♥
وفي يونيو من عام 2024
أي بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف على افتتاح مدونتي
أصبحت مدونتي تضم مراجعات كتابية
عن 500 كتاب
♥
مع خالص الشكر لأصدقاء الكتب على الدعم والمتابعة
♥
اقرأ
لا
لأنني
زاهدة
في
الحياة
لكن
لأن
حياة
واحدة
لا
تكفيني
♥
ليست اليوغا كالتانترا .. فمع اليوغا تصارع الرغبات، أما مع التانترا فأنت تستسلم لها!.
قد تلخّص هذه العبارة فحوى الكتاب (Tantra Spirituality & Sex – By: Osho) الذي حثّ فيه المعلم أوشو على ردم الهوة بين الذات والمطلق، وبين العالم المادي وعالم النيرفانا الأبدي .. وبين العقل الحاكم وشهوة الجنس، فما ممارسة الحب سوى بوابة للسر الإلهي!.
وبينما يتجه العلماء إلى دراسة الجنس طبيعياً من ناحية السلوك البيولوجي، وباطنياً من ناحية التحليل النفسي، فإن المعلم أوشو يخط طريق التانترا ليفسّر الجنس من ناحية صوفية أكثر عمقاً، وممارسة أكثر روحانية.
إنه أوشو إذاً .. أو تشاندرا موهان جاين (1931 : 1990) الذي تنقل شبكة المعلومات العالمية عنه أنه ولد في الهند البريطانية ودرس الفلسفة ودرّسها في الجامعات المحلية، وتدرج من ثم في العلوم الصوفية ليُصبح (غورو) أو معلم روحاني فاقت شهرته حدود وطنه، ليصل إلى العالمية ويُلقب بـ (زوربا البوذي)، إشارة إلى توجهاته الانفتاحية رغم دعوته الروحية!. أما فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية ودعوته في الانفتاح عليها، ما أكسبه شهرة (معلم الجنس بلا منازع) كما تداولته الصحف العالمية، فإنه يجعل منها في هذا الكتاب بمثابة طاقة خلّاقة لا تقلّ أهمية عن الممارسات الروحية في تكامل بناء الإنسان، جسدياً ونفسياً وروحانياً.
يفتح الكتاب ست بوابات نحو التانترا كمفهوم وكممارسة، كما يسردها في صفحة المحتويات، تبدأ بمدخل وتنتهي بالحديث عن المعلم أوشو .. هي كما يلي:
ومن فلسفة التانترا وطاقتها الخلّاقة، أستلهم شيء مما علق في روحي بعد القراءة، كما يلي:
ومن الكتاب الذي يفوز بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي، أقتبس في نص دافئ (مع كامل الاحترام لحقوق النشر) الآتي:
“حين يكون الجنس مجرد لاوعي، مجرد عملية ميكانيكية، يكون الخطأ بعينه! الجنس في حد ذاته ليس عيباً، وإنما ميكانيكيته هي التي تجعله هكذا، وإذا تمكنت من دمج نور وعيك في قدراتك الجنسية، فالنور سيحوله .. لن يكون جنساً أبداً، بل شيئاً آخر كلياً، بحيث لن تجد كلمة كافية للتعبير عنه. عندنا في الشرق، التانترا تعني الطاقة المتجددة والناتجة عن دمج الجنس مع الوعي. إنها القدرة على التوسع والانفتاح، والجنس وحده يجعلك تنكمش على ذاتك، وبينما التانترا تجعلك منفتحاً .. إنها الطاقة ذاتها، ولكن تختلف طريقة استغلالها. وحين تمارس الجنس تصل إلى النشوة، ولكن للحظات محدودة، وبثمن باهظ، بينما التانترا تمنحك الإحساس بالنشوة ليوم بكامله، لأن كامل طاقتك تصبح منتشية، ولن يكون لقاؤك مع إنسان فرد، بل مع العالم كله. وقد تنتشي حين ترى شجرة، زهرة، أو نجمة، حتى أنك قد تحس بالنشوة تمتلك كامل ذاتك .. فهذه هي التانترا .. فالجنس هو البذرة، والحب هو الزهرة “.
“وعموماً في التانترا الهندوسية، فالإلهة (شاكتي) هي أساس الكون، ومن خلالها يتم فعل الخلق، وفي صورتها الجسدية تصبح هي الإلهة والزوجة والأم، وبالتالي تتمركز العبادة في التانترية حول المبدأ الكوني الأنثوي والتأمل فيه، ويصبح الخلاص ممكناً عن طريقها، وتصبح المرأة عند بعض الطوائف التانترية شيئاً مقدساً، وصورة مجسدة للأم. وهناك تلتصق أحياناً التانترا باليوغا فتدعى التانترا يوغا، وفيها يتم استقطاب الشاكرات بين سالبة وموجبة بين أنثوية وذكورية، ويجري اتحادها عن طريق اتحاد الطاقة الجنسية بالكونداليني الصاعدة، والتي تعمل على توحيد الشاكرات المستقطبة الواحدة مع الأخرى في رحلتها إلى “شاكرا التاج” في أعلى الرأس قبل معاودة نزولها إلى مركزها في الجذر أي في أسفل العمود الفقري نزولاً. عموماً يفصل أوشو فلسفة اليوغا عن علم التانترا، ويشير في كتابه “التحول التانتري” إلى أن رحلة التواق تبدأ بالتانترا، وغايتها معايشة التجربة الجنسية على نحو يتم فيه تحول الطاقة الجنسية إلى حب ثم إلى نور”.
وللمعلم على مكتبتي في فلسفة التانترا، عدد من الإصدارات الأخرى، هي: سر التجربة الداخلية: رؤية التانترا / سر أسرار التنانترا: السمع والجنس – الاستنارة المفاجئة / سر أسرار التنانترا: تقنيات النور والظلام – أسمى من الأنا. كما أن له من الإصدارات في المجال الروحي ما تتصدّر الطليعة على الدوام رغم ما تموج به الساحة الفكرية من إصدارات أكثر حداثة، أذكر على سبيل المثال ما يصطف منها فوق أرفف مكتبتي كذلك: كتاب المرأة: احتفالاً بروحية المرأة / ماذا الآن يا آدم؟ كتاب عن الرجال / النضج: عودة الإنسان إلى ذاته / الحرية: شجاعتك أن تكون كما أنت / لغة الوجود: ما وراء الحياة والموت / سيكولوجية الاستنارة والأجساد السبعة / المركب الفارغ: لقاءات مع اللاشيء / التأمل: فن النشوة الداخلية.
ختاماً، وفي كلمة عرفان للمعلم أوشو، فإنه اشتق من اسمه الذي اختاره له مريديه، الكثير! إن (أوشو) في حد ذاتها كلمة يابانية تُقرأ من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين، في إشارة إلى المعراج الروحي الذي واصله المعلم وعمل فيه على “توحيد الأقطاب وتجاوز الثنائيات” من خلال وعي كوني صاف، وهي كلمة ذات مقطعين “مركبة من جذرين الأول «أو» وتعني «بتوقير كبير، الحب والامتنان» و «شو» وتعني «اتساع الوعي متعدد الأبعاد» و «الوجود الماطر من كل الاتجاهات» ويمكن تفسيره بـ «المحيط العظيم»”. لقد كان يدعو في تعاليمه إلى ممارسة التأمل كلغة تشترك فيها كل الثقافات، بعيداً عن روح التعصب والكراهية ، وهو في دعوته تلك قد تصدى للكثير من المفاهيم الدينية ولتفسيراتها الواسعة الانتشار، واستبدلها بالانفتاح في إيجابية على جميع الأديان، من خلال وعي جمعي يقوم على تقدير قيم الحب والجمال والحرية والإقدام والإبداع والسلام الروحي.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (14) في قائمة احتوت على (105) كتاب قرأتهم عام 2020 تتضمن تسعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (100) كتاب فقط! وهو رابع كتاب اقرؤه في شهر مارس من بين عشرة كتب .. وقد حصلت عليه في نفس العام من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية ضمن (90) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
لقد كان 2020 عام الوباء الذي جاء من أعراضه الجانبية (ملازمة الدار وقراءة أكثر من مائة كتاب)! لم يكن عاماً عادياً وحسب .. بل كان عاماً مليئاً بالكمامات والكتب.
وفي هذا العام، دأبت على تدوين بعض من يوميات القراءة .. وعن هذا الكتاب، فقد قرأته في شهر (مارس)، والذي كان من فعالياته كما دوّنت حينها:
“ويبدأ الحجر الصحي فعلياً .. إن الوباء حقيقة وواقع معاش“.
تسلسل الكتاب على المدونة: 199
تاريخ النشر: مايو 20, 2022
عدد القراءات:8866 قراءة
التعليقات