الكتاب
أخف من الهواء
المؤلف
الكتاب باللغة الأصلية
Más liviano que el aire – By: Federico Jeanmaire
المترجم/المحقق
محمد الفولي
دار النشر
مسعى للنشر والتوزيع
الطبعة
(1) 2019
عدد الصفحات
175
النوع
ورقي
تاريخ القراءة
04/09/2019
التصنيف
الموضوع
رواية أحادية الحوار بين عجوز وصبي
درجة التقييم

أخف من الهواء

رواية ذات حوار أحادي رغم اشتراك اثنان في بطولتها تتحدث عن حادثة وقعت فيما يقارب القرن من الزمان .. امرأة مسنة في العقد التسعين وصبي في الرابعة عشرة من عمره! تحبس الأولى الأخير في حمام منزلها لمدة ثلاثة أيام عندما حاول سرقة منزلها، وذلك بعد أن قامت باستدراجه إلى الحمام مستغلة حداثة سنه وضحالة خبرته، وأحكام قفل الباب من وراءه. وفي الأثناء، دأبت على اطعام المسكين البسكويت والرقائق واللحم من أسفل الباب، في الوقت الذي أجبرته على الاستماع لقصة والدتها المأساوية والمتوفاة وهي في عامها الثاني، بوعد إطلاق سراحه بعد إكمالها. غير أن الرواية تنتهي بمأساوية أشد وطأة عندما تتعرض العجوز المنقطعة عن الناس إلى سقوط مفاجئ وهي في قعر دارها يؤدي إلى شلّ حركتها في اللحظة، ومن ثم احتضارها شيئاً فشيئاً .. تاركة خلفها سجينها اليافع رهين المحبس.

أما رواية العجوز فتدور حول مقتل والدتها في قضية شرف والتي تسببت في إحداث فضيحة لوالدها وللعائلة ككل، إذ منحت نفسها لمعلم طيران في ليل أحد الفنادق، مقابل تحقيق حلمها ومنحها رخصة الطيران والتحليق مباشرة بعد هذه الليلة، وقد كانت الرخص آنذاك حكراً على الرجال! وعندما غدر المعلم الوغد ولم يفِ بوعده محتجّاً بسوء الأحوال الجوية في ذلك اليوم، لم تجد بد من إطلاق النار على كتفه وهما يستقلان طيارته الخاصة، مجبرة إياه في لحظة ضعفه تلك على تلقينها تعليمات الإقلاع بالطائرة والتي كانت تجهلها رغم تعلمها الطيران. طارت بطائرته فرحة رغم تحذيراته بخطورة الطيران في تلك الأجواء، فما كان منها إلا الإصرار على الطيران ومعالجته برصاصة أخرى في جزء خاص من جسده تودي بحياته على الفور. وفي أثناء طيرانها عكس التيار منخفضة على مستوى جثته ومحلقة تارة أخرى، فإذا بالريح تعاند مركبتها وتهوي بها أرضاً منهية حياتها هي الأخرى. وعندما يحضر عناصر الشرطة، لا يكن هناك سوى جثتان .. حيث تسري فيما بعدهما الأقاويل.

… لقد كانت آخر كلمات العجوز وهي تروي روايتها لحظة توديع سجينها الصغير: “… سيرى كل منا الآخر في السماء. لا أعرف. هناك؟ ربما لا. لا أظن، فأنت أيضاً لم تفهم أمي، لم تفهم أن ما هو أخف من الهواء، رغبة المرأة”. ومنها .. جاء عنوان الرواية.

لا تحظى الرواية سوى بنجمة واحدة من رصيد أنجمي الخماسي، اضافة إلى قلة اهتمامي بهذا الصنف من الأدب في العموم. وفي الأسطر القادمة، أعرض عدد من الملاحظات حول الرواية:

  • جاءت فكرة الرواية وطريقة عرضها جيدة بشكل عام، على الرغم من أن مضمونها يدور حول قضية تتحفّظ الثقافة العربية على الخوض فيها! وجاءت في لغة سلسة نجح فيها المترجم بنقلها من نصّها الأصلي (Más liviano que el aire – By: Federico Jeanmaire).
  • على الرغم من إمكانية سرد القصة المحورية للرواية في ثلاثة صفحات على أقرب تقدير، فقد امتدت على مائة وخمسة وسبعين صفحة، في حوار من طرف واحد .. ممل ومكرر وشبه خاو، يستشف القارئ رأي الطرف الصامت في الرواية من خلال ردود الطرف المتحدث. لا يخرج هذا الحوار الممتد -في غير قصة الأم- عن توبيخ السجانة المستمر لسجينها، لسلاطة لسانه وابتذاله ومقاطعته المستمرة لها، وهي لم تكف عن الشكوى من أخلاق البشر في العموم، والعزلة التي عاشت بها بعد عداء ذويها لها، وقبحها الموروث من والدها رغم جمال والدتها الأخاذ، ومحاولاتها تأديب السجين وتهذيب أخلاقه وانتقاد والديه وأصله الأسود. يشمل الحوار كذلك فورة غضبها عندما مزق جزء من صورة والديها الوحيدة بعد أن مررتها له من أسفل الباب بوعد المحافظة عليها، بالإضافة إلى تكرار مشهد إطعامه البسكويت وقطع اللحم المطبوخة.
  • ترد في الرواية بعض الألفاظ الجريئة أثناء الحديث عن قضية الشرف ووصف أحداثها، وكيل الشتائم لجنس الرجال، مع شيء من العنصرية ضد العرق الأسود.
  • وكما يظهر على غلافها الأول، هي رواية من الأدب الأرجنتيني وحائزة على جائزة كلارين للرواية عام 2009.

 

= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

من الذاكرة: جاء تسلسل الرواية (24) في قائمة ضمت (85) كتاب، قرأتهم عام 2019 تتضمن أربعة كتب لم أتم قراءتها، على الرغم من أن العدد الذي جعلته في موضع تحدٍ للعام كان (80) كتاب فقط .. وهي رابع ما قرأت في شهر ابريل من بين ثمانية كتب! لقد جاءت قراءة هذه الرواية تحديداً وتقييمها كخدمة قدّمتها لإحدى الجهات العاملة في مجال المكتبات، وما اقتنيتها.

تسلسل الرواية على المدونة: 144

تاريخ النشر: أبريل 24, 2022

عدد القراءات:651 قراءة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *