبعض المباحث المطروحة، فضلاً عن صعوبته بطبيعة الحال!. وإن كنت أحظى بمساحة لتعليق مقتضب، فأورده كما يلي:
- تتطرق الباحثة في مبحث (لا إله إلا الله) إلى مظاهر شرك ثلاث، منها (الصورة إله) حيث تتحدث فيه عن مرحلة المرآة وتجسيم الصورة التي يتفرع منها وهمين: وهم المعرفة ووهم المقدرة!. لقد أعدت القراءة مراراً وتكراراً، غير أن المعنى بقى مستعصياً على الفهم الذي أوتيته.
- على قدر الحماس جاءت الخيبة في استيعاب مقاصد الباحثة في المبحث الأخير (ناقصات عقل ودين)!. لم أكن على ما أوتيت من (عقل) لأفرّق بين ما عنته الباحثة في ثنائية (الدين الذكوري و الإيمان الأنثوي)، وما لفّ لفهما كـ (الشوق وعقدة أوديب، القوامة والأضلاع، الحجاب والانشطار، الواقع والواقعي، الصمت والموت، الحيامن والبويضات)!. ولا أدري ما سر (حشر القضيب) في أوضاع بلاغية بين تلكم الغياهب من القول!!. وبصرف النظر عن مدى استيعابي لمبررات (حديث النقصان) الواردة بقلم الباحثة، فما يمليه عليّ عقلي أكثر قبولاً في رفضه بجملته، إذ أنه:
- كفطرة: الدين جاء منساباً مع الفطرة البشرية السوية، وعليه، فإن التفسير لا بد وأن يأتي منساباً بالمثل. إذ لا يُعقل أن حديث الدين للبشر -في حكمته وبيانه- يستلزم هذا الالتفاف اللغوي والتشابك الفلسفي لتفسيره وتبريره، بل عليه أن يطرق القلب والعقل معاً بسلاسة نابعة من صدقه! لا يدل هذا التعقيد من تفسير الحديث سوى بطلانه!
- كخلقة: يخلق الله المرأة بالطبيعة التي شاء لها أن تكون عليها، ثم -كما يكاد القوم أن يقولون- يعيب خلقها الناقص! “سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ”.
- كمنطق: (عن نقصان الدين) لقد أمرها الله بالصلاة والصيام فأطاعت، فهي كاملة الدين، ثم أمرها بعدم الصلاة والصيام بعذر شرعي فأطاعت، فهي كاملة الدين! و (عن نقصان العقل)، فهل الوسم به جاء (بالعموم) لعدم انخراط المرأة العربية في المعاملات التجارية (بالخصوص) زمن النزول؟ وهل كانت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها استثناءً عن قاعدة النقص وقد كانت (سيدة أعمال) آنذاك؟ سينبري المتهافتون لتأكيد عدم اشتغال السيدة خديجة شخصياً بالتجارة، بل تشغيلها عن طريق رجالاً كان (محمد) أحدهم! حسناً، وماذا عن حيضتها التي لولاها لما أنجبت للنبي (زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم وإبراهيم) ومن قبل (هند وهالة) لزوجها الأول و (هند) لزوجها الثاني؟ فليتبارى القوم لإتحافنا ودفع شبهة النقصان عن نساء النبي إذاً دون غيرهن من النساء وكأنهن لم يكنّ إناثا (مع كامل إجلالي لهن) .. والله المستعان.
- كدين: إن الباحثة القديرة قد اجتهدت وأسهبت في تفسيرها الصوفي (العميق في معناه العويص في فهمه)، ليس لإنكار الحديث، بل بغية نفي انتقاصه لشأن المرأة رغم صراحة الوسم بالنقص!. وبعيداً عن محاولات الترقيع الجادة والعرجاء معاً في نفي الانتقاص أو التخفيف من وطأته، فإنني -وبكل ما أوتيت من عقل كامل ودين قائم على الفطرة السوية- أرفضه رفضاً قاطعاً .. وإن كان لا يصح في إنسانية المرأة، فإنه أبشع من أن يُنسب إلى نبي أرسله الله رحمة للعالمين، بل وأشد تطاولاً في تكريم الله للإنسان وخلقه في أحسن تقويم، بل لا يستوي وعدله الذي ساوى به بين الجنسين في التكليف والجزاء!
أحجية على المتهافتين فكّ طلسمها: عجباً كيف يجري (كامل العقل والدين) جري الوحوش في البرية لجمع مهر (ناقصة العقل والدين) .. ليست لواحدة، بل لـ (مثنى وثلاث ورباع) والذي قد يكون قنطارا!!! وهنا حُق لي أن أتساءل على (قدر كمال عقلي وديني): أيهما الناقص؟ وهل تهافت الكامل على الناقص فضلاً عن بذل المال له، وقد علم بنقصه مسبقاً، سوى دليل دامغ على (نقصان عقله ودينه)؟
في إيجاز .. ((أنا امرأة كاملة العقل والدين)) .. وحسب!
قد تعذرني الباحثة الفاضلة إن تعذّر عليّ الفهم .. فإنما هي تكتب بلغة صوفية لا يفهما إلا أتباع ابن العربي، أما أنا فعلى الشطآن .. أو حولها أدندن!.
تنويه: ما يلي يعبّر عن موقفي الشخصي، ولا يمثل بأي شكل من الأشكال رأي الباحثة أو فحوى كتابها:
على الهامش: استحضر هنا ثلاثة لقطات حول الحديث المعني! الأولى: شيخ السلطان (المتخلجن) وهو يعتلي شاشة تلفزيونية يهزّ بيديه كعادته، مخاطباً المرأة قائلاً: “ده مدح ده” .. وقد ظن -في غفلة من أمره- أن المرأة ستذوب نشوة وقد علمت أنها ليست سوى ذلك الجسد الساخن الذي يلهب لبّ السوبرمان .. الكامل العقل والفرج .. الشبق على الدوام!. تباً للعورة الفكرية الذكورية!. الثانية: أبو العرّيف الذي تبرطّخ وسط مجموعة من أحداث السن بالكاد نبتت شواربهم، يسمم أفكارهم ويحدّثهم عن آخر اكتشافات الإعجاز العلمي في القرآن عن (غدةّ) تحملها المرأة تسبب لها النسيان -لم يُسّمها لأنه نسيها- ما يُثبت صدق حديث نقصها! “وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِىَ خَلْقَهُ” … ويا لها من غدة! كم كان مدعاة للفخر أن يمنحه معشر العاقلين (براءة اختراع) بإطلاق اسم (الغدة العريفية) على اكتشافه الجهبذ. الثالثة: حوار تلفزيوني دار بين ناقصتين .. مذيعة وضيفتها! أما المذيعة فأفعوانية تكيل بمكيالين وتقف مفتوحة الساقين، إحداهما في ملعب النسوية والأخرى في ملعب السلفية .. فتضمن ألّا يعتب عليها أحد. ترتدي من بدع (المحزق والملزق) ما تشاء، ثم تأتي بلقطة تلف فيها رأسها بخمار مبتهلة بـ “يارب”! وأما الضيفة، فقد حرصت على تغذية جسدها دون عقلها حتى استدار كل ما فيها مع خاتميها التوأم في كل يد! تبدأ الضيفة تعبّر في بحّة صوتية عن عدم قدرتها تصوّر العزّة التي منحها دينها -تحسدها عليها الكافرات- لاسيما بوصمها بـ (الناقصة)، وكيف أن النبي قد منحهن شرف النقص في يوم عيد والناس فرحة -من غير نكد- حين مرّ على مجموعة منهن جالسات .. هكذا كـ (عيدية العيد)، وكيف حاورته امرأة (جزلة) وأقرّت بوصم النقص مع صويحباتها في نهاية الحوار .. (جزلة في إشارة إلى ذكائها المتّقد وإلى عدم جزالة من ترفض الوصم)! وكذلك فعلت المذيعة في نهاية حوارهما السفيه بأن أقرّت بوصم النقص كـ (مدح)، وقد جوّدت نطقها بـ (إدغام بغنّة)!.. ويلي من الحمقاوتين! فعلاً، من تقرّ أنها ناقصة العقل والدين، فهي كذلك .. وليس على ناقصات العقل والدين والكرامة من حرج! ملاحظة: وضعت تلك المذيعة نفسها يوماً في موقف لا تُحسد عليه حين وقعت في شر ازدواجيتها، إذ ظهرت على الشاشة تصرّح بأن “شيطانها أقوى منها” بسبب عدم ارتدائها للحجاب .. ومن حيث لا تدري، أساءت لعقليتها ككل التي يركبها عفريت يسيء توجيه فكرها وقولها وفعلها! فهل سيبقى لها من متابعة أو متابع يحترمان عقليهما بعد هذا التصريح؟؟ ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه!. المضحك المبكي أنها تعرّضت للاستجواب الرسمي بعد هذا التصريح، إذ أن الذكوريين كانوا بالمرصاد لكل ما تتفوّه به!.
بدوري .. أنصحكن معشر المفاخرات بنقصكن علينا نحن الكاملات، بتعليق وسام فوق نواهدكن يقول: ((ناقصة عقل ودين .. وأفتخر)) .. أيا عدوّات أنفسكن!.
والحمدلله على نعمة الأنوثة
والحمدلله على نعمة الكرامة
والحمدلله على نعمة العقل
وعند نهاية الهامش: أعجب كيف يُصاب الذكور والذكوريات في ثقافة الجهل المقدّس بمس من جن .. لا لإثبات صحة تلبّس المرأة بالنقص فحسب، بل في قذف كل حرّة وحر يرفضانه .. إنسانياً وأخلاقياً وعقلياً!. وأعجب ونحن في الألفية الثالثة كيف تُطالعنا الأخبار الغربية كل يوم عن نابغات في الطب والفلك والهندسة والسياسة والأعمال والإعلام والفنون والأدب والرياضة …، بينما يحمى وطيس الصحراويين في نقاشات (أنثوية)، كـ: نجاسة بول الرضيعة، وختانها الأحظى للزوج، ومشروعية زواجها كقاصرة، وتغليفها بالسواد، وعورتها، ونقصها، وحيضتها، وتعدد الزوجات، وضربهن، وتبشيرهن بالنار، ولعن الملائكة لهن مع ضرائرهن السماويات الميتافيزيقيات .. وغيرها من لوثات لا أقول فكرية، بل إنسانية في المقام الأول! حقاً! هنيئا لمجتمع .. أمهات رجاله ذوات عوج خلقي، ونقص عقلي، وعورات تستلزم التغطية المغلظة .. تماما كالسوأة!
وكما أكرر دائماً: (أي كتاب لا يقود إلى كتاب فهو أبتر). تستعرض صفحة المراجع قائمة من الكتب العربية والأجنبية ذات الصلة بموضوع الكتاب، غير أن ما لفت انتباهي هو كتاب (تفسير التجويد والتنوير) للفقيه محمد الطاهر بن عاشور، وكتابي (تعدد المعنى في القرآن) و (الإخبار عن المرأة في الكتاب والسنة) للباحثة، حيث تطرّقت الباحثة لهذه الكتب تحديداً في مقابلة تلفزيونية أجريت معها، حضرْتها بشوق. أما مكتبتي الجوداء، فتحمل كتابان آخران للباحثة، هما: (حيرة مسلمة: في الميراث والزواج والجنسية المثلية) و (شوق: قراءة في أركان الإسلام) .. وهما على قائمة القراءة.
حوى الكتاب عدد من الأخطاء المطبعية، ألتقط منها حسب ترتيب الصفحات ما يلي:
- ص9 المصادرة الإيمانية: المصادر / ص9 امتلكا للحقيقة: امتلاك / ص17 لنّ جوهر حياتنا: لأن / ص17 أتى رقم (15) في نهاية الفقرة الأولى من غير توضيح له في الحواشي / ص22 المؤمن لخيه: لأخيه / ص25 لا إلاه: إله / ص28 في عديد الحروب والفتن: في عديد من الحروب والفتن / ص29 مثل للأسباب الكسيرة: مثلاً للأسباب الكثيرة / ص39 ولكلحيرة: ولكل حيرة / ص38 استجابة لعلمات: لعلامات / ص49 سواء أتجسم: تجسم / ص65 نفي الاختلف: الاختلاف / ص65 الءشعار: الأشعار / ص66 موضوع اللوعي: اللاوعي / ص69 صحيح البخاريو / ص82 من خلل: خلال / ص97 ليس لي موضوع: لأي / ص99 فل صلة: فلا / ص129 فقدان القضية: القضيب / ص29 الحاحة: الحاجة.
- تكررت كلمة (الذى) والصحيحة (الأذى) في صفحات: 102, 103, 104, 105 / وتكررت كلمة (الماء) والصحيحة (الإماء) في صفحتي: 102 و 104.
في عجالة -وعلى سبيل النقد الأدبي- فإن هذا الكتاب النافذ:
- واضح اللغة إجمالاً باستثناء ما يشوبه من صعوبة، لاستخدام بعض المفردات والتعبيرات اللغوية غير الدارجة. على سبيل المثال، استخدام تعبير: (ما لا ينقال / الذي لم ينقل / يمكن أن ينقال / لا يمكن أن ينقال / التي لا تنقال / ما ينقال وما لا ينقال)، وقد درج عادة استخدام تعبير (يُقال / تُقال / ما يُقال / ما لا يُقال)، فبدت التعبيرات المستخدمة غير مألوفة إلى حد ما.
- متناغم الإيقاع في سرد الأفكار حول موضوعاته المختلفة، وعلى طول الكتاب.
- محرك في أسلوبه الأدبي لعاطفة القارئ ومحفزّ لنظرته التحليلية نحو النصوص الدينية، من خلال إعادة قراءتها قراءة مغايرة واستنباط ما بين سطورها، وإعمال العقل حول ما أثير من شبهات دينية حول بعض القضايا وما تضارب حولها من آراء. غير أن الأسلوب في بعض جوانبه لم يعكس المعنى الصريح لفلسفة الباحثة، والذي قد يعود لطبيعة علم الفلسفة وما يكتنفه من غموض، وأفكار تنغلق على غير المختصين!.
- جيد الخيال في إيراد بعض الأمثلة لتوضيح فكرته، مثل الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وعلوم الفكر الحديث.
وقبل الختام أقول: يأتي إهداء الباحثة في مقدمة الكتاب ليلمس جانباً من قلبي قد أصابه قبس من نور الغيب .. من حيث أدري أو لا أدري .. “إلى كل من احتار بين الرضا بالغيب والشوق إلى التجلي”.
فلنسمح:
للإبداع أن يحرّضنا .. بقتل القديم بحثاً، كخطوة أولى نحو التجديد
وللاستكشاف أن يبصّرنا .. في رؤية الواقع بأعين جديدة، لا الانتظار على وهم الرحيل لأرض جديدة
وختاماً، لي أن أوجه سؤالاً: د. ألفة يوسف .. أين أنت من الساحة العربية؟!.
مع وافر الاحترام والتقدير
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (35) في قائمة ضمت (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو رابع كتاب اقرأه في شهر يونيو من بين واحد وعشرين كتاب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية في نفس العام ضمن (90) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (يونيو)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
حافل بالقراءة وبإعداد مراجعات الكتب المقروءة .. مع استمرار الحجر الصحي.
تسلسل الكتاب على المدونة: 69
………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………
تعقيب:
قبل البدء وجب التنويه!
سيرد اسم (لحية) في التعقيب أدناه، والذي لا أنتقص به البتة من أي إنسان اختار اطلاق لحيته، سواء كان ذلك لأسباب دينية أو ثورية أو ذائقية، إنما عنيت ما عنى به المتنبي في قوله (أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم .. يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ)، من الحفاظ على قشرة الدين الخارجية وإهمال جوهره، وكأن اللحية أصبحت مرادفاً حرفياً لتقوى الرجل كما النقاب في الدلالة على صلاح المرأة.
والويل لو تولّى اللحية من هؤلاء مهنة (حاخام سلطان – تخصص: حيض ونفاس)، بينما يُشير (معدل الذكاء IQ) الملحق به إلى مستوى ما دون الحمار!.
بعد نشري لهذه المراجعة، وكعادة ذوي اللحى الذين تشتم معاطسهم رائحة أي موروث يعبق بفرج المرأة ولواحقه، من حيض ونفاس وختان وشهوة وشبق وسعار حام .. اقتحم (لحية) من فصيلة السلفنجية لا أعلم أم من الأخونجية أم من مخلّفات الصحونجية، مساحة التعليقات لدي، لينبري مدافعاً بكل ما أوتي من جيوش حيواناته المنوية لإثبات وصم النقص على المرأة، لا انتقاصاً بل خلقة. ولم يغفل في خضم دفاعه أن يستبرأ للنبي من خُلُق الانتقاص .. وقد أعتقد بهذا الإفحام -الذي لم يكن سوى عذر أقبح من ذنب- أن على كل امرأة بعدئذ .. معاندة، كافرة العشير والحديث الصحيح، والمنكر والنكير .. أن تحجّ السبع حجج لتكفّر عن كفرانها، بالطبع مع تعليق وسام (شرف النقص) على صدرها .. تلك التي تُختصر في لقب (عورة) من جملة أوسمة التكريم التي حباها بها دينها .. ثم عليها استعارة ألسنة اللحى لتتشدق بانتفاء مقاصد النقص إذ أن العلة تكمن فقط في: خلقة الله! وقد فات اللحية أن درء شبه انتقاص النبي للمرأة كـ (ناقصة) بخلقة الله التي جاءت (ناقصة)، لهو تطاول على خلقة الله الذي أقسم في محكم كتابه وقال عز من قال: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) .. عجباً كيف أراد هذا اللحية الاستبراء للنبي فأساء لخلقة الله، وتلك لعمري طامة كبرى .. (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
ملاحظة: النبي الذي يستبرأ له اللحية، يذكر عنه نفس الموروث الذي يحمل حديث النقصان، حظوته بأربع وعشرين زوجة في حياته التي خاضها كنبي زاهد يوصي القوم بذكر (هادم اللذات)، وقد مات وهو شيخ وفي حوزته تسعة منهن، كنّ عجائز، إحداهن كانت في السادسة من عمرها حين عقد قرانها وهو قد فاق الخمسين، يطوف عليهن في ساعة من نهار أو ليل وفي غُسل واحد (يقسّم بينهن المياه بالعدل كشرط للتعدد)، وقد أوتي قوة 30 حصان تصل في روايات (مزايدات) أخرى إلى 40 من رجال الجنة بل إلى 4000 على ذمة أبو نعيم في مسنده!.. كم هي الناقصة شهية بهية مكتملة بفرجها إذاً، وكم هو استذكار الموت يهدم اللذات فعلاً حتى آخر رمق .. غير أن فقه القيمة الشرعية مبهم من إطراء فحولة جنسية لنبي جاء أصلاً لإتمام مكارم الأخلاق!!. لا أقول هذا امتهاناً لمقام نبي عظيم سيد البشر وأكرمهم ولا لنسائه الأطهار أمهات المؤمنين، بل دفاعاً وغيرة وصيحة لتطهير سيرته التي نهشها المبطلون بعد وفاته بمائتي عام، ولتنظيف الموروث الديني من هكذا قبائح وتلفيقات وسفاهات لم تأت سوى من كيس أبو هريرة ودكاكين الفقهاء .. ما أنزل الله بها من سلطان!.. فمن ادعى كمال العقل فليُعمله في الموروث، ولا يتلقّاه كقومه صماً وعميانا.
لفتة: لا يمكن تبرير تهافت اللحى على (فرج المرأة) بهذا القدر من الهوس سوى كـ (نقطة ضعف)، بحيث يظهر الفرج دائماً في محل إثبات (كينونة) كل واحد منهم .. الكينونة المفقودة على الأغلب والتي لا يمكن إحقاقها إلا من خلال الفروج النازفات!
إن أزمة اللحية المتأزمة تكمن في وجود امرأة تعتز بكمال إنسانيتها قبل كل شي، وتشعّ بكل أطياف العلم والفكر والحكمة والقوة والتحدي والإباء والإبداع والجمال والنجاح والاستقلالية واحترام الذات، والجرأة في رفع كلمة (لا) أمام كل موروث بائس يريد لها اللحية أن تتلبّس به مع كساء أسود يغلفها تغليفاً مع صوتها وعقلها .. الأمر الذي يهدد مستودع حيواناته المنوية وينسف صفة الرجولة عنه! فإذا به يستعرّ جاهداً لنبش الموروث واستفراغ ما أوتي من قيء في قوالب من أحاديث وروايات ذوات عنعنة منمنمة مطعمة بتهديد المعاندين والمعاندات بجحيم وبئس مصير .. كل هذا في سبيل هزة قبول من رأس امرأة يسترد بها رجولته العرجاء ويرقّع خروقات نفسه الناقصة!.
وأبشرك يا (لحية)! نعم قد تجدّ منهن (عورة تائبة)، ممن حلّ فرجها مكان دماغها ورضيت بتفلطح عقلها مع كل ما تفلطح من جسدها ارضاءً وإشباعاً لشبق ذكر لا يرى منها سوى عجيزتها، ولا يرضيه سوى مسخ إنسانيتها!. أما عني، فقد اعتدت أن أجد مكاناً لائقاً لهذا الباب من (الكذب المقدس) .. لا في مدونتي بل تحت كعب حذائي العالي .. الكعب الذي حرّمه فقهاء وأد المرأة .. بالمناسبة!.
في كلمة: مشكلة قوم اللحى تكمن في امرأة مكتملة بعقلها ترفض هراء الموروث، فتصيب اللحى في مقتل .. اللحى التي تتصدى لها من كل جانب لإعادة عقلها إلى رشده .. إلى نقصه، وحتى تفتخر من جديد بنقصانها الكامل المكتمل!. حسب معشر اللحى -وقد اندحرت الصحوة بالصحونجية في غياهبها- أن يفخروا بأمهاتهم الناقصات اللاتي لا بد حملوا منهن وراثياً (مركّب النقص) وإلا لما استماتوا دفاعاً عنه، وأن يفخروا كذلك بنقص كل ذات فرج من عشيرتهم .. ولتُفاخر معهم العوراوات المازوشيات، الناقصات عقلا، النازفات فرجا، المعوجات ضلعا، الشيطانات قبلا أو دبرا .. بموروث مسخ إنسانيتهن .. جلّ ما عليهم فقط كفّ ألسنتهم المنتنة عن النساء الكاملات.
أخيراً وقد يكون ليس آخراً:
كم هو ملفت للنظر أن تتعدى الكتب المنشورة في مدونتي السبعين حتى كتابة هذه الأسطر، في حين تتصدى (اللحى) فقط للكتب التي يشتبه أصحابها بصلتها مع (شريعة القضيب) و (فقه الفرج)!.
وكم هو مضحك أن يستمر الجدل البيزنطي لمعاشر اللحى حامياً وطيسه، من أجل إرغام امرأة عزيزة على التسليم بنقصان عقلها ودينها .. فلكي تكون المرأة كاملة عليها أن تقر بأنها ناقصة، ومن تستنكف عن وسام النقص الذي شرّفها به دين الرحمة وكرّمها عمّن سواها من الكافرات فهي كافرة مثلهن، حتى تظن الناقصة أن بموجب إقرارها بالنقص تستلم صكّ اعتراف بالكمال .. كمال عقلها ودينها .. خلاف من ترفض الوصم بالنقص متيقنة بكمالها، فهي ناقصة حتى تفيء وتقرّ بنقصها لتصبح كاملة!. رغمت أنوفكم، ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم!.
وكم هو جهل أن ينتقصها اللحى، وقد ساواها الله عز وجل مع الرجل تماماً في التكليف من عبادات وطاعات وأوامر ونواهي وجزاء وثواب وعقاب!!.
وكم هو عار أن ترتقي البشرية في ألفيتها الثالثة تناطح علومها مجرات السماء، في حين يقيس تجّار دين الحق (IQ) المرأة بقطرات دم ينزفها فرجها أياماً معدودات من كل شهر قمري .. وكيف بدين يحترم أتباعه يقيس كمال ونقصان إيمانهم من فروجهم؟.
وكم هو خزي أن تصطف نساء الأمم يفاخرن بكمالهن ويفخر معهن رجالهن، بينما تصطف نساء أمة اللحى يفخرن بنقصانهن ومن أمامهم تهتف اللحى على ذلك بكمالهن!.
وكم هو قبيح أن يحشر اللحى خراطيم أنوفهم (وخراطيم أخرى) في كل شأن من شؤون المرأة متضمناً ما هو خاص بفرجها، في حين تُمنع من الإدلاء برأيها فيها، حتى يتصدى لها جيش اللحى بهجوم منوي في سبيل الفرج!.
وكم هو عجيب أن يحرص اللحى حرصاً مجلجلاً على ترسيخ عقدة النقص في أعماق المرأة من خلال إشعارها بالعار والذنب والنجس الذي يأتي على عقلها ودينها ينتقصهما .. رغم معاني الخصب والنماء وروح الحياة التي تجسّدها كلها .. في الوقت الذي يغفل اللحية منهم أنه لولا (نجاسة) أمه لما أبقاها أباه عنده ليلة واحدة -على ما هي عليه من خلق وجمال واستدارة ومهارة طبخ ونفخ- ولما جاء هو بالتالي إلى الحياة .. والفضل للحيض!.
وكم هو مدعاة للكفر أن يدّعي دين تمام مكارم الأخلاق، وخيرية أمة أخرجت للناس، والإخراج من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، مع قيم العدل والمساواة وتكريم الإنسان، حتى يوصم المؤمنة به بـ (الناقصة)؟ .. وخير دليل على هذا موجة الإلحاد التي تعصف الآن بأحفاد شبه جزيرة العرب .. منبع الإسلام .. والله المستعان!.
لا يمثل لي هذا التعقيب شيئاً .. فليست تلك قضيتي، إنما جاء كرد على ترّهات اللحى، ودعوة (صحوة) لإيقاظ الغافلات والغافلين .. وكلمة لله وللتاريخ!
أما عني .. وعلى قدر إخلاصي لكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) .. ومع ابتسامة كعرض السماوات والأرض .. أقول:
…………………………………. (( أنا كافرة بهذا الموروث )) ………………………………….
أتمنى أن يكون هذا ختامها، حتى لا أضطر إلى جزّ لحية أخرى .. رغم أنني دائماً لها!.
يا هما أو مها او هما معاً .. أنتي قارئة نادرة الوجود إذا انكِ لا تقرأين فحسب، بل تقرأين بكل ما أوتيتِ من عقلٍ وتدبر وتفكر وتحليل واستخلاص للأفكار والمفاهيم وربطها ببعضها وعرضها بأسلوب شيق ومقارنتها مع ما لديكِ من زخم معلومات سابقة إثر قراءةٍ لعشرات الكتب والمقالات، ولا تخجلين من عبارة “لم أفهم” وهذا فيه حرصٌ كبير على أداء أمانة .. أنتِ من أمنتها لنفسك بعرض المحتوى بكل شفافية ووضوح وعدم التحريف والتزوير بغية نشر أفكار خاصة بكِ
لا شك تملكين وقتاً طويلاً لمثل هذا الأمر وأنا بيني وبين نفسي كيف لإنسان عنده كأي إنسان مهام حياتية والتزامات إنسانية، وسواء أكان الإنسان متزوجاً أم لا، أكان عنده أبناء أم لا، بجميع الأحوال لديه التزامات ومشاغل في الحياة قد تعيقه عن قراءة وتمحيص العديد من الكتب قراءةً يندر من يقرأ مثلها في زماننا الحالي
بالنسبة للكتاب أرى بأن أقرأه كاملاً لأنني مهتم بأي موضوع يتعلق بالرجل والمرأة من الناحية الشرعية وخاصةً إذا كان كتاب يتحدث عن مسألة التعدد.
كنت قد استطولت الملخص وبعد لحظة تفكير بأن القراءة هي أخذ الخلاصة من ساعات بالبحث والتفكير والكتابة والتدقيق للكاتب وشعرت كم من الوقت والجهد أخذ منكِ هذا الملخص قررت أن أقرأه في النصف ساعة المخصصة للغداء في المصنع الذي أعمل به.
شكراً جزيلاً استاذ محمد على الإطراء. وكما تفضلت .. لا بد للقارئ من أن يكون مخلصاً لما يقرأ، وإلا ما الفائدة؟ وعن الوقت المخصص للقراءة ومن ثم كتابة المراجعة، ورغم الالتزامات وأمور الحياة، فاعتدت أن أخصص الوقت الأكبر لهما، لاسيما القراءة .. قد يكون للعادة دور، فأنا قارئة منذ الصغر.
الكتاب ينظر للنصوص الشرعية من منظور صوفي والذي قلما يأخذ به عامة الفقهاء وعلماء الدين، لما للتصوف والفلسفة من (شطحات) كما يرون. الكتاب يستحق القراءة لكنك قد تحتاج لإعادة القراءة للتحقق من المعنى وإدراكه.
لديك الهمة في استغلال وقت الراحة المخصص أثناء العمل للقراءة .. ما شاءالله .. عظيم.