مراجعة صوتية .. كتاب / تاريخ القراءة
“التاريخ الحقيقي للقراءة هو في الواقع تاريخ كل قارئ مع القراءة”.
….. هكذا، ينتقل ألبرتو مانغويل -والطموح يملأ قلبه- من حكايته كقارئ، إلى القراءة كتاريخ عريق ارتبط به.
رواية ذات حوار أحادي رغم اشتراك اثنان في بطولتها تتحدث عن حادثة وقعت فيما يقارب القرن من الزمان .. امرأة مسنة في العقد التسعين وصبي في الرابعة عشرة من عمره! تحبس الأولى الأخير في حمام منزلها لمدة ثلاثة أيام عندما حاول سرقة منزلها، وذلك بعد أن قامت باستدراجه إلى الحمام مستغلة حداثة سنه وضحالة خبرته، وأحكام قفل الباب من وراءه. وفي الأثناء، دأبت على اطعام المسكين البسكويت والرقائق واللحم من أسفل الباب، في الوقت الذي أجبرته على الاستماع لقصة والدتها المأساوية والمتوفاة وهي في عامها الثاني، بوعد إطلاق سراحه بعد إكمالها. غير أن الرواية تنتهي بمأساوية أشد وطأة عندما تتعرض العجوز المنقطعة عن الناس إلى سقوط مفاجئ وهي في قعر دارها يؤدي إلى شلّ حركتها في اللحظة، ومن ثم احتضارها شيئاً فشيئاً .. تاركة خلفها سجينها اليافع رهين المحبس.
أما رواية العجوز فتدور حول مقتل والدتها في قضية شرف والتي تسببت في إحداث فضيحة لوالدها وللعائلة ككل، إذ منحت نفسها لمعلم طيران في ليل أحد الفنادق، مقابل تحقيق حلمها ومنحها رخصة الطيران والتحليق مباشرة بعد هذه الليلة، وقد كانت الرخص آنذاك حكراً على الرجال! وعندما غدر المعلم الوغد ولم يفِ بوعده محتجّاً بسوء الأحوال الجوية في ذلك اليوم، لم تجد بد من إطلاق النار على كتفه وهما يستقلان طيارته الخاصة، مجبرة إياه في لحظة ضعفه تلك على تلقينها تعليمات الإقلاع بالطائرة والتي كانت تجهلها رغم تعلمها الطيران. طارت بطائرته فرحة رغم تحذيراته بخطورة الطيران في تلك الأجواء، فما كان منها إلا الإصرار على الطيران ومعالجته برصاصة أخرى في جزء خاص من جسده تودي بحياته على الفور. وفي أثناء طيرانها عكس التيار منخفضة على مستوى جثته ومحلقة تارة أخرى، فإذا بالريح تعاند مركبتها وتهوي بها أرضاً منهية حياتها هي الأخرى. وعندما يحضر عناصر الشرطة، لا يكن هناك سوى جثتان .. حيث تسري فيما بعدهما الأقاويل.
… لقد كانت آخر كلمات العجوز وهي تروي روايتها لحظة توديع سجينها الصغير: “… سيرى كل منا الآخر في السماء. لا أعرف. هناك؟ ربما لا. لا أظن، فأنت أيضاً لم تفهم أمي، لم تفهم أن ما هو أخف من الهواء، رغبة المرأة”. ومنها .. جاء عنوان الرواية.
لا تحظى الرواية سوى بنجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، اضافة إلى قلة اهتمامي بهذا الصنف من الأدب في العموم. وفي الأسطر القادمة، أعرض عدد من الملاحظات حول الرواية:
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (24) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهي رابع ما قرأت في شهر ابريل من بين ثمانية كتب! لقد جاءت قراءة هذه الرواية تحديداً وتقييمها كخدمة قدّمتها لإحدى الجهات العاملة في مجال المكتبات، وما اقتنيتها.
تسلسل الرواية على المدونة: 144
تاريخ النشر: أبريل 24, 2022
عدد القراءات:651 قراءة
التعليقات