![](https://www.hma-algaith.com/wp-content/uploads/2024/07/CHOC-7-JUL-1-1240x640.jpg)
7 JULY
WORLD CHOCOLATE DAY
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
♥♥♥
♥♥
♥
كتاب فكري يحضّ فيه مؤلفه وبشكل عام على إعمال العقول والقلوب حول كل موروث ديني حمل بالتواتر صفة القداسة، إذ ليس كل ما تم اعتناقه كـ (سنة صحيحة) هو بالضرورة كذلك!. بعبارة أخرى، إنه بمثابة مبحث موضوعي حول صحة ما ورد عن النبي الأكرم قولاً وفعلاً، من خلال تسليط الضوء على الأثر الديني الذي اكتسب مع أصحابه قدسية توازي قدسية القرآن الكريم. وبشكل أكثر تحديداً، يتعرض المؤلف للإشكاليات الواردة في صحيح البخاري، وهو الكتاب الذي يجمع عليه علماء أهل السنة والجماعة -لا سيما التيار السلفي الجامي- بأنه (أصح) الكتب بعد القرآن الكريم، فيعرض عدد من التناقضات التي يزخر بها هذا (الصحيح) في حد ذاته من جهة، وبينه وبين القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من جهة أخرى، والعلم والمنطق والذوق العام من جهات أُخر، مستخدماً المنطق، والتحليل، والمقارنة، والنقد.
لقد سلك المؤلف بهذا طريقاً ملغّماً، من جانب ما تثيره الشبهات -لا سيما الدينية- من ردود أفعال عنيفة تصل إلى حد التكفير أو إباحة الدم، ومن جانب منزلة صحيح البخاري عند أتباعه التي تكاد تأخذ قدسية الوحي المنزّل المنزّه!. رغم هذا، فإن المؤلف يبرأ بكتابه عن أي شبهة تجنّي على شخص الإمام البخاري أو على حسن مقاصده في اجتهاده، بل أن غايته هي التأكيد على بشرية الصحيح الذي يتعرض بطبيعة الحال للنقد والرفض والمراجعة كأي كتاب، وتمزيق النسيج المقدّس الذي أحاط به منذ أكثر من ألف عام، وهو ليس بوحي على الإطلاق!. من ناحية أخرى، يتجرأ المؤلف في التصريح بأنه في الوقت الذي يعتقد فيه أغلبية المسلمين باجتهاد الإمام البخاري الذي لن يحرم أجره عند الله، فإن المؤلف يرى أنه أول من عمل على الخلط بين الوحي القرآني والقول البشري، والذي أدى إلى خلق حالة من التخبط يعاني منها المسلمين حتى يومنا الحاضر في كافة مجالات حياتهم.
يعرض فهرس الكتاب ثمان فصول شائكة، قد استحق بها أربع نجمات برّاقة من رصيد أنجمي الخماسي، أعرضها كما يلي:
وأعرض بدوري مقتطفات مما علق في ذهني بعد القراءة المتعمقة، مع الاقتباس في نص ملتهب كلهيب المتعصبين في ردود أفعالهم (مع كامل الاحترام لحقوق النشر)، كما يلي:
ملاحظة: ترد بعض التعليقات في نص أزرق .. لا تعبّر سوى عن رأيي الشخصي.
…………….. هل أكتفي؟ إن الكتاب على قدر كبير من العلم والفكر والاجتهاد وإثارة للجدل!
كما يظهر جلياً، إن هذا الاجتهاد يعتبر بمثابة جرس تنبيهي، يشحذ الذهن في النظر حول المصداقية المطلقة الممنوحة مع مرتبة الشرف لبعض الموروثات الدينية والتي تتعارض مع القرآن الكريم، والمحجة البيضاء، والعقل المتدبر، والفطرة السوية، والذوق السليم. أيضاً، يحث على البحث والتحري الصادق والحيادي، بعيداً عن تتبع السلف شبراً بشبر وذراعاً بذراع … إلى جحر الضب! فليست أقوالهم منطوقة عن الهوى، ولا هم بالأنبياء المعصومين.
ومن المفارقات أن يحمل صحيح مسلم -وهو المصنف مع صحيح البخاري بأصح كتب الصحاح- حديث يقول: (عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: «لا تكتبوا عني، ومَن كتب عني غيرَ القرآن فَلْيَمْحُه، وحدِّثوا عنِّي ولا حَرَج، ومَن كذب عليَّ -قال همام: أحسِبه قال: مُتعمِّدًا- فَلْيَتَبوَّأ مَقْعَدَه مِن النار»). وهل مثل هذا التحذير الصريح بحاجة إلى إطناب تأويل وجعجعة فقهاء؟
ولأن الشيء بالشيء يُذكر، يطرح أحدهم كتاباً بعنوان ذو سجع على غرار كتب التابعين، وهو: (جناية أوزون: عندما يتحدث الجنون) تطول وتمتد صفحاته كرد على الكتاب بين أيدينا (جناية البخاري: انقاذ الدين من إمام المحدثين) الذي لا تتجاوز صفحاته المائة ونصف. ولقد اطلعّت عليه بنسخته الإلكترونية، ووجدت القذف والسباب وفحش الخصام يحتل نصيب الأسد من صفحات الكتاب! لا عجب، إن هذا هو ديدن أهل التكفير!. أما عن الخلط المشار إليه بين الوحي الإلهي والحديث البشري، فقد سمعت عدد من أتباع الصحيح من يرتّله ترتيل القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وينشر مقاطعه .. والله المستعان.
أخيراً، لقد أطربني إهداء المؤلف الذي وجه كتابه فيه إلى كل من يقدّر العقل ويحتكم به، وإلى كل من أضاء ظلام التبعية بشعلة الإبداع، ووهن القياس بشعلة الفكر، وإلى كل محب للبشرية باختلاف الأعراق والأديان. لقد استرجعت معه رأي فيلسوف العقلانية ابن رشد -الذي لاقى نصيبه من الوصم بالزندقة- حول جدلية العقل والنقل إذا تعارضا، إذ يقول بتقديم العقل وتأويل النص. وقد جاء ضمن مأثور أقواله: “إن الله لا يمكن أن يعطينا عقولاً ويعطينا شرائعاً مخالفة لها”.
اللهم “وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ”.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (12) كما دوّنت ضمن قائمة من كتب قرأتهم في عام 2017، غير أن ذاكرتي لا تسعفني، ولا حتى مفكرتي القديمة بما تحويه من ملاحظات، ولا مسودات التدوين في حينها، من تعيين إجمالي عدد الكتب التي قرأتها في هذا العام بالتحديد! ملاحظة: أجد بخط يدي على هامش مفكرة العام عبارة: (33 كتاب) .. لا أعتقد أنها ملاحظة دقيقة. وعن اقتنائه، فقد وصل إلى مكتبتي من إحدى المكتبات العربية في لندن، حيث الكتب العربية المحظورة في العالم العربي .. والمغضوب عليها.
لكنني لا زلت أذكر تماماً الأعوام الثلاث التي قضيتها في تحصيل دراساتي العليا في المملكة المتحدة، والأعوام التي تلتها وأنا منهمكة بجد في عملي المهني الذي لا يمتّ بصلة لهواية القراءة لا من قريب ولا من بعيد .. الدراسة التي استحوذت على حياتي حينها، والعمل الذي كان يستنفد القدر الأكبر من وقتي وطاقتي، بحيث لا يتبقى للقراءة في نهاية اليوم سوى القليل من الوقت والتركيز .. ولله الحمد دائماً وأبداً.
تسلسل الكتاب على المدونة: 36
تاريخ النشر: مارس 19, 2021
عدد القراءات:1939 قراءة
التعليقات