على قدر الحماسة جاءت الخيبة!
قد يوحي عنوان الكتاب بأن هنالك ثمة صراع لدى كاتب ما وهو يكتب، كمعاناة متأصلة في تكوينه أو وهو يواجه ظروف حياتية قاهرة أو مرض قاتل أو حتى لحظة احتضار …..، ما قد يولّد إبداعاً بالضرورة كالثورة التي أنجبها نزار قباني من رحم أحزانه!
وعلى الرغم من أن الكتاب يشير إلى الكاتب الفرنسي (هيرفي غيبير) ومرض الإيدز الذي كان يكتب أثناء صراعه معه، ومحاولة الكاتبة في الظاهر ربط معاناتها بمعانته، وقد كُلفت بإعداد دراسة عن كتابه (إلى الصديق الذي لم ينقذ حياتي)، والذي ارتبطت بعقد مع جامعة لتسليمها خلال مدة معلومة .. إلا أن كتابها (To Write as if Already Dead – By: Kate Zambreno) جاء أشبه بيوميات كالتي قد يكتبها أحدنا في حياته العادية، فضلاً عن كونها رتيبة ومملة ومكررة بشكل آلي، وهي تنحصر في مجملها بين متاعب حملها، وطفلتها الصغيرة، وزوجها المكافح، وطبيبها المتعجرف، وتأمينها الصحي الذي رغم تواضعه حسبته فاخراً، والتهديد بالطرد من عملها المؤقت كأستاذة جامعية، وضيق الحال البائس، ومتطلبات الحياة المادية في صورتها الكبرى ……، بل إنها لم تتورع في عرض وصف مقزز لأمراض ألمت بأعضاء في جسدها عادة ما تعتبر ذات حساسية خاصة في جسد أي إنسان، ابتداءً من ثدي متقرّح نزولاً نحو الأعمق .. حيث حدثت ولا حرج .. حرفياً!
إذاً، لم يكن كتاباً يتناول بالفعل عوالم الكتابة والمكتبات، وشغف القراءة، والإنتاج الأدبي كتتويج .. كما بدى، إنما سيرة ذاتية مجردة من أي ميزة تحاول أن ترتبط بسذاجة مع أعمال بعض الروّاد العالميين .. لذا، أجدني لا أتمكن من منحه أي نجمة من رصيد أنجمي الخماسي! قد يكون الكتاب في صفحاته اللاحقة على قدر من الجودة، غير أنني لم أتمكن من إتمامه .. وقد كان هذا انطباعي العام عنه عند الحد الذي توقفت فيه عن قراءته!.
ولإضفاء قدر من الإيجابية مهما كان، فقد راقت لي هذه الكلمات التي جاءت بها الكاتبة من منظورها كمؤلفة لسبعة كتب، قائلة: “أدرك أن كونك قارئاً، أكثر أهمية من كونك كاتباً، حتى إن كان المجتمع يضفي منزلة رفيعة على الكتابة وعلى إنتاج مواد قابلة للاستهلاك، منزلة أعلى مما تضفيه على القراءة التي هي فعل زائل ونشاط انعزالي”.
تبقى دار النشر إحدى دور النشر العربية التي أتردد عليها خلال أي معرض للكتاب، والتي تحظى مكتبتي بعدد جيد من إصداراتها.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (27) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً بحق في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وهو في الترتيب (7) ضمن قراءات شهر مارس .. وقد حصلت عليه من متجر (بيت الكتب) الإلكتروني في ديسمبر العام الماضي، ضمن (120) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من تلك الشحنة.
وعلى رف (المكتبات) في مكتبتي، عدد يتزايد باستمرار من الإصدارات .. أذكر منها: (النوم إلى جوار الكتب) – تأليف: لؤي حمزة عباس / (غرفة المسافرين) – تأليف: عزت القمحاوي / (نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها) – تأليف: الأب أنستانس ماري الكرملي / (العرنجية: بلسان عربي هجين) – تأليف: أحمد الغامدي / (مكتباتهم) – تأليف: محمد آيت حنّا / (مكتبة شكسبير الباريسية) – تأليف: سيلفيا بيتش / (لماذا أكتب؟) – تأليف: جورج أورويل / (القراءة والقارئ: صورة في البلاغة الأدبية) – تأليف: فيليب دايفيس / (كيف غيرت القراءة حياتي) – تأليف: آنا كويندلين / (بم يفكر الأدب؟ تطبيقات في الفلسفة الأدبية) – تأليف: بيار ماشيري / (بضع جمل قصيرة عن الكتابة) – تأليف: فيرلين كلينكنبورغ / (إحراق الكتب: تاريخ الهجوم على المعرفة) – تأليف: ريتشارد أوفندن
من فعاليات الشهر: يقابله في العام الهجري 1445 شهر رمضان المبارك، والذي انقطع فيه عادة عن القراءة، غير أنني تمكّنت من استقطاع وقتاً يسيراً للقراءة في هذا العام، وكان مثمراً.
تسلسل الكتاب على المدونة: 477
التعليقات