♥
وفي يونيو من عام 2024
أي بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف على افتتاح مدونتي
أصبحت مدونتي تضم مراجعات كتابية
عن 500 كتاب
♥
مع خالص الشكر لأصدقاء الكتب على الدعم والمتابعة
♥
اقرأ
لا
لأنني
زاهدة
في
الحياة
لكن
لأن
حياة
واحدة
لا
تكفيني
♥
كتاب يثير السخرية، ثم العجب، ومن بعدهما التبصر في أبعد ما يمكن أن تشطح له النفس البشرية المجبولة على الاعتقاد بوجود قوة غيبية وأزلية -تسمى خالق أو طبيعة- تسيطر على الكون، ويخضع لها المخلوق البشري منذ لحظة ميلاده حتى مماته .. بل وبعد مماته!
ليس عجباً أن ينحرف العقل البشري في بدائيته .. عند إنسان داروين، أو رجل الكهف، أو طرزان الغاب، أو مخلوق ما بعد عصر الديناصور، غير أن ما يثير العجب حقاً هو ارتداده في ظلمات بعضها فوق بعض، من بعد ما حباه الله بأنوار الإيمان والعلم والحكمة، حملتها إليه رسالات سماوية وأنبياء نبلاء وأتباع صالحين وصالحات على المحجة البيضاء! إنه انتكاس فكري حاد به عن جادة الصواب، أصاب الدين والدنيا معه في مقتل!. غير أن العجب الأكبر يكمن في حالة الخرس التي تلبسّت رجال الدين -كما يتسمون- أمام تلكم الانحرافات الفكرية، بل الأدهى أن تصبح هي ذاتها نتاج نفوسهم المريضة اللاهثة خلف الشهوات، أو جيوبهم المتعطشة لعطايا السلطان، وقد كان منها ما يثير الحنق والتقزز والضحك كل على حد سواء!. وفي هذا يروي البيهقي عن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- قوله عن شر الزمان القادم وشرار علمائه: “… علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود”.
على الرغم من الخلفية الأكاديمية للكاتب، حيث تخرّج في كلية التربية وعمل في مهنة التدريس داخل مدارس العراق والكويت، إلا أنه اتجه لاحقاً نحو دراسة علم الميثولوجي وما يشتمل عليه من علوم تعني بثقافات الشعوب وأديانها وأعرافها وتراثها وأساطيرها!. عليه، فقد وضع كتابه هذا عام 2015 كما تشير صفحة الكتاب الأولى، مع غيره من الإصدارات التي تعرضها صفحة الكتاب الأخيرة.
يعرض فهرس الكتاب الذي نال أربع نجمات من رصيد أنجمي الخماسي واحد وعشرون فصلاً، يتشعب عنها عدد أكبر من المواضيع ذات الصلة، أذكرها تباعاً كما يلي:
ومن تلك (المهازل) التي اشتق منها الكاتب عنوان كتابه، أسرد في الأسطر التالية ما علق في ذاكرتي منها بعد القراءة، مع التأكيد على أن الطرح لم يأتِ نتاج هوى، بل إنه موثّق بمصادر ومراجع معتمدة:
ملاحظة: ترد بعض التعليقات في نص أزرق .. لا تعبّر سوى عن رأيي الشخصي ولا تمتّ لمحتوى الكتاب بصلة.
إلهي لقد أقسمت باسمك داعياً … يأج أجوج جلجلوت وجلجلت
ألا واحجبني من عدو وظالم … بحق شماخ أشمخ سلمت سمت
أبارخ بيروخ وبيروخ برخوا … شماريخ شيراخ شروخ تشمخت
بآج أهوج جلمهوج جلالة … جليل جلجلوت جماه تمهرجت
تدور الشكوك في نظم هذه القصيدة حول أحمد بن علي البوني (وقد حمل لقب شيخ)، رغم ما عُرف عنه اشتغاله بالسحر .. حيث زعم احتوائها على اسم الله الأعظم الذي لولاه ما حملت الملائكة العرش، ولا أشرقت الشمس، ولا أضاء القمر، ولا هبط جبرائيل بجناحيه إلى النبي محمد ﷺ حاملاً له هذه الهدية من الله جلّ في علاه، وقد أقرأه السلام وخصّه بالتحيات. وإمعاناً في إلصاق صفة القداسة على جلجلوتيته، فقد حشر رموز أهل السنة كأبي بكر وعمر، ورموز أهل الشيعة كعلي وابنيه، في مناسبة التنزيل.
وفي الترجمة عن السريانية، يزعم هذا الشيخ أن أسماء الله الحسنى تجلّت من خلالها! فأهوج هو (الأحد)، وطمطام هو (البارئ)، ومهراش هو (الثابت)، وطيطخت هو (الجبار)، وشماخ هو (الحليم)، وشرنطح هو (الرؤوف) ….”سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ”. غير أن كل هذه الأسماء في جملتها لا تعدو عن كونها أسماء جن، كالجني (بدوح) الذي دعى الكاتب بالتوسع في البحث عنه لمن شاء، ضمن دائرة المعارف الإسلامية المترجمة.
ومما يثير الاستنكار بعد الاستهجان، أن يتناقل العلماء تلك القصيدة ويتصدى لها بعضهم بالشرح والتعظيم، كالشيخ عمر البياسي، والرومي الحنفي، ونور الدين الأصفهاني، انتهاءً بالعالم الرباني أبو حامد الغزالي الذي رأى أن ما تحمله من أسماء سريانية هي في حقيقتها أسماء الله الحسنى!. ويا لها من سقطة لحجة الإسلام وفقيه الأمة وفيلسوفها.
وقد أسفرت البحوث التي تنافس فيها السنة والشيعة على اسم الله الأعظم المزعوم، عن تطابق الرسم الطلسمي له واختلاف نظم القصيدة عنه، فقد جاءت (تائية) عند أهل السنة، و (ميمية) عند أهل الشيعة.
وعن النجمة ذات الأقطاب الخمس والمتربعة وسط طلسم الاسم المزعوم، يقول الكاتب أنها أُدرجت في تفسير (النجم الثاقب) المذكور في سورة الطارق، كما سطع ذكرها في أساطير الأولين .. فهي (الزهرة) عند الوثنيين، و(عشتار) عند البابليين، و(عشتروت) عند الفينيقيين، و(العزى) عند القرشيين، و(مايا) عند الهنود، و(ميترا) عند الفرس، و(فينوس) عند الإغريق.
أما (أهيا شراهيا) فهو تعريب لـ (يا حي يا قيوم) عن الأصل العبري لاسم الله الأعظم، حيث يقول نصّ البيت من تلك القصيدة: “بأهيا شراهيا أدوناي صبوة .. صباوت آل شداي أقسمت بطيطغت”. غير أن الشيخ الطبرسي قد جاء على ذكره في كتابه (مكارم الأخلاق)، فهو عنده الاسم المحفور على جبين الملاك اسرافيل، كما أنه يعالج ألم الأسنان إذا كُتب فوق ثلاثة وريقات زيتون ثم استُخدمت كحجاب. وبقدرة قادر انتقل هذا الاسم المعقد ذو الاثنان والسبعون حرفاً من على إحدى أوراق البردي في مصر القديمة، إلى التراث الإسلامي لكن بثلاث وسبعون حرفاً.
أما المهدي الذي ظهر بين أهل السودان، فقد أظهرت حياته الخاصة صور من شبق عارم أفضى إلى وفاته وفي ذمته مائة وخمسون (حُرمة)، جمع وصاله بينهن أجمعين في بيته العامر في أم درمان، وقد حرّم عليهن الزواج بعد مماته تماهياً مع رسول الله وزوجاته أمهات المؤمنين (صلوات الله عليه وعليهن أجمعين)، غير أن أكبرهن سناً هي من حظيت بشرف لقب (أم المؤمنين) دون غيرها.
يتوسع الباحث في هذا الموضوع من خلال فصل (التحليل الشرعي لانحراف النيكروفيليا)، وهو انحراف يعرّفه علم النفس بـ (شغف ممارسة الجنس مع الجثث)، وقد تطرّق فيه إلى معنى المصطلح، وتحليله، واحصائياته، ومدى انتشاره، والشواهد التاريخية عليه، وممارسته بين الحيوانات بعضهم مع بعض، وممارسته عليهم من قبل بني البشر، والذي قد يكون (الشيخ) المشار إليه قد استنبط حكمه الشرعي -الأشد خزياً- بناءً على تلك الشواهد. وعنه يقول الكاتب نصاً: “ويظهر هذا الفكر التسلطي عند شيخنا في قوله: يباح للزوج أن يفعل بزوجته ما يشاء وكيف شاء وقت ممارسة الجنس. حتى بعد الموت يبقى متسلطاً عليها”.
ومن بعض ما يستوجب الانتباه، أقتبس في نص حالك ما أورده الكاتب (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
كما أقول دائماً: إن أي كتاب تُطوى صفحته الأخيرة ولا يفضي إلى صفحة كتاب جديد، هو في الحقيقة كتاب أبتر .. وقد جاء هذا الكتاب سخيّاً بمراجعه العلمية المنشورة في آخره. أما ما لفت انتباهي منها فمجموعة أحرص على اقتنائها قريباً، وهي:
في عجالة -وعلى سبيل النقد الأدبي- فإن هذا الكتاب الفكري الجريء:
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فقد جاء توقيت قراءة هذا الكتاب ملائماً مع أزمة تفشي وباء كورونا، وما تبعها من حجر صحي عالمي!. ليس على الكورونا من وزر، إلا أن أحد المتنطعين -وقد صادفته- قد انبرى ينادي ملء شدقيه على معشر الشباب، الأعزب منهم والمتزوج والمعدّد على حد سواء، بفتوى إحياء سنة تعدد الزوجات، حيث ما استطالت الكورونا إلا لحصائد فروجهم! وقد أغلظ القول على النساء -مستهلاً بابنته الغضة حديثة العهد بشهر عسل- منع أزواجهن الزواج بأخريات!.
لقد أعيت الكورونا حكماء المشرق والمغرب أن يجدوا لها طباً، غير أن في جعبة أبي جهل كان يقبع الخبر اليقين .. فليسعفنا -رضي الله عنه- بفتوى، لأن تركيبة عقاره السحري لمعاشر مسلمي الألفية الثالثة لا تُطبب كفّارها، ولأن الكورونا عمّت البشرية بمؤمنها وكافرها ولم تستثنِ منهم أحدا .. فما الحل يا رعاك الله؟
أسفاً!!.. كم يعزّ علينا ديننا وقد احتوشت أركانه المتردية والنطيحة بالهرطقات والأباطيل وأساطير الأولين، فبات مثقلاً بالضعيف من الحديث والمنكر والمكذوب والموضوع والغث والرث والرديء والخبيث .. ما أنزل الله بها جميعاً من سلطان!.
إنها فعلاً لقضية تحتاج إلى وقفة جادة تتظافر فيها جهود علماء الأمة الأمناء، مع مفكريها وباحثيها وشبابها من كلا الجنسين، لتنقية التراث وتنقيحه، والإبقاء على ما صح منه ونبذ ما دونه، بل وحرقه في الميادين على غرار سنن الأولين، وسنّ قوانين تحرّم تداوله أو طباعته من جديد. ملاحظة: لا باس في الإبقاء على شيء من ذلك الموروث الموبوء، بغية التندّر على زمن ساد فيه جهل، حسبه أهله نور مبين!.
ويبدو أن الكاتب قد اختار مع أقرانه المخلصين من المتنورين والباحثين والمفكرين خوض هذا الطريق الشائك! فالشكر موصول له، مع الدعاء أن يكفيه الله شرور التكفيريين!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (52) في قائمة ضمت (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو آخر كتاب اقرأه في شهر يونيو من بين واحد وعشرين كتاب. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2018 ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد كان عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
في هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (يونيو)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“كان شهراً حافلاً بالقراءة وإعداد مراجعات الكتب المقروءة .. مع استمرار الحجر الصحي بطبيعة الحال”.
تسلسل الكتاب على المدونة: 231
تاريخ النشر: يونيو 5, 2022
عدد القراءات:396 قراءة
التعليقات