الكتاب
أنا والكتب
المؤلف
دار النشر
منشورات الجمل
الطبعة
(2) 2022
عدد الصفحات
168
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
09/18/2024
التصنيف
الموضوع
مؤلف موسوعي في كتاب عن كتب
درجة التقييم

أنا والكتب

هذا كتاب يعبق برائحتي الحبر والورق خطّه أستاذ جامعي حين تقاعد مستعيناً بذاكرة بعيدة يظهر فيها وهو طفل يترعرع في كنف عائلة حرصت على تزيين جدران منزلها المطل على بيت المقدس بأرفف تغص بالكتب، حيث كان التقاط كتاباً أقرب إليه منالاً من قبلة أبوية .. الطفولة التي شكّلها أبوين متعلمين حرصا على تثبيت خطاه فوق طريق العلم مثل “العديد من أبناء فلسطين منذ ما قبل وما بعد ضياع الوطن” .. الطفولة التي رسمت بدورها صورة الشيخوخة بوضوح، وسمحت لتلك الكتب أن تحفر أخاديدها في وعيه وفكره ومشاعره، وجعلت من تلك الذاكرة البعيدة قريبة، لا تختلف عنها في الشغف والعزم والعطاء.

إنه (طريف الخالدي 1938)، مؤرخ وكاتب وأستاذ أكاديمي فلسطيني، حصل على درجات علمية من جامعتي أكسفورد البريطانية وشيكاغو الأمريكية، وعمل في تدريس مادة التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، ثم أصبح أستاذاً للغة العربية في جامعة كامبريدج، وهو أقدم كرسي للغة العربية في العالم الناطق باللغة الإنجليزية، ثم تولى بعد عدة أعوام كرسي الشيخ زايد للدراسات الإسلامية والعربية في الجامعة الأميركية في بيروت. له عدد من الإصدارات باللغتين العربية والإنجليزية، أهمها: (صور محمد) و (يسوع المسلم) و (الفكر التاريخي العربي في العصر الكلاسيكي و(الإسلام العربي الكلاسيكي)، كما نشر ترجمة حديثة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية.

يتلبّس كتاب المؤلف طابع السيرة الذاتية الذي يصف فيه ابتداءً عزلته منذ سن مبكرة بين أرجاء الكتب، مستغنياً بها عن أقرانه وقد أصبحت سلواه، وما لبث أن عدّ عالم القراءة والكتابة عالمه الحقيقي! ورغم منافع الكتب الجمة التي تنهمر في تعزيز المعرفة وتحفيز التأمل وخلق عقلية مفكرة ونقدية، فهو يؤكد بأن “الشك والامتناع عن الأحكام الجازمة والعلم بعواقب الأمور، كلها أمور تأتي في غالب الأحيان من التجارب التي يقع عليها المرء في الكتب. فلو لم تكن للكتب فائدة سوى هذين الأمرين لكانت الفائدة عميمة النفع”. تجدر الإشارة لفكرة الكتاب التي تفتّقت في ذهن المؤلف بعد قراءته لكتاب (البروفيسور غير المتوقع: سيرة في أكسفورد) لمؤلفه الناقد والأكاديمي البريطاني (جون كاري) والذي أهدته إليه ابنته الأستاذة الجامعية، وقد تطرّق فيه الناقد لحياته الأدبية على وجه الخصوص والأثر الذي تركته الكتب في فكره وخياله .. الكتاب الذي حفّزه في وضع كتاباً شبيهاً يضمّنه تلك الكتب التي سعد برفقتها طوال مسيرته في العلم والبحث والكتابة الأكاديمية، والتي ارتأى أنها جديرة بالتعريف والتنويه.

يعرض الكتاب -الذي حصد رصيد أنجمي الخماسي كاملاً- في فهرسه المواضيع التالية، وقد بدأها المؤلف بكلمة موجهة (إلى القراء) أتبعها بـ (مقدمة) وأنهاها بـ (خاتمة):

  • المكان: القدس. الزمان: حوالي العام 1943
  • الهجرة
  • في إنكلترا
  • في الجامعة الأميركية في بيروت
  • في جامعة شيكاغو
  • العودة إلى الجامعة
  • بدايات النشر
  • مقالات متنوعة
  • السيد المسيح في التراث العربي الإسلامي
  • فكرة التاريخ عند العرب
  • ابن خلدون
  • عودة إلى التاريخ الحديث: المذكرات
  • صور النبي في التراث الإسلامي

ومن بعضها، أقتطف أجمل ما لمس وجداني بعد القراءة، وباقتباس في نص ألمعي (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):

  • يتعرض المؤلف حين كان في العاشرة من عمره وعائلته والآلاف من الفلسطينيين للتهجير إثر الاحتلال الصهيوني لأرضهم، وما تبعه من وهن أصاب الجميع كلاً وفق طاقته، في تشرّب المأساة! يقول في (الهجرة): أصبح العلم والتعلم أمراً غاية في الأهمية، فتقلصت مساحة الطفولة وحريتها. هرم والدي بسرعة وتوفي بعد ضياع فلسطين بقليل، وازداد الإحساس بأن العلم أمر عظيم الشأن وبأنه أولوية الأولويات“.
  • أما حين يلتحق بمدرسة داخلية في إنجلترا بقرار حازم من أهله، فيقضي وقته في وحشة تحت وطأة نظام هرمي عسكري مخيف، مضافاً إليه الصعاب الملحقة بتعلم اللغتين اللاتينية واليونانية. وهو يتحدث (في إنكلترا) عما استحسن من الأدب اللاتيني، ينقل عبارة شهيرة لمؤرخ روما بعد أن دمر الرومان مدن بريطانيا: “يجعلون منها قاعاً صفصفاً ويسمونها سلاماً” فيعلق قائلاً: “فكأنه يصف ما فعلته وتفعله إسرائيل في فلسطين”.
  • وبعد التحاقه ضمن طاقم التدريس (في الجامعة الأميركية في بيروت)، ينخرط في برنامج يعني بتزويد الطلاب -بصرف النظر عن طبيعة تخصصاتهم- بمرجعية ثقافية متنوعة لا سيما فيما يتعلق بأمهات كتب الحضارة الغربية، القديمة والمتوسطة والحديثة والمعاصرة، فيعرض مجموعة من الكتب التي أفاد منها كما الطلاب، ككتاب (تاريخ الفلسفة الغربية) للفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل، وملحمتي (الإلياذة والأوديسة) للشاعر الإغريقي هوميروس. وفي مقارنته بين “أفلاطون الإلهي” و “أرسطو الدنيوي”، يقول بأن: “لغة أفلاطون هي في القمة من البلاغة والحس الأدبي، فمحاوراته قد ينالها من سهام الفلاسفة ما ينالها، لكنها تبقى على الدهر مثالاً أدبياً لا نظير له في البساطة والوضوح وعمق الرؤية. خذ مثلاً النص الذي في جمهوريته حول مساواة النساء بالرجال. هذا النص الذي كُتب قبل زماننا الحاضر بألفين وخمسمئة سنة لا يزال إلى اليوم يمتلك رونقاً أدبياً ومنطقياً وعاطفياً يضاهي النصوص المقدسة. فيا ليته يُدرّس في مدارسنا منذ الصفوف الابتدائية كي تترسخ هذه المساواة في ضمير الناشئة العربية“.
  • وبما أن الجامعة الأمريكية قد رفعت شعاراً استوردته من أميركا مفاده (النشر أو الموت)، فقد أخذ المؤلف على عاتقه مهمة مواكبة البحث العلمي، إضافة إلى مهمته الرئيسية في التدريس وما تستلزم من براعة في إيصال المادة العلمية وشحذ عقول الطلاب وفضولهم. يسهب في (بدايات النشر) في الحديث عن بعض أعلام المعرفة الشرقيين والغربيين، مستعرضاً عدداً من مؤلفاتهم ومستلذاً بأفكارهم ومجادلاتهم، فينقل عن الإمام الغزالي ما قاله في كتابه (القسطاس المستقيم): فإن جميع العلوم غير موجودة في القرآن بالتصريح، ولكن موجودة فيه بالقوة لما فيه من الموازين القسط التي بها تفتح أبواب الحكمة التي لا نهاية لها”. ثم يتمنى قائلاً: “ليت من يكتب اليوم ويقول لنا أن آينشتاين موجود في القرآن وداروين في القرآن والقنبلة الذرية في القرآن والمعادلات الرياضية المذهلة في القرآن، وإلى ما هنالك من تفاهات .. ليتهم يتأملون هذا النص الذي يرى في القرآن مفتاح المعرفة وبدايتها وليس نهايتها، وأن النظريات العلمية أمور تتغير باستمرار، فالحكمة لا نهاية لها“.
  • وفي ثمانينيات القرن الماضي، يتجلى اهتمام المؤلف بالسيد المسيح وتراثه لسبب لم يتبينه تحديداً! أهي للترانيم الدينية التي لا يزال يرتّلها منذ صغره، أو لما كان يقع في يديه بين فينة وأخرى من كتب تعرض أقوالاً منسوبة للسيد المسيح؟ لذا، يجده يتحرى مكانة السيد المسيح فيما جرى من مناظرات سياسية وأخلاقية جرت بين المسلمين الأوائل، مستعيناً بكتب الأدب والتاريخ والزهد والأخلاق والفقه والكلام والتصوف. وعلى الرغم إنه لا يقع على مصادرها الحقيقية، “لكنها جميعها تشي بإعجاب وإجلال إسلامي عميق لمن يسميه الغزالي (نبي القلب)، وجميعها تليق بالمسيح وتُنسب إليه بفائق الاحترام والمحبة. وإذا كان لي أن أتمنى مجدداً، فأمنيتي أن تأخذ هذه الأقوال طريقها إلى الحوار الإسلامي المسيحي للتأكيد على ما يجمع هاتين الديانتين لا ما يفرقهما. والحوار هذا هو في نظري بأمسّ الحاجة إلى أن نقرأ معاً نصوصنا المقدسة ومن بينها هذا السجل التاريخي الحافل من القصص والأقوال، كما وأن يتضمن هذا الحوار ما جاء عن السيد المسيح عند بعض أهم شعراء العرب المسلمين المعاصرين، كمثل بدر شاكر السياب ومحمد الفيتوري ومحمود درويش وغيرهم. ولربما من المجدي في هذا المضمار أن نقارن ما جاء في التراث اليهودي (التلمود تحديداً) حول السيد والتشويه الشنيع لسيرته، بما جاء عنه في تراث الإسلام“. هكذا يوصي المؤلف في (السيد المسيح في التراث العربي الإسلامي).
  • ومن (صور النبي في التراث الإسلامي) الذي جاء كمسك لختام الكتاب وهو يتناول سيرة النبي الأكرم ﷺ، فيتحدث المؤلف عن الكتاب الذي وضعه كبديل لاقتراح تقدّمت به دار نشر غربية كبرى لوضع كتاب عن السيرة النبوية، حيث أن التأريخ لصور النبي المتعددة عبر التاريخ -في رأيه- لم ينل حقه من الاهتمام الأكاديمي، خلافاً لكتب السيرة النبوية القديمة والحديثة التي تزخر بها المكتبات. لذا، يأخذ على عاتقه رصد وحصد ما أمكنه من كتب السيرة التابعة لكل عصر على ضخامتها، ويضع كتاباً متسلسلاً زمنياً في عرض صورة النبي ﷺ ابتداءً من القرآن الكريم إلى الحديث الشريف منتهياً بالسير المعاصرة، في عشرة أبواب رئيسية، تحمل العناوين التالية: (نقطة التحول. صاحب الشرع. الرواية الأساسية. معلم الآداب. نور العالم. المثال الصوفي. نبي الصلاح والتقوى. المثال العالمي. البطل. المحرر). أما حين يتعرّض المؤلف للعصر الحديث وما شابه من حملات تبشيرية واستشراقية استهدفت السيرة النبوية وطالت صورة النبي ﷺ، لا سيما تلك التي تتعاطف مع السيرة المكية في حين تتحامل على المدنية، وهي التي يغذّيها اليوم الخطاب اليميني المتطرف في أوروبا وأميركا بتأييد صارخ من الاستشراق الاسرائيلي، فيعرض عدداً من أراء أولئك المستشرقين كما جاءت في كتبهم، مقابل أولئك الذين تصدوا لهم من المسلمين. فيقول: من أوائل من تصدوا لهذه الهجمة في القرن التاسع عشر، هو الكاتب الهندي المسلم السيد أمير علي (ت. 1928) في كتابه بالإنكليزية بعنوان (روح الإسلام أو حياة محمد وتعاليمه) الصادر أولاً عام 1890. لا يكتفي الكاتب بالدحض بل يسوق الدليل أثر الدليل على عقلانية الرسالة وطابعها التقدمي، وعلى الرسول المعلم ورحمته وعدله، فهو الرسول «الأقرب إلى روح الحداثة من أي رسول آخر». وهذه الحداثة هي أيضاً ما يوكد عليها المفكر الهندي الكبير محمد إقبال (ت.1938) في كتابه بعنوان (إحياء الفكر الديني في الإسلام) الذي يرى أن النبوة قد وصلت إلى خواتيمها في سيرة محمد وفي الإسلام الذي مزج بين أفضل الحضارات القديمة والحديثة. فرسالة محمد هي الدواء الناجع لكافة أمراض العالم المعاصر وخصوصاً المادية منها“.

وعلى هامش الكتاب:

يقول الأديب المصري أنيس منصور في مقالة (كتاب يدعي قراءته كل الناس) الواردة في كتابه (كتاب عن كتب): ‎”هناك كتب مثل الخرائط تهديك إلى غيرها .. وهناك كتب تحتاج إلى خرائط لأن الذي يقلبها يضيع ‎فيها .. ‎وكتب مثل الأوراق المالية مضمونة الفائدة .. ‎وكتب مثل البنوك فيها كل أنواع العملات والتحويلات ‎والمعاملات .. ولكن الإنسان لا يستطيع أن يتعامل معها، تماماً كما تمر على البنك المركزي وتنظر إليه وإلى الداخلين والخارجين وليس لك ورقة واحدة فيه”. وبما أنني اعتبر أي كتاب لا يهدي لآخر هو (كتاب أبتر)، فإن ما أرتجيه من أي كتاب أقرؤه هو مجموعة الكتب التي ستلتحق بقائمة (أمنيتي) عن طريقه .. وقد كان هذا الكتاب جواداً في تحقيق هذا الرجاء! أورد هنا غيض من فيضه كما يلي:

كتاب (الحيوان) – تأليف: الجاحظ / كتاب (الفخري في الآداب السلطانية) – تأليف: ابن طباطبا / كتاب (عيون الأخبار) – تأليف: ابن قتيبة / كتاب (مشاكلة الناس لزمانهم) – تأليف: اليعقوبي / كتاب (البدء والتاريخ) – تأليف: ابن طاهر / كتاب (الأدب الصغير والأدب الكبير) – تأليف: ابن المقفع / كتاب (كذا أنا يا دنيا) – تأليف: خليل السكاكيني / كتاب (القومية الثقافية العربية في فلسطين) – تأليف: عدنان أبو غزالة / كتاب (المقدمة في المسألة الشرقية) – تأليف: روحي الخالدي / كتاب (الاستشراق) – تأليف: إدوارد سعيد / كتاب (يقظة العرب) – تأليف: جورج انطونيوس / كتاب (أركيولوجيا المعرفة) – تأليف: ميشيل فوكو / كتاب (الفكر التاريخي الإغريقي) – تأليف: أرنولد توينبي / كتاب (العرب في التاريخ) – تأليف: برنارد لويس / كتاب (الاضطهاد وفن الكتابة) – تأليف: ليو شتراوس / كتاب (سياست نامه) – تأليف: نظام الملك / كتاب (الأمير) – تأليف: نيكولو مكيافيللي / كتاب (الكوميديا الإلهية) – تأليف: دانتي أليجيري/ كتاب (نظريات غربية حول الإسلام في العصور الوسطى) – تأليف: السير ريتشارد سثرن / كتاب (التاريخ كقصة الحرية) – تأليف: بينيدتو كروتشة / كتاب (نابليون: مع وضد) – تأليف: بيتر خيل / رواية (الجبل السحري) – تأليف: توماس مان / رواية (الظلام في وضح النهار) – تأليف: أرثر كستلر

ختاماً، يرجو المؤلف من كتابه أن يشكّل حافزاً للقراء -لا سيما من فئة الباحثين والأكاديميين العرب- لتدوين ما اطلعوا عليه من كتب خلال مسيرة حياتهم، متطلعاً بمرور الزمن الظفر بسجل يعكس التفاعل المستمر في ميادين التراث بين الماضي والحاضر، لا سيما ضمن الذخائر الجديرة بالإحياء، ليقف سداً منيعاً أمام سيل “الإهمال والجهل والنسيان والأمية الأدبية واللغوية”.

وعني، فأختم وأقول: إنه كتاب ممتنع .. قصير وثري .. ويتعذر الوصف في تصوير روعته!

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

نقلاً عن المفكرة: جاء تسلسل الكتاب (100) ضمن قائمة لا تنتهي من الكتب التي خصصتها لعام 2024، والذي أرجو أن يكون استثنائياً في جودة الكتب التي سأحظى بقراءتها فيه، وهو في الترتيب الثامن ضمن ما قرأت خلال سبتمبر! أما عن اقتنائه، فقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2023 ضمن (400) كتاب كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض!

خاطرة: لم يقع اختياري لهذا الكتاب عشوائياً فقد قصدته تحديداً ليحتل المرتبة المائة ضمن قراءاتي، وذلك لما وجدت في عنوانه تعبيراً مماثلاً للحالة التي تلبّستُ بها منذ بداية العام في مواصلة القراءة ليل نهار .. وكذلك فعلت مع التاسع والتسعين .. فقد اخترت كتاب (يوميات القراءة).  

ومن الكتب التي قرأتها في هذا الشهر: السرقة من المسلمين (الساراسن) / خطاب العنف وعنف الخطاب / مجتمع الاحتراق النفسي / اشف جسدك / كون عقلك / الاعتذار

تسلسل الكتاب على المدونة: 550

 

مقطع فني عن الكتاب

تاريخ النشر: سبتمبر 20, 2024

عدد القراءات:88 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *