وماذا أنجز (أمير المؤمنين بول بن بريمر) في فترة خلافته لولاية الكوفة؟! وكم من براميل الذهب الأسود قد هرّب من أرض السواد بعد أن سطى عليها ببلطجة دبلوماسية؟! كأني أراه .. هولاكو في بغداد وقد تركها خراباً يباباً من جديد!
توقفت عن قراءة الكتاب لعدم جدواه، حيث لم يكن كتاباً سياسياً كما بدى، بل سيرة ذاتية لمسئول سياسي سابق أراد ترقيع فشله فأثار الشفقة!
إنه (بول بريمر) الذي تسلّم مهامه السياسية في العراق شهر ابريل من عام 2003 والتي أعقبها سقوط نظام صدام حسين فيما يُسمى بـ (معركة سقوط بغداد) انتهت بإلقاء القبض عليه وهو في جوف جحر في شهر ديسمبر من نفس العام!. لقد (شخّ) هذا (البول) في كتابه بتفاصيل شخصية رتيبة، بينما (شحّ) فيه بالمعلومات السياسية، لا سيما المثيرة والهامة والسرية -أو التي كانت- كما هو متوقع لمذكراته كسياسي، وكتوثيق لمرحلة حرجة في تاريخ العراق قد تولّاها!.
تعرض صفحة المحتويات ثلاثة أقسام رئيسية تندرج تحتها عدة فصول، تشي عناوين القسم الأول منها بالأوضاع الفوضوية التي كانت تسود العراق قبل تولّيه، بينما تشير عناوين القسم الثاني إلى عمليات تنفيذ الخطط نحو الديمقراطية المزعومة، وقد استعرضت عناوين القسم الثالث والأخير نجاح المهمة في إعلان سيادة العراق .. هكذا في نمط سيناريو لفيلم هوليوودي هزيل، يجسدّ عقدة السوبرمان الأمريكي!.
يقول فيما قال عن بطولاته، أنسخه بنص كاكي كلون حذائه المهترئ الذي ما برح يطريه في مذكراته: “تلقينا أيضاً العديد من التقارير عن وقوع هجمات جنسية، فقد كان الاغتصاب من الأدوات الوحشية التي استخدمها صدام للسيطرة على الشعب. وفي كل مخفر للشرطة تقريباً ثمة غرفة للاغتصاب، وكان أكثرها انشغالاً في أكاديمية الشرطة المركزية ببغداد”.
لم يستحق الكتاب نجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي .. بل خسئ، وخاب كاتبه! وليحمل هذا اللقيط الأمريكي وزر ما أخلف وراءه من ميلشيات وحروب عصابات تنتهك حرمة أرض العراق حتى وقتنا الحاضر!
وا عروبتاه!. أختم بها وأنا استحضر ما يروى عن الفاروق عمر بن الخطاب قوله، وقد فتح المسلمون زمن خلافته الراشدة أرض العراق في معركة القادسية:
“العراق جمجمة العرب، وكنز الإيمان، ومادة الأمصار، ورمح الله في الأرض .. فاطمئنوا فإن رمح الله لا ينكسر“.
التعليقات