♥
وفي يونيو من عام 2024
أي بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف على افتتاح مدونتي
أصبحت مدونتي تضم مراجعات كتابية
عن 500 كتاب
♥
مع خالص الشكر لأصدقاء الكتب على الدعم والمتابعة
♥
اقرأ
لا
لأنني
زاهدة
في
الحياة
لكن
لأن
حياة
واحدة
لا
تكفيني
♥
كتاب كما عبّرت صحيفة الجارديان فوق غلافه: إنه جرس إنذار!
فمع هذا الكتاب الفريد من نوعه، تبيّن أن سؤال (لماذا ننام؟) الذي قد يعتبره الكثير ساذجاً، هو في حد ذاته سؤالاً خاطئاً، إذ يوحي بأحادية وظيفته! فمن قائل بأنه للمحافظة على الطاقة من وجهة نظر منطقية، ومن قائل بأنه يملأ العين بالأكسجين من وجهة نظر غريبة، ومن قائل آخر يستند إلى نظرية في التحليل النفسي بأنه يبيح إطلاق رغبات مكبوتة كونه حالة من اللاوعي ….، غير أن هذا الكتاب يكشف عن حقيقة صادمة لهؤلاء، “فالنوم شيء أكثر تعقيداً وعمقاً وإثارة للاهتمام”، وهو عامل هام لضمان صحة الإنسان العامة بحيث يستوجب أقصى اهتمام.
يقدم النوم خدمة عظيمة لشريحة واسعة من الوظائف الحيوية من أجل تحقيق قدر كبير من “المنافع الليلية” للدماغ والجسد، فما من عضو رئيسي في جسد الإنسان وما من عملية رئيسية من عمليات الدماغ إلا وتزداد كفاءة في جودة الأداء بفعل النوم، بحيث تصاب تلك الوظائف الجسدية والعقلية لا محالة بضرر بالغ في حال عدم حصولها على القسط الكافي من النوم. إن النوم يعيد ضبط إعدادات جهاز الإنسان المناعي، حيث يكافح جسده المرض ويقيه من العدوى، كما يعزز تلك الوظائف الدماغية التي تساعد الإنسان في عمليات التعلم والتذكر واتخاذ القرارات المنطقية، وهو يعني كذلك بصحته النفسية عندما يوجّه انفعالاته بشكل متزن وهو يواجه تلك التحديات اليومية. أما عن الأحلام التي كانت ولا تزال أكثر العمليات الحيوية إثارة للجدل، فهي تحقق فائدة عصبية تعمل على مواساة الإنسان فيما يصادف أو يحمل معه من مواقف وذكريات مؤلمة، من خلال تلك المساحة من الواقع الافتراضي التي يجمع فيها الدماغ بين خبرات الماضي ورؤى المستقبل على نحو محفّز للإبداع.
يعتبر المؤلف أن “وباء قلة النوم” أو كما أسماه “الوباء الصامت”، من أكبر التحديات التي يواجهها العالم المتقدم في القرن الواحد والعشرين، والذي يتطلّب حسب تعبيره “نقلة جذرية في نظرتنا الشخصية والثقافية والمهنية والاجتماعية تجاه النوم”. لقد أصبح من حق البشرية “إعادة التوحد مع أقوى إكسير للعافية والنشاط .. إكسير النوم الذي يسري عبر كل مسار بيولوجي” .. حتى تمسي مفعمة بوفرة الوجود الحي في أعمق صورها.
يتجزأ فهرس الكتاب إلى أربعة أجزاء رئيسية ويفصّل مواضيعه من خلال ست عشرة فصلاً، وقد جاء الكتاب عن ترجمة احترافية من لغته الأصلية (Why We Sleep: Unlocking the Power of Sleep and Dreams – By: Matthew Walker) .. والفهرس كما يلي:
الجزء الأول: هذا الشيء الذي ندعوه نوماً
هنا مواجهة النوم الغامض ضمن أسئلة: ما هو ومن يتعاطاه وبقدر كم يتعاطاه وكيفيته والتغيرات التي تطرأ على من يتعاطاه .. سواء كان نحو الأحسن أو الأسوأ.
الجزء الثاني: لماذا ينبغي أن ننام؟
هنا التعرّف على تفاصيله، جيداً كان أم سيئاً، ومنافعه المدهشة إن كان جيداً وآثاره القاتلة إن كان سيئاً .. مع بحث الأسباب التي تؤدي إلى اعتلال الصحة والإصابة بالمرض والموت في نهاية المطاف، جرّاء قلة النوم.
الجزء الثالث: كيف نحلم؟ لماذا نحلم؟
هنا عبور عبر النوم إلى عالم الأحلام، يحمله العلم الحديث ويلج به الدماغ البشري ليكشف عن الأحلام كمصدر إلهامي لتلك الأفكار التي غيّر بعضها العالم الواقعي واستحق عليها جائزة نوبل .. ما ينقل الحديث نحو بحث إمكانية التحكم بالأحلام ومدى اعتبار هذا التحكم أمراً حكيماً. وهنا كذلك بحث في الأرق واضطرابات النوم الأخرى ومدى فاعلية الأدوية المنومة، وأفضل الطرق العلاجية اللادوائية للتغلب على تلك الاضطرابات.
الجزء الرابع: من الأقراص المنومة إلى التحوّل الاجتماعي
هنا مناقشة النوم من ناحية اجتماعية وعن الأثر الواضح الذي يتركه انخفاض جودته على التعليم والأعمال ومهنة الطب والصحة العامة .. مع دحض تلك المعتقدات التي تشيد باليقظة الطويلة على حساب ساعات النوم المطلوبة.
ينتهي الكتاب بصفحات ختامية في: (أن ننام أو أن لا ننام) و (شكر وتنويه) و (ملحق: اثنتا عشرة نصيحة من أجل نوم صحي) و (عن المؤلف) و (عن المترجم)
ومن طاقة النوم والأحلام، أقتطف ما علق في ذهني بعد القراءة، وباقتباس في نص حالم وردي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) وقد حصد الكتاب رصيد أنجمي الخماسي كاملاً:
…. والكتاب الذي يزخر بمعلومات ثورية في مجال صحة الإنسان الجسدية والنفسية والعقلية عنوانها (النوم)، فإن المساحة لا تكفي لتسليط الضوء عليها، الأمر الذي لا بد أن يترافق بتوصية صادقة لقراءة الكتاب. لذا أختم بجملة من النصائح التي ختم بها المؤلف كتابه للظفر بنوم صحي. منها: الالتزام ببرنامج ثابت في مواعيد الذهاب إلى النوم ومواعيد الاستيقاظ. الحرص على ممارسة التمارين الرياضية. تجنب تناول المواد التي تحتوي على الكافيين والنيكوتين، مثل الشاي والقهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية، قبل موعد النوم بثماني ساعات على أقرب تقدير. الاسترخاء قبل النوم والاستمتاع بحمام ساخن، والحرص على إطفاء الأضواء في غرفة النوم وعلى لطافة درجة حرارتها وإقفال الأجهزة الإلكترونية .. وأن لا ينسى التعرّض لأشعة الشمس الساطعة في كل صباح، قدر المستطاع.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (18) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وهو الكتاب (6) في شهر فبراير .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
وعلى رف (العلم) في مكتبتي، كتب كثيرة، قديمة وحديثة .. أذكر منها: (سحر الواقع: كيف تعرف حقيقة الواقع؟) تأليف: ريتشارد دوكنز / (نرد أينشتين وقطة شرودنجر) تأليف: د. بول هالبرن / (الكون: عوالم محتملة) تأليف: آن درويان / (الجين: تاريخ حميم) تأليف: سيدهارتا موكرجي / (الثقوب السوداء والأكوان الناشئة) تأليف: ستيفن هوكينج / (رياضيات الحياة والموت) تأليف: كيت يايتس / (المخ ذكر أم أنثى؟) تأليف: د. عمرو شريف و د. نبيل كامل / (الواقع ليس كما يبدو: رحلة إلى الجاذبية الكمية) تأليف: كارلو روفيللي / (طبيعة العالم الفيزيائي: النظرية النسبية ونظرية الكم وأسئلة الإنسان الكبرى) تأليف: سير آرثر ستانلي إدنجتون / (الإشعاع النووي: قصة تشرنوبل ومستقبل البشرية) تأليف: سعود رعد / (أغرب من الخيال: سر الأطباق الطائرة) تأليف: راجي عنايت/ (غرائب من العالم) تأليف: وليد ناصيف/ (أمور لا تصدق) تأليف: محمد الحمصي / (سين جيم) تأليف: شريف العلمي
من فعاليات الشهر: لا شيء جديد سوى أنني لا زلت أترقّب شحنة الكتب التي طلبتها من متجر نيل وفرات للكتب، والتي ستحمل لي أكثر من ستين كتاب.
تسلسل الكتاب على المدونة: 468
تاريخ النشر: فبراير 25, 2024
عدد القراءات:332 قراءة
التعليقات