الكتاب
الصحوة في ميزان الإسلام: وعاظ يحكمون عقول السعوديين
المؤلف
دار النشر
رياض الريس للكتب والنشر
الطبعة
(1) 2011
عدد الصفحات
104
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
07/31/2020
التصنيف
الموضوع
مواجهة جريئة ضد الجمود الفكري
درجة التقييم

الصحوة في ميزان الإسلام: وعاظ يحكمون عقول السعوديين

جاء على المسلمين حين من الدهر انبرى فيه قوم ظنوا أن الناس نيام، فأخذوا يعملون سيوفهم في رقابهم، فليست (الصحوة) إلا واجب شرعي! وكما يقول ابن سينا الطبيب والفيلسوف المسلم الذي لم يسلم من تكفيرهم :(بلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم) .. تلك الصحوة التي ما لبثت إن صحت، حتى ماتت في مهدها، وهي الحركة التي تصدى لها مؤلف الكتاب، وقد كان أحد فرسانها، على طريقة (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا)، في أرقى ما تكون الحيادية والموضوعية والفكر الحر.

إنه الصحفي السعودي علي بن محمد الرباعي، الحاصل على درجة الدكتوراة في الفقه والقانون من جامعة الزيتونة، والذي تتسم إصداراته الأدبية والفكرية بدعاوى التصدي للموروثين الديني والاجتماعي، ودوغمائية رجال الدين، وتناول التحولات النوعية على مستوى الوعي الثقافي المتنامي، لا سيما في وطنه. بالإضافة إلى عمله الصحفي، فهو يعمل كمعلم للعلوم الشرعية.

يعرض الفهرس عدداً مطولاً من المقالات التي جاءت تصب في صميم قضية الصحفي الفكرية، والتي نال بها الكتاب ثلاث نجمات من رصيد انجمي الخماسي. ومنه، اكتفي بعرض ما يلي من طرح، وباقتباس في نص صارخ (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • لا يسلّم الصحفي للقول الذي يجعل من الدين صناعة دولة لا أفراد، بل يعتقد أن مجموعة من الأفراد هم من لعبوا بذكاء على عاطفة قادة وعلماء وزعماء، بحجة صيانة التراث الديني وحمايته من الثورات ومواجهة المد الفكري الغربي، فتدخلوا في صناعة القرار، وجعلوا من كل دعوى للحداثة هي دعوى للتغريب، ويصبح بالتالي الوصم “أنت تفكر إذا أنت حداثي” بالمرصاد! يقول في (صناعة أفراد أم نسيج دولة): “قد حاربت الصحوة كل أدب لا يتحزب تحت مظلتها، ووصفت كل مفكر بأنه حداثي، لعلمهم اليقين أن كل من يستعمل عقله بنحو سوي لا يوافقهم في توجهاتهم، ولا يسلم بطرحهم”. ويعلل موقفهم قائلاً: “لأن الصحويين لا يريدون إعمال العقل في فهمهم المغلوط لمعنى الحياة، وحكمة وجود الإنسان فيها، وكانوا يملكون قدرات، من برمجة عصبية وغيرها، في تحويل الكائن البشري إلى أداة طيعة في أيديهم، ولعل هذا من أكثر ما أغراني بكتابة التجربة وتقديمها هدية لمن أراد إشعال الفتنة، ولمن سعى لإطفائها”.
  • يعيب الصحفي على الحكومات التي تستخدم الإسلام كورقة رابحة لتمرير أجنداتها السياسية، في (التأنيس والأنسنة لا التسيس)، وهو يؤكد ابتداءً على أن الحيونة تقابل الأنسنة وأن التوحش يقابل الإنسانية، في إشارة إلى أن الجمود الفكري الذي يخالف ما أمر به الدين من إعمال للعقل، ويعيق ارتقاء الإنسان إلى مرحلة الأنسنة، يصبح أداة خطرة في أيدي تجّار الدين: “بتجرد أقول لا أسوأ من دولة أو حاكم أو داعية يقامر بالإسلام لتحقيق مصلحة دنيوية، ويجعل الله مطيته للوصول إلى مأرب ذاتي لا يخدم به إلا نفسه، فالدين لله والوطن للجميع، ومن قال إنه يمتلك كامل الحقيقة فهو إما مدّع وإما جاهل، ونحن بأمس الحاجة إلى بناء الإنسان السوي غير المؤدلج ليتحمل مسؤولياته وتبعاته الوطنية والإنسانية من خلال الفكر التجديدي، وتنقية الفضاء المعرفي من شوائب الماضي. وهنا أستعيد مقولة للكندي: من تاجر بدينه باعه بأبخس الأثمان”.

وعلى هامش مادة الكتاب، يتطرق الصحفي إلى عدد من الكتب التي استعان بها في طرح قضيته، والتي استرعى انتباهي منها ما يلي:

معارك من أجل الأنسنة – المؤلف: محمد أركون /  الحرية أو الطوفان – المؤلف: د. حاكم المطيري / نحن والتراث – المؤلف: محمد الجابري / العمل الديني وتجديد العقل – المؤلف: طه عبدالرحمن / شفاء السائل – المؤلف: ابن خلدون / العرب والفكر التاريخي – المؤلف: عبدالله العروي / التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين – المؤلف: علي عشماوي / مؤامرة أم مراجعة – المؤلف: مكرم محمد أحمد / مسألة الدين – المؤلف: سربست نبي / الصحوة الإسلامية بين الجمود والتطرف – المؤلف: يوسف القرضاوي / في ظلال القرآن – المؤلف: سيد قطب / رواية: الإرهابي – المؤلف: عبدالله ثابت

أما عن هذا التصنيف من الكتب ذات الطابع الجدلي والتي تتناول الدين بالنقد، وتتطرق إلى ما يحوطه من سجال وشبهات وردود، فعلى مكتبتي يوجد الكثير .. أذكر منها:

نقد الخطاب السلفي: ابن تيمية نموذجاً – المؤلف: رائد السمهوري / مهزلة العقل الديني: يا أمة ضحكت – المؤلف: حسين الجبوري / السلفية والتنوير – المؤلف: محمد المحمود / اغتيال العقل: محنة الثقافة العربية بين السلفية والتبعية – المؤلف: برهان غليون / الإسلام والانغلاق اللاهوتي – المؤلف: هاشم صالح / نقد الخطاب الديني – المؤلف: د. نصر حامد أبو زيد / محنة ثقافة مزورة – المؤلف: الصادق النيهوم / الخوف من الحداثة: الديمقراطية الإسلام – المؤلفة: فاطمة المرنيسي / جناية قبيلة حدثنا – المؤلف: جمال البنا / صحيح البخاري: نهاية أسطورة – المؤلف: رشيد أيلال / (جناية البخاري: انقاذ الدين من امام المحدثين / جناية الشافعي: تخليص الأمة من فقه الأئمة) – المؤلف: زكريا اوزون / (نصوص متوحشة: التكفير من أرثوذكسية السلاجقة إلى سلفية ابن تيمية / إله التوحش: التكفير والسياسة الوهابية) – المؤلف: علي الديري / (حيرة مسلمة: في الميراث والزواج والجنسية المثلية / ناقصات عقل ودين: فصول في حديث الرسول / شوق: قراءة في أركان الإسلام / والله أعلم: مساءل خلافية في الأحكام الدينية) – المؤلفة: د. ألفة يوسف

إنه كتاب رغم قصره، مثقل بالأفكار وعميق في رسالته .. لمن كان له قلب!.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (64) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو آخر ما قرأت في شهر يوليو من بين اثنا عشرة كتاب. وقد حصلت عليه من متجر جملون الإلكتروني للكتب في يوليو من نفس العام، ضمن (50) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.

لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.

وفي هذا العام، دأبت على كتابة بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (يوليو)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:

لا يزال الوقت حافلاً بالقراءة وإعداد مراجعات الكتب المقروءة .. ولا يزال الحجر الصحي مستمراً“.

ومن فعاليات الشهر كذلك: كنت قد استغرقت في القراءة بشكل مهووس خلال النصف الأول من هذا العام دون أي فاصل يُذكر، رغم الوقت الذي استقطعه عادة بعد قراءة كل كتاب من أجل تدوين مراجعة عنه! ما حدث في تلك الفترة هو تراكم الكتب التي أنهيت قراءتها من غير تدوين، حتى قررت على مضض بتعطيل القراءة لصالح التدوين .. وأقول “على مضض” لأن القراءة المسترسلة من غير انقطاع بالنسبة لي هي أشبه بالحلم الجميل الذي لا أودّ أن أستفيق منه، لكنني تمكّنت من تخصيص وقتاً جيداً في نهاية هذا الشهر لتأدية عمل الأمس الذي أجلّته للغد.

تسلسل الكتاب على المدونة: 243

تاريخ النشر: يونيو 14, 2022

عدد القراءات:508 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *