الكتاب
تكلمي الآن أو أصمتي للأبد
المؤلف
دار النشر
دار كلمات للنشر والتوزيع
الطبعة
(3) 2017
عدد الصفحات
266
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
03/18/2018
التصنيف
الموضوع
للمرأة الواعدة ولتلك التي لم تنهض بعد!
درجة التقييم

تكلمي الآن أو أصمتي للأبد

كتاب يُقرأ من عنوانه .. يشحذ همّة كل امرأة نحو شرف الاعتزاز بهويتها وكيانها ومكانتها، بغض النظر عما تمتلك من قدرات، وبغض النظر عن ثقافة المجتمع الذي تنتمي إليه .. وذلك بأسلوب يصيب عصفورين بحجر فيضمن معاً: تقدير الذات، واحترام الآخرين.

يضم الكتاب بين دفتيه مجموعة مقالات كُتبت مسبقاً بقلم أصحابها تتعلق بمواضيع ذات صلة بالمرأة، وكما تقول إحداهن: “أنا واثقة بأن هذا العصر سيكون عصر المرأة”، صنفتها المترجمة تحت أربعة فصول رئيسية تنتهي بمقتطفات مختارة وملهمة عن المرأة، هي:

  • الفصل الأول: سيدات بارزات في ميادين الرجال
  • الفصل الثاني: نصائح وإرشادا عملية لحياة أفضل
  • الفصل الثالث: أديبات معاصرات سيشهد لهن التاريخ
  • الفصل الرابع: الحركة النسوية في العالم

تعرض المترجمة في الفصل الأول نماذج لنساء رائدات شققن طريقهن في نضال حقيقي حتى حققن ما حققنه من نجاح عالمي، بينما تتطرق في الفصل الثاني إلى وضع المرأة كأم وكعاملة في آن واحد. أما في الفصل الثالث فتستعرض سيرة عدد من الأديبات الرائدات وكفاحهن في المسيرة التي أخترنها، في حين تنتهي في الفصل الأخير بحديث موجز ومتحضر عن موضوع النسوية وما يثيره -في حد ذاته- من آراء مضادة، وبعض الردود على تلك الآراء بغية إضفاء مزيد من التوضيح وإزالة الإشكاليات المثارة حولها بطبيعة الحال.

ومن الكتاب الجسور الذي استحق أنجم ثلاث من رصيد أنجمي الخماسي، أعرض في عجالة ما علق من رصانة القول في ذهني بعد القراءة، وفي نص من قوة (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

  • زها حديد .. العراقية الرائدة في مجال الهندسة المعمارية. تسمح لها والدتها في صغرها بإعادة تصميم ديكور غرفة الضيوف، في الوقت الذي يناكفها فيه أخاها مستصغراً قدراتها، فتكبر وتدرس الرياضيات في الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم تتجه بعد تخرجها إلى لندن لتستأنف دراستها في الهندسة المعمارية. تقول زها وهي تظهر مزهوة في صورة لها في الكتاب: “لم يعد فن الهندسة المعمارية حكراً على الرجال، وفكرة أن المرأة لا تستطيع أن تفكر بشكل ثلاثي الأبعاد سخيفة للغاية”. وعني! أعلم من هو صاحب تلك الفكرة السخيفة: كائن صحراوي مصاب بعقدة ثلاثية الأبعاد نحو المرأة: جمالها، ذكائها، استقلاليتها.
  • يرث الرجال في بعض المجتمعات ثقافة امتهان المرأة، وقد استلهموا هذا الامتهان من خلال معاينة معاملة آبائهم لأمهاتهم، ومن قبلهم أجدادهم، مضافاً إليه عقدة الوضاعة التي يشعر بها بعض الرجال داخلياً والتورط فيما يُسمى بـ “صراع القوى”، الأمر الذي يأتي بردة فعل عنيفة تدفعهم إلى “أن يعاملوا المرأة بوقاحة! عندها فقط يشعرون بالعظمة في داخلهم”. وكلما كان أحدهم أكثر صفاقة كان أكثر رجولة في مفهومهم المريض! وعلى قدر صمت المرأة يتعاظم تمادي ذلك المريض وحاجته لمزيد من ترقيع ذاته!. عليه، تأتي النصيحة قائلة: “جميع أشكال سوء المعاملة مضرة بصحة المرأة وبمقدار احترامها لذاتها، لذا لا تتسامحي إطلاقاً مع عدم الاحترام الصادر عن أي شخص، فأنت تستحقين أفضل من ذلك”.
  • تفاجئ الكاتبة التركية أليف شافاك المجتمع التركي بروايتها الأولى التي تتحدث عن “درويش مخنث ومهرطق”، وهي ذات الأربع والعشرين عام .. “نسوية يسارية”، وفي الجرأة بإعادة استخدام بعض الألفاظ ذات الأصل العربي والفارسي والتي تم استبعادها من اللغة التركية بحجة أنها ليست “تركية محضة .. وأنا أعارض بشدة هذا النوع من التطهير اللغوي”. لا تكتفي، بل تستغني عن اسم والدها وتستبدله باسم والدتها شافاك -وهو مأخوذ من كلمة (شفق) العربية- وتدرس العلاقات الدولية، ثم تحصل على درجة الدكتوراة في النسوية، حتى تلاحقها السلطات القضائية التركية بعد تطرقها إلى مذابح الأتراك ضد الأرمن عام 1912، في روايتها (لقيطة إسطنبول). تتطرق كذلك إلى جرائم الشرف في روايتها الطويلة (شرف)، وتعاني كشخصية مشهورة في مجتمعها فتهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتتفرغ للبحث. تميل إلى التصوف كعقيدة تضم كل البشر بمختلف اعتقاداتهم، وتصرّح بموقفها في هذا وتقول: “إني أناقش الخوف من الإسلام بنفس الطريقة التي أناقش بها المشاعر المعادية للغرب، لأنني اعتقد أن كل العقائد المتطرفة متشابهة”.

كتاب مقدام موجّه للنساء حتى يعملن به، وللرجال حتى يعلموا به .. ويا حبذا للمؤازرة! غير أن من حقه أن يوصف كذلك بـ (اللطيف)، حيث يبدأ مع قارئه لينتهي في رحلة قصيرة على متن طائرة، أو على مقعد في حديقة، أو في مقهى مع فنجان قهوة .. لساعة لا أطول، رغم طوله نسبياً!.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (13) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما! وهو ثالث كتاب اقرأه في شهر مارس من بين ست كتب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2017 ضمن (55) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.

وعلى رف (قضايا المرأة) في مكتبتي، يصطف الكثير من الكتب .. منها: كتاب/ دراسات عن المرأة والرجل في المجتمع العربي – المؤلفة/ د. نوال السعداوي / كتاب/ الحريم السياسي: النبي والنساء – المؤلفة/ فاطمة المرنيسي / كتاب/ الجندر: ماذا تقولين؟ – المؤلفة/ عزة بيضون / كتاب/ المرأة الجديدة – المؤلف/ قاسم أمين / كتاب/ الضلع الأعوج: المرأة وهويتها الجنسية الضائعة – المؤلف/ إبراهيم محمود / كتاب/ وأد الانثى: بين النصوص المقدسة والعقدة الذكورية – المؤلف/ وضاح صائب

تسلسل الكتاب على المدونة: 80

 

تاريخ النشر: نوفمبر 26, 2021

عدد القراءات:697 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *