رواية عن سيرة ذاتية للمؤلف تحكي واقع عاشع أثناء علاج مرضاه
الكتاب
مورفين
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Морфий - By: Михаил Афанасьевич Булгаков
المترجم/المحقق
إسكندر حبش
دار النشر
طوى للنشر والإعلام
الطبعة
(1) 2013
عدد الصفحات
96
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
04/08/2018
التصنيف
الموضوع
رواية مقتبسة من حياة المؤلف تختصر ألم المدمن
درجة التقييم

مورفين

رواية تختصر ألم المدمن أياً كان إدمانه .. في صفحات معدودة! وعلى عهدة الراوي، فقد اقتبس المؤلف هذه الرواية من أحداث حياته الشخصية، إذ عانى في فترة ما -وبعد إصابته بالحساسية جرّاء معالجة أحد الأطفال- من الإدمان على المورفين، والذي كان يتعاطاه بداية كمسكّن لألمه، إلا أن الأمر تطور فيما بعد إلى حد الإدمان القاتل. تقول الرواية عن هذا الحد: “فترة حرجة ومؤلمة أمضاها بولغاكوف، لا لأنه هدد بالانتحار فحسب، وإنما لكونه أطلق النار على زوجته التي رفضت أن تحقنه بالمخدرات بعد أن رمي عليها النفط الذي كان داخل أحد المصابيح”.

تعرض شبكة المعلومات متفرقات عن سيرته الذاتية! إنه الروسي د. ميخائيل بولغاكوف (1891 : 1940)، الطبيب الناجح والأديب المبدع والسيء الحظ رغم ذلك، إذ تشاء أقداره أن يترعرع في حقبة سياسية تناهض الحريات في كل أشكالها!. يولد في مدينة (كييف) لأبويين أكاديميين، ويلتحق بكلية الطب ليتخرّج بدرجة امتياز يتم تعيينه على إثره مدير عام لمستشفى في قرية نائية، يعرض فيها يومياته من خلال كتابه الأول (مذكرات طبيب شاب). ثم يخدم كطبيب على جبهة الحرب الأهلية الروسية ويعاين الموت في كل لحظة دون أن ينحاز إلى طرفي المتقاتلين، بينما يلتحق أخويه بالجيش الأبيض الذي يهزمه الجيش الأحمر في النهاية. وعلى إثر الهزيمة، تهاجر عائلته إلى فرنسا ويكون هذا آخر عهده بها! يُصاب د. بولغاكوف بالتيفوس (الذي يسببه نوع من البكتيريا)، ويهجر مهنته بعد شفائه متجهاً نحو الأدب، فيؤلف المسرحيات والقصص الرمزية التي تأخذ الطابع السياسي، أشهرها مسرحية (آل توربين) التي يقال أن ستالين حرص على حضورها أكثر من خمس عشرة مرة، رغم أنها كانت تتطرق إلى الجيش الأبيض المناوئ! يضيّق الاتحاد السوفيتي الوليد الخناق على الكتّاب ويصادر حرياتهم، فيضيق الطبيب-الأديب ذرعاً بهذا الحال الذي يمنع عرض ونشر مؤلفاته، يحدّه على توجيه رسالة إلى ستالين شخصياً يطلب منه السماح له بالهجرة، الأمر الذي يرفضه الأخير ويصرّح له بالعمل كمخرج مسرحي وذلك من خلال اتصال مباشر به. عليه، يعيش الطبيب-الأديب في موسكو حتى وفاته متأثراً بقصور كلوي.

لا تستغرق قراءة الرواية -التي حظيت بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي- أكثر من ساعتين، وقد جاءت عن ترجمة مباشرة من نصها الأصلي (Морфий – By: Михаил Афанасьевич Булгаков)، والتي عني بها المترجم والصحفي والشاعر اللبناني (إسكندر حبش). وفي الأسطر القليلة أعرض نبذة عن الرواية، وباقتباس في نص قاتم (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

  • بطل هذه الرواية هو (د. بولياكوف)، الذي تجرع ألم الوحدة والهذيان والصراع وفقد الحبيبة، مقابل تعاطيه جرعات يومية من المورفين، تنقل خلالها بين عمله في المستشفى الجديد، وبين (د. ن) الذي تولى علاجه بسرية، وانتهت بإطلاق الرصاص على نفسه.
  • مهما أوتي الإنسان من قوة، قد يتكفل ألم بسيط بهدّ أركانه! وتلك العقاقير التي تهذّبه روحياً، لم لا يُسمح بها وهي أقصر الطرق؟ يقول في هذا المعنى: “يصل الكائن البشري إلى ذروة قوته الروحية. ولو لم تفسدني دراستي الطبية، لتجرأت على القول إنه من غير الممكن أن يعمل أحدهم بشكل طبيعي إلا بعد حقنة مورفين! لتحكموا بأنفسكم .. بماذا يتميز الإنسان إن كان ألم عصبي صغير جدير بأن يطرحه أرضاً؟”.
  • تتيح له لحظات تعاطي عقار الإدمان استلهام خواطر ما كان لها أن تتشكل فترة صحوه! يقول في إحداها: “يملك المدمن على المورفين ميزة لا يستطيع أحد أن يلاحظها: قدرته على العيش بمفرده بشكل كامل .. والوحدة .. وهذه من الأفكار المهمة البليغة .. تقودنا إلى التأمل والطمأنينة والحكمة”.
  • الحكمة الدارجة التي تدعو العاقل بـ (اسأل مجرب ولا تسأل طبيب) عرضة للتصحيح لصالح الطبيب إذا تجرّع العقاقير التي يصفها للمرضى. يوصي في هذا قائلاً: “من المفيد جداً للأطباء أن يتمكن كل واحد منهم اختبار أكبر عدد من الأدوية على نفسه أولاً، إذ إنه سيدرك عندئذ تأثيراتها. بعد الحقنة، وللمرة الأولى خلال هذه الأشهر الأخيرة، نمت جيداً بعمق من دون أن أفكر في تلك التي خانتني”.

يؤخذ على الرواية عدم سرد يوميات المعاناة بشيء من التفصيل، والتي كان لها أن تستميل عاطفة القارئ بشكل أكبر لطبيب معالج حاول كتم حقيقة مرضه وتحول إلى سارق للعقاقير، وقد اضطرب نفسياً وبات شبه مفضوح بين زملائه في المستشفى! كذلك، لم يكن الترابط بين أحداث الرواية على مستوى جيد، بحيث قد يخيل للقارئ أن ما ورد هو عبارة عن مقتطفات لأجزاء الرواية الأصلية، والتي لا بد وأن تكون درامية بشكل أعنف لو كان هذا الافتراض صحيحاً.

ومع هذه الرواية، استرجع قراءتي لأولى مؤلفات د. ميخائيل بولغاكوف، وهي: (مذكرات طبيب شاب)، والتي رسمت سيرته الذاتية بما أوتيت من إرهاق عملي وإخلاص إنساني.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (19) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما! وهي آخر ما قرأت في شهر ابريل من بين ثلاثة كتب. وقد حصلت عليها من متجر نيل وفرات الإلكتروني للكتب العربية في نفس العام، ضمن (20) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.

وبالإضافة إلى هذه الرواية، تحمل أرفف مكتبتي مؤلفات أخرى للمؤلف، منها ما قرأت ومنها ما لم أقرأ بعد! هي: قلب كلب / بيوض القدر / الحرس الأبيض / المعلم ومارغريتا 

من فعاليات الشهر: مضيت في رحلة إلى البرتغال لمدة أسبوعين. كانت ممتعة للغاية، طفت فيها أرجاء البلد وشاهدت ما تبقى من آثار العرب الأندلسيين، من خلال برنامج سياحي مكثّف ضم الكثير من سيّاح أوروبيين وأمريكيين. وبينما كان معظمهم يستمتع بمرحلة ما بعد التقاعد، كنت (الصغيرة) بينهم التي حَظيتْ بدلال الجميع. أسترجع كذلك أنني حضرت في الشهر السابق برنامج لتعلّم مبادئ اللغة البرتغالية، وقد كان لطيفاً أن أتبادل مع البرتغاليين كلمات مما تعلّمت.

تسلسل الرواية على المدونة: 84

تاريخ النشر: نوفمبر 30, 2021

عدد القراءات:802 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *