مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ .. إنه كتاب يستحضر من الروحانية ما يرمم القلب الكسير والروح المنهزمة والنفس الضالة، لتُغسل الأدران ويتجدد الأمل وترتقي الروح .. وتقترب!
كم كنت أرجو أن تكون عبارة التزكية هذه في محلّها .. العبارة التي استلهمْتُها قبل قراءة الكتاب .. لا من فراغ بل بفضل الصخب المدوي الذي صاحب هدير التمجيد العارم وهتاف جمهرة القرّاء حين ضجت به منصّات القراءة عن بكرة أبيها، فضلاً عن عنوانه الذي جاء يتملّق الروحانية، وكأنه سيحلّق بقارئه حتماً في رحلة معراجية خارج المكان والزمان رأساً نحو السماء السابعة، وهو في حقيقته ما برح يابسة صحراوية تسودها ثقافة الجهل المقدّس، وتسرح فوقها وتمرح خزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان!.
وكما يؤمن المسلمون بأسماء الله الحسنى التي سمّى بها نفسه، أو أنزلها في كتابه العزيز، فضلاً عن تلك التي استأثر بها في علم الغيب عنده، أو علمّها أحد من خلقه خالصة له، فإن مؤلف الكتاب اختص عشرة منها واجتهد لتبيان كنهها من خلال طرح ما، أذكرها تباعاً كالآتي: الصمد / الحفيظ / اللطيف / الشافي / الوكيل / الشكور / الجبّار / الهادي / الغفور / القريب.
غير أن الكتاب الذي أجزل إليه فريق عظيم من القرّاء عظيم الحمد والثناء، وقد رُفع مقامه إلى مصاف (الأكثر مبيعاً) أو بالكاد، ما كان في الحقيقة ليستحق، وقد جاء كنسخة مهترئة لكتاب (لا تحزن) الذي وإن كان في مجمله مسروق المحتوى خاوِ المضمون فقد جاء حسن اللفظ .. وأختزل الأسباب فيما يلي:
إكراماً لمتفرقات من هنا وهناك جاءت بين أسماء الله الحسنى في الكتاب، أرفق نجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، وأقتبس من الفضل الذي صاحب اسم الله (القريب) في نص سماوي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
“ومما قُرر في كتب العقيدة أن لله معيتين: معيّة خاصة باهل ولايته .. وهي معيّة محبة ونصرة وتوفيق، ومعيّة عامة لجميع خلقه .. وهي معيّة علم وسمع وبصر وإحاطة”.
ختاماً .. إن الدين الذي يقوم في جوهره على علاقة روحية متينة بين الإنسان وخالقه لهي أجدر بالارتقاء عن مجرد نظم كلام ونمنمة عنوان لكتاب يحظى بتقريظ منقطع النظير لا لشيء سوى أنه يحمل اسمه جل جلاله.
والله المستعان!.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (7) في قائمة ضمّت (105) كتاب، قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو ثالث كتاب اقرأه في شهر فبراير من بين ستة كتب .. وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (90) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (فبراير)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“يبدأ الفايروس بالتوحش ويبدأ الحجر الصحي مع نهاية الشهر“.
تسلسل الكتاب على المدونة: 193
تاريخ النشر: مايو 17, 2022
عدد القراءات:574 قراءة
التعليقات