مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
كتاب بسيط السرد، قيّم المعلومة .. يبدأ به القارئ لينتهي منه في نفس اللحظة!
تعرض مؤلفة الكتاب (د. مارغريت ستيرن) في كتابها (Embarrassing Medical Problems) عدداً من المشكلات الصحية التي قد يعاني منها كل فرد بدرجة أو بأخرى .. بشكل متقطّع عند البعض أو مستمر عند آخرين، إلا أن ما قد تنطوي عليه تلك المشكلات من خصوصية يصاحبها إحراج، تتسبب في تردد المريض عرضها على طبيبه، قد تصل في بعض الأحيان إلى عدم عرضها بشكل تام.
ومع طغيان شعور الحرج والخجل والتردد، يمر الوقت عادة في غير صالح المريض، حيث تتفاقم مشكلته الصحية ويصبح في وضع أشد حرجاً مما كان عليه ابتداءً .. الوضع الذي كان بالإمكان تجنبه لو تغلّب على خجله في بادئ الأمر.
في التعرض لتلك المشكلات الصحية .. أسبابها، أعراضها، علاجها، وسبل تجنبها، استخدمت المؤلفة أسلوب مبسّط يخاطب لغة رجل الشارع، غير أن الكتاب لا يخلو من سرد لبعض أنواع العلاجات والأدوية والمستحضرات الطبية ومكوناتها الكيميائية، التي يسهل فهمها على القراء من ذوي الاختصاص بطبيعة الحال، ويستغلق على الآخرين من دونهم.
وعلى الرغم من فائدة الكتاب ومتعته، إلا أنني شعرت بالخجل من مجرد قراءة طبيعة بعض الأمراض والفحص المطلوب والعلاج الموصى به، مما اضطرني إلى تجاوز صفحاتها بما تتضمن من صور توضيحية. ومن قائمة الأمراض الشائعة التي صنفتها المؤلفة بـ (المحرجة): حب الشباب، رائحة الفم، رجفان العين، الصلع، تمدد الجلد، التعرق، الشخير، شيخوخة الجلد، اضطرابات الذاكرة، السلس البولي، النهود عند الرجال …… والمزيد، ولا أستطيع ذكر شيء من ذلك المزيد!!..
يحصد الكتاب القصير نسبياً ثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، والذي أسرد بعد قراءته ما علق في ذهني منه، وفي اقتباس بلون المعافاة (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) كما يلي:
وعلى الرغم من الشعار الرائج بأن (الوقاية خير من العلاج)، وعلى الرغم من ارتفاع درجة الوعي والفهم والنضج والإدراك التي تسود العالم اليوم، لا يزال الكثير يتحرّج من الكشف عمّا يعتور جسده، ويدفع الثمن باهضاً من صحته فيما بعد .. عند فوات الأوان، فيصبح المقصود في التشبيه القائل: (الصحة كالتاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى).
ومن مفارقات ما قرأت سابقاً في علم النفس، أن المريض وبعد شفاؤه غالباً ما يجتاحه شعور بالحنق على طبيبه المعالج، والذي قد يكون كُتب له الشفاء على يديه بعد طول معاناة، فيبدو الموقف وكأنه نكران للجميل!. يبرر التفسير النفسي هذا الانتكاس بأن المريض لا يكره طبيبه المعالج في هذه الحالة بقدر ما يكره حالة الإحراج التي تعرّض لها واضطراره الكشف عن أمره بين يديه!.. ذلك السر الذي قد يكون أخفاه عن أقرب المقربين!.
ختاماً، هذا تذكير بوصية النبي الأكرم ﷺ في “سلوا الله العافية” .. “اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري”.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (31) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما، وهو أول كتاب اقرأه في شهر سبتمبر من بين اثنين فقط. أما عن اقتنائه، فقد كان ضمن مكتبة العائلة العريقة التي استحوذتُ عليها كاملة، بما تضم من كتب قديمة قد لا تتوفر حالياً في المكتبات.
تسلسل الكتاب على المدونة: 59
تاريخ النشر: يوليو 23, 2021
عدد القراءات:928 قراءة
التعليقات