مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
كتاب لم تكن قراءة أول فصلين منه سوى إضاعة للوقت .. ولو تم الترفق معه حتى إتمامه لكان الأمر بمثابة حماقة! أهو الموضوع في حد ذاته أم الترجمة الحرفية وحدها؟
كتاب يضم مجموعة من الأوراق البحثية تظهر من خلال تسعة فصول رئيسية، تهدف -كما يزعم المترجم- بتوسيع القاعدة المعرفية المتعلقة بالجسد في الثقافة العربية، وهي تأتي تحت مصطلح (سوسيولوجيا الجسد) وكل ما يتعلق به -كتخصص معرفي- من أمور وثيقة الصلة به، مثل: مشكلات الزواج الجنسية، العضلات وبناء الأجسام عند الذكور والإناث، الرقص وثقافة الجسد، السحاق والبغاء والدعارة، السلطة والنشاط الجنسي … وغيرها!
تخلو الأبحاث من أي عنصر تشويقي، حيث تبدو في صورة مراجع لمعلومات محددة أو متفرقة، بل وتظهر بعض المعلومات في المبحث الواحد وبين فقرة وأخرى وكأنها لا تمت لبعضها بصلة!. لذا، أجدني غير قادرة على منح الكتاب أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي.
لقد أثارت بالفعل عناوين الفصول فضولي المعرفي نحو التقاط الكتاب والشروع في قراءته بل والمغالبة في محاولة فهمه .. فلا أُلام .. حيث أتت برّاقة كما يلي:
ومما تمكنت من استيعابه حول الرأي النسوي الرافض للمرأة ككائن بيولوجي لا ككيان اجتماعي، أقتبس في نص صارخ (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
“إن اتهام الحركة النسوية الشائع هو أن المجتمع يعرف النساء من حيث القدرة البايولوجية بدلاً من تعريفها ككيانات اجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالأمومة، ببساطة لأن أغلب النساء قادرات بايولوجياً على إنجاب الأطفال، وتعرف جميع النساء كأمهات قويات، حقيقيات أو فاشلات، وغالباً ما يناقش ذلك بأن ما نعانيه هنا هو تخلف فكري، وأن النساء لديهن الآن بعض الاختيارات حول الأمومة بسبب موانع الحمل المعتمدة، وستدرك الأفكار الاجتماعية قريباً وتجعل هذه الاختيارات مقبولة”.
وفي محاولة لإنصاف الكتاب الذي جاء عن ترجمة من لغته الأصلية (Body Matters: Essays on the Sociology of the Body – By: Sue Scott and David Morgan)، يُحبذ تصنيفه ضمن الأبحاث أو المقالات الأكاديمية الموجهة لأهل الاختصاص فقط، كما قد يوصى باستخدامه كمرجع للباحثين لما يحتوي عليه من مصادر علمية وشيء من الإحصائيات والتواريخ المهمة .. لكن من غير المحبذ على الإطلاق توجيهه للقارئ العادي، بأي شكل من الأشكال.
ولأنه يعزّ علي ما قلت ودار النشر هي المفضلة لدي ضمن دور النشر العربية التي أقصدها ابتداءً في كل معرض للكتاب، فإنني أرجو أن يكون الكتاب الذي سألتقطه تالياً من إصدارات الدار، ذو نفع .. ومكتبتي تضم من إصداراتها الكثير.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (20) في قائمة ضمت (57) كتاب قرأتهم عام 2021 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها وثلاثة كتب أعدت قراءتهم من جديد، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان أكثر بكثير، غير أن ظروف الحياة لم تسمح لي بمجابهته! وهو ثالث كتاب اقرؤه في شهر اكتوبر من بين تسعة كتب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2019 ضمن (80) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد خصصت عطلة نهاية الأسبوع لقراءة الكتاب، عن قصد، حيث توخيت فيه العمق والإفادة، حتى إذا ما وقعت الخيبة وأردت معالجتها، اشتريت طبق من حلوى ضاعف من الخيبة حيث جاء بلا طعم، وقد ظننت فيه خيراً عندما شاهدت الشوكولاتة فيه تغمرها الكريما .. وأنا أريد استرجاع نقودي عن الخيبتين!.
تسلسل الكتاب على المدونة: 299
تاريخ النشر: يوليو 11, 2022
عدد القراءات:309 قراءة
التعليقات