قرأت وكتبت (أدب الرحلة)

ومن على رف (أدب الرحلة) في مكتبتي، أنقل طرفاً مما قرأت ومما كتبت:

 

في كتاب/ يوميات رحلة إلى أوروبا:

قرأت:

“الأربعاء 23 ربيع الأول 1290 (21 مايو 1873): بعد استيقاظنا هذا الصباح، قمنا بنزهة بالعربة وسط المدينة. أدت فرق الإطفاء بعض التمارين، ثم ذهبنا إلى متحف الإثنيات، وهو عمارة جد فاخرة. تمت صناعة دمى من الشمع الاصطناعي بقامة طبيعية، تجسد شعوب روسيا كلها، مكتسيات بزي كل قبيلة أو كل جنسية. يكاد المرء أن يحسبها بشراً حقيقياً، حيث لا يوجد أي فرق. أدوات اخرى جلبت من مساكن المتوحشين في أمريكا أو أفريقيا معروضة هنا. أخبروني أن خزانة الكتب هنا تضم أكثر من مائتي ألف كتاب”.

وكتبت:

وبما أن الرحلة قد تمت في زمن يخلو تماماً من التكنولوجيا، فقد كانت آلة التصوير هي العين وآلة التوثيق هي القلم .. بطبيعة الحال. عليه، فقد كان من المتوقع أن يشحذ الرحّالة أقصى همة (لتصوير وتوثيق) تفاصيل تلك الرحلة الممتدة، وليس الاقتصار على ما هو أشبه بتدوين يوميات وملاحظات، لا سيما أنها رحلة قد سارت في أراض غربية مختلفة الطبع والطابع، والتي نادراً ما كانت تحدث، وعن طريقه هو كملك ذو مكانة ونفوذ!.

 

? ? ?

في كتاب/ الغابة:

قرأت:

“ونتيجة لهذه الحياة المفعمة بالبراءة، انتفى الشعور بالهم والخوف من المستقبل، وانتفى الحزن والقلق. والنتيجة أنك لم تكن تجد في الغابة الوجوه النكدة المربدة بالهموم، ولا الوجوه الكشرة العكرة التي نراها في المدينة، وإنما كنت ترى وجوهاً ضاحكة بسامة فياضة بالمرح، وتشاهد حلقات يومية من الرقص والغناء، وترى الدعابة والرقة وحب الغرباء، وتلمس الطبيعة المسالمة”.

وكتبت:

وما يثير الانتباه، مقارنة نقاء النفس البشرية عند ساكن الغاب مع نظيره رجل الحضارة!.. إذ يتولد الكبت ويتغلب الشك وتعلو الأنا، وما يتبع ذلك من فساد أخلاقي يزداد كلما ازداد ذلك (المتمدن) علماً أو ادعى، في حين تسود ثقافة الحرية الشخصية واحترام الآخر عند (المتخلف) في البراري .. كما يُنظر إليه!. وعن التضاد بين تلك الأخلاق والقيم الزائفة والحقيقية، ونعرة الرجل الأبيض كسيد الرجل الأسود العبد.

 

? ? ?

في كتاب/ فوق الغيوم تحت الغيوم:

قرأت:

أهل المدن ومواطنو الدول بأخلاقهم وآدابهم وسلوكهم وتحضرهم هم الذين يحكمون على مدنهم ودولهم بالحياة أو الموت، بالحزن أو الفرح“.

وكتبت:

ليست المدن أبنية من حجارة صماء ولا مجرد أزقة وحدائق وأسوار، بل أشبه بكائن حي في دورة حياة كاملة، تفرح وتبتهج وتحيا، وتحزن وتأسى وتموت! منها ما تشامخ عمرانها وتنوعت مرافقها وكثرت سبل رفاهيتها، إلا أنها مقيتة تبعث النفس على الكرب والقنوط، ومنها ما تشحذ الخيال الخصب وتورق معها الروح، رغم بساطة أبنيتها وخدماتها وسبل الراحة فيها.

 

? ? ?

 

عدد القراءات:339 قراءة