قرأت وكتبت (أدب السجون)

ومن على رف (أدب السجون) في مكتبتي، أنقل طرفاً مما قرأت ومما كتبت:

 

في كتاب/ تدمر شاهد ومشهود: مذكرات معتقل في سجون الأسد:

قرأت:

“وساقتني الأيدي القاسية ثانية إلى الأعلى. وعلى باب غرفة التحقيق وجدت الشخص الذي أحضرني ينزع عني ملابسي كلها ويقذف بي من ثم إلى داخل الغرفة مغمض العينين مكبل اليدين عارياً كيوم ولدتني أمي! ولم يلبث الصوت نفسه أن أمرني بالجثو على الأرض وخفض الرأس، وحذرني أن أحاول رفع هامتي لأي سبب”.

وكتبت:

يفقد سليم خمسة عشر كيلو غرام من وزنه خلال الأسبوع الأول فقط من دخوله السجن وقد أصبح مجرد (رقم)، ليتعايش مع طوفان الجرذان والحشرات وزملائه المئة المحشورين في زنزانة ضيقة، يتناوبون النوم على أرضيتها الباردة، ويُجبرون أحياناً على أكل الفئران وابتلاع الصراصير. تتوالى الضحايا أمام مرأى عينيه خلال الأعوام الممتدة من 1980 إلى 1991 ما بين المشانق والتعذيب والتجويع وفتك الأمراض الجسدية والاضطرابات النفسية. تتفشى الكوليرا بين المساجين فيتساقطون تباعاً، غير أن إدارة السجن تتخذ التدابير الوقائية لعزلهم، لا رأفة بهم بل لمنع إصابة الإدارة بالعدوى!. وقد تنوعت صنوف التعذيب كالصعق الكهربائي، والكي بالنار، والتعليق من الأرجل، والجلد بالسياط، والضرب بالكابلات، وتكبيل الأيدي والأرجل بالسلاسل الحديدية!.

 

? ? ?

في كتاب/ مذكراتي في سجن النساء:

قرأت:

“لم تكن بدور تدخل المرحاض إلا ونراها تقفز آخره قبل أن تكمل مهمتها صارخة: صرصار!. ما أن نسمع صرختها حتى نجري إليها وفي يد كل منا شبشبها شهرته في يدها كالسيف استعداداً لضرب الصرصار. وفي يوم سمعنا صرختها وهي جالسة في الحوش، وظننا أن صرصاراً هجم عليها، وخلعنا الشباشب وتأهبنا للمعركة لكننا لم نر صرصاراً وإنما رجل. لم تكن مرتدية النقاب وأفزعها أن يلمح رجل شعرها العاري، وقفزت من الحوش إلى العنبر في خطوة واحدة وأخفت شعرها ووجها تحت النقاب. أصبحنا من بعد، كلما سمعنا صرختها وقبل أن نخلع الشباشب نسأل: صرصار أم رجل”؟”.

وكتبت:

تُلقي الكاتبة الضوء على نماذج من أخلاق السجينات المتأرجحة بين التشدد الديني والانحلال الخلقي، فمن السجينات من انتقبن، وتلين القرآن ليل نهار، وقد حُشيت أدمغتهن بكل ما من شأنه تحقير المرأة والحطّ من قدرها كإنسانة في المقام الأول!. ومن السجينات من قتلت زوجها وقطعته إرباً بعد أن وجدته مستلقياً فوق ابنتها ذات التسع سنين، وذلك عندما عادت من عملها اليومي في فلاحة الأرض إلى دارها فجأة، حيث يقبع زوجها آكلاً شارباً نائماً شاخراً ليل نهار!. ومن السجينات الداعرات من كن يتبجحن في إسفاف، وقد شوهدن يتحرشن بطبيب السجن الذي كان يتجاوب معهن بانتشاء، قد عُرف به.

? ? ?

 

في كتاب/ القوقعة: يوميات متلصص:

قرأت:

من خلال سماعنا لارتطام الجثث في أرضية السيارة كنا نعرف عدد الذين ماتوا في هذا اليوم، وفي يوم زيارة المقدم أحصى الساهرون ثلاثة وعشرين خبطة جثة“.

وكتبت:

يقع مهجع السجناء بالقرب من الباب الخلفي للسجن، وهو الباب الذي يستقبل الشاحنة الروسية التي تأتي يومياً بقدور الطعام الكبيرة صباحاً، وتعود ليلاً محملّة بجثث القتلى عن كل يوم.

? ? ?

 

عدد القراءات:452 قراءة