مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
ديوان اقتنيته ضمن ما اقتنيت من إصدارات نزار قباني بعدما جاوزت العشرين بقليل .. قرأته آنذاك وعدت له اليوم، ولا يزال رأيي كما هو لا يحيد: لنزار قول عذب وآخر سفيه وآخر عاشق حد الجنون وآخر فاجر لعوب!
وعن هذا الديوان، فهو لا يعدو أن يكون مجموعة ثرية في الهوس المتأزم بالجسد الأنثوي وما يلّفه من استعارات فارغة وتشبيهات أشدّ هوساً جاءت من خلال ثلاثين قصيدة، استكثرت معها النجمة العقيمة التي استقطعتها من رصيد أنجمي الخماسي، عن متفرقات لأبيات لطيفة! والقصائد هي:
ومن الديوان الذي ارتجت أركانه برجرجة نهود عشيقات الشاعر، أقتبس في نص حالك من قليل ما راق لي فيه، ومما لم يرق (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
ما راق لي:
قصيدة (ليست تُقال): يختصر الشاعر كل متاهات الغموض التي ترمي إلى تفسير سحر الأنوثة، فيعلن أنها ببساطة لا تُفسر.
حاولتُ أسأل: ما الأنوثةُ؟
ثمّ عدتُ عن السؤالْ
فأهمُّ شيءٍ في الأنوثةِ
أنّها .. ليست تُقَالْ
ما لم يرق لي:
قصيدة (ليلة في مناجم الذهب): وبعد سيل من تشبيهات بلهاء لجسد معشوقته، ابتداءً من مربى السفرجل وابريق النحاس .. اللامع كفقمة الساهر كديك المكتنز كالبرتقال .. المزار الذي حمل تواقيع الملوك والأنبياء والشعراء .. الأشبه بقصيدة عمودية تُقرأ من كل الجهات، من استدارة الفخذين في الأسفل ومن ذروة النهدين في الأعلى .. الأصولي كالمتنبي والمهلوس كسلفادور دالي .. والذي ينتهي كإشكال لغوي يستعصي على فهمه فيتوّج قصيدته بقول أقرب إلى الكفر:
جسمك هو الملك
وهو يحكمنا باسم الله
ويطردنا منها .. بأمر الله
ولأنني خصصت الأسابيع القادمة للاسترخاء في واحة شعرية، وقد نقلت كل ما حظيت بها مكتبتي من دواوين الشاعر إلى الزاوية التي أنزوي فيها متى قررت القراءة .. فها أنا أنتقل بعد قراءة الديوان الأول (حبيبتي) والديوان الثاني (سيبقى الحب سيدي) إلى الديوان الثالث (أنت لي) .. بينما بقية الدواوين على قائمة الانتظار. كما يلي: لا غالب إلا الحب / الأوراق السرية لعاشق قرمطي / يوميات امرأة لا مبالية / أشعار مجنونة / قصائد مغضوب عليها / دمشق نزار قباني / إلى بيروت الأنثى مع حبي / قصيدة بلقيس
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الديوان (85) في قائمة احتوت (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو خامس ما قرأت في شهر أكتوبر من بين أحد عشرة كتاب! وقد حصلت عليه ضمن مجموعة من دواوين الشاعر من أحد معارض الكتاب، وكنت حينها قد تجاوزت العشرين بقليل!.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الديوان، فقد قرأته في شهر (اكتوبر)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“مفعم بأطياف الشعر .. لكن! هل عادت الحياة فعلاً؟ بين بين، فلا تزال أنفاس الحجر الصحي تعبق في الجو“.
تسلسل الديوان على المدونة: 263
تاريخ النشر: يونيو 28, 2022
عدد القراءات:485 قراءة
التعليقات