كتاب خفيف الظل يتصور فيه مؤلفه موقف دور النشر الحالية من كلاسيكيات الأدب العالمي، والمصنفة بـ (الروائع) وبـ (الأعمال الخالدة) وبـ (أمهات الكتب) فيما لو تم عرضها عليهم للمرة الأولى بغية تقييمها وطرحها في الأسواق .. لهذا، جاء العنوان الفرعي للكتاب “رسائل الرفض من دور النشر للأعمال العظيمة” معبّر جداً.

يعتبر الكتاب القصير جداً (Caro autore. Come rifiutare un capolavoro – By: Riccardo Bozzi) بمثابة ضرب ثلاثة عصافير بحجر، فالأول يُعّرف العمل الأدبي، والثاني يلخّصه، والثالث ينقده .. وكل هذا في قالب فكاهي. وعلى الرغم من أن نقد العمل الأدبي يعبّر عن وجهة نظر المؤلف الخاصة، لكنها تبدو على قدر من الاطلاع والموضوعية لا سيما وأن المؤلف هو صحفي إيطالي رائد.

وفي رأيي الشخصي، أن الطرفة عادة ما تفقد روحها إذا تمت ترجمتها، كما هو الحال في الشعر المترجم بحيث يفقد النص جانباً من سحر البيان ومن قيمته الجمالية والبلاغية، غير أن اللافت للانتباه هو ما كان لهذه الرسائل المتخيلة المرفوضة والموجهة لأصحابها من قدرة على إثارة الضحك فعلاً، الأمر الذي يدل على لذوعة النقد، وأن الترجمة لم تخطئها.

وبينما تعرض صفحة المحتويات قائمة طويلة من الإصدارات العالمية التي استهدفها المؤلف بالرفض والتوبيخ أحياناً، يحصد الكتاب ثلاثة نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، والذي أقتبس منه ما جاء في حق مسرحية (في انتظار غودو) للأديب الإيرلندي (صمويل بيكيت)، عندما كان البطلان يخوضان في حديث وجودي وهما ينتظران شخص يُدعى (غودو) لا يصل أبداً .. في نص ظريف (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

“‎سام: نصك مذهل. لقد تناولت أخطر المسائل التي تخص الوجود بأكبر قدر من الفكاهة. لكن اسمح لي بملاحظة صغيرة، كي لا تقع مستقبلاً في مطب عظيم كتابياً ومسرحياً، يجب أن يهتدي غودو إلى شيء ما في نهاية الأمر”.

رغم هذا، قد يُعتبر الكتاب بمثابة دليل مختصر للمهتمين بالأدب العالمي، وأداة تحفيز لاستدراك ما فاتهم من أعمال رائدة سقطت سهواً من مكتباتهم.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (31) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط! وهو رابع كتاب اقرؤه في شهر يونيو ضمن أحد عشر كتاب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2018 ضمن (140) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!.

من فعاليات الشهر: حضرت دورة مهنية مكثفة في مدينة لندن لمدة أسبوعين، لكنها لم تمنعني من متابعة القراءة هناك.

تسلسل الكتاب على المدونة: 147