مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
كتاب يجمع عدد من مقالات قصيرة تمسّ مواضيع متنوعة، يستطيع القارئ أن يبدأ بقراءتها بشكل عشوائي من حيث أراد .. من أوائلها، منتصفها، أو أواخرها .. لا يهم! إذ لا يربطها رابط غير تحفيز النفس البشرية على السمو، واعطائها نصيبها من الفرح والضحك والحب والتفاؤل والأمل، والترفّع عما يعكّر صفوها من منغصات الحياة وبعض بني البشر.
لقد أطربتني العبارة المذكورة في ظهر الكتاب، أسردها كما جاءت في نص ربيعي كزخرفة العنوان على غلافه (مع كامل الاحترام لحقوق النشر):
“عزيزي (أنا): قد لا تكون سعيداً الآن! وربما تعتقد أنك تشاهد حياتك تتكرر أمامك .. لكن في جميع الأحوال ليس من الوارد أن تستلم. أنت لم تستسلم من قبل، فلماذا قد تقوم بذلك الآن؟ أجل، لقد عانيت قبل كثيراً لدرجة تجعل لا داع لأن تهزم الآن! لا يوجد ما يقف حائلا بينك وبين ما تريد سواك. لذا انهض، قم بما عليك فعله .. لا فائدة من التأجيل! لقد نجحت سابقا وعليك فقط أن تدرك ذلك. أنا أؤمن بك، أنا أثق بك عزيزي أنا .. المخلص (أنت)“
لم تكن صدفة .. فقد كنت بحاجة لمثل هذا البلسم حينها! عجباً كيف استرجعت حكمة الروائي باولو كويلو على لسان الكيميائي في روايته الشهيرة، وهو ينبّه على أن إشارات الكون من حولنا سخية ولا تأتي اعتباطاً .. فما علينا إلا أن ننصت!.
لم يكن هذا الكتاب من اختياري! فقد ألحّ عليّ بائع من أرض مصر لاقتنائه عندما كنت أتجول في أحد معارض للكتاب، وبغمزة من عينه قائلاً: “ح يعجبك” .. وقد حظي بثلاث نجمات من رصيد أنجمي الخماسي بعد قراءته.
يعرض فهرس الكتاب في صفحتين ونصف الصفحة عناوين المقالات، أذكر منها:
العالم ليس شمساً مشرقة وأقواس قزح / كلمتين صغيرتين / الوحش الجاثم على وجنتها / أصوات جميلة / كوب الحب / تلويحة يد بسيطة / حدث في قرية صغيرة / لا تقطف الزهرة، صادقها / من يقود حافلة حياتك / دروس الحياة / انهض / شفاؤك بيديك / تناول الحلوى أولاً / قطرة الندى / كم عمرك.
ومن عصارة تلك (الأشياء الجميلة) التي احتضنتها دفتي الكتاب، مقتطفات سطرتها بكلماتي آنذاك كما يلي:
… مع غيرها من الأشياء الجميلة التي حملتها شخصيات، تطالعك وتصارحك بتجاربها في النجاح والصبر والثقة ونبذ اليأس.
على الرغم من الأسطر الجميلة السابقة في حق الكتاب والذي يُستهلك به الوقت الضائع على مقعد طائرة أو في صالة انتظار، فهو يضم بشكل عام قدر من الأقوال التي تطالعنا يومياً -لا سيما صباحاً- على تطبيقات التواصل الاجتماعي .. فلا أظنه حقاً قد جاء بجديد! بطبيعة الحال، هو كتاب يصلح للقرّاء اليافعين بأرواحهم المقبلة على الحياة.
اختيار لا بأس به على كل حال .. وشكراً للبائع المصري اللطيف.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الكتاب (7) في قائمة ضمت (52) كتاب قرأتهم عام 2018 تتضمن كتابين لم أتم قراءتهما! وهو أول كتاب اقرأه في شهر فبراير من بين أربعة كتب .. وقد حصلت عليه من معرض للكتاب في إحدى المدن العربية عام 2017 ضمن (55) كتاب تقريباً كانوا حصيلة مشترياتي من ذلك المعرض.
تسلسل الكتاب على المدونة: 15
تاريخ النشر: فبراير 4, 2021
عدد القراءات:1730 قراءة
حقا انت رائعة
مع خالص شكري وتقديري
وشكراً جزيلاً لك مع خالص التقدير.