♥
وفي يونيو من عام 2024
أي بعد مرور ثلاثة أعوام ونصف على افتتاح مدونتي
أصبحت مدونتي تضم مراجعات كتابية
عن 500 كتاب
♥
مع خالص الشكر لأصدقاء الكتب على الدعم والمتابعة
♥
اقرأ
لا
لأنني
زاهدة
في
الحياة
لكن
لأن
حياة
واحدة
لا
تكفيني
♥
كتاب يتحدث من منظور اللاوعي الذي من خلاله تبدو كل القدرات البشرية الميتافيزيقية ممكنة، وتتراءى وكأنها حقيقة لا لبس فيها .. وهي تتراوح بين الخرافات والأسطوريات والمرويات، وبين تلك الحالات التي شهدت حقيقة من خوارق الطبيعة، ما تم توثيقه!
ولهذا، يستعين الكتاب بمرويات تعود لحقبة ما قبل الميلاد، وبمخطوطات السحر القديمة مثل (الكابالا اليهودية) و (الشامانية الكورية)، وبالفلسفة الإغريقية، وبطرق الصوفية، وبعلم اللاهوت، وبالخيمياء القديمة، وبتشريح الدماغ، وبالتحليل النفسي، وبأحداث تسلّط السحر وتراجعه في القرون الأوروبية الوسطى وحرق الساحرات، وبلوغ الروحانية أوجها في القرن التاسع عشر، والهوس بالأجسام الغريبة في القرن الماضي، وحالات التخاطر والتناسخ والأجسام النجمية وقصص اختطاف الكائنات الفضائية الحديثة .. مع الكثير الكثير من سير أعلام الأدب والفلسفة والسحر والتأريخ!.
تلك الخوارق التي لا يزال يصاحبها بطبيعة الحال جدل قائم بين العلم بماديته وبين الدين وروحانيته، بحيث تصبح طائفة الرسامين والشعراء والعرافين والمنجمين والسحرة خير ممثل لتلك القدرات الماورائية، لا سيما من خلال تمكّنهم من تحريك تلك (العضلة العقلية) أو كما أطلق عليها المؤلف (الملَكَة س) والتي ليست سوى (الحاسة السادسة) .. وهي الهبة التي يعتقد أن البشر قد تناسوها في خضم تطورهم العقلي، وتمكّن أولئك وحدهم -في عملية تفكير خارج الصندوق- من استعادتها واستغلالها في تطوير قدراتهم الخاصة واكتساب فهم أعمق للواقع، بحيث لا تعدو أمامهم تلك الظواهر التي يُطلق عليها غامضة إلا كمظاهر طبيعية وشائعة، كشروق الشمس وغروبها. لذا، يأتي عنوان الكتاب الفرعي بـ (دراسة في القوة الكامنة التي يملكها البشر للوصول إلى ما وراء الحاضر) معبّراً.
ومع الكتاب الموسوعي، لا بد وأن يأتي المؤلف موسوعياً بالضرورة! إنه إذاً الكاتب الإنجليزي كولن هنري ولسون (1931 : 2013)، والذي تذكر عنه شبكة المعلومات أنه ترك تعليمه المدرسي في سن السادسة عشرة لإعانة عائلته الفقيرة، إلا أنه تمكّن من وضع كتابه الفلسفي الأول (اللامنتمي) وهو في سن الخامسة والعشرين، والذي حقق به شهرة واسعة في الأوساط الثقافية، على الرغم من تعريض بعض النقاد لآرائه ووصمه بالدجل. وهو وقد توجه في آخر حياته للكتابة حول موضوعات السحر والتصوف وما بعد الموت، فقد كان من المستغرب أن يذيع صيته عند القرّاء العرب في حين أنكره القرّاء الغرب باعتباره كاتباً غير جاد.
جاءت نظرية (الملكة س) مثيرة للانتباه، والتي يمكن تفسيرها كلمحات مفاجئة من السعادة اللامتناهية، والتي يمكن لمسها في تلك اللحظات التي يبدو فيها كل شيء في العالم في موضعه الصحيح! ووفقاً للمؤلف، فإن ما يمنع الإنسان من تحقيق حالة مستدامة من الرضا والسعادة هو حقيقة كونه سجين لتصور محدود عن الوجود، فهو يهيمن عليه العالم المادي طوال الوقت، بتفاهاته التي لا تحمل أي معنى، وبحياة ميكانيكية يصبح كل شيء فيها قابل للتنبؤ .. غير أن تلك الملذات اليومية الباهتة تمنع الشعور التام باليأس. ومع عدم دوام المتعة، يعيش الإنسان في حالة دائمة من الملل ينتظر فيها تلك المتع الصغير القادمة. لذا، يُصبح أولئك الذين تعرّض لهم المؤلف ولأعمالهم بالدراسة في كتابه، نماذج حية في إدراك حقيقة خواء هذا الوجود، وفي الترفّع عن مُثُل الحياة التافهة ومتعها الصغيرة، وفي محاولتهم اكتشاف الواقع الحقيقي والحصول على رؤية شاملة تعطي المعنى لكل شيء، وتجعل المتعة الدائمة حقيقة من حقائق الحياة.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية يتفرّع عنها مواضيع ذات صلة، وقد نال بها الكتاب من رصيد أنجمي الخماسي اثنتان فقط، حيث اكتفيت بالقراءة السريعة في أواخره رغم قراءتي المتأنية في بداياته. والأقسام هي:
رغم ما سبق، فإن على الكتاب بعض التحفظات التي تجاوزت معها في قراءته! فالمؤلف بدى وكأنه يميل لتصديق كل ما قد يأتي به أولئك الذين صنّفهم بالخارقين، كحقائق علمية ثابتة، دون عرضها على مقاييس التحليل العقلي والنقدي، أو عرض الآراء الأخرى المشككة والمعارضة والمحايدة على حد سواء، ما جعل من توجهه ذلك يبدو ساذجاً. ومن ناحية أخرى، فالكتاب يضم زخم من المعلومات والأحداث التي وقعت في أزمنة ساحقة ما يثير علامة استفهام كبيرة حول مصداقيتها، فضلاً عن شطحاتها التي لم يدعمها رأي علمي أو توثيق تأريخي مؤكد ومجمع عليه .. الأمر الذي يشكك في مصداقية مادة الكتاب ككل.
ومن الكتاب الذي جاء في ترجمة متقنة عن نصّه الأصلي (The Occult: The Ultimate Guide for Those Who Would Walk with the Gods – By: Colin Wilson)، أقتطف بعض ما علق في ذهني بعد القراءة، وباقتباس في نص سماوي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
ختاماً، يبدو أن العلم الذي تطور بشكل مضطرد خلال القرون القليلة الماضية، قد جعل الكون يبدو أكثر غرابة وأكثر مثاراً للاهتمام مما اعتقد أسلافنا، بل مما يجرأ علماء اليوم من الاعتراف به!
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (6) في قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024 والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وقد حصلت عليه من معرض للكتاب بإحدى المدن العربية عام 2023 ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض! في الحقيقة، جاء هذا الكتاب كترشيح قوي من صاحب دار النشر، وقد كان كرماً منه أن أهدانيه.
وللمؤلف على مكتبتي، ثلاث كتب أخرى لم أقرأها بعد، هي: اللامنتمي / الحاسة السادسة / أصول الدافع الجنسي
وعلى رف (علم الطاقة والروحانيات) في مكتبتي، تصطف كتب عديدة أخرى، أذكر منها: (الكوكب المميز: كيف صُمِّم موقعنا في الكون للاكتشاف) – تأليف: غييرمو غونزاليز / (كتاب الأرواح) – تأليف: آلن كاردك / (الحياة ما بين الحيوات) – تأليف: مايكل نيوتن / (تشخيص الكارما: نظام الضبط الذاتي الحقلي) – تأليف: سيرجي لازاريف / (الخيال العلمي والفلسفة: من السفر عبر الزمن الي الذكاء الفائق) – تأليف: سوزان سينج / (تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال) – تأليف: جون جريبين / (عملية الحضور: رحلة إلى داخل إدراك اللحظة الحالية) – تأليف: مايكل براون / (العوالم الكونية السبعة وأجساد الإنسان السبعة) – تأليف: نوفل داؤد / (الشاكرا يوغا) – تأليف: آنوديا جوديث / (فيزياء الروح) – تأليف: د. أميت غوسوامي/ (The Secret – The Power – The Magic) – تأليف: Rhonda Byrne
من فعاليات الشهر: ومع الأمنيات التي حمّلتها العام الجديد مع انقضاء العام الفائت .. فلقد افتتحت في أول يوم قناة لطيفة على موقع يوتيوب، والتي سأخصصها لنشر مراجعات الكتب صوتياً.
ولا زلت أترقّب شحنة الكتب التي طلبتها من متجر نيل وفرات للكتب، والتي ستحمل لي أكثر من ستين كتاب. كم يبدو العام مثمراً بالخير مع تباشيره!.
تسلسل الكتاب على المدونة: 456
تاريخ النشر: يناير 20, 2024
عدد القراءات:385 قراءة
التعليقات