كتاب لم تكن قراءة أول فصلين منه سوى إضاعة للوقت .. ولو تم الترفق معه حتى إتمامه لكان الأمر بمثابة حماقة! أهو الموضوع في حد ذاته أم الترجمة الحرفية وحدها؟
كتاب يضم مجموعة من الأوراق البحثية تظهر من خلال تسعة فصول رئيسية، تهدف -كما يزعم المترجم- بتوسيع القاعدة المعرفية المتعلقة بالجسد في الثقافة العربية، وهي تأتي تحت مصطلح (سوسيولوجيا الجسد) وكل ما يتعلق به -كتخصص معرفي- من أمور وثيقة الصلة به، مثل: مشكلات الزواج الجنسية، العضلات وبناء الأجسام عند الذكور والإناث، الرقص وثقافة الجسد، السحاق والبغاء والدعارة، السلطة والنشاط الجنسي … وغيرها!
تخلو الأبحاث من أي عنصر تشويقي، حيث تبدو في صورة مراجع لمعلومات محددة أو متفرقة، بل وتظهر بعض المعلومات في المبحث الواحد وبين فقرة وأخرى وكأنها لا تمت لبعضها بصلة!. لذا، أجدني غير قادرة على منح الكتاب أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي.
لقد أثارت بالفعل عناوين الفصول فضولي المعرفي نحو التقاط الكتاب والشروع في قراءته بل والمغالبة في محاولة فهمه .. فلا أُلام .. حيث أتت برّاقة كما يلي:
- الفصل الأول الأجساد في المشهد الاجتماعي
- الفصل الثاني: “سأبقى مخلصاً / مخلصة لك ولن ألوث جسدي أبدأ” .. التركيب الاجتماعي لمشكلات الجنس الزوجية
- الفصل الثالث: الرقص وثقافة الجسد
- الفصل الرابع: ضخ السّخرية: العضلات والأنوثة
- الفصل الخامس: أنت أيضاً يمكن أن يكون لك جسد مثل جسدي: انعكاسات على جسد الذكر والذكورة
- الفصل السادس: بيع الجسد، والحفاظ على الروح-النشاط الجنسي، السلطة، نظريات وحقائق البغاء
- الفصل السابع: النظرة المعكوسة
- الفصل الثامن: الطهارة والتلوث: إدارة الجسد والموقع الاجتماعي للطفولة
- الفصل التاسع: بعد ذلك: وضع جدول أعمال للبحوث
ومما تمكنت من استيعابه حول الرأي النسوي الرافض للمرأة ككائن بيولوجي لا ككيان اجتماعي، أقتبس في نص صارخ (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
“إن اتهام الحركة النسوية الشائع هو أن المجتمع يعرف النساء من حيث القدرة البايولوجية بدلاً من تعريفها ككيانات اجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالأمومة، ببساطة لأن أغلب النساء قادرات بايولوجياً على إنجاب الأطفال، وتعرف جميع النساء كأمهات قويات، حقيقيات أو فاشلات، وغالباً ما يناقش ذلك بأن ما نعانيه هنا هو تخلف فكري، وأن النساء لديهن الآن بعض الاختيارات حول الأمومة بسبب موانع الحمل المعتمدة، وستدرك الأفكار الاجتماعية قريباً وتجعل هذه الاختيارات مقبولة”.
وفي محاولة لإنصاف الكتاب، يُحبذ تصنيفه ضمن الأبحاث أو المقالات الأكاديمية الموجهة لأهل الاختصاص فقط، كما قد يوصى باستخدامه كمرجع للباحثين لما يحتوي عليه من مصادر علمية وشيء من الإحصائيات والتواريخ المهمة .. لكن من غير المحبذ على الإطلاق توجيهه للقارئ العادي، بأي شكل من الأشكال.
على الهامش: لقد خصصت عطلة نهاية الأسبوع لقراءة الكتاب، عن قصد، حيث توخيت فيه العمق والإفادة، حتى إذا ما وقعت الخيبة وأردت معالجتها، اشتريت طبق من حلوى ضاعف من الخيبة حيث جاء بلا طعم، وقد ظننت فيه خيراً عندما شاهدت الشوكولاتة فيه تغمرها الكريما .. وأنا أريد استرجاع نقودي عن الخيبتين!.
ولأنه يعزّ علي ما قلت ودار النشر هي المفضلة لدي ضمن دور النشر العربية التي أقصدها ابتداءً في كل معرض للكتاب، فإنني أرجو أن يكون الكتاب الذي سألتقطه تالياً من إصدارات الدار، رائعاً .. ومكتبتي تضم من إصداراتها الكثير الكثير.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (19) في قائمة حوت (55) كتاب، قرأتهم عام 2021، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.
التعليقات