الكتاب
بنات إسرائيل
المؤلف
دار النشر
مكتبة مدبولي الصغير
الطبعة
(1) 1998
عدد الصفحات
239
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
07/17/2018
التصنيف
الموضوع
إسرائيل من الداخل
درجة التقييم

بنات إسرائيل

كتاب (فضائحي) يكشف عن سوأة قوم اليهود أكثر من مجرد سرده تفاصيل حياتهم الدينية والاجتماعية والسياسية .. مع توخي قدر كبير من الرقي والمصداقية والحيادية الذي اعتمده الكاتب في تسطير ما جادت به رحلته إلى أرض فلسطين المحتلة من مشاهدات وعجائب وتناقض وفضائح لشعب محتل غريب، ذو طقوس أعجب وأغرب .. وكما قال ابتداءً: “هذا الكتاب رحلة في أعماق المجتمع الإسرائيلي المعاصر والقديم .. رحلة داخل أغرب دولة”.

رغم اتخاذ الكتاب عنوان جذاب يسيل له لعاب المتطفلين، إلا أنه ليس بالضرورة يُقرأ من عنوانه! فقد تطرق الكاتب إلى مواضيع شتى تضمنت (الجنس اليهودي الناعم) كموضوع ساخن من بينها!.

يعرض فهرس الكتاب -بعد الإهداء والكلمة الأولى والتعريف بمعنى كلمة إسرائيل- أربعة عشر موضوعاً لافتاً، تتحدث عن بني إسرائيل: لغتهم، بناتهم، سبتهم، حاخاماتهم ومومساتهم، فنادق الدعارة وخياناتهم الزوجية، زواجهم وطلاقهم، اليهودي محمد أفندي، الجولان ووجع القلب، وهموم مقدسية ذات شجن. على هذا، يحصد الكتاب أربعة أنجم من رصيد أنجمي الخماسي الذي استعرض من خلال الأسطر القادمة ما علق في ذهني منه بعد قراءته، وباقتباس في نص صارخ (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:

  • عندما يتحدث الكاتب عن بناتهم، فإنه يخص المجندات اللاتي يعشن في إباحية جنسية لا تحمل معها أي غرابة أو استنكار وهن يصطففن حوامل في صفوف الجيش الإسرائيلي. يقول الكاتب في (بنات إسرائيل): تقول الأرقام الرسـمية إن 60 % من بنات إسرائيل مطلوبات للتجنيد الإجباري، و 70 % من المجندات يمارسن الجنس أثناء فترة تجنيدهن، و 50 % منهن يستخدمن وسائل منع الحمل .. وبين كل مائة فتاة مجندة فتاة واحدة فقط لم تمارس الجنس من قبل مثل بقية زميلاتها”.
  • وفي (هذا هو اليهودي)، يظهر هذا مؤمناً بالله الواحد الأحد، ولكنه حين يصلي يصرخ ويبكي ويقوم ويقعد، ولا يأكل لحم الجمل ولا الأرنب. وبينما تنصح الحكمة اليهودية الرجل اليهودي بـ “لا تمش بين خنزيرين أو كلبين أو امرأتين”، فإن امرأته يحق لها طلب الطلاق في حالة ضعفه الجنسي! كم يتماهى هذا القول القبيح مع قول أقبح في التراث الإسلامي يقول: “يقطع صلاة المرء المسلم المرأة والحمار والكلب الأسود” .. مع التأكيد على ماهية الكلب الأسود دون الأحمر أو الأصفر، إذ “قال: الكلب الأسود شيطان” .. إنها حقاً أديان بشرية-ذكورية بامتياز! أما في (الطلاق على الطريقة اليهودية)، فلا أسهل من فضح الزوج متلبساً بارتكاب الفاحشة، وعليه يجب الطلاق، وإلا فالحبس مآله حتى يعود إلى رشده! يقول الكاتب: “خمسون زوجة يهودية تطلب الطلاق كل يوم في إسرائيل، وأسرع وسيلة للحصول على الطلاق أمام المحاكم هو شريط فيديو يصور الزوج وعشيقته في وضع الزنا. لكن الطلاق لن يتم بحكم المحكمة وحده! لابد أن ينطق به الزوج ليكون طلاقاً شرعياً، وتكتب وثيقته بريشة طائر فوق ورق برشمان، فإذا رفض الزوج النطق بالطلاق وضعوه داخل السجن حتى يعود إليه صوابه. وبسبب هذا القانون قضى أحد الأزواج 35 عاماً في السجن لأنه رفض أن ينطق أمام زوجته بكلمتين: أنت طالق”.
  • تتطاول التوراة المحرفة فتزعم أن الله قد استراح يوم السبت بعد خلق السماوات والأرض “سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا”، وهو يوم يصاب به اليهودي بالشلل إلا من طقوس دينية زائفة ومعقدة، لا يزال يحتال فيه ليتجاوزها، كما احتال جدّه من قبل زمن النبي موسى عليه السلام. يقول الكاتب في (إلا يوم السبت) أو (الشابات) كما ينطقه اليهود، والذي يعتقدون معه كذلك بأن الوصايا العشر أُنزلت على موسى فيه: “ممنوع فيه استخدام الكهرباء أو إشعال النار أو كتابة الرسائل أو الاستماع للراديو او مشاهدة التليفزيون، أو الخروج من البيت، أو حمل أشياء في الطريق والميادين العامة، أو تدخين السجائر”.
  • وبينما تتقاطع كلمة (إسرائيل) في العبرية -والتي هي اسم للنبي يعقوب عليه السلام- مع (عبدالله) في العربية، وذلك حين تجزئة مقطعيها (إسرا: عبد) و (إيل: الرب)، فإن القصة التوراتية التي ينقلها الكاتب في (اللغة العبرية .. حكايات وأسرار) تقول: “إسرائيل كلمة عبرية مكونة من جزئين: (إسرا) ومعناها صارع، و (إيل) معناها الرب. ويعتقدون أن الرب تجسد في شكل رجل وصارع سيدنا يعقوب، لذا أطلق عليه (صارع الرب)”.
  • لم يتورع عضو الكنيست من فضح الحاخامات وتصنيفهم كزبائن دائمة لبيوت بائعات الهوى الإسرائيليات، كما أن مدينة إيلات السياحية الساحرة قد أصبحت ملاذاً للأزواج وعشيقاتهم وللزوجات وعشاقهن، أشبه بوكر للخيانة الزوجية وممارسة الرذيلة.
  • القدس أو أورشليم .. أرض الأديان السماوية الثلاث، حائط المبكى وهيكل سليمان، مسرى النبي الأكرم ومسجد عمر، طريق آلام السيد المسيح وكنيسة القيامة .. عبق يحمله التاريخ البعيد ليضع القارئ على أحداث جسام توالت على تلك الأرض المقدسة، لا تزال تبعاتها حاضرة شاخصة .. خيراً وشراً.
  • على أرض الجولان ومن قمة جبل الشيخ، تطل مدينة دمشق الفيحاء، وتل أبيب عند الالتفات خلفها .. إنها قطعة من القلب، تنزف معها العين. وعند الخط الفاصل بين سوريا وإسرائيل التي يقطعها حقل من الألغام، تقف عبارة (ممنوع الاقتراب أو التصوير)، “وفي هذا المكان تأتي عائلات الدروز من الجولان ويأتي أقاربهم من سوريا ويتحدثون عبر مكبرات الصوت”. هكذا يقول الكاتب في بداية حديثه عن (الجولان .. قطعة من القلب).

…… لا تتسع الأسطر للتلخيص، فالكتاب قيّم، والكاتب عبقري، والقارئ حكيم إن قرر الاطلاع.

كتاب اقتنيته منذ زمن بعيد ونال إعجابي بشدة حين قرأته آنذاك .. وها هو الزمن يعود أدراجه يدفعني لقراءته من جديد، وبإعجاب متجدد.

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: كان تسلسل الكتاب (26) ضمن قائمة من (50) كتاب، قرأتها في عام 2018

 

تاريخ النشر: ديسمبر 3, 2021

عدد القراءات:1197 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *